إطلاق إيران صاروخًا يحمل قمرًا صناعيًّا.. الأهمية والدلالات

https://rasanah-iiis.org/?p=20650

أعلنت إيران، يوم الأربعاء 22 أبريل 2020م، عن نجاحها في إطلاق أول قمرٍ صناعيٍّ عسكريٍّ إلى مداره الواقع على بعد 425 كم من سطح الأرض، في خطوة تأتي لتحمل رسائل ودلالات للداخل الإيراني وللمجتمع الدولي، خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض عقوبات على طهران؛ بسبب برنامجها النووي والصاروخي، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين.

وأعادت واشنطن فرض عقوبات على إيران بعد قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018م، بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015م، بين إيران وست قوىً عالميَّة، إذ برر ترامب قراره بثلاث نقاط، هي: إنَّ الاتفاق النووي لا يمنع إيران من حيازة أسلحة دمار شامل في المستقبل، فضلًا عن برنامجها الباليستي، وأنشطة ميليشياتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأدى القرار الأمريكي إلى فرض ضغوط غير مسبوقة على الاقتصاد الإيراني، وتهاوت قيمة العملة المحلية، وأدى ذلك كله إلى تردي الأوضاع المعيشيَّة للإيرانيين. 

وقال التليفزيون الرسمي الإيراني في إعلان هذا النبأ: «انطلق أول قمرٍ صناعيٍّ عسكريٍّ إيراني «نور-1» هذا الصباح من صحراء وسط إيران. كان الإطلاق ناجحًا ووصل القمر الصناعي إلى مداره». وذكر الحرس الثوري الإيراني أن القمر الصناعي «نور» يدور في مدار الذي يبعد 425 كيلومترا عن سطح الأرض. وأضاف في بيان على موقعه الإلكتروني أنه استخدم الصاروخ «قاصد» في إطلاق القمر الصناعي، لكنه لم يخُض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المُستخدمة. وأشار إلى أنَّ الصاروخ ذو الثلاث مراحل يَستخدم مزيجًا من الوقود الصلب والسائل

وأظهرت لقطات بثها التليفزيون جزءًا من آية قرآنية كُتبت على الصاروخ وهي: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ».

وقال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده في تصريحٍ له: إنَّ صراخ الأمريكيين والغرب، يدل على أهمية نجاح إيران في إطلاق قمرها الصناعي وإيصاله إلى مداره. وأكد حاجي زاده أنَّ جميع مراحل صناعة القمر وإطلاقه تمت دون علم أجهزة المخابرات الغربية ولهذا فوجئت. وأضاف خلال لقاء تليفزيوني: لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب أي حماقة ضد إيران، وما يصرح به المسؤولون الأمريكيون للاستهلاك الداخلي لا أكثر. وأكد أنَّ بلاده ستُعزز قدراتها الدفاعيَّة والعسكريَّة والفضائيَّة لضمان أمن إيران القومي.

ووَفقًا لوكالة «إيسنا»، أوضح أمير علي حاجي زاده: إننا نعلم أنَّ الأعداء يحاولون رصد هذا العمل، وبذلنا جهودًا للمضي قدما في هذا العمل بسرّية. وأكّد قائلًا: الفضاء حاجةٌ ملحة، وبدون التواجد في الفضاء كنا سنُحرم من العديد من الإمكانات العسكريَّة والمدنيَّة ذات الأبعاد الواسعة في الفضاء، ويعتبر البعد الخامس للشؤون الدفاعيَّة بعد البر والبحر والجو والسايبر، هو الفضاء.

وأضاف، إنَّ التواجد في الفضاء يحررهم من القيود التي كانت مفروضةً عليهم في الحصول على المعلومات. وأشار إلى الصعوبات التي واجهت المشروع، واصفًا إياه بالمشروع العظيم وأنَّ إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء هو نجاحٌ بحد ذاته، وأنَّ النجاح في جوهره يتمثل في تحطيم العديد من الحواجز التكنولوجية التي تم تجاوزها بهذا الإنجاز. ولفت إلى أنَّ المشروع مكون من عدة مراحل، واستدعى الأمر تخفيف وزن جسم المراوح الدافعة باستخدام مواد مركبّة وكان ذلك معقدًا للغاية.

كما أكّد حاجي زاده، على أنه سيتم بالتأكيد تطوير العمل في المشروع الفضائي لاستغلال الإمكانات التي يمكن الحصول عليها من الفضاء في المجالين العسكري والمدني والمهام الاستخبارية، وأنه في المستقبل سيتمّ وضع أقمار صناعيَّة في مداراتٍ أعلى لزيادة فعاليتها، مُشيرا إلى أنَّ التقدم المحرز في عالم اليوم يعتمد على تكنولوجيا الفضاء، موضحًا بأنه وفي ظل العقوبات المفروضة على بلاده، يتعيّن عليهم توفير هذه الإمكانية لأنفسهم. وأشار إلى أنَّ أيّ دولةٍ تصل إلى مرحلة القدرة على إطلاق الأقمار الاصطناعيَّة للفضاء، تعتبر دولة عظمى، وأنَّ بلاده ستسعى إلى تحسين قدراتها في هذا المجال باستخدام الوقود الصلب في الصواريخ، لتقليل التكلفة، كما أوضح أنَّ هذا العمل سيؤدي إلى تعزيز القوة الدفاعية لبلاده.

من جانبه، أشار أحد المحللين السياسيين في تعليقه على إعلان إطلاق القمر الصناعي، بأنَّ القوات العسكريَّة الإيرانيَّة أصبحت أكثر قوة، وأنَّ الأمريكيين يدركون ذلك، مُشيرًا الى أنهم سيعزلون الأمريكيين في المنطقة، وستصبح إيران قوةً لا ينافسها أحدٌ في المنطقة.

ويُشير موقع «SpaceWatch.global» إلى أنَّ المفاجأة في هذا الإعلان هو استخدام صاروخ «قاصد» للمرة الأولى، كمركبةٍ لحمل الأقمار الصناعية satellite launch vehicle SLV، إذ لا يتوفر حوله معلوماتٍ فنيَّة كافية، وتتكون مرحلة إطلاق صاروخ «قاصد» من ثلاث مراحل باستخدام خليطٍ من الوقود الصلب والسائل.

وأشار الموقع إلى أنَّ الصور المتوفرة تُفيد بإطلاق الصاروخ من شمال البلاد باتجاه الجنوب، للإطلاق في المدار المخصص له في مدار توافقيٍّ مع الشمس، مما يُشير إلى أنه قمر صناعي للمراقبة الأرضية يستطيع الدوران حول الأرض عدة مرات في اليوم، ولم تُعرف المدة الزمنية لحياة هذا القمر.

كما أشار الموقع إلى أنَّ عملية الإطلاق لم تتمّ من نفس موقع الإطلاق للمحاولات السابقة، التي كانت تطلق من مركز الإمام الخميني للفضاء في منطقة سمنان شرق إيران، إذ أُطلق هذه المرة من قاعدةٍ عسكريَّةٍ تابعة للحرس الثوري تسمى «شاهرود» في الشمال الإيراني بالقرب من بحر قزوين، ومن قاعدة متنقلة، ويعود ذلك ربما للتمويه على الاستخبارات الغربية.

أولًا: ردود الفعل الدوليَّة

  1. الولايات المتحدة الأمريكية:

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نجاح إيران في إطلاق قمرٍ صناعيٍّ للأغراض العسكرية، حيث كشف مسؤولان بوزارة الدفاع الأمريكية عن تقييم واشنطن حول إطلاق إيران لصاروخٍ يحمل قمرًا صناعيًّا عسكريًّا إلى الفضاء وذلك لأول مرة بتاريخها، بأنَّ العملية كانت ناجحة.

وصرح المتحدث الرسمي لـ «البنتاجون»، بأنَّ الخطوة الإيرانية تأتي في إطار مساعيها الخبيثة والاستفزازية، لتهديد جيرانها والعالم بأسره، إلّا أنّه امتنع عن الإدلاء بأيّ تفاصيل، مُشيرًا إلى أنها معلومات استخبارية.

وينظر الجانب الأمريكي إلى هذه الخطوة على أنها خطوةٌ كبيرة؛ لأنَّ البرنامج الفضائي الإيراني يستخدم التكنولوجيا ذاتها المطلوبة لإطلاق صاروخ عابر للقارات، الأمر الذي يعني زيادة قدرة طهران على ضرب أهداف معادية، ووَفقًا لأحد المسؤولين فإنَّ قيادة الفضاء الأمريكية تتعقب جسمين في مدار الأرض، أُطلقا من داخل إيران أحدهما هو جسم الصاروخ والآخر قُيّم على أنه القمر الصناعي الإيراني، لافتًا إلى أنَّ جسم الصاروخ سيبقى في المدار؛ لأن برنامج الفضاء الإيراني ليس متطورًا لدرجة تمكنهم من إعادة الصاروخ إلى الغلاف الجوي.  

من جهته، علّق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على خبر إطلاق إيران لقمرها الصناعي العسكري، قائلًا: إنه «يجب تحميلها المسؤولية» باعتبار أنَّ هذه الخطوة تُعَد خرقًا لاتفاقية مجلس الأمن الدولي.

2- المملكة المتحدة:

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أنَّ إطلاق إيران لقمرٍ صناعيٍّ باستخدام تقنية الصواريخ الباليستية، هو أمرٌ مقلق، ولا يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم (2231).

3- وسائل الإعلام: 

تداولت العديد من المواقع الإخبارية الخبر، ويكاد يكون بنفس الصيغة، حيث أشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى خبر الإطلاق، موضحةً أنَّ ذلك الخبر حسب ما ادّعته الحكومة الإيرانية، وأنَّ ذلك يأتي بعد يومٍ من تغريدة نشرها الرئيس الأمريكي على حسابه الرسمي في «تويتر» بأنه أصدر أوامره باستهداف أيّ زورقٍ إيراني معادٍّ     يقترب من السفن الأمريكية، وذلك في أعقاب اقتراب قواربَ إيرانية من بارجةٍ أمريكية في مياه الخليج العربي الأسبوع الماضي.

ثانيًا: برنامج الصواريخ الفضائيَّة الإيرانيَّة

أجرت إيران العديد من المحاولات لإطلاق صواريخ قادرة على حمل الأقمار الصناعية وإيصالها إلى مدارها، لكن لم يُكتب لها النجاح وفشلت جميع المحاولات السابقة، ويُثير الإصرار على إطلاق هذه الصواريخ تكهناتٍ بشأن وجود نوايا خفية وراء البرنامج الصاروخي الإيراني.

ففي العام 2017م، فشلت إيران في محاولة إرسال صاروخ إلى الفضاء بعد إطلاقه، وفي العام 2019م، باءت محاولتان على الأقل لإطلاق قمرٍ اصطناعيٍّ بالفشل، فضلًا عن انفجار صاروخ على منصة الإطلاق في أغسطس 2019 .

وبالرغم من أنَّ برنامج الصواريخ ذو تكلفةٍ باهظة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمُر بها إيران في ظل العقوبات، فإنَّ مواصلتها العمل في هذا البرنامج يُوفر لها وسيلة ضغط على المجتمع الدولي، ووسيلةً دعائية أمام الداخل الإيراني.

ويُحذّر الجانب الأمريكي من احتمال أنْ تكون التكنولوجيا الباليستية الإيرانية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها، هي ستارٌ لتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوسٍ حربيَّةٍ نوويَّة، كما أنها قد تحمل العديد من ملامح التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ العابرة للقارات.

وتقول واشنطن إنَّ هذه الأنشطة تتحدى قرار مجلس الأمن الدولي(2231) للعام 2015م، الذي يدعو إيران إلى عدم القيام بأيّ نشاطٍ يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. وتقوم تقنية وقود الصواريخ الإيرانية على استخدام الوقود الصلب القليل التكلفة، إلّا أنَّ حاجتها إلى الدقة في التحكم بمسار الصواريخ، تجعلها تلجأ لاستخدام الوقود السائل عالي التكاليف إلى جانب الوقود الصلب.

ثالثًا: أهمية التوقيت والدلالات

  1. الوضع الداخلي:

أ- تمر إيران بظروفٍ صعبة جراء العقوبات التي طالت جميع مناحي الحياة الإيرانية، وسببت تذمر الشعب الإيراني من قيادته وسوء إدارتها للبلاد والتدخلات الخارجيَّة التي تتبناها القيادة الإيرانية في عدد من الدول والتي يتحمل عبئها المواطن الإيراني، وزاد من تفاقم الأوضاع فشل الحكومة في التعامل مع تداعيات فايروس «كورونا»، وكعادة القيادة الإيرانية في الهروب للأمام واختلاق مشكلةٍ تلهي بها الشعب كلما وجدت نفسها في ضائقة «صناعة العدو»، ويمكن النظر لهذا الإعلان بأنه يأتي لإلهاء الشارع الإيراني بالعدو الخارجي، ويؤكّد على دور إيران المقاوم، ومنجزاتها التقنيَّة التي تستحق أن يضحي الشعب من أجلها.

ب- يتعرض الحرس الثوري، والقيادة الإيرانية، لضغوطٍ كبيرة جراء الإخفاق في الانتقام لمقتل قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني، وكذلك جراء استهداف طائرة الركاب الأوكرانية التي قضى فيها العديد من الركاب الإيرانيين، وهذا الاطلاق يُساعد في إعادة البريق والثقة لإمكانات الحرس الثوري، وللقيادة الإيرانية؛ لتجاوز ما تعرضا له من هزات.

  1. الوضع الدولي:

أ- تسعى إيران من خلال الإعلان عن إطلاق الصاروخ لأنْ تُرسل رسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية التي رضخت للجانب الأمريكي في موضوع البرنامج النووي الإيراني، والعقوبات القصوى المفروضة على إيران، وأن تضغط في محاولةٍ لإعادة إحياء المفاوضات.

ب- كذلك تسعى إيران من خلال هذا الإعلان إلى التأثير في المسار الانتخابي الأمريكي، بإرسال رسالةٍ إلى الناخب الأمريكي بأنَّ السياسة التي اتخذها الرئيس ترامب بإلغاء الاتفاق النووي والعقوبات، لم تردع إيران، بل دفعتها إلى المُضي قدمًا في برنامجها النووي والصاروخي، في محاولةٍ للتأثير في سير الانتخابات المقبلة وعدم إعادة انتخاب الرئيس ترامب، وانتخاب رئيس آخر يمكن إعادة التفاوض معه وتخفيف العقوبات، وإضافة المزيد من الضغط على الرئيس ترامب في ظل الأوضاع الصحيَّة التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية والضغوط التي تتعرض لها إدارته جراء تعاطيها المتأخر مع انتشار «كورونا».

ج- إرسال رسائل إلى الدول المجاورة المناهضة للسلوك الإيراني، بأنها أصبحت قوةً مهيمنة في المنطقة وتعدت ذلك بإنجازات لم يسبقها أحد من هذه الدول، وأنَّ من مصلحة هذه الدول إعادة النظر في علاقاتها مع إيران، وكذلك تعزيز الثقة لدى الميليشيات التابعة لها، بأنهم يقفون مع الجانب القوي.

رابعًا: التحليل والاستنتاج

  1. يُظهِر الفيديو الذي بثته وسائل الإعلام لقطاتٍ غير مترابطة لا يمكن الجزم بصحتها، إذ يُظهِر لقطات مجمّعة يظهر فيها عددٌ من ضباط الحرس الثوري يرتدون أقنعةً طبيَّةً ويهتفون في منظر يكاد يكون مصطنع، ثُم يظهر رجلان يتعانقان غير مبالين بالوضع الصحيّ في منظر يُعاكس الالتزام من قبل ضباط الحرس الثوري في المشهد الأول، وكأنهما في مكانين مختلفين، وقد يكون إطلاق القمر الصناعي تمّ بمساعدة دولةٍ أخرى، وهذا الإعلان يأتي للتستُّر على الدولة التي ساهمت في المساعدة في ذلك.
  2. تأكيدات الجانب الأمريكي لم تورد أي معلومات تفصيلية عن عملية الإطلاق، إذ أشارت إلى معلوماتٍ رصدتها قيادة الدفاع الجوي لشمال أمريكا، تتوافق مع مواصفات الصاروخ «نور-1»، ولم تُصرح عن المعلومات الاستخبارية والتحاليل التي لديها، وربما تأتي الرواية الأمريكية لإضفاء ذريعةٍ لها لمواصلة الضغط على إيران وتشديد العقوبات.
  3. تكمُن الأهمية في الحديث في قدرة إيران على صناعة صواريخ عابرة للقارات تستطيع من خلالها تهديد أوروبا، وربما تستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإمكانية النجاح في الحصول على قدرةٍ لإيصال الرؤوس النووية في المستقبل، وفيما يتعلق بالأقمار الصناعية، فإنَّ أهميتها نسبية لا تُقارن بما يستشعره الغرب من أخطار الصواريخ العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نوويَّة، قد تُعزز من نجاح إيران في برنامجها النووي.
  4. أقدمت إيران على هذه الخطوة ـ إن صدقت ـ لعلمها بأنَّ المجتمع الدولي حاليًا مشغول بتداعيات جائحة «كورونا»، وما أحدثه ذلك من أزماتٍ اقتصاديَّة وتوترات دوليَّة وخصوصا بين الصين والولايات المتحدة، وبالتالي فإنَّ إيران تريد فرض سياسة الأمر الواقع في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العالم.
  5. تعتمد أهمية الأقمار الصناعيَّة العسكريَّة على مدى دقتها التصويرية، وقليلة هي الدول التي تمتلك قدرات تصويرية عالية يمكن أن تكون مفيدة في متابعة التحركات والمواقع الهامة على الأرض، وربما ليس لهذا القمر «نور-1» تلك القدرات الهامّة، وتكمن أهمية الإعلان عنه على سبيل الدعاية في القدرة على اقتحام الفضاء ومقارعة الدول الكبرى، وفي مدى قدرة ونجاح إيران في تطوير الوسائل الصاروخيَّة التي تُؤسِّس لقدرات أخرى مثل تطوير صواريخ عابرة للقارات الذي تخشاه الدول الغربية، أو تطوير صواريخ لديها القدرة على حمل أسلحةٍ نوويَّةٍ لتصبح أحد النجاحات في البرنامج النووي الإيراني.
  6. أظهر موقعٌ لرصد مواقع الأقمار الصناعية تابعٌ لمحطة الفضاء الدولية «International space station ISS»، حركة القمر الصناعي المشار إليه «نور-1» في مداره. وأشار الموقع إلى أن القمر أطلق في مداره بتاريخ 21 أبريل 2020م، بينما جاء إعلان الحرس الثوري يوم الأربعاء 22 أبريل 2020م، مما قد يُشير إلى عدم دقة المعلومات المنشورة ودعائيّتها، وأنَّ إطلاق القمر تمّ من مكانٍ آخر وبمساعدة إحدى الدول، خصوصًا في ظل تحفظ الجانب الأمريكي عن الإفصاح عن المعلومات التي لديه.

حركة القمر الصناعي «نور-1» في مداره

images Source: https://www.n2yo.com/?s=45529 

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير