أثار تقرير الحكومة الأمريكية غضب نواب الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي بشأن إرسال ما يقارب 400 مليون دولار أمريكي من العملات النقدية إلى إيران في شهر يناير الماضي بعد قيام الأخيرة بإطلاق سراح أربعة مواطنين أمريكيين معتقلين على أراضيها هم: مراسل صحيفة “واشنطن بوست” جايسون راضايان؛ وضابط المشاة البحرية الأمريكية؛ والقس المسيحي سعيد عابديني؛ ونصرة الله خسروي رودساري.
وحصلت صحيفة “وول سريت جورنال ” على السبق الصحفي حول تفاصيل الفدية، حيث تعتبر الـ 400 مليون دولار الدفعة الأولى من أصل 1.7 مليار دولار وافق البيت الأبيض على دفعها نظير اتفاقية لبيع السلاح إلى إيران عام 1979 والتي وقعها الشاه الإيراني الأسبق محمد رضا بهلوي قبل سقوطه.
وأثارت الفدية غضب الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس باراك أوباما بأنه قام بزيادة فرص الأنظمة العدوانية باختطاف المواطنين الأمريكيين.التفاصيل الجديدة حول الفدية التي أرسلت بعملات متنوعة مثل الفرانك السويسري واليورو، جعلت السيناتور مارك كيرك، يصرح في بيان له، “بأن دفع الفدية للخاطفين يعرض الأمريكيين لمزيد من الخطر، لقد أدت سياسة الاسترضاء للبيت الأبيض إلى قيام إيران باختطاف مزيد من المواطنين الأمريكيين، رغم أنه تم إنقاذ رهائن تحمل الجنسية الأمريكية من يد إيران”.
وفي محاولة للرد على هذه الادعاءات، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي، أن إطلاق سراح هؤلاء الأفراد ودفع مبلغ الـ 400 مليون دولار لا علاقة بينهما، مضيفًا أي إشارات مبطنة مماثلى هي كاذبة تماماً، وأضاف: “نحن لا ندفع الفدية. ولم تكن هناك فدية”، واستطرد قائلاً: “عملية الدفع لم تكن سرية”، وأصر كيربي على أن تسوية اتفاق بيع الأسلحة والاتفاق النووي لم تكن لأي منها علاقة بالأخرى.
وكانت عملية الدفع من أجل تسوية الدعوى التي أدلت بها إيران ضد الولايات المتحدة أمام المحكمة الدولية في لاهاي. وجاءت التسوية في نفس الفترة الزمنية التي أبرم فيها الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى.
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أيدوارد رويس، إن الطبيعة اللوجستية لعملية الدفع هذه – حرفياً؛ إرسال طائرة مليئة بالنقود للتهرب من القانون الأمريكي يظهر مرة أخرى الجرأة غير العادية لإدارة الرئيس أوباما لمطاوعة إيران، وفي نفس الوقت إخفاء الحقائق عن الكونجرس والشعب الأمريكي”، مضيفًا في بيان لهظم “إن مئات الملايين وضعت في جيوب نظام إرهابي يعني بكل وضوح أن المنطقة أصبحت أكثر خطورة. ودفع فدية يؤدي فقط إلى وضع المزيد من الأمريكيين في خطر”.
كما استغل المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، هذا التقرير للهجوم على المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون التي شغلت منصب وزير الخارجية من العام 2009 إلى عام 2013، حيث غرّد: “وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عديمة الكفاءة، وهي التي بدأت بمحادثات منح 400 مليون دولار إلى إيران. إنها فضيحة!”.
المصدر: مجلة فورين بوليسي.