الضربة العسكرية الأمريكية في سوريا.. الرسائل والدلالات

https://rasanah-iiis.org/?p=24071

نفَّذت الولايات المتحدة الأمريكية، في 26 من فبراير، ضربةً جوِّية على مواقع ومنشآت تابعة لفصائل موالية لإيران على الحدود العراقية-السورية، كردٍّ على سلسلةٍ من الهجمات الصاروخية، التي استهدفت القواعدَ والمصالحَ الأمريكية في العراق، ويُعتبَر القصفُ هذه المرَّة مختلفًا، نوعًا ما، خاصَّةً أنَّ مصدرهُ أمريكا، وليس إسرائيل كالعادة. كما أنَّه يُعتبَر الأوَّل الذي تُنفِّذه وزارةُ الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ ما يدفعنا للتساؤل حول طبيعة هذه الهجمات الأمريكية، ودوافع وأسباب هذا التوجُّه الأمريكي وتوقيته، كما يطرحُ تساؤلًا حول الرسائل التي أرادت الإدارةُ الأمريكية توجيهها، سواءً للإدارة الإيرانية أو باقي الدول المعنية بالشأن السوري، علاوةً على التساؤل عن أهمّ ردود فعل ومواقف الفاعلين، وأبعاد وتداعيات الضربة الأمريكية المُحتمَلة مستقبلًا.  

نطاق وحدود الضربة الجوِّية الأمريكية

استهدفت الضرباتُ الجوِّية الأمريكية بشكلٍ أساسي معبرًا حدوديًا مخصَّصًا لفصائل وميليشيات تابعة لإيران ومؤدِّيًا إلى قاعدة الإمام علي، وكذلك استهدفت ستَّة منشآت أسلحة داخل القاعدة تستخدمها نفسُ الفصائل المدعومة من إيران، بما فيها «كتائب حزب الله» و«كتائب سيِّد الشهداء» شرق سوريا، واستخدمت الولاياتُ المتحدة في هذه الهجمات 7 قنابل وُصِفت بـ«الذكية جدًّا»، سِعة الواحدة منها 250 كيلوغرامًا من المتفجِّرات، لضرب 7 أهداف، بينها نقاطُ مراقبة وشاحنات، ويُعتَقد أنَّ هذه الأهداف تُستخدَم من قِبَل الميليشيات والفصائل الإيرانية لتخزين وتهريب الأسلحة والذخائر. 

 ويُعتبر كلا الفصيلين المستهدفين بالغارة الأمريكية، من أقوى الميليشيات التي أنشأها الحشد الشعبي العراقي والمدعومة من إيران في الشرق الأوسط، فالفصيل الأوّل وهو «كتائب حزب الله» وتمّ إنشاؤه في عام 2006م، وهي منظَّمة إرهابية متطرِّفة مدعومة من إيران تسعى إلى تنفيذ أجندة إيران في المنطقة، وسبق أن أدرجت وزارة خارجية الولايات المتحدة «كتائب حزب الله» على لائحة المنظَّمات الإرهابية والإرهابيين (SDGT) في يوليو 2009م. فيما أُنشِئت «كتائب سيِّد الشهداء» عام 2013م، بحُجَّة حماية المراقد الشيعية وتوسيع نطاق العمليات الإيرانية على الأراضي السورية.

 فيما يُشير استهداف القوّات الأمريكية لمنطقة البوكمال السورية المُتاخمة للحدود العراقية بالتحديد دون غيرها من المناطق، إلى انتقاءٍ عسكري لأهمِّ منطقةِ تمركُز للميليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا، والذي يشهد حِراكًا إيرانيًا متواصلًا وتعزيزًا للنفوذ الإيراني بهدف إقامة ممرّ برِّي يربط لبنان بكُلٍّ من العراق وسوريا، ويمثِّل معبر البوكمال-القائم بالنسبة إلى إيران من منظورٍ عسكري، بدرجة أكبر، دورًا مهمًّا في تيسير انتقال القوّات العسكرية وشبه العسكرية عبر الحدود السورية-العراقية، لذا توفِّر سيطرة إيران ووكلائها على هذه المناطق الحدودية سهولةَ الانتقال جِيئةً وذهابًا، وإعادة الانتشار والتموضُع في مناطق أُخرى، واستخدام هذا الموقع في تخزين الصواريخ الإيرانية، وطائرات «الدرون»، والمعدَّات الصناعية العسكرية اللازمة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية. 

الدوافع المباشرة للهجوم على الفصائل الإيرانية

جاءت الضربة الجوِّية ردًّا على سلسلةٍ من التصعيد المتعمَّد من قِبَل طهران وعبر وكلائها في العراق، فعمِدت الميليشيات التابعة لإيران على استهداف المصالح الأمريكية بثلاث هجماتٍ على منشآتٍ تستخدمُها القوّات الأمريكية وقوّات التحالُف في أسبوعٍ واحد؛ وجاءت هذه الهجمات الأخيرة بعد شهورٍ من الهدوء النسبي، وسطَ هُدنةٍ قبِلتها الفصائل الموالية لإيران في مواجهة تهديدات من الولايات المتحدة بإغلاق بعثتها الدبلوماسية. وعلى ما يبدو، أرادت طهران بذلك الذهابَ إلى أبعد ما يمكن أن تذهب إليه؛ بُغية إجبارِ إدارة جو بايدن على العودة دون شروط إلى الاتفاق في شأن ملفّها النووي، الذي تمّ التوصل إليه صيفَ العام 2015م في عهد باراك أوباما. من جهةٍ أُخرى، أرادت الولايات المتحدة استباقَ أيّ تحرُّكات من قِبَل إيران ووكلائها في استهدافاتٍ جديدة للمصالح الأمريكية، عبر مهاجمة مواقع ومراكز تخزين الأسلحة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا، أيّ أنَّ الضربات الجوِّية هي رسالةٌ واضحةٌ ومباشرة لإيران بأنَّ الرئيس بايدن مستعدٌّ لاتّخاذ إجراءاتٍ صارمة لحماية مصالح الولايات المتحدة وحُلفائها في المنطقة؛ ويؤيِّد ذلك تصريح المتحدِّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، في أنَّ العملية تُرسل رسالةً لا لبْس فيها في أنَّ الرئيس الأمريكي سيعملُ على حماية الأفراد الأمريكيين وقوّات التحالُف، بما يُساهم في تهدئة الوضع العام في كُلٍّ من شرق سوريا والعراق.

رسائل ودلالات الضربة الجوِّية الأمريكية

في حين أنَّ الضربات الجوِّية التي استهدفت بها الولاياتُ المتحدة منشآتٍ ومبانٍ تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، تُعتبَر خطوةً سياسية أكثر من كونها عملًا عسكريًا، أرادت بها الإدارة الأمريكية الجديدة، التي لا تزال تكتشف نهجها في الشرق الأوسط، إيصالَ رسائل مختلفة في عددٍ من الاتّجاهات الرئيسية. فمن جهة، جاءت الضربات الجوِّية في لحظة دبلوماسية حسّاسة بين واشنطن وطهران، حيث تبحث إدارة بايدن استئنافَ المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي. في غضون ذلك، تجاهلت إيران المبادرات الأمريكية، مثل سحب طلب تفعيل العقوبات الأُممية على إيران، ورفع القيود على تحرُّكات الدبلوماسيين الإيرانيين في الأُمم المتحدة، وهدَّدت بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة، بل لجأت إلى عمليات استفزازية في المنطقة. لذا يمكن اعتبار هذا الهجوم الأمريكي أنَّه جاء كردّ فعلٍ على استهداف المصالح الأمريكية، وكردٍّ أيضًا على التصعيد الإيراني فيما يتعلَّق بالأنشطة النووية؛ من أجل إجبارِ طهران على العودة طوعيًا إلى طاولة المفاوضات النووية.

كما أرادت واشنطن بهذه الضربة تغيير تصوُّر طهران، أنَّه بإمكانها تعزيز قوّتها التفاوُضية في الملفّ النووي، إذا رفعت الرهان عن طريق الاستفزاز الإقليمي للولايات المتحدة عبر مهاجمة مصالحها وحُلفائها، وإيصال رسالةٍ لها، وكذلك لحُلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مفادها بأنَّ سعي بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي لن يدفعهُ إلى تجاهُل الأنشطة الإقليمية الأُخرى التي تقوم بها إيران ووكلاؤها. 

 فيما يُشير الاختيار الأمريكي في أن تكون سوريا موقعًا لتوجيه الضربة الجوِّية بدلًا من العراق، إلى عددٍ من الاعتبارات، من أهمِّها: أنَّ قرار الضرب في سوريا بدلًا من العراق كان على الأرجح لتجنُّب التوتُّرات الدبلوماسية مع العراق وإثارة مشاكل للحكومة العراقية، التي تواجه تحِّدياتٍ داخليةٍ كُبرى، ما بين انتخاباتٍ نيابية مبكِّرة وصعوباتٍ اقتصادية واجتماعية وأمنية متداخلة، والتي قد تتضاعف حدَّتها في حال توجيه ضربةٍ عسكرية على الأراضي العراقية. كما يمكن ملاحظة أيضًا أنَّ الردّ الأمريكي لم يأتِ في الداخل السوري، بل بالقُرب من الحدود مع العراق، وعلى الطريق الإستراتيجي الذي يربطُ طهران بعددٍ من الدول عبر معبر البوكمال، وهذا فيه تنبيهٌ على أنَّ النفوذ الإيراني الإقليمي يقعُ في خطّ الاستهداف المباشر، طالما أنَّ طهران تستغلُّه لتعريض الأمريكيين للخطر. كما يُشير ضربُ منشأة في سوريا مرتبطة بميليشيات تابعة لإيران، إلى محاولة الولايات المتحدة تجنُّب إثارة التوتُّرات التي قد تأتي بضربةٍ مباشرة على إيران، والتي تسعى إدارة بايدن إلى إقناعها بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015م، الذي انسحب منه ترامب منذ ثلاث سنوات.

ومن ضمن الرسائل الرئيسية التي تُشير إليها الضربة الجوِّية، هي أنَّ نمطَ الردّ الأمريكي على الهجمات الإيرانية على الأفراد والمصالح الأمريكية انتقلَ للإدارة الجديدة، وأنَّ استعمالَ الضربات الجوِّية المحدودة والمدروسة، هو خيارٌ مُتاح من ضمن مجموعة الأدوات المتاحة أمام الإدارة الديمقراطية الجديدة كما كانت مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك من أجل منع المزيد من التصعيد الإيراني، ووضع حدودٍ للمقبول وغير المقبول مع القوّات والفصائل الوكيلة لإيران في العراق وسوريا.

ردود الفعل ومواقف الفاعلين الدوليين

قُوبِلت الخطوة الأمريكية بتبايُنٌ في الآراء في الداخل الأمريكي، ما بين ترحيب وانتقاد سياسي من الجمهوريين كما الديمقراطيين، فاعتبر البعض قيام إدارة بايدن بضرب الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، والتي كانت تضغط على القوّات الأمريكية في العراق وأماكن أُخرى، كخطوةٍ مهمَّة في خلقِ ردعٍ ضروري للطموحِ الإيراني مستقبلًا. فيما انتقد القليلُ من أعضاء الكونجرس، خصوصًا من الديمقراطيين، العمليةَ العسكرية، وتنوَّعت الانتقاداتُ ما بين عدم التشاوُر المُسبَق قَبل إجراء الضربة العسكرية، أو عدم حصول الإدارة على موافقة مُسبَقة من الكونجرس. 

فيما كان الموقف السوري وحليفيه الإيراني والروسي متقاربًا في الاستنكار والتنديد بالخطوة الأمريكية، فدمشق وطهران من جهتيهما اعتبرتا أنَّ هذه الهجمات غير قانونية، وانتهاكٌ واضح للقانون الدولي وسلامة أراضي سوريا، ولن تؤدِّي هذه الضربات إلّا إلى زيادة التوتُّرات في المنطقة. فيما كان تخوُّف موسكو نابعًا من السياسة الروسية التي لا ترغب في تحويل الأراضي السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات، لذا هاجمت تصريحات المسؤولين الروس الغارات، وطالبت إدارة بايدن بتوضيح موقفها من سوريا، وتفعيل اتصالاتها السياسية والعسكرية مع روسيا ونظام الأسد، خاصَّةً أنَّ الغارات الأمريكية الأخيرة هي الأولى من نوعها على الصعيد العسكري. وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنَّ التنديدَ الروسي حمَل رسالةً مبطَّنة إلى إيران حول التنسيق والتفاهُم الأمريكي-الروسي في سوريا؛ ما يُشير إلى أنَّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتّجهُ إلى سياسة مستقلَّة عن سابقتها في سوريا، خصوصًا ضدّ النفوذ الإيراني، ومن شأن هذه التصريحات أن تُثير قلقَ الجانب الإيراني مستقبلًا، لا سيما في ظلّ التناسُق الروسي-الإسرائيلي حول الضربات التي تستهدف المواقع الإيرانية، خصوصًا في الجنوب السوري.

وقدَّمت برلين ولندن على الفور دعمهما للتدخُّل العسكري الأمريكي في سوريا، ووصفتاه بأنَّه ردّ فعل للدفاع عن النفس ردًّا على الهجمات التي تعرَّضت لها قواعد التحالُف الدولي في العراق، وردعًا للتهديد الذي تُشكِّله الميليشيات التابعة لإيران في كُلٍّ من العراق وسوريا للمصالح العامَّة في المنطقة.

أبعاد وتداعيات الضربة الأمريكية

لم تتّضح بعد، ورُبّما لن تتّضح في وقتٍ قريب، أبعادُ وتداعيات الضربة العسكرية الأمريكية ضدّ الفصائل التابعة لإيران، فهي الأولى من جانب الإدارة الجديدة للولايات المتحدة، ومن غير الواضح، حتّى الآن، ما إذا كانت مقدِّمة لضربات إضافية، أم مجرَّد صفعة لطهران عقابًا على تهديدها المصالح الأمريكية في العراق، وتطمينًا ظاهريًا للمطالبين بإدراج السلوك الإيراني من ضمن بنود الاتفاق النووي في حال التفاوُض على تعديله؛ وعلى الرغم من تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن لطهران من ضربات جوِّية أمريكية مماثلة لتلك التي نفَّذها سلاح الجو الأمريكي ضدّ مواقع عسكرية تابعة لميليشيات موالية لإيران، إلّا أنَّ المقاربة العسكرية الأمريكية تهدف إلى تجنُّب التصعيد وعدم توجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، ما لم يتمّ توجيه ضربات استباقية من قِبَل القوّات الإيرانية.

ومن غير المُرجَّح أن تُغير الضربات الجوِّية الأمريكية حسابات إيران، عندما يتعلَّق الأمر بالاتفاق النووي، فالنظام في طهران يعلمُ أنَّ القيام بالردّ المباشر على الهجوم الأمريكي واحتمال التصعيد سيُهدِّد فُرص عودة إيران إلى الاتفاق النووي، وسيُعرقل مفاوضاتها مع باقي الأطراف الموقِّعة على الاتفاق. لذا من المتوقَّع أن تلجأ طهران إلى سياستها المعتادة والمتمثِّلة في «الاحتفاظ بالحقّ في الردّ، في الزمان والمكان الذي تختاره»، وستعود إلى ممارسة سلوكها في تهديد الأمن الإقليمي، لا سيما أنَّ الضربة الأمريكية يمكن اعتبارها عمليةً خجولة، وليست إنذارًا جادًّا من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية، مقارنةً بحجم التنازُلات التي قدَّمها الرئيس بايدن سابقًا؛ لاسترضاء إيران من أجل العودة إلى مفاوضات خطَّة العمل المشتركة. 

كما يمثِّل الاستهداف الأمريكي لفصائل موالية لإيران على الحدود العراقية-السورية دون استهدافٍ مباشر للقوّات الإيرانية المتواجدة في كُلٍّ من العراق وسوريا، كالحرس الثوري الإيراني، فُرصةً ومجالًا أكبر في تعزيز نفوذها وتسهيل تحرُّكاتها بعيدًا عن المناطق الحدودية. في المقابل، اعتادت الميليشيات الإيرانية منذ تصاعُد الاستهداف الجوِّي الإسرائيلي لمقرّاتها ومراكزها في مختلف المناطق السورية، على تحريك قواتها وإعادة تموضُعها في مواقع مختلفة على الجغرافيا السورية، وبمجرَّد أن تتلاشى صدمة استخدام بايدن للقوَّة العسكرية في هذا التوقيت، ستعود القوّات الإيرانية والميليشيات التابعة لها إلى ترتيب أوراقها وتحسين مواقعها، بما يضمن لها تواجدًا دائمًا، بعيدًا عن التهديدات الدولية.

خلاصة

رغم التصريحات الأمريكية وما حملتهُ الضرباتُ الجوِّية من رسائل مختلفة، أرادَ بها جو بايدن تحريكَ مواقفِ العديدِ من الدول المعنية بالملفّ النووي الإيراني ودفعها نحوّ الوصولِ إلى صيغةٍ مشتركة يتّفقُ عليها جميعُ الأطراف، إلّا أنَّ هذه الضربات تظلُّ رمزية، ولن تدفعَ إيران عمليًا إلى تقييد سلوكها المستفزّ، وإجبارها على القبول بشروط اتفاقٍ نوويٍ جديد يحدُّ من طموحها التوسُّعي، وسعيها لتهديد الأمن الإقليمي.

 وأظهرت التجارُب أنَّ محاولات الاسترضاء الأمريكي، وعدمَ الرغبة في خلقِ أزمةٍ في طريق المصالحة مع الحكومة الإيرانية عبرَ تبنِّي إجراءاتٍ متهاونة ضدّ الاستفزازاتِ الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان، تدفعُ إيران نحوَ الاستمرارِ في نهجِ سياساتها الإقليمية بقوَّة.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير