أصدَر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريرَ الحالةِ الإيرانية لشهر مارس 2021م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا خلالَ الفترةِ الزمنيَّة محلَّ الرصد والتحليل؛ بهدفِ تشخيصِ الحالةِ الإيرانية وقياسِ أوضاعِها وتفاعلاتِها المختلفة. ويشتمل التقريرُ على ثلاثةِ أقسامٍ رئيسية؛ يهتمُّ القسمُ الأول بالشّأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
يستعرض الملف الأيديولوجي، تفاعلَ إيران مع زيارة البابا إلى العراق، وعودة معارضة المحافظين للتوقيع على لوائح مجموعة العمل المالية، وكأنها تمهيدٌ لمواجهةٍ موسَّعة مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بقضايا غسيل الأموال ودعم الجماعات الإرهابية. وتطرَّق الملف السياسي إلى اتساع دائرة الصراع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني من جهة، والتيار المحافظ المتشدِّد من جهةٍ أخرى، حولَ التوقيع على لوائح مجموعة العمل المالية، فروحاني الذي يرى أنَّ عدمَ التوقيع على هذه اللوائح يُعطي المبرِّر الكافي للدول الأوروبية لعدمِ تفعيلِ آلية إنستكس، خاصةً بعد العودةِ لإدراج إيران على القائمة السوداء لمجموعةِ العمل المالي.
ويتناول الملف الاقتصادي، أبعادَ توقيع اتفاقية التعاون الصينية-الإيرانية، والآثارَ المترتبة عليها داخليًا وإقليميًا ودوليًا. ويلفت الملف العسكري إلى استخدام إيران أنشطتها العسكرية كأداةِ ضغط لتحفيز الولايات المتحدة للعودة للاتفاق النووي، وكذلك للرَّدع برفعِ تكلُفة أيّ هجوم من الممكن أن ينفَّذ ضدَّها.
وفي الشأن العربي، تناولَ التقرير تأثُّر التفاعُلات الإيرانية-الخليجية بموقف الإدارة الأمريكية الجديدة الذي بدا سلبيًا إلى حدٍّ ما تجاه دولِ الخليج، وشكَّل عاملَ ضغطٍ على الدول الخليجية يحتّمُ عليها إعادةَ هيكلة خارطة علاقاتها، وإعادةَ توازن مصالحها بما يخفّف من نتائج التغيُّر غير المتوقَّع في الموقف الأمريكي. وفي المِلف اليمني، تطرَّق التقرير إلى المبادرة السعودية التي شكَّلت اختبارًا حقيقيًّا للتوجُّهات الإيرانية-الحوثية في مسار الحلول السِّلمية. وفي الشأن الدولي، تناولَ التقرير التفاعُلات الإيرانية-الأمريكية، إذ بدأت الدولتان مسارَ التفاوض غير المباشر عبرَ وساطةٍ أوروبية في البداية. كما استعرض مسار العلاقات الإيرانية-الأوروبية.