أعلن التليفزيون الإيراني اليوم السبت 19 يونيو 2021م، انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا جديدًا للبلاد، فيما قال الأمين العامّ لحزب كوادر البناء غلام حسين كرباسجي إن مهدي كروبي صوّت لصالح عبد الناصر همتي. يأتي ذلك، فيما انتقد محمود أحمدي نجاد، المرشح المرفوضة صلاحيته، سياسات الحكومة حول قضايا مختلفة من بينها الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الست، والانتخابات الرئاسية، وإدارة فيروس كورونا في إيران. وعلى صعيد الافتتاحيات، قارنت صحيفة «صمت» بين حال الناس البؤساء في إيران، وحال المديرين السعداء، من خلال مناظرات مرشحي الانتخابات الرئاسية السابقة، ويقول الكاتب إنه لمس نظرة بعض كبار المديرين في إيران تجاهه وتجاه من هم حوله، من خلال وصف أحد المرشحين للناس بأنهم «بؤساء». وتناولت «آرمان ملي» العلاقة بين الحكومة الإيرانية المقبلة، وأهل السُّنَّة في إيران. ويقول الكاتب إنه يجب في السنوات الأربع المقبلة رؤية كيف سيكون أداء رئيس الجمهورية الثامن والحكومة الثالثة عشرة تجاه وعود وتوقعات السُّنَّة.
«صمت»: الناس البؤساء والمديرون السعداء
تقارن صحيفة «صمت» في افتتاحيتها التي كتبها مديرها العامّ ناصر بزرجمهر، بين حال الناس البؤساء في إيران، وحال المديرين السعداء، من خلال مناظرات مرشحي الانتخابات الرئاسية السابقة، بخاصة التي جرت قبل أربع سنوات، وتلك التي جرت خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، ويقول الكاتب إنه لمس نظرة بعض كبار المديرين في إيران تجاهه وتجاه من هم حوله، مذكّرًا بأن أحد المرشحين قال إن «قلوبهم تحترق لبؤسنا»، ويضيف: «لو لم نكن بؤساء لما أطلق علينا هذا المدير الذي وصل إلى الإدارة بدعم منا نحن الناس… كلمة البؤساء غير المتعارف عليها أخلاقيًّا»، ثم يطالب المسؤولين بأن يؤدُّوا ما عليهم حتى لا يخاطب أي شخص الناس بكلمة «بؤساء».
تقول الافتتاحية: «مناظرات مرشحي الانتخابات الرئاسية السابقة، بخاصة التي جرت قبل أربع سنوات، وتلك التي جرت خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، كانت فرصة كي ألمس نظرة بعض كبار المديرين في إيران تجاهي وتجاه من هم حولي، هؤلاء المديرين الذين صعدوا من أدنى الطبقات الاجتماعية، وكان من المقرر أن يبقوا إلى الأبد من المدافعين عن الناس. فعندما نظر كبار مديري الدولة إلى الكاميرا وخاطبونا نحن الناس بالبؤساء في أثناء معركتهم وجدالهم اللفظي، وعندما قالوا إن قلوبهم تحترق لبؤسنا، وإنهم سيسعون لتوفير لقمة عيش لنا، وإنهم سيقدمون لنا الإعانات، حينها لمستُ البؤس بكل جوارحي.
لو لم نكن بؤساء لما تَمكَّن هذا المدير الذي وصل إلى الإدارة بدعم منا نحن الناس، وحقق مراده طوال هذه السنوات، وفعل بنا وببلدنا ما يحلو له، أن يطلق علينا بكل بساطة كلمة (البؤساء) غير المتعارف عليها أخلاقيًا.
لو لم نكن بؤساء لما قضينا ساعات طويلة من وقتنا مقابل التليفزيون الوطني لنرى صورة التشاؤم والفساد والتربُّح والعجز ونسمعها من لسان هؤلاء الأفراد الفريدين الذين لم يؤيّد مجلس صيانة الدستور أهلية أحد سواهم من بين 85 مليون إيراني آخرين.
لو لم نكن بؤساء لما تَمكنَّا لساعات طويلة متتالية من سماع أحاديث أفراد بدا كأن أقدامهم وطئت أرض هذه البلاد منذ ساعات قليلة قادمين من أكثر ممالك الدنيا تقدّمًا.
لو لم نكن بؤساء لسألنا على الأقلّ: كيف سكتّم أيها المحترمون، يا من كنتم طوال هذه السنوات وزراء ومحامين ورؤساء بلديات وقضاة ومحافظين ومهندسين، وتُعَدّون من كبار مسؤولي الدولة، في حين كنتم على علم بكل هذا الفساد والتربّح والكذب والخداع والنّفاق؟
لو لم نكن بؤساء لرفعنا دعوى قضائية عقب كل مناظرة تليفزيونية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية، ولكتبنا شكوى إلى مسؤولي القضاء والأمن، ولقلنا فيها إنه بناء على تصريحات الشخصية الفلانية في مناظرته التليفزيونية بالأمس بالتاريخ الفلاني بالموضوع الفلاني، فإننا نقدم هذه الشكوى بصفتنا مواطنين.
لو لم نكن بؤساء لما تمكنا من إلقاء رؤوسنا ليلًا والنوم ملء جفوننا بعد سماعنا من التليفزيون الوطني كل ذلك الظلم الذي جرى علينا من أكثر أفراد النظام إخلاصًا.
لو لم نكن بؤساء لكنا على الأقل فضوليين، ولبحثنا عن أصل هذه التصريحات أيها صحيح وأيها كاذب، ولتذرّعنا بسماع هذه الكلمات الجريئة من لسان أعلى المسؤولين في النظام، وأجرينا بعض التحرِّيات.
لو لم نكن بؤساء لما صوّتنا في كل مرة للأشخاص الذين وصلوا إلى مناصب أبدية من خلال أصواتنا الزهيدة، وبعدها يخاطبوننا بالبؤساء وأننا كذا وكذا.
نقبلُ أننا أناس بائسون. أنتم محقون أيها المسؤولون السعداء، لكن اسمحوا لنا أن نخاطبكم -ضمن مراعاة الجوانب الأخلاقية- بالسعداء، وأن نشكو إليكم أحيانًا.
أيها المديرون السعداء، أتذكرون الأيام الأولى من الثورة؟ أتذكرون كيف كانت العجوز الطاعنة في السنّ تتحمَّل البرد، وترسل حصتها من الوقود إلى جارها المريض؟
أيها المديرون السعداء، يا من شاركتم يومًا في الحرب، هل تذكرون مَن قاتلوا إلى جانبكم وقُتلوا من أجل أن تتمكنوا من الحفاظ على مناصبكم؟
أيها المديرون السعداء، هل تذكرون أصوات بكاء أطفالنا الذين كبروا في الظلام تحت هدير أصوات القصف في حرب المُدن؟
أيها المديرون السعداء، هل وقفتم خلال هذه السنوات في طوابير الحصول على الحليب والجبن والخبز والدجاج والسكر و”السمّ”؟
أيها المديرون السعداء، هل سجّلتم أسماءكم يومًا للحصول على تليفزيون أبيض وأسود، وشاركتم في القرعة للحصول عليه؟
أيها المديرون السعداء، هل شاهدتم المرأة الحامل التي كانت تعلّق طفليها في حبال خيمتها وتقف لتبيع حصتها من التموين؟
أيها المديرون السعداء، هل تشاهدون كل هذه الإعلانات المعلقة على أبواب وجدران المُدن من أجل بيع الكُلَى والأعيُن والقلوب والكبد والرؤوس والكراعين؟
أيها المديرون السعداء، هل شاهدتم من قُربٍ الشبابَ الذي ابتُلي بالمخدرات بأنواعها ويعيش تحت جسور المدينة وبجانب الطرق السريعة وفي وسط الحدائق العامة؟
أيها المديرون السعداء، هل لديكم علم ببطالة مئات آلاف الشباب المتعلّم الباحث عن العمل ولو بأجور زهيدة؟
أيها المديرون السعداء، يمكن أن نكتب كثيرًا عن سعادتكم وعن بؤسنا نحن الناس، بل يمكن أن نكتب رواية، أو ملحمة على وزن البحر الطويل تحتاج قراءتها إلى أيام وأيام، ولكنَّ عمودًا في صحيفة لا يتسع لأكثر من 800 كلمة.
أيها المديرون السعداء، استمتعوا وتَلذَّذوا، فالطريق مفتوح أمامكم. اجلسوا خلف الزجاج الأسود لمركباتكم، وشاهدونا سودًا، لكن صدِّقوا أننا لسنا سودًا. نحن سعداء بتلك اللعبة الصورية التي استقبلوكم فيها في التليفزيون، نشاهد صوركم المباركة في الفاصل الدعائي حين مشاهدتنا المسلسلات. تأتون راكبين سيارات التشريفات الخاصة بكم، فيما تتدلى صوركم الضخمة من أعلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، ويفرشون لكم السجاد الأحمر، ويفتحون لكم المظلات، وينحني أمامكم مقدِّمو البرامج، وأنتم أيها المديرون السعداء تبتسمون لنا نحن الناس البؤساء، ونحن سعداء لسعادتكم، ونضحك.
أيها السادة المسؤولون، لقد نُسيَت المناظرات التي جرت قبل 12 عامًا، وانتهت المناظرات التي جرت قبل 8 أعوام، كما تحولت مناظرات الشتم قبل 4 سنوات إلى ذكرى، وسيعلو التراب تلك التي جرت قبل أسبوع أو أسبوعين، وحتى غدًا أو بعد غد سيكون لدينا رئيس جديد، ومهما يكُن، فهو رئيس الجميع، ولا نتوقع كثيرًا، فقط لو سمحتم، اعملوا شيئًا بحيث لا يخاطبنا أحدٌ بعد أربع سنوات بـ(الناس البؤساء)، فقط».
«آرمان ملي»: الحكومة الثالثة عشرة والسُّنَّة
تناولت صحيفة «آرمان ملي» في افتتاحيتها التي كتبها المحلل السياسي جلال جلالي زاده، العلاقة بين الحكومة الإيرانية المقبلة، وأهل السُّنَّة في إيران، البالغين عشرين مليون نسمة بنسبة رُبع سكان إيران. ويقول الكاتب إنه يجب في السنوات الأربع المقبلة رؤية كيف سيكون أداء رئيس الجمهورية الثامن والحكومة الثالثة عشرة تجاه وعود وتوقعات السُّنَّة، مضيفًا أن أداء الحكومات خلال الفترات السابقة تَسبَّب يومًا بعد يوم في زيادة دائرة وحجم هذه المشكلات في المناطق السُّنية، وفي غضون ذلك تفاقمت الأوضاع مع التمييز والقمع وانعدام العدالة.
تقول الافتتاحية: «يتجاوز عدد أهل السُّنَّة في إيران 20 مليون نسمة، أي نحو ربع إجمالي سكان إيران. ينتمي السُّنَّة في إيران إلى تيارات عرقية ورؤى سياسية مختلفة، يعمل كل منها وفقًا لذوقه ورؤيته الخاصة. هذا شيء طبيعي تمامًا. وكان الشيخ عبد الحميد صرَّح سابقًا بأنه إذا لم تُوفِ حكومة حسن روحاني بتوقعات أهل السنة والوعود المقدمة، فمن الممكن أن تفكّر في دعم “الأصوليين” في الانتخابات المقبلة.
للأسف، لم يستطع روحاني الوفاء بالوعود المقطوعة وبتوقعات أهل السُّنَّة. وقد تسبب ذلك في إحباط ويأس المجتمع السُّنِّي من هيكل إيران السياسي. مع ذلك، كانت حكومة روحاني أول حكومة تنفِّذ بعض مطالب السنة، مثل تعيين صالح أديبي سفيرًا سُنِّيًّا، أو عماد حسيني أول مساعد وزير من السنة، لكن لم يُعيَّن بعدُ وزير أو محافظ من السنة. بالطبع ضخ أداء روحاني أجواءً من اليأس إلى المجتمع الإيراني بأسره، لا للسنة فقط، لذلك فإن هذه السلبية لا تقتصر على أهل السنة في إيران.
يجب في السنوات الأربع المقبلة رؤية كيف سيكون أداء رئيس الجمهورية الثامن والحكومة الثالثة عشرة تجاه وعود وتوقعات السنة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر المجتمع السُّنِّي الآن أن الخيار الصحيح الوحيد والمنطقي ومنخفض التكلفة بالطبع يتمثل في اتباع نفس السياسة “الإصلاحية”، أي إنهم إلى جانب التعاون والمشاركة سيسعون لتحقيق رغباتهم وتطلعاتهم. بناءً على هذا، لا يمكن على أي حال أن يكون الحلّ هو قطع الأمل وعلاقة المجتمع السُّنِّي بهيكل إيران السياسي. يجب أن نسعى عامًا بعد عام وفترة بعد أخرى لزيادة قاعدة ووزن المجتمع السني. يجب أن لا يتابع المسؤولون مخاوف السنة وقضاياهم خلال وقت الانتخابات فقط. علينا تأدية عمل ما على مدار العام وإيصال مطالب السنة دوريًّا إلى الحكومة والمسؤولين لاتخاذ الإجراءات لمعالجتها. من المؤكد أن مشكلات وتحديات السنة في جميع أنحاء إيران جدية للغاية. بالطبع على مستوى أكبر صارت تحديات ومشكلات إيران -بخاصة في مجال المعيشة- جدية للغاية.
للأسف، تَسبَّب أداء الحكومات خلال الفترات السابقة يومًا بعد يوم في زيادة دائرة وحجم هذه المشكلات في المناطق السنية. في غضون ذلك تفاقمت الأوضاع مع التمييز وانعدام العدالة والقمع. لكن لا يمكن القول إنه حدث تفكير في الانتقام أو تغيير الوضع مع عدم الاكتراث أو اللا مبالاة تجاه الهيكل السياسي بإيران. بالتأكيد سيحدث التغيير عندما يحدث تضامن وتماسك ودعم من السنة. سيمكن في مثل هذه الأجوء المطالبة بتنفيذ مطالب السنة».
التليفزيون الإيراني يعلن انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا للبلاد
أعلن التليفزيون الإيراني اليوم السبت 19 يونيو 2021م، انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا جديدًا للبلاد بعد أن حصد 17.8 مليون صوت بنسبة 62 بالمئة من أصوات الناخبين. وأفاد رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف في مؤتمر صحافي أن رئيسي (60 عامًا) حصل على أكثر من 17.8 مليون صوت من أصل 28.6 مليونا من أصوات المقترعين، علما بأن أكثر من 59.3 مليون إيراني كانوا مدعوين للمشاركة في الاقتراع. وأدلى الإيرانيون بأصواتهم، الجمعة، في انتخابات أشارت التوقعات إلى أنها ستجعل الرئاسة تنتقل إلى رئيسي، وهو قاض من غلاة «المحافظين» ويخضع لعقوبات أميركية لاتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان من بينها الإشراف على إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الأمانة العامة للجنة الانتخابات الإيرانية سيد إسماعيل موسوي أنه «وفقًا للقانون، ستتولى الهيئات التنفيذية والرقابية مسؤولية تلقِّي الشكاوى وبحثها بعد يومين من نهاية الانتخابات». وأوضح في جمع من الصحفيين أن «هيئة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية الموجودة في مقاطعات إيران ونواحيها، ستُجري التحقيق النهائي وتتابع الشكاوى وفقًا للقانون».
التلفزيون الإيراني
وكالة «إيسنا»
صورة لمهدي كروبي وهو يصوت لصالح همتي
أعلن الأمين العامّ لحزب كوادر البناء غلام حسين كرباسجي يوم الجمعة 18 يونيو 2021، عن تصويت مهدي كروبي لصالح المرشح للانتخابات الرئاسية عبد الناصر همتي، المحافظ السابق للبنك المركزي الإيراني.
ونشر غلام حسين كرباسجي صورة لمهدي كروبي على موقع تويتر وكتب: «اليوم يصوّت حجة الإسلام والمسلمين السيد كروبي، لصالح همتي».
موقع «خبر أونلاين»
أحمدي نجاد ينتقد الحكومة والانتخابات
انتقد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، والمرشح المرفوضة صلاحيته في انتخابات 2021م، سياسات الحكومة المختلفة، وذلك في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الخميس 17 يونيو 2021م، حول قضايا مختلفة من بينها الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الست، والانتخابات الرئاسية، وإدارة فيروس كورونا في إيران. وأكد أحمدي نجاد أن الاتفاق النووي أضاف مشكلات أكثر مما أزاله، مضيفًا أن «إقرار اتفاق نووي جديد مع أمريكا أمر ممكن، ولكن بالنظر إلى الاختلافات الواضحة بين الطرفين، أعتقد أنه على البلدين تغيير وجهات نظرهما والنظر بشكل مختلف».
وقال أحمدي نجاد إن المشكلات يمكن حلها إذا مضوا قدمًا على أساس «العدالة والاحترام المتبادل».
وعن رفض مجلس صيانة الدستور صلاحيته قال أحمدي نجاد: «أي قرار يمنع تأثير الشعب في نتائج الانتخابات هو ضد روح الثورة والدستور». وحول إدارة فيروس كورونا في إيران، أوضح أحمدي نجاد أن الشعب يعتقد أن المسؤولين فشلوا في الاستجابة لتفشي وباء كورونا، وأكد: «لقد عمل موظفو الخط الأمامي والطاقم الطبي بلا كلل، لكن الإدارة العامة كانت عديمة الجدوى وغير منطقية».
موقع «صداى أمريكا»