كشفت مصادر مقرَّبة من عائلات السجناء الأكراد السُّنَّة، أن أبناءهم تَعرَّضوا لأساليب تعذيب بربرية ووحشية قبل إعدامهم.
ووفقًا لـموقع “إیران برس نیوز”، ذكر تقرير مركز المدافعين عن حقوق الإنسان بكردستان، أنه في يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016م، وتحت إجراءات أمنية مشددة، نُقل 36 سجينًا محكومًا عليه بالإعدام، كانوا متحفَّظًا عليهم في عنبر 10 بسجن رجائي شهر، وهم مكبلو الأيدي ومعصوبو الأعيُن وتحت إجراءات أمنية مشدَّدة، إلى زنزانة الحبس الانفرادي، عقب هجوم الحرس الخاصّ من ذوي الرداء الأسود للسجن عليهم، حيث نُفّذ الحكم على 25 فردًا من هؤلاء السجناء، وبينهم 22 سجينًا سُنِّيًا كرديًّا.
ووفقًا لعائلات أولئك السجناء، فقد تَعرَّض أبناؤهم للتعذيب الوحشي قبل تنفيذ حكم الإعدام، وأوضحت عائلة أحد السجناء لـ”مركز المدافعين عن حقوق الإنسان بكردستان”، أنهم عندما رأوا جثمان ابنهم لاحظوا عليه آثار التعذيب، إذ كانت عظام اليد والقدم مكسورة وخارجة عن الجسد.
وأكّدت أسرة سجين آخر منهم للمركز أن جميع الأشخاص الذين أُعدِمُوا عُذِّبوا قبل الإعدام، موضّحة أن آثار التعذيب كانت واضحة على أجسادهم، إذ كانت عظام أيدي وأرجل بعضهم مكسورة وخارجة عن الجسد، وأغلبهم كانت وجوههم سوداء وبها كدمات ورضوض وآثار التعذيب ظاهرة وواضحة على أجسادهم.
وصرّح أحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان في مدينة سنندج لـ”مركز المدافعين عن حقوق الإنسان بكردستان”، بأنّ أغلب الأسر، على حدّ علمه، تتحدث عن آثار تعذيب ظاهرة على جثامين أبنائهم، وهي آثار حدثت قبل الإعدام، لكن المشكلة أن جميع هذه الأسر هدّدَتها بشِدَّة وزارة الاستخبارات، وأنه لا ينبغي لهم التحدث حول هذا الأمر، مضيفًا أنه في أثناء عودة العائلات من طهران، استوقفت عناصر وزارة الاستخبارات سياراتهم، وهدَّدتهم بأنهم ليس لهم الحق في التحدث عن شيء.
وحسب آخر التقارير الصادرة عن “مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في كردستان”، فإن هؤلاء الأفراد الخمسة والعشرين هم: کاوه ویسی، وطالب ملکی، وبهروز شاه نظری، وکاوه شریفی، وآرش شریفی، وکیوان مومنی فر، ووریا قادری، وعالم برماشتی، وبهمن رحیمی، ومختار رحیمی، ویاور رحیمی، وشاهو ابراهیمی، وامید پیوند، وادریس نعمتی، واحمد نصیری، وفرزاد هنرجو، وامجد صالحی، ومحمد غریبی، وشهرام احمدی، وکیوان کریمی، وامید محمودی، وپوریا محمدی، وحکمت عراقی، وحمزه عراقی، وعلی عراقی، وقد تمّ إعدامهم جميعًا فجر الثلاثاء 2 أغسطس في سجن رجائي شهر.
جدير بالذكر أن أغلب هؤلاء السجناء اعتُقلوا في كردستان في الفترة ما بين عامَي 2009 و2011 على يد رجال الاستخبارات، وعُزلوا لعدة أشهر في زنزانة الحبس الانفرادي، وقبل المحاكمة لم يتمكنوا من تفويض محامٍ للدفاع عنهم، أو حتى الاتصال بأسرهم، وما يمكن توقُّعه هو تعرُّض أولئك السجناء للتعذيب والمعاملة السيئة خلال فترة الحبس.
وخلال الأيام الماضية استُدعِيَ عدّة أشخاص من النشطاء السُّنة في سنندج إلى إدارة الاستخبارات حيث استجوبوا، وكان من بينهم حسن أميني مدير مدرسة “الإمام البخاري” للعلوم الدينية في سنندج، والمفتي والقاضي الشرعي لهذه المدينة، ومدير مكتبه الشيخ هاشم حسين بناهي. ويقول أميني إنه استُدعِيَ بسبب البيان الذي نشره يوم 2 أغسطس والذي اعترض فيه على حالات الإعدام الجماعية الأخيرة في سجن رجائي شهر، بينما كانت اتهامات الشيخ هاشم حسين هي “لقاء أُسر المُعدَمين والتشويش على الرأي العامّ ومعارضة النظام والتشكيك في نزاهة السلطة القضائية”.