أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر مايو 2022م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلِّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
تناول التقرير في الشأن الداخلي أربعة محاور، جرى تخصيص الملف الأيديولوجي لمناقشة دفاع رجال الدين عن حكومة إبراهيم رئيسي، ومحاولة رجال الدين كسب تعاطف الشارع الإيراني مع النظام والرئيس عبر الخطابات الشعبوية. وفي الملف السياسي، تم تناول احتجاجات الغلاء ورفع الدعم عن السلع الأساسية، وتفشّي الفساد، ثُم دور الإهمال في انهيار مبنى بمدينة عبادان، واحتجاجات المعلّمين والمتقاعدين. أمّا الملف الاقتصادي، فقد ناقش محورين أساسيْن، هُما: محدّدات الأمن الغذائي وواقعه الراهن في إيران، والزراعة وتحديات الأمن الغذائي الراهنة والمستقبلية. فيما ناقش الملف العسكري موضوعين رئيسيْن، هُما: إنشاء مصنع للطائرات المسيرة الإيرانية في طاجيكستان، واستمرار الاختراقات الأمنية في إيران بعد مقتل ضابط بالحرس الثوري.
وناقش الملف العربي أربعة محاور رئيسة، جرى تخصيص الأول منها للحديث عن التفاعلات الخليجية-الإيرانية، وذلك عبر تناول زيارة الرئيس الإيراني لسلطنة عُمان، ومستجدات الحوار السعودي-الإيراني.
وتطرَّق المحور الثاني إلى التفاعلات الإيرانية-اليمنية، عبر مناقشة مستجدات الهدنة العسكرية بين آمال السلام والانتهاكات الحوثية، وإدانة دول مجلس التعاون الخليجي للدور الإيراني المزُعزِع للأمن والاستقرار في اليمن.
أما المحور الثالث فقد تحدث عن عَلاقات إيران والعراق في 4 قضايا رئيسة، هي: إيران وتطوّرات أزمة الانسداد السياسي بالعراق، واستمرارية صراع النفوذ الإيراني-التركي بالشمال العراقي، وإيران وصناعة الأزمات للعراق مع دول الجوار، والأبعاد السياسية للدعوات الشيعية بإعادة ترميم قبور أئمة البقيع. أما الملف الرابع فقد خُصص للحديث عن التفاعلات الإيرانية-السورية، وذلك تحت أربعة عناوين، هي: رسائل ودلالات زيارة الرئيس السوري لطهران، وتواصُل التصعيد الإيراني شمالي سوريا، الأردن والتلويح بالتصعيد العسكري على الحدود السورية، والرسائل الروسية لإسرائيل في سوريا. واستعرض الملف الدولي التفاعلات الإيرانية مع كُل من الولايات المتحدة وأوروبا. في ما يتعلق بالعَلاقات الأمريكية-الإيرانية، جرى الحديث عن ثلاثة محاور، هي: مسار فيينا المتعثر وبدائل الدبلوماسية، والضغوط المتبادلة، والتأثيرات الإقليمية والدولية. وحول العَلاقات الإيرانية-الأوروبية، جرى رصد أهمّ التفاعلات بين الجانبين خلال شهر مايو، المتمثلة في المناوشات البحرية بين إيران واليونان، التي تُثير احتمالات عدم الاستقرار في العَلاقة بين طهران والدول الأوروبية، وتعقيدات الملف النووي الإيراني وسط الجمود المهيمن على المحادثات النووية.