وجَّه ولي العهد الإيراني السابق رضا بهلوي رسالةً إلى المحتجين الإيرانيين، مساء أمس السبت، مشيرًا إلى توسُّع رقعة الاحتجاجات، وقال لهم: «إنَّ أعين العالم ترقبكم، واليوم صنعتم ملحمةً أخرى».
وفي إطار الاحتجاجات أيضًا، تواصلت أمس السبت التجمُّعات الاحتجاجية في بعض الجامعات والمدن الإيرانية، في الوقت الذي اعتبرَ فيه بعض المسؤولين أنَّ هذه التجمُّعات «غير قانونية، وغير مرخَّصة».
وفي شأن حقوقي، أكَّد الرئيس السابق للمجلس البلدي في طهران محسن هاشمي رفسنجاني، في مقابلة مع وكالة «بُرنا»، أمس السبت، بخصوص اعتقال شقيقتِه فائزة رفسنجاني، أنها «لا تزال رهن الاعتقال».
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أنَّ أهمَّ الإشكاليات الراهنة في إيران، هي فقدان الثقة العامة، ولن تحدُث الثقة دونَ صدق وشفافية.
فيما قرأت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، المعطيات الراهنة والأُفق المستقبلية لتداعيات وفاة مهسا أميني، وإفرازات الصراع الثقافي بين شباب الاحتجاجات و«المتشدِّدين» من أنصار النظام الإيراني.
«آرمان ملي»: الثقة والصدق والشفافية
يرى الناشط السياسي مصطفى هاشمي طبا، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أنَّ أهمَّ الإشكاليات الراهنة في إيران، هي فقدان الثقة العامة، ولن تحدُث الثقة دونَ صدق وشفافية.
وردَ في الافتتاحية: «المجتمع اليوم يواجه مشكلات متعددة. لكن يبدو أن ما أدى إلى ظهور الأحداث والاضطرابات في الظروف الحالية، هو فقدان الثقة العامة. صحيح أنه ربما يعتقد البعض أن الثقة العامة موجودة، لكن الحقيقة هي أن الناس لا يقولون إن بعض المسؤولين يدلون بأقوال كاذبة، بل إن القضية هي أن هذه الأقوال لا يمكن تصديقها بالنسبة للبعض. لذا، إن كانت الحكومة تريد إقامة هذه الثقة العامة على نحوٍ حقيقي، يجب عليها قبل أيّ شيء مناقشة كلّ شيء بشفافية مع الناس. يجب على الإذاعة والتلفزيون نقل حقيقة جميع القضايا للمجتمع.
في الحكومة السابقة، عندما تعرَّض الرئيس حسن روحاني للإهانة في البرلمان، وفي النهاية بقي في منصبه، ولمّا صدر بحقِّه حُكم عدم الكفاءة، وبقي رئيسًا للحكومة حتى اليوم الأخير، قال الناس إن هذه الخلافات (بين البرلمان والرئيس) ليست حقيقية؛ لأنه لم يحدث أيّ تغيير رغم وجود هذه الخلافات وتوجيه الإهانات. يجب التعامل مع الناس بصدق وشفافية. الإذاعة والتلفزيون لا يمكنها التعامل بشكل أُحادي، بل يجب أن تقول كلّ شيء، وأن تولِيَ اهتمامًا لمختلف الأخبار.
كون أنصار الحكومة يدعمونها ويطلقون الشعارات، فهذا لا يعني أنهم لا يعونَ المسائل، أو ليس لديهم احتجاجات على الظروف الحالية في مختلف المجالات، خاصةً المجال الاقتصادي والمعيشي. إنهم يدركون القضايا. لذا يجب أن يكون هناك شفافية وقول للحقيقة وصدق؛ حتى يجري ترميم الثقة العامة. يجب على المسؤولين الانتباه إلى أن عليهم تغيير أساليبهم. بالطبع ليس فقط من أجل الأحداث الأخيرة وغيرها، بل إنه كلما كان المسؤولون صادقين مع المجتمع بشكلٍ عام، كلما حصلوا على النتيجة المرجُوَّة».
«جهان صنعت»: وفاة مهسا والأُفق المستقبلية
تقرأ افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، المعطيات الراهنة والأُفق المستقبلية لتداعيات وفاة مهسا أميني، وإفرازات الصراع الثقافي بين شباب الاحتجاجات و«المتشدِّدين» من أنصار النظام الإيراني.
تقولُ الافتتاحية: «مهسا أميني فتاة من مدينة سقز، لم تبقَ على قيد الحياة بعد اعتقالها على يد عناصر الشرطة الأخلاقية سوى ساعتين. أصبح ما حدث لها في هاتين الساعتين، محطَّ خلاف بين والديها ومحاميها والنظام السياسي في إيران. تقول مؤسسات النظام إن الكلمة الفصل للطب العدلي، ولا ينبغي الإدلاء بتصريحات تتعارض مع ما تُصدِرُه هذه المؤسسة؛ وبهذا الشكل، فإنها تهدِّد أسرة مهسا أميني ومحامي هذه القضية، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بأنه لا ينبغي الإدلاء بتصريحات تَضعِف من رأي الطب العدلي من الآن فصاعدًا. الآن، ومع اتّباع النظام السياسي الحاكم في إيران هذه الإستراتيجية، ينبغي أن نرى إلى أين يتَّجه مسار الأحداث في الأيام القليلة المقبلة.
فضلًا عن النتيجة التي ستؤولُ إليها قضية الوفاة المحزنة لهذه الفتاة، يرغب المخلصون لهذه البلاد بالغوص في أسباب هذه الحالة، التي ظهرت في البلاد، والتي تُعَدّ الاحتجاجات الظاهرة والمبطَّنة واحدةً من تداعياتها، ويريدون إظهار طريق يُجنِّب البلاد التحوُّل إلى مخزن من نار غضب المواطنين وإلى إيمان المواطنين بكلام المديرين.
لدى بعض المتطرفين من أنصار النظام أفكار مذهلة ومعتقدات غريبة للغاية، ويقولون إن سبب انتشار الحجاب السيء والسفور في إيران، هو أن الأنشطة الثقافية الواسعة لمؤسسات النظام، لاسيّما الإذاعة والتلفزيون، وآلاف المساجد، وكذلك وزارة الإرشاد، والأجهزة الكثيرة، لم تتمكَّن من إرشاد الفتيات للطريق القويم، ويرجع السبب في ذلك إلى أن أذهان الفتيات وقلوبهن أصبحت على عداء مع التعاليم الثقافية المقدَّمة. ومن أجل التقليل من هذا العداء الذهني والقلبي لديهن، ينبغي استعمال القوة. إلَّا أن هناك تيارًا آخر يرى أن المراهقين والشباب الذين وصلت أصوات احتجاجهم هذه الأيام إلى مسامع العالم، ساروا في نهج يتعارض مع ما يريده النظام؛ لأنهم يعتبرون أن التعاليم المقدَّمة وأساليب التعليم تفتقر للكفاءة. ونظرًا لانتشار شبكات التواصل الاجتماعي بصورة عجيبة، يعتقدون أن بإمكانهم هُم والنظام القيام بما يحلو لهم، كلٌّ على حدة، وألَّا يصطدموا معًا سوى في الشؤون العامة. يعتقد آخرون أن الشباب الإيرانيين ونتيجةَ التعرُّف على مختلف الأحداث السياسية والاقتصادية، وكذلك السياسة الخارجية، ونتائج تعارض إيران مع جزءٍ مهم من العالم، وسوءِ الأوضاع التجارية وفقدان آفاق واعدة، يريدون أن يكونوا أحرارًا في الأمكنة التي تمثِّل حياتهم الخاصة في الحد الأدنى. ليته كان من الممكن تنحيةُ «المتشدِّدين» المؤيدين للعنف السلوكي، من جميع مراكز اتخاذ القرار مرةً واحدة وللأبد، وإظهار أنه من الممكن أن يكون هنالك آفاقٌ واعدة».
بهلوي للمحتجين الإيرانيين: أعين العالم ترقبكم بعد صنعكم ملحمةً أخرى
وجَّه ولي العهد الإيراني السابق رضا بهلوي رسالةً إلى المحتجين الإيرانيين، مساء أمس السبت (08 أكتوبر)، مشيرًا إلى توسُّع رقعة الاحتجاجات، وقال لهم: إنَّ «أعين العالم ترقبكم، واليوم صنعتم ملحمةً أخرى».
وعدَّد بهلوي في رسالته المنشورة على حسابه بتطبيق «إنستغرام» أسماءَ المدن الإيرانية، وخاطبَ المحتجين: «يا رجال ونساء وأبناء إيران.. لقد خرجتم إلى الشوارع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وسلبتُم النوم من الضحَّاك».
وأكَّد في الرسالة: «أعين العالم ترقبكم، وترقب نضالكم الشجاع لاستعادة إيران. الشوارع لكم، وأنتم على وشك تحقيق نصر تاريخي»، وبحسب ما ذكره فإن «سرَّ الانتصار هو الوحدة والتضامن والاستمرارية».
وأضاف ولي العهد السابق: «عليكم استكمال احتجاجات الشوارع بالإضرابات الشاملة. لقد سقطَ النظام الإيراني في عقولكم وقلوبكم، وسيسقُط قريبًا في شوارع إيران أيضًا».
موقع «صوت أمريكا-فارسي»
تواصل التجمعات الاحتجاجية في بعض الجامعات والمدن
تواصلت أمس السبت (08 أكتوبر) التجمعات الاحتجاجية ببعض الجامعات والمدن الإيرانية، في الوقت الذي اعتبر فيه بعض المسؤولين أن هذه التجمعات «غير قانونية، وغير مرخَّصة».
واستمرت الاحتجاجات في عدد من المدن، بما فيها العاصمة طهران، إلى جانب مدن: سنندج، أصفهان، كرمان، مشهد، بابل، شيراز، همدان، كرج، أراك، كاشان، كرمانشاه، وغيرها.
كما تجمَّع الطلاب في بعض الجامعات وردَّدوا هتافات، وفي بعض الجامعات تجمَّع كلٌّ من طلاب الباسيج والطلاب المحتجّين. بالإضافة إلى ذلك، تم نشرُ صورِ تجمُّع الطلاب وترديد الشعارات في بعض المدن الإيرانية.
كما صاحبَ وجودُ الرئيس إبراهيم رئيسي في جامعة الزهراء بعض الهوامش، إذ كانت القوات الأمنية تحاولُ تفريق المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع وغيره.
ونشرت بعض المصادر الإخبارية مقاطع فيديو عن مقتل مواطن في مدينة سنندج، وأكَّد قائد الشرطة في كردستان مقتلَ هذا المواطن، لكنه قال: إنه «قُتِل في سياق مشروع اصطناع القتل».
وبعد مضي عدَّة أسابيع على وفاة مهسا أميني، وعلى الرغم من أن الاحتجاجات في الشوارع غدت أقل، لكنها لا تزال مستمرَّة.
موقع «أفتاب نيوز»
محسن رفسنجاني: لا تزال فائزة قيد الاعتقال ولن أشرح أنشطتها
أكَّد الرئيس السابق للمجلس البلدي في طهران محسن هاشمي رفسنجاني، في مقابلة مع وكالة «بُرنا»، أمس السبت (08 أكتوبر)، بخصوص اعتقال شقيقته فائزة رفسنجاني، أنها «لا تزال رهن الاعتقال».
وردًا على سؤالين آخرين بخصوص محاكمة فائزة ونشاطها في حزب كوادر البناء، قال: «لا أُريد أن أُقدِّم شرحًا الآن. سأعطيك ردًا لاحقًا».
وكالة «بُرنا»