هاجم عددٌ من المحتجين الإيرانيين في لندن، مساء أمسٍ الأحد، مقرَّ السفارة الإيرانية في لندن، وأنزلوا العلمَ الإيراني وعلَّقوا بدلًا منه العلم الذي يحملُ صورة الشمس والأسد، ويأتي ذلك مع استمرار الاحتجاجات بالداخل الإيراني في عددٍ من المدن.
وفي شأنٍ حقوقي، أكَّد محامي الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، أنَّ موكِّلته قد صدرَ حُكمٌ جديدٌ عليها بالسجن 15 شهرًا، مع الأعمال الشاقة كتنظيف قمامة الأحياء غير المأهولة في المناطق. كما جرى اعتقال اثنين من الناشطين العُمَّاليين في طهران، أمسٍ الأحد، ووفقًا للاتحاد الحُر لعُمّال إيران، داهمَ عناصر الأمن منزلَ الناشطيْن العُمَّالييْن أسعد مفتاحي وبيمان سالم، واعتقلوهما ونقلوهما إلى مكان مجهول.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أنه يمكن تحديد أمريكا كأبرز عقبةٍ في طريق تحقيقِ الاتفاق النووي الإيراني.
واستعرضت افتتاحية صحيفة «تجارت»، ملامحَ اتساع الفجوة بين الأجور والتضخم في إيران، مع فشل السياسات الاقتصادية لإعادة توزيع الثروة.
«آرمان ملي»: الاتفاق النووي وعقبةٌ اسمها أمريكا
يرى العضو السابق في البرلمان والأستاذ الجامعي أحمد بخشايش، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أنه يمكن تحديد أمريكا كأبرز عقبة في طريق تحقيق الاتفاق النووي الإيراني.
تذكُر الافتتاحية: «الملف النووي وإحياء أو انتهاء الاتفاق النووي، قضيةٌ مهمةٌ للنظام الدولي. في الواقع، تتطلَّع إيران إلى اتفاقية نووية؛ من أجل التخلُّص من المأزق الاقتصادي، كما تتطلَّع إليه أوروبا؛ من أجل تأمين الطاقة التي تحتاجها من إيران، حتى تتوفَّر أوضاعٌ مناسبة في العلاقات الدولية مع انفراجة هذه العقدة. ربما ولهذا السبب، زاد الأمل بعد فوز جو بايدن في انتخابات 2020م، وخروج دونالد ترامب من البيت الأبيض، في عودة أمريكا إلى الاتفاق مجددًا؛ وبالتالي إحياء الاتفاق النووي. إلَّا أنَّ المفاوضات التي بدأت عام 2021م عادت إلى مجرد المساومة، بعد تولِّي حكومة رئيسي زمام الأمور، وكانت النتيجة أنَّ فكَّ عقدة الملف النووي بدا وكأنهُ أمرٌ مستحيلٌ مرةً أخرى.
والسؤال المثار الآن هو: لماذا تباعد الطرفان مرةً أخرى، على الرغم من الأمل الكبير الذي ظهر في الأشهر الماضية، ولماذا لا يوجد لدى الرأي العام أملٌ في الوصول إلى نتيجة؟ المشكلة هي أنَّ أمريكا تَعتبِر معاداة إيران مبدأً دائمًا، ولهذا السبب تَعتبِر الاتفاقَ النووي يتعارض مع الإيرانوفوبيا. في الواقع، حتى لو كانت سياسة أمريكا الخارجية ستُصوِّت لصالح الاتفاق مع إيران، فيجب على البيت الأبيض إدارة تحدِّي اللوبي الإسرائيلي. مع توضيح أنَّ الهيكل السياسي الأمريكي يعتبر التعاون مع الكيان الإسرائيلي، من أهم الواجبات في العقود القليلة الماضية. لذلك، إذا أردنا أن نحدِّد العقبة أمام عودة الأطراف إلى الاتفاق النووي وإحيائه، فإن تلك العقبة هي أمريكا. هذا يعني أنه فيما يتعلَّق بالاتفاق النووي المهم، يجب على أمريكا أخذ أهمية هذه القضية بعين الاعتبار، وعليها إعداد المقدمات للعودة مرةً أخرى إلى الاتفاق النووي».
«تجارت»: اتساع الفجوة بين الأجور والتضخم
تستعرض افتتاحية صحيفة «تجارت»، عبر كاتبها الخبير الاقتصادي وحيد شقاقي شهري، ملامحَ اتساع الفجوة بين الأجور والتضخم في إيران، مع فشل السياسات الاقتصادية لإعادة توزيع الثروة.
وردَ في الافتتاحية: «لم تنجح السياسات الاقتصادية في إعادة توزيع الثروة، وتسبَّبت في المزيد من الفروقات، وقد يؤدي تراكُم التحديات الاقتصادية هذه إلى اندلاع الاحتجاجات. لهذا علينا أن نُدرك أنَّ أيَّ ظاهرة -لاسيّما الظواهر الاجتماعية- لا تكون في العادة أُحادية البُعد أو أُحادية الجانب، فعندما يتم الغوص في جذور المشكلات الاجتماعية، مثل الإدمان والجريمة والطلاق، نصل إلى قضايا متعددة الأبعاد، حيث تؤثِّر عوامل مختلفة فعّالة في حدوث الظواهر والأزمات الاجتماعية. فالاحتجاج باعتباره ظاهرةً اجتماعية، له جذورٌ وعوامل عديدة، ويمكن أن تكون القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والقضايا المتعلقة بالتشريعات والقضايا الاقتصادية، هي مصدرُ الاحتجاجات.
من خلال التمحيص في جذور الاحتجاجات الأخيرة، يمكننا أن نرى أنه كان لدى جزءٍ من المجتمع مخاوف ومؤرقات اقتصادية. فقد كانت المشكلات الاقتصادية هي ما أشعلَ شرارةَ ظهور الاحتجاجات، وإن كان من الصعب للغاية الفصل بين مساهمة كلٍ من العوامل المذكورة في ظهور هذه الظاهرة الاجتماعية.
خلال هذه الفترة، اتّسعت الفجوة الطبقية في البلاد، وتراجَعَ الأمل في توفير السكن للمواطنين، خصوصًا الشباب. في العقد الماضي، وبسبب النمو الاقتصادي الصفري والنمو السلبي في الاستثمار، أصبح جزءٌ من المجتمع عاطلًا عن العمل، إما بسبب شبهِ الإغلاق لمؤسسات الإنتاج، أو تعديل القوى العاملة في هذه الشركات، أو خفضِ ساعات عملِهم واعتبارهم عُمّالًا بدوامٍ جزئي. كما أنه أثناء تفشِّي جائحة كورونا، تم إغلاق أعمال جزءٍ من الناس لأكثر من عامين، وبقي العُمّال في منازلهم أو أصبحوا موظفين بدوامٍ جزئي في الشركات التي ظلت نشِطة.
على مدار السنوات الأربع الماضية، بلغَ متوسط الزيادة في معدل التضخم أكثر من 40%، في حين بلغ متوسط الزيادة في الأجور خلال هذه الفترة حوالي 20%، لذلك اتّسعت الفجوة بين الأجور والتضخم. من ناحية أخرى، لم تنجح السياسات الاقتصادية في إعادة توزيع الثروة، وتسبَّبت في المزيد من الفروقات، وقد يؤدي تراكُم التحديات الاقتصادية هذه إلى اندلاع الاحتجاجات. ويمكن تحليل هذه الأحداث من وجهة نظر الاقتصاد والسياسة وعمل المؤسسات القانونية، وما إلى ذلك. حيث يقول جميع الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين والقانونيين بالإجماع، إنَّ هذه الاحتجاجات لها عوامل متعددة الأبعاد والأوجه، وتراكُم هذه المشكلات قد يسبِّب الاستياءَ العام.
يمكن وصف هذه المشكلة بالشخص المُصاب بمرضٍ ما؛ لهذا فإنه ينبغي على الشخص الذي يلاحظ أعراض المرض، أن يعترف أولًا بأنه مريض لكي يراجع الطبيب، وبعد ذلك يمكنه الدخول في مرحلة الحوار، لتحديد المشكلة وإيجاد الحلول، وهو ما يتطلَّب خلقَ مساحة وأجواء حُرة. ومن خلال هذه المحادثات، يتم تحديد الجذور والأسباب. وبعد ذلك، يمكننا الوصول إلى مرحلة العلاج. فالوصول إلى مرحلة العلاج، له عملياته وبروتوكولاته الخاصة. وبدون المرور بكل مرحلة من هذه المراحل، لا يمكن حل المشكلة، كما أن التكتُّم على المشكلة، لا يعني حل المشكلة. بل يكون ذلك أشبه بالمريض الذي يتناول مسكِّنات الألم لفترة من الوقت لإخفاء الألم، في حين أن تخفيف الآلام اللحظي عن طريق تناول المسكِّنات لا يعني علاجَ المرض، وفي المستقبل قد لا تؤثر هذه المسكِّنات.
القضية أن بعض الناس ما زالوا ينكرون المشكلة، وفي هذه الحالة لا يمكن الوصول إلى مرحلة الحوار. وإذا تم تشكيل الحوار، فإنه قد يفقد جوهَره. وطالما أن مرحلة الحوار لا تقوم على الفكر والتفكير المهني، فلن تبدأ مرحلة العلاج. وربما نتوصل إلى حل من خلال هذه الخطوات، لكن هذه الحلول قد لا تنتهي بالعلاج وإنهاء الأمر. فالأمر أشبه بمريض وجد حلًا وعلاجًا لمرضه، لكن إما أن الدواء غير متوفر، أو المرض قد انتشر، أو أن العلاج الكيماوي هو الحل، لكن جسمَ المريض غيرُ قادرٍ على تحمُّل هذا العلاج الثقيل».
إيرانيون يهاجمون السفارة في لندن مع استمرار الاحتجاجات بالداخل
هاجم عددٌ من المحتجين الإيرانيين في لندن، مساء أمس الأحد (09 أكتوبر)، مقرَّ السفارة الإيرانية في لندن، وأنزلوا العلمَ الإيراني وعلَّقوا بدلًا منه العلم الذي يحملُ صورة الشمس والأسد، ويأتي ذلك مع استمرار الاحتجاجات بالداخل الإيراني في عدد من المدن.
وتواصلت الاحتجاجات في سنندج بمحافظة كردستان، وتُظهِر مقاطع فيديو استمرارَ إطلاق النار في هذه المدينة، وترديدَ هتاف «الموت للديكتاتور».
وأفادت مقاطع فيديو أخرى عن اندلاع احتجاجات أمس الأحد في عدة مدن إيرانية، منها مهاباد وياسوج ودهغلان وسقز وبوكان وزنجان وكرمانشاه، وكذلك في عدة مناطق بالعاصمة طهران، منها بلدة ولي عصر وونازي آباد وسعادت آباد.
من جهته، احتجَّ مهاجم منتخب إيران لكرة القدم مهدي طارمي على عنف قوات الأمن ضد المتظاهرين، وكتب منشورًا في «إنستغرام»: «الأحداث العنيفة التي أراها في بعض مقاطع الفيديو لا تُصدَّق، ومرعبة. بصفتي إيرانيًا يحب بلده، فأنا أعترض على هذا السلوك، لاسيّما ضرب النساء، فهو ضد ديننا وثقافتنا، وأتوقع أن يتم التعامل مع هذه الممارسات».
وتُظهِر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، إيقاف حفل المغني الإيراني داريوش إقبالي في لندن، عقب تهديد أمني، وطُلِب من الحضور مغادرة القاعة على الفور، وتجمَّع الحضور في الشارع خارج قاعة الحفل، وردَّدوا هتافات مناوئة. وذكر بعض مستخدمي «تويتر»، أن «التهديد بوجود قنبلة» هو سبب إنهاء الحفل.
وأشار رئيس عدلية جيلان إلى إطلاق عناصر الشرطة الغازَ المسيل للدموع لتفريق السجناء، وأكَّد أن «الأوضاع تحت السيطرة، ولم يهرب أيّ سجين». وفي وقت سابق، نُشِرت أخبار عن اندلاع حريق في سجن جيلان، وأخبار غير مؤكدة عن هروب عدد من السجناء.
من جانبٍ آخر، رفعت وزارة الخارجية الكندية مستوى التحذير من السفر إلى إيران إلى أعلى مستوى، وهو الأمر بمنع المواطنين الكنديين من السفر إلى إيران، وقالت لمواطنيها: «عليكم أن تتجنَّبوا السفر إلى إيران بسبب الوضع الأمني غير المستقر والتهديد الإقليمي للإرهاب واحتمال الاعتقال التعسفي».
موقع «راديو فردا»
السجن 15 شهرًا للناشطة الحقوقية محمدي مع الأعمال الشاقة
أكَّد محامي الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، أنَّ موكِّلته قد صدرَ حُكمٌ جديدٌ عليها، بالسجن 15 شهرًا، مع الأعمال الشاقة كتنظيف قمامة الأحياء غير المأهولة في المناطق.
وأعلن المحامي مصطفى نيلي في تغريدة، أمس الأحد (09 أكتوبر)، أن «الشعبة 26 من محكمة الثورة في طهران حكمت على محمدي بالسجن التعزيري لمدة 15 شهرًا، بتهمة النشاط الدعائي ضد النظام، في القضية التي رُفِعت مؤخرًا ضدها».بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد عقوبات إضافية بحقّ الناشطة الحقوقية، تشمل تقديم تقارير شهرية إلى قيادة الشرطة لمدة عامين، والمنع من مغادرة البلاد لمدة عامين، وحظر العضوية في الأحزاب والمنظمات والجماعات السياسية لمدة عامين.
وأضاف نيلي: «كما أنَّ تنظيف الأحياء من القمامة في المناطق غير المأهولة بالتنسيق مع بلدية إحدى المناطق، تحتَ إشراف الحراسة لمدة ثلاثة أشهر ولفترة أربع ساعات في اليوم، كان جزءًا من الحُكم الجديد الصادر ضدَّ محمدي».
وبحسب ما ذكره المحامي، لم تحضر نرجس محمدي المحاكمة، وصدر الحُكم غيابيًا، وتم إعلامها به بالأمس.
موقع «راديو فردا»
اعتقال ونقل ناشطيْن عُمّالييْن في طهران إلى مكان مجهول
جرى اعتقال اثنين من الناشطين العُمَاليين في طهران، أمس الأحد (09 أكتوبر)، ووفقًا للاتحاد الحُر لعُمّال إيران، داهمَ عناصر الأمن منزلَ الناشطيْن العُمّالييْن أسعد مفتاحي وبيمان سالم، واعتقلوهما ونقلوهما إلى مكان مجهول.
ولم تتوفَّر حتى وقت نشر موقع «إيران وير» للخبر، معلومات عن الجهة التي قامت باعتقالهما، وأسباب الاعتقال، ومكان وجود هذين الناشطيْن العُمّالييْن.
موقع «إيران واير»