اتَّهم أكثر من 800 عضو في منظمة المجلس الطبي الإيراني رئيسَ هذه المنظمة، بـالمساعدة في التستر على سبب وفاة مهسا أميني.
وفي نفس سياق الاحتجاجات، أدانت جمعية حماية حقوق الطفل الإيرانية قوات الأمن؛ لاستخدامها العنف ضد الأطفال الذين تظاهروا في المدارس والشوارع، وتُشير التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 28 طفلًا، واحتجاز مئات الأطفال الآخرين في سجون البالغين.
كما تُشير تقارير إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية والمواطنين، بالقرب من مدينة كرمانشاه، وذلك مع استمرار الاحتجاجات في المدن الإيرانية، واقترابها من إكمال شهرها الأول.
وعلى صعيد الافتتاحيات، أوردت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، أسبابَ الغضب الشعبي العام في إيران، وهو ما لم يناقشهُ المسؤولون وإعلامهم بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.
فيما ترى افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنه من أجل تحقيق الرضا العام داخليًا وخارجيًا، يجب انتهاج الواقعية بالتعرُّف على قضايا وظروف اليوم بشكلٍ دقيق.
«آفتاب يزد»: الغضب الشعبي.. بين الاحتجاجات والقضايا الاقتصادية
تُورِد افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها رئيس التحرير علي رضا كريمي، أسباب الغضب الشعبي العام في إيران، وهو ما لم يناقشه المسؤولون وإعلامهم بعد مقتل مهسا أميني.
وردَ في الافتتاحية: «في هذا البلد، يقدِّمون معلومات خاطئة للناس، لدرجة أن بعض من ينشرونها يصدِّقون أنهم ينشرون الحقائق. المسؤولون فضلًا عن وسائل إعلامهم الصغيرة والكبيرة -التي تقتات على ما في جيبي وجيبك- يقومون من الصباح حتى المساء، بتقديم صورة عن البلد وظروف المجتمع، لا تتمتع بالحد الأدنى من الانسجام مع ما يحدث في الشارع.
أحد المفاهيم التي تُناقَش كثيرًا مفهومُ «غضب الناس» وأسبابه. منذ أن انتقلت مهسا أميني إلى رحمة الله وبدأت الاحتجاجات، لم أُشاهد ولم أسمع أيَّ تحليل دقيق وصحيح من طرف المسؤولين ووسائل إعلامهم، حول أسباب غضب الناس، وكما يُقال لم يُشاهِد أيٌّ منهم الفيل الواقف في وسط القاعة، وجميعهم يتحدثون بأمور جانبية، وما يدور حولها من تحليلات؛ لهذا السبب، سأعرض بشكل موجز ومباشر سبب الغضب العام، وأين يكمُن الحل.
أولًا: يجب أن أؤكد أنه في حين أن وفاة مهسا أميني، الفتاة كردية الأصل، تسبَّبت بألم كبير، لكن هذا السبب كان له دورٌ في الأحداث بنسبة 5%، في أكثر الحالات تفاؤلًا، وأما الـ 95% المتبقية فهي تعود لموضوع الظروف الاقتصادية الموجودة. فضلًا، اِلقوا نظرةً على الأرقام التالية:
1- خلال السنوات العشر الماضية، واجهَ البلد تراجُعًا في الدخل بنسبة 40%.
2- خلال السنوات الخمس الماضية، ارتفعت أسعار المساكن بنسبة 600%.
3- خلال السنوات الأربع الماضية، ارتفعت أسعار السلع الغذائية بنسبة 450%.
بطبيعة الحال، في مثل هذه الأوضاع والأجواء، ما الذي يقوله العقل السليم؟ ألا يجب أن يغضب المجتمع الذي يواجه صعوبات اقتصادية شديدة؟ عندما يعجز رب الأسرة عن تلبية الاحتياجات الأولية لأفراد أسرته، ويعيش أبناؤه في حسرة دائمة، ألا يجب أن يُعطوا الحقَّ بأن يغضبوا؟ الزوجان الشابان عندما يصلان إلى طريق اقتصادي مسدود، فإن ذلك سرعان ما يُلقي بظلاله على علاقتهما العاطفية، ويؤدي ذلك إلى أن تخبو جذوة الحياة لديهما. ألا يحق للشاب الذي يتعرَّض لمثل هذا الفشل أن يغضب؟ ذلك الشاب الباحث عن عمل عندما يصل إلى نتيجة مفادها أن عليه وضع شهاداته على الرف وفتح حساب في «سناب»، ألا يحق له أن يغضب؟
بشكلٍ عام، عندما يكون هناك 4 آلاف من أبناء المسؤولين يعيشون خارج إيران (المصدر: النائب البرلماني جوكار، في حديث له مع صحيفة «همشهري»)، فإن هذا من شانه أن يُوجِد شعورًا بالاستياء لدى جميع الشباب الإيراني.
لكن أين هو الحل؟ للصدفة إن الحل ليس أن يقوم رئيسي بتدشين دوريات إرشاد من أجل مديريه، ويُعيد أبناء المسؤولين إلى إيران، بل من الأفضل أن يُبقي أبناء الذّوات -والذين هم غالبًا من متدنيي الذكاء- في الغرب؛ لأن البلد لا حاجةَ له بهم. هذا البلد وجميع متّخذي القرار وصُنّاعهُ فيه، يجب عليهم فقط التفكير في حل للاقتصاد. خلاصة الكلام قالها خمسة من خبراء الاقتصاد قبل مدة، حين قالوا: «التطورات غير المناسبة خلال عقد مضى أدت إلى أن يصل عدد منخفضي الدخل إلى رقم مثير للقلق بلغ 23 مليون نسمة، وهذه الزيادة المُقلِقة بالطبع، حصلت نتيجة تقلُّص عدد أفراد الطبقة المتوسطة. هذا التغيير الكبير الذي حدث بشكل أساسي خلال السنوات التي تلت عام 2017م، مهَّد لظهور التوترات الاجتماعية.
لا بد من التذكير أن منحنى الزيادة الجديرة بالاهتمام في عدد منخفضي الدخل، ازداد حدَّةً بشكل مقلق منذ عام 2017م، وما بعد. وما يبعث على القلق والتحذير، هو أنه خلال أربع سنوات -وللمرة الأولى- انخفضت أعداد الفئات ذات الدخل المرتفع والمتوسط بشكلٍ متساوٍ ومنسجم، وأُضيفت هذه الأعداد إلى الفئة ذات الدخل المنخفض. (المصدر: صحيفة «دنياي اقتصاد»).
إذا انعكست هذه الظروف، فإن نار الغضب المذكور ستخبو بطبيعة الحال. على الحكومة تغيير سكة قطار الاقتصاد، ووضعه على السكة الصحيحة. من البديهي أن هذا الأمر بحاجة إلى قائد ومعاونين، من ذوي الخبرة ومتعلمين وحكماء. الهيكل التنفيذي في هذه الحكومة هو نفسه هيكل حكومة أحمدي نجاد، مع فارقٍ واحد، هو وجود اختلاف وانقسام حول القضايا الاقتصادية بين أعضاء هذه الحكومة. لذا يجب اتّخاذ القرار، والتنفيذ في مكان آخر. من المستبعد أن تجد هذه الحكومة حلًا للاقتصاد. مضى أكثر من عام على عمر هذه الحكومة، ولم يحدث شيء. ما حدث هو أن مائدة الناس تقلَّصت، وكما قال الأكاديمي الدكتور محمد فاضلي: “لا يمكن لقِطَّةِ هذه الحكومة أن تُمسكَ فأرًا”».
«آرمان أمروز»: الواقعية هي ما نحتاجه اليوم
يرى البرلماني السابق داريوش قنبري، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنه من أجل تحقيق الرضا العام داخليًا وخارجيًا، يجب انتهاج الواقعية بالتعرُّف على قضايا وظروف اليوم بشكلٍ دقيق.
تقولُ الافتتاحية: «يمُرّ الناس في هذه الأيام بظروف صعبة. المشكلات المعيشية المتعددة واختلاف وجهات النظر مع بعض السياسات، سلبت المجتمع الهدوء والراحة، حيث ارتفع صوت احتجاجات مختلف الفئات، لنصِل حتى الآن إلى نتيجة مفادها أننا نواجه أجواءً ملتهبة. في هذه الأثناء، يجب على الحكومة أن تكون حساسة، وأن تُبدي ردّ فعل مناسب على مطالب وهواجس الناس؛ كونها المؤسسة التنفيذية. انسجام ومواكبة رجال الحكومة للجماعات والشخصيات، التي ليس لها أي مسؤولية رسمية في النظام، وإظهارهم ردود فعل سلبية وعدائية تجاه التحركات العامة في هذه الأيام، لا شكّ سيُعزِّز من انعدام الثقة؛ وبالتالي ستُصبح الفجوة بين المجتمع والنظام السياسي أكثر اتّساعًا.
نظرًا لأن إيران تواجه فترةً خطيرةً للغاية. يعني في ظروف توقفت فيها مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، ويجب على الجهاز الخارجي للنظام إدارة الأجواء النووية من خلال المساومة والإجراءات الدبلوماسية، نجد أننا بحاجة إلى إرسال رسالة للعالم، مفادها أننا نتمتَّع في الداخل بالاتحاد والانسجام اللازمين. إذن على النظام بذل مساعيه حتى يتمكَّن من تحقيق الرضا العام، لنتمكَّن من إدارة التحديات التي تواجهنا في أجواء مناسبة. سيتحقَّق هذا الأمر في حال كنا واقعيين، وتعرَّفنا على قضايا وظروف اليوم بشكل دقيق، حتى نتمكَّن من العثور على حلٍ مناسب لإنهاء الانقسام الموجود. إنْ تحقَّق هذا الأمر، يمكننا بعدها أنْ نأمل بأيامٍ أكثر هدوءًا، وأقلّ توتُّرًا».
800 عضو بمنظمة المجلس الطبي يتهمون رئيسها بالتستر على سبب وفاة أميني
اتَّهم أكثر من 800 عضو في منظمة المجلس الطبي الإيراني رئيس هذه المنظمة، بـالمساعدة في التستر على سبب وفاة الفتاة كردية الأصل مهسا أميني. وتعليقًا على تصريحات رئيس المنظمة محمد رئيس زاده، الذي وصف المتظاهرين بـ «مثيري الشغب والانفصاليين»، أكَّد الأعضاء في بيان نُشِر أمس الثلاثاء (11 أكتوبر)، التزامهم بدعم المطالب الشعبية.
ووردَ في البيان بوضوح أن «رئيس منظمة المجلس الطبي يستخدم اسمَ وسمعةَ هذه المنظمة؛ لإضفاء الشرعية على لجنة تقصِّي الحقائق غير النزيهة للتغطية على سبب وفاة مهسا أميني»، وأكد الموقِّعون على البيان، أن «لجنة تقصِّي الحقائق المشكَّلة خلف الأبواب المغلقة، ليست ذات مصداقية».
وأدان الأعضاء الموقِّعون بأرقامهم في المجلس الطبي تصريحات زاده عن المتظاهرين، وأعربوا عن أسفهم؛ لأنه نسي واجب الأطباء الأخلاقي والاجتماعي في الدفاع عن الناس. وجاء في نص البيان: «نأسف؛ لأنه نسِي الالتزام الأخلاقي والاجتماعي للأطباء بالدفاع عن الناس، ولم يقُل كلمةً واحدة لإدانة استخدام العنف السافر والأسلحة غير التقليدية والمؤذية لتفريق المتظاهرين».
وأضاف الموقِّعون على البيان: «نحن، أعضاء المجلس الطبي من الموقِّعين على هذا البيان، نعتبر الناس المالكين الرئيسيين للبلاد، ونحن ندعم مطالبهم المشروعة. وهذا هو العهد الذي أقسمناه في بداية عملنا، ونحن مخلصون لهذا القسم».
موقع «راديو فردا»
إدانة انتهاك حقوق الطفل خلال الاحتجاجات بعد مقتل نحو 28 طفلًا
أدانت جمعية حماية حقوق الطفل الإيرانية قوات الأمن؛ لاستخدامها العنف ضد الأطفال الذين تظاهروا في المدارس والشوارع، وتُشير التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 28 طفلًا، واحتجاز مئات الأطفال الآخرين في سجون البالغين، خلال الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل الفتاة كردية الأصل مهسا أميني.
وجاء في بيان جمعية حقوق الطفل على موقعها الإلكتروني، أمس الأربعاء (12 أكتوبر): «بحسب الإحصاءات، قُتِل 28 طفلًا (دون 18 عامًا) في هذه الاشتباكات، وكان أغلبهم من محافظة سيستان وبلوشستان الفقيرة».
وصرَّح نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي لوسائل إعلام إيرانية، في 05 أكتوبر، أن متوسط عمر المعتقلين في العديد من الاحتجاجات الأخيرة يبلغ 15 عامًا. وبحسب ما ذكره فدوي، فإن «بعض المراهقين المعتقلين استخدموا كلمات مفتاحية متشابهة في اعترافاتهم، وشبَّهوا أعمال الشغب في الشوارع بألعاب الفيديو».
وشارك عددٌ كبير من طلاب المدارس الثانوية في المظاهرات، على مدار الأسابيع الأخيرة.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الإثنين الماضي، عن قلقِها البالغ إزاء التقارير المتعلقة بقتل وجرح واعتقال أطفال ومراهقين في إيران.
موقع «صوت أمريكا-فارسي»
اشتباكات عنيفة في كرمانشاه مع استمرار الاحتجاجات
تُشير تقاريرٌ إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية والمواطنين، بالقرب من مدينة كرمانشاه، وذلك مع استمرار الاحتجاجات بالمدن الإيرانية، واقترابها من إكمال شهرها الأول.
وقالت منظمة «هينغاو» لحقوق الإنسان: إن «ما لا يقل عن 40 عنصرًا من قوات النظام أصيبوا خلال الاشتباكات بين عناصر النظام والمواطنين المحتجين، في ضاحية دره دريج بكرمانشاه»، وذكرت «هينغاو» أنه تم نقل جرحى اشتباكات ضاحية درة دريج، التي تقطنها غالبية من الطائفة «اليارسانية» أو أهل الحق، إلى مستشفى أبو الفضل العسكري في كرمانشاه.
وبالتزامن مع ذلك، أفادت شبكة حقوق الإنسان في المناطق الكردية، نقلًا عن شهود عيان في كرمانشاه، بمقتل ما لا يقل عن شابين خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدينة، مساء أمس الأربعاء. وذكرت الشبكة أن الشخصين هما، آرمين صيادي وسينا نادري، وقد قُتِلا إثر إطلاق الرصاص الحي عليهما من قِبَل قوات مكافحة الشغب والباسيج.
وفي يوم الأربعاء في سنندج، ورغم قمع الاحتجاجات في الأيام الماضية، كان المتظاهرون لا يزالون حاضرين في الشوارع، وأفادت شبكة حقوق الإنسان أن شخصًا يُدعى عزيز مرادي، قُتِل على أيدي عناصر الأمن في سنندج.
كما أعلن الاتحاد الحُر لعُمّال إيران، أمس، بأنه جرى اعتقال أكثر من 30 عاملًا من عمال المشاريع في عسلوية، منذ الإثنين الماضي وحتى أمس، على يد قوات الوحدات الخاصة وعناصر الأمن. وبحسب التقارير، تحاول الأجهزة الأمنية بالتعاون الكامل مع المقاولين الحيلولَة دون حدوث إضرابات واحتجاجات مجددًا من قِبَل عُمّال المشاريع، وكان المئات من عُمّال المشاريع قد أضربوا عن العمل في عدَّة شركاتِ بتروكيماويات في عسلوية، الإثنين.
ويُظهِر مقطع فيديو اندلاعَ اشتباكات بين عناصر الأمن والمحتجين، مساء أمس، في دهدشت بمحافظة كهكيلوية وبوير أحمد. كما يُظهِر مقطع فيديو من شارع شريعتي في طهران شابًا محتجًا يتعرَّض للضرب من قِبَل عناصر الأمن وعناصر يرتدون الزي المدني، ومقطع آخر يُظهر اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن والمحتجين في نازي آباد مساء أمس.
موقع «راديو فردا»