أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر سبتمبر 2022م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
في الشأن الداخلي، تناول التقرير أربعة محاور، خُصِّصَ الملف الأيديولوجي لمناقشة إهانة الرادود (المنشد) باسم الكربلائي للصحابة والأبعاد السياسية لهذه الإهانة، فضلًا عن موضوع تآكُل حقوق الإنسان ومظلومية النساء في إيران.
وفي الملف السياسي، جرى تناوُل اشتعال الغضب الشعبي في إيران بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على أيدي «شرطة الأخلاق»، والقمع الوحشي الذي تعرَّض له البلوش من قِبَل قوّات الشرطة والحرس الثوري.
أمّا الملف الاقتصادي ناقش موضوع انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي، والأهداف والأولويات التي دفعت إيران إلى الانضمام إلى هذه المنظمة، والتحديات والفرص المستقبلية لإيران، فيما ناقش الملف العسكري عنوانين رئيسيْن، هما: الهجوم الإيراني على المناطق الكردية في العراق، وتمكُّن الدفاعات الجوية الأوكرانية من مواجهة وإسقاط المسيّرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
أما الملف العربي فقد ناقش، أربعة محاور رئيسية، الإجراءات الإيرانية لفرض سياسة الأمر الواقع على الجُزر الإماراتية المحتلة، والعَلاقات الإيرانية-الخليجية على منبر الأمم المتحدة، فيما تطرَّق المحور الثاني إلى التفاعلات الإيرانية-اليمنية، عبر تناول أبعاد الموقف الحوثي-الإيراني من الهدنة، وموقف مجلس القيادة الرئاسي من الرفض الحوثي لتمديد الهدنة. أما المحور الثالث فقد تحدّث عن عَلاقات إيران والعراق تحت ثلاثة عناوين، هي: تراكُم التحديات أمام التيار الصدري لحل البرلمان، والتمسُّك الصدري بحل البرلمان وإدارة المرحلة المقبلة، والتحديات أمام مسار الإطار التنسيقي للمُضيّ في تشكيل الحكومة. وخُصِّص المحور الرابع للحديث عن التفاعلات الإيرانية-السورية، وذلك تحت ثلاثة عناوين، هي: المبادرة الأردنية للحل السياسي في سوريا، والأردن والتهديدات القادمة من سوريا، وعوامل إنجاح وفشل المبادرة الأردنية.
واستعرض الملف الدولي، التفاعلات الإيرانية مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا. في ما يتعلق بالعَلاقات الأمريكية-الإيرانية، جرى الحديث عن التفاعلات بين البلدين في أربعة محاور، هي: المفاوضات النووية المتعثرة، والعقوبات والضغوط المتبادلة، والدعم الأمريكي للاحتجاجات في إيران، وأخيرًا النتائج وأفق العَلاقات. وحول العَلاقات الإيرانية-الأوروبية، جرى رصد أهمّ التفاعلات بين الجانبين خلال سبتمبر 2022م، والمتمثلة في تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تنامي المخزون الإيراني من اليورانيوم، فضلًا عن المحادثات التي أجراها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع دول الترويكا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما جرى تناوُل قرار الحكومة الألبانية بقطع العَلاقات الدبلوماسية مع إيران، بسبب هجوم سيبراني نفَّذه قراصنة مدعومون من الحرس الثوري.