وصل خط الفقر النسبي للعائلات في إيران إلى 18 مليونًا و260 ألف تومان، حسب ما أعلنه رئيس لجنة الأجور في المجلس الإسلامي للعمل فرامز توفيقي، إذ قال إنّ «مجتمع العُمّال في إيران يشبه من الناحية المعيشية مريضًا يعيش بـ10% من قلبه».
وفي شأن آخر يتعلق بالاحتجاجات، واصل طلاب عدد من الجامعات الإيرانية، أبرزها في مدن طهران ومازندران وجيلان، أمس الثلاثاء احتجاجاتهم وإضرابهم، وهتف طلاب بجامعة مازندران قائلين: «إذا قُتِل شخص واحد فسيأتي ألف بعده». كما تجمّع حشد صباح اليوم الأربعاء في مطار الخميني بطهران لاستقبال الرياضية إلناز ركابي، إذ يشعر كثيرون بالقلق بشأن اعتقالها بعد وصولها إلى إيران، عقب مشاركتها دون حجاب في بطولة خارجية، فيما أكد مقربون من المخرج نيك يوسفي اعتقاله وعدم وجود أي معلومات عن مكان احتجازه، مع استمرار الاعتقالات لمواطنين آخرين.
وعلى صعيد الافتتاحيات، انتقدت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح» متاجرة عدد من البنوك والمؤسسات المالية الإيرانية بالأنشطة السريعة في سوق العملة والعقارات، بدلًا من المساهمة في تقوية الإنتاج وإيجاد فرص العمل.
«ستاره صبح»: متاجرة البنوك والمؤسسات المالية بدلًا من تقوية الإنتاج
تنتقد افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها رئيس التحرير مصطفى صالح آبادي، متاجرة عدد من البنوك والمؤسسات المالية الإيرانية بالأنشطة السريعة في سوق العملة والعقارات، بدلًا من المساهمة في تقوية الإنتاج وإيجاد فرص العمل.
تذكر الافتتاحية: البنوك في جميع الدول تسعى إلى تقوية الإنتاج، وإيجاد فرص العمل، وتقوية الصناعة والزراعة والتجارة. خلال الأيام الأخيرة انتشر تقرير يُظهِر أداء 26 بنكًا إيرانيًّا، وجاء في هذا التقرير أن خسائر بنك «آينده» (المستقبل) بلغت 27 ألف مليار تومان، وهو البنك الأكثر خسائر في إيران. في السابق كان اسم هذا البنك «بنك تات»، ومِن ثَمّ غُيِّر اسمه إلى «آينده». السؤال هو: لماذا يجب على هذا البنك وغيره كثير من البنوك الأخرى أن تخسر وتتسبّب بأضرار لاقتصاد البلد؟ هذا في حين أن الفلسفة الوجودية والرسالة الأساسية للبنوك والمؤسسات المالية هي جذب ودائع الناس وتوجيهها نحو الإنتاج. لكن هذه المؤسسات المالية توجّهت في السنوات الأخيرة نحو نشاطات سريعة المردود، مثل سوق العملة الصعبة والمسكوكات الذهبية والعقارات وبناء الأبراج السكنية وغيرها. وبدلًا من تقوية الإنتاج والرفاه وإيجاد فرص العمل، عمِلت على تخريب اقتصاد البلد.
يحدث هذا في ظروف قال فيها الأمين العام للأمم المتحدة إن «كورونا» تسبّب في تضاعُف الفقر في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية. بناءً على الإحصائيات الموجودة فإنّ المؤسسات المالية والائتمانية، التي ظهرت وبدأت في الانتشار منذ عهد أحمدي نجاد، أخذت أموال الناس أو لم تُعِدها، ووصل الأمر إلى درجة أن حكومة روحاني أُجبِرت على دفع مبلغ 36 ألف مليار تومان من جيوب الناس إلى هذه المؤسسات، وإلى من فقدوا أموالهم. الآن أصبحت الفرصة مواتية كي يقوم البنك المركزي بإغلاق البنوك المتضررة والمؤسسات المالية والائتمانية التي تتسبّب بخلل الاقتصاد.
بن برنانكي ودوغلاس دايموند وفيليب ديبفيغ، ثلاثة خبراء اقتصاد أمريكيين حصلوا على جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2022م. طلب هؤلاء الثلاثة من واضعي السياسات أن يحذروا من أن تزداد الظروف المالية سوءًا في جميع العالم، لأن الضغوط الناجمة عن الحرب والتغييرات في العملة الصعبة ستضغط على الاقتصادات. حسب نظرية الحائزين على جائزة نوبل، حتى لو لم تبدأ المشكلات المالية في قطاعٍ ما وفي مرحلةٍ ما، فإنه مع مرور الزمان إذا زادت حالة تلك المرحلة أو ذلك القطاع سوءًا فإنها ستتسبّب بمشكلات أخرى، وتزيد حدّتها. هذه النظرية تذكِّرنا بضرورة الانتباه إلى الأزمات المالية في إيران. إنّ المشكلات المالية لإيران ناجمة، بشكل مباشر، عن النظام المصرفي.
خط الفقر في إيران يتجاوز 18 مليون تومان حسب مسؤول بمجلس العمل
وصل خط الفقر النسبي للعائلات في إيران إلى 18 مليونًا و260 ألف تومان، حسب ما أعلنه رئيس لجنة الأجور في المجلس الإسلامي للعمل فرامز توفيقي، إذ قال إن «مجتمع العُمّال في إيران يشبه من الناحية المعيشية مريضًا يعيش بـ10% من قلبه».
وفي نفس السياق أشار الاقتصادي أفشين حق برست إلى خلق سيولة بمقدار 2700 مليار تومان يوميًا، متوقعًا أن يصل خط الفقر إلى أكثر من 18 مليون تومان بحلول مارس المقبل.
وبناءً على تقرير لـ«إيران برايمر»، وعلى أساس الأرقام الحكومية، كان نحو 30% من العائلات في إيران يعيشون تحت خط الفقر حتى بداية العام الجاري 2022م. ويقدِّر بعض الخبراء أن ما لا يقل عن نصف عدد سكان إيران البالغ 85 مليونًا يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من التضخم الذي وصل إلى 40% على جميع السلع، وهذا الرقم أعلى معدل منذ عام 1994م.
ويأتي ارتفاع مستوى خط الفقر ووصوله إلى 18 مليون تومان فيما ناقش البرلمان قبل عدة أيام مشروع قانون الموازنة بين رواتب موظفي الحكومة والمتقاعدين العسكريين والمدنيين. وحسب قرار الحكومة والبرلمان مؤخرًا، من المقرر إضافة ما لا يقل عن مليون تومان إلى رواتب الموظفين و900 ألف تومان إلى رواتب المتقاعدين من موظفي الحكومة السابقين، إذ سيكون الحد الأدنى لأجور موظفي الحكومة وفق مقترحها هو 6 ملايين و600 ألف تومان. يُشار إلى أن الحد الأدنى لأجور العُمّال الآن 5 ملايين و700 ألف تومان، أي نحو ثلث حد الفقر البالغ 18 مليون تومان حاليًّا. كما أن أجور العُمّال الذين يحصلون على جميع المزايا والإضافات وبدل العائلة وبدل السكن وما إلى ذلك لا يصل إلى 9 ملايين تومان.
موقع «اعتماد أونلاين»
احتجاجات طلابية وإضرابات في جامعات طهران ومازندران وجيلان
واصل طلاب عدد من الجامعات الإيرانية، أبرزها في مدن طهران ومازندران وجيلان، أمس الثلاثاء (18 أكتوبر) احتجاجاتهم وإضرابهم، وهتف طلاب بجامعة مازندران قائلين: «إذا قُتِل شخص واحد فسيأتي ألف بعده».
ووفق تقارير واردة لموقع «راديو فردا»، تجمّع طلاب جامعة طبطبائي بطهران، ومنعوا متحدث الحكومة علي بهادري جهرمي من إلقاء كلمة خلال وجوده بالجامعة، أمس، ورددوا عديدًا من الهتافات، منها «عديم الشرف عديم الشرف»، و«المرأة، الحياة، الحرية»، و«أخبِروا أمي أنه لم يعُد لديها فتاة».
كما ورد من كلية الآداب واللغات بجامعة طهران أن الطلاب حضروا معًا في مطعم الجامعة دون فصل بين الجنسين، لكن 10 رجال يرتدون ملابس مدنية هدّدوهم بالضرب والاعتقال،في حين أخذ طلاب جامعة الخوارزمي طعامهم إلى ساحة الجامعة واعتصموا هناك بعد أن منعهم أمن الجامعة من الوجود في مطعم الجامعة دون الفصل بين الجنسين، كما هدد عناصر الأمن الطلاب المضربين في كلية الفيزياء بجامعة طهران.
وتواصلت الاحتجاجات في جامعة جيلان رغم الأجواء الأمنية المشددة داخل الجامعة وخارجها، وردّد الطلاب هتاف «لا للحجاب ولا للإساءات، نعم للحرية والمساواة».
ويشير عديد من مقاطع الفيديو إلى استمرار احتجاجات طلاب المدارس في مدن مختلفة مثل طهران وسنندج، إذ هتف الطلاب في طهران مخاطبين السيارات المارة: «لا تستخدموا أبواق سياراتكم، بل اهتفوا واصرخوا».ويُظهِر مقطع فيديو احتجاج مجموعة من طالبات المدارس في طهران وخلعِهن للحجاب.
ويُظهِر مقطع آخر تجمُّع مجموعة من عمال شركة «هفت تبه» لقصب السكّر، ودخولهم إضرابًا أمس في فناء الشركة، وفق دعوة مسبقة.
في سياق آخر، أعلنت وكالة «إيرنا» أمس، نقلًا عن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن القيود المفروضة على بعض التطبيقات الأجنبية قد أُزيلت. وحسب التقرير، أصبح الوصول إلى «غوغل بلاي» و«أب ستور» و«لينكدين» متاحًا حاليًّا. وقالت الوكالة إنّ «هذا الإجراء يأتي بالتزامن مع خروج البلاد من الأجواء الأمنية، وعودة الهدوء».
موقع «راديو فردا»
حشد يستقبل الرياضية إلناز بمطار طهران.. واعتقال المخرج يوسفي وآخرين
تجمّع حشد صباح اليوم الأربعاء (19 أكتوبر) في مطار الخميني بطهران لاستقبال الرياضية إلناز ركابي، إذ يشعر كثيرون بالقلق بشأن اعتقالها بعد وصولها إلى إيران، عقب مشاركتها دون حجاب في بطولة خارجية، فيما أكد مقربون من المخرج نيك يوسفي اعتقاله وعدم وجود أي معلومات عن مكان احتجازه، مع استمرار الاعتقالات لمواطنين آخرين.
وذكر مقرّبون من المخرج والمدوِّن يوسفي أنه جرى اعتقاله يوم الأحد 16 أكتوبر، وغرّد الصحفي محمد حسين آجورلو أنه لا توجد معلومات عن مكان احتجازه، ولا عن المؤسسة التي اعتقلته، إلا أن يوسفي اتصل بوالده مرة واحدة خلال هذه الفترة.
وحسب تقرير لمنظمة «هينغاو» لحقوق الإنسان، اعتقلت قوّات الأمن أمس ما لا يقل عن 8 أشخاص في آبدانان، وورد تقرير عن وقوع اشتباكات خلال هذه الاعتقالات، وإصابة سيدة بطلق ناري. وفي الليلة قبل الماضية اندلعت اشتباكات بين المحتجين والقوى الأمنية في آبدانان، وأطلقت قوى الأمن النار بشكل متواصل صوب المحتجين، وفتشت بعد ذلك البيوت بيتًا بيتًا لاعتقال المحتجين.
من جانب آخر، خصصت صحيفة «جول» الرياضية العنوان الرئيسي في عددها الصادر اليوم الأربعاء لدعم لاعب منتخب إيران السابق مرتضى كرماني للدولي السابق علي دائي، عقب رده «الساخن» على نائب أردبيل في البرلمان بشأن وفاة أسرا بناهي، وما تلته من ردود أفعال في الفضاء الافتراضي.
كما أعلن الناشط العُمّالي في الأحواز الذي سبق اعتقاله وسجنه بسبب أنشطته العُمّالية، إسماعيل بخشي، عن انضمام عُمّال شركة «هفت تبه» لقصب السكّر إلى الإضرابات دعمًا للاحتجاجات الإيرانية، وغرّد بخشي قائلًا: «جاء عمال شركة (هفت تبه) اليوم كي يُظهروا معنى الشرف. لو كانت إدارة الشركة قد أودعت في حساب العُمّال 70 مليونًا بدلًا من 7 ملايين -أموال لشراء العمال- لواصل هؤلاء الرجال الشرفاء إضرابهم أيضًا».
موقع «بي بي سي-فارسي»