أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (الجمعة 28 أكتوبر) عن قلقه إزاء سوء معاملة الحكومة الإيرانية للمتظاهرين المعتقلين في الاحتجاجات المستمرة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان راوينا شمداساني، في مؤتمر صحفي في جنيف، نقلًا عن مصادر متعدّدة: «إنّ السلطات رفضت تسليم بعض جثث القتلى إلى عائلاتهم».
وبمناسبة الاحتفال بيوم «آبان، يوم كورش الكبير 29 أكتوبر»، قال ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي (الخميس 27 أكتوبر): «أفتخر بأن بلدنا كان منذ 25 قرنًا أول مهد لحقوق الإنسان في العالم على يد كورش الكبير، وهو البلد الذي يتسم قادته حاليًّا للأسف بأكبر قدر من العناد تجاه الحرية وحقوق الإنسان. أنتم يا أبناء وطني خلقتم ملحمة أخرى في اليوم الأربعين من ثورتكم».
وفي شأن دولي، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية (الجمعة 28 أكتوبر) اسم مؤسسة «15 خرداد» على لائحة العقوبات. وأعلنت واشنطن أن سبب هذا الإجراء هو تحديد هذه المؤسسة جائزة لقتل «الكاتب المرتد سلمان رشدي».
وعلى صعيد الافتتاحيات، ناقش المتخصص في الإعلام أميد جهانشاهي، في افتتاحية صحيفة «شرق»، الأوضاع الاقتصادية في إيران، وانعكاس تلك الأوضاع على كل مناحي الحياة بالنسبة إلى الشعب الإيراني. وفي افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، اعتبر الناشط السياسي «الإصلاحي» محمد جواد حق شناس أنه لا يوجد في إيران «شبيحة»، وأن القوّات التي اقتحمت الجامعات الإيرانية كانت تتبع أوامر القيادة في حفظ الأمن والأمان لكل الطلاب بمختلف الجامعات.
«شرق»: الهدوء يكمن في الأمل بالمستقبل
تناول المتخصص في الإعلام أميد جهانشاهي، في افتتاحية صحيفة «شرق»، الأوضاع الاقتصادية المتردية في إيران، وانعكاس ذلك على الحياة اليومية للإيرانيين، واعتبرت الافتتاحية أنه لا بد من التمسك بالأمل في مستقبل أفضل.
وردَ في الافتتاحية: الإنسان حيٌّ بالأمل، والأمل مؤشرٌ على الحيوية وشرطٌ للبناء. الأمل بالمستقبل يهدئ القلب، ويجعله مستعدًّا لبناء الغد. الإنسان الذي يملك الأمل ينظر إلى المستقبل ويجعل قلبه المليء بالأمل نشيطًا. في الجهة المقابلة هناك اليأس والخوف من المستقبل، وهو ما يولّد الغضب، ويجعل الإنسان متمردًا. من يرَ المستقبل قاتمًا يحتجّ على كل شيء. نحن لا نبحث هنا في ما إذا كان المستقبل قاتمًا أو مشرقًا، القضية هي كيف يرى المجتمع، وخصوصًا الشباب، المستقبلَ. أيّ مجتمع يرى المستقبل قاتمًا -بغضّ النظر عن الأسباب- فإنه سيثور. التفسير الجماعي والنظرة العامة للمستقبل ليست نتيجةً لمساعي الإعلام الرسمي بحيث يمكن توجيهه ليبث الأخبار التي تبعث على الأمل، إنّ جزءًا مُهمًّا من الفهم والنظرة العامة للمستقبل نتاج تجارب الحياة اليومية.
الأوضاع الحالية للتأمين الصحي، وتكاليف العلاج، وأوضاع فرص العمل، وكيفية الإنتاج الداخلي، والتضخم، والغلاء، كلّها عوامل مؤثرة في تشكيل الحُكم حول الحاضر والفهم والتفسير الجماعي للمستقبل. لا يمكن أن نقول لمن لم يعُد بإمكانه اليوم شراء نفس السيارة التي كان يشتريها قبل عشر سنوات أن يأمل بالمستقبل، لأننا من بين الدول الثلاث الأُولى على مستوى العالم في صناعة القطعة الفلانية، التقدّم العلمي أمرٌ قيّم، ولكن تكنولوجيا النانو لن تحلّ محلّ الخبز الذي يضعه الناس على موائدهم. بالنسبة إلى عامة الناس المقياس هو القدرة الشرائية. المستقبل قاتمٌ بالنسبة إلى الطالب الذي يشعر أنه لم ولن يكون في الأعمال ازدهار في ظل العقوبات، وعندما يسمع على الدوام أخبار هجرة من يعرفهم فإنه يكتم غضبه، وييأس من المستقبل. عند وداع صديق حزم حقائبه للهجرة في الظاهر نبدي الفرح، لكن في الباطن ضيق وحزن.
الحقيقة هي أن الناس اليوم يحصلون على المعلومات أكثر بكثير من العقود السابقة، وهم يقارنون أنفسهم بالدول الأخرى، لذا فإن الشابّ الذي يرى كيف وصلت دولة قطر إلى مكانة تؤهلها لتنظيم كأس العالم، في حين أن إيران التي لديها حضارة عريقة ما زالت تبحث في قضية السماح بدخول النساء إلى ملاعب كرة القدم من عدمه، فإنه يشعر بالذلّ، ويغضب وييأس. الشابُّ الذي يرى كيف أن مختلف دول العالم تتنافس في تنمية السياحة، وتحقيق الثروة لمواطنيها، وتستفيد من هذا القطاع أكثر من إيران، وربما كثير منها لا يمتلك تلك الموارد الطبيعية والثقافية التي لدى إيران، فإنه ييأس من المستقبل. وعندما يرى أن خبراء البيئة يحذّرون من خطر الانهيارات الأرضية، ومخاطره الجادّة في المستقبل للمدن، وخصوصًا لمدينة أصفهان، لكن في المقابل لا يشاهد أي إجراء حقيقي لمواجهة هذا الخطر، فإنه يستاء.
مع ذلك، فالحقيقة هي أن الإمكانات اللازمة لبناء مستقبل مشرق موجودة رغم كل اليأس والخوف. ولا شك أنه من خلال إصلاح بعض السياسات والتوجّهات والهياكل التي تعاني من مشكلات أو عيوب يمكن جعل المجتمع آملًا بمستقبل مشرق ورسم صورة جذّابة لإيران في أعين الشباب. إيران نشيطة وثرية مع تنوّع مقبول في الأذواق والآراء السياسية. إنّ صناعة مثل هذا المستقبل الذي يدفع المجتمع للتعاضد والتقدّم ممكن بلا شك. إنّ إقناع الناس بأن تحقيق هذا المستقبل المطلوب ممكن رهنٌ بإرادة المسؤولين، وهذا أمرٌ يجب أن يتجلى في إصلاح أساليب الحكم.
«آرمان أمروز»: لا يوجد في إيران شيء باسم «الشبّيحة»
رفض الناشط السياسي «الإصلاحي» محمد جواد حق شناس الاتهامات حول وجود «شبّيحة» في إيران لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا، واعتبر أن القوّات التي اقتحمت الجامعات هي بالأساس قوّات تتبع أوامر القيادة والنظام، وهي قوّات معروفة للجميع، وهدفها الأساسي هو حماية أمن وأمان الطلاب في مختلف الجامعات.
جاء في الافتتاحية: في جميع دول العالم تتمتع الجامعات بأهمية وبالطبع باستقلالية كبيرة. ولا تسمح الأنظمة لنفسها بالتدخّل في وضع سياسات الشؤون الإدارية للجامعات، وذلك للحفاظ على الشأن والمكانة العلمية للجامعات. ربما لهذا السبب نجد أن الجامعات في الدول المتقدمة لها تأثير علمي وتأثير في الشؤون الأخرى يُضرب به المثل. لهذا السبب فإن التدخّل في أسلوب ارتداء الطلاب للملابس أو التدخّل في موضوع تافه من قَبيل فصل الطلاب عن الطالبات في صالات الطعام يُعتبر مؤشرًا على الإفراط والتفريط. يجب على مسؤولي جميع المؤسسات أن يعلموا أن مواجهة الطلاب ومواجهة الجامعات ستُلحِق ضربة بسمعة النظام، وستؤدي إلى إطلاق مختلف الأحكام من دول العالم. الطالب هو أهم استثمار في أي مجتمع، وأيُّ سلوك لا يليق بأجواء الجامعة سيفرض بلا شك أضرارًا حقيقية على المجتمع.
إنّ دخول قوّات الأمن أو القوّات المسلحة بأي ذريعة إلى حرم الجامعة بين الحين والآخر، والاصطدام مع الطلاب، سيضرّ بالثقة العامّة بشكل كبير، حتى إنه سيترك أثره السلبي في عَلاقات إيران مع البلدان الأخرى، لأن النظام الدولي بالتأكيد يرى أن الاصطدام بالطلاب والجامعات علامة على وجود فراغ في المنطق والعقلانية في النظام، ومن الطبيعي في مثل هذه الحالات أن تسير الأمور حتى في المفاوضات النووية وغيرها لغير صالحنا تحت تأثير الاصطدام مع الجامعات.
أما بخصوص ما يردّده البعض من أن «الشبّيحة» يسمحون لأنفسهم بالاعتداء على حرمة الجامعات، فيجب القول إنه لا يوجد لدينا من يسمّون بـ«الشبّيحة»، في الحقيقة إنهم قوّات تتبع الأوامر ولديهم قيادة، والنظام يعرف هويّات هؤلاء الأفراد. لذا فإن إطلاق «الشبّيحة» على أصحاب السلوك الراديكالي ليس صحيحًا. عندما تكون هناك عشرات من الأجهزة التي ترصد سلوك عامة الناس، فإن إطلاق «الشبّيحة» على مجموعةٍ من الأشخاص يسمحون لأنفسهم بفعل أي شيء، ليس إلا طُرفة.
الأمم المتحدة: النظام الإيراني لا يسلّم جثث المحتجين إلى عائلاتهم
أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (الجمعة 28 أكتوبر) عن قلقه إزاء سوء معاملة الحكومة الإيرانية للمتظاهرين المعتقلين في الاحتجاجات المستمرة. وقال المكتب: «إنّ السلطات رفضت تسليم بعض جثث القتلى إلى عائلاتهم». ووفقًا لجماعات حقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 250 متظاهرًا واعتُقل الآلاف.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان راوينا شمداساني، في مؤتمر صحفي في جنيف، نقلًا عن مصادر متعدّدة: «لقد شهدنا كثيرًا من سوء المعاملة، فضلًا عن مضايقة أهالي المتظاهرين».
وأضافت: «مما يثير القلق بشكل خاص المعلومات التي تفيد بأن السلطات نقلت المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز الاحتجاز وترفض تسليم جثث القتلى إلى عائلاتهم». وحسب تصريحاتها فقد فرضت السلطات في بعض الحالات شروطًا على تسليم الجثث وتطلب من العائلات عدم إقامة جنازات أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وإنه في بعض الحالات حُرم المتظاهرون من العلاج الطبي في مركز الاحتجاز.
موقع «صوت أمريكا-فارسي»
بهلوي: لنتعهد بالحرية وحقوق الإنسان من أجل المستقبل
قال ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي (الخميس 27 أكتوبر): «أفتخر بأن بلدنا كان منذ 25 قرنًا أول مهد لحقوق الإنسان في العالم على يد كورش الكبير، وهو البلد الذي يتسم قادته حاليًّا للأسف بأكبر قدر من العناد تجاه الحرية وحقوق الإنسان. أنتم يا أبناء وطني خلقتم ملحمة أخرى في اليوم الأربعين من ثورتكم». وأضاف: «دعونا في ذكرى كورش العظيم نتعهد بمستقبل مشرق وبلد سيكون مرة أخرى مُصدِّرًا لمبادئ الحرية وحقوق الإنسان ومثالًا للعالم كله».
موقع «كيهان لندن»
أمريكا تفرض عقوبات على مؤسسة «15 خرداد»
أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية (الجمعة 28 أكتوبر) اسم مؤسسة «15 خرداد» على لائحة العقوبات. وأعلنت واشنطن أن سبب هذا الإجراء هو تحديد هذه المؤسسة جائزة لقتل «الكاتب المرتد سلمان رشدي». وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان: «اتخذ مكتب مراقبة الأصول المالية بوزارة الخزانة اليوم إجراءً ضد مؤسسة (15 خرداد)، وهي مؤسسة مقرها إيران قدمت مكافأة لقتل المؤلف الإنجليزي-الأمريكي البارز».
وكالة «فارس»