أكد رئيس الهيئة التمثيلية للمرشد علي خامنئي في الجامعات مصطفى رستمي، في اجتماع للنشطاء الطلابيين بجامعة عيلام، أمس الثلاثاء، أن 55% من الشعب الإيراني أيَّدوا الاحتجاجات.
وفي أجواء الاحتجاجات أيضًا، اعتُقِل الصحفي يغما فشخامي والناشطة المدنية مونا معافي، من منزليهما عصر أمس الثلاثاء، بحضور عناصر من وزارة الاستخبارات، إلا أنه جرى إطلاق سراحهما، فيما تتواتر الأنباء عن تزايد اعتقالات الطواقم الطبية.
وفي شأن محلي بيئي، أعلن مسؤولون بوزارة الطاقة الإيرانية عن حدوث انخفاض كبير في احتياطيات المياه بسدود إيران، خصوصًا سدود العاصمة طهران، وحذَّروا من احتمال نشوب أزمة مياه شاملة، تزداد خطورتها في طهران.
وعلى صعيد الافتتاحيات، تناولت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» نماذج الحراك الاجتماعي لمختلف الفئات، التي حدثت خلال السنوات الفائتة، وارتباطها بمطالب مالية وثقافية وعاطفية، وترى أن الحراك الحالي حوَّلها من الهدوء إلى «العنف»، فيما طالبت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز» حكومة إبراهيم رئيسي في أجواء الاحتجاجات الراهنة بالاستبدال بفاقدي الخبرة «والمتشددين» كوادر خبيرة ومتخصصة.
«جهان صنعت»: الحركات الاجتماعية في إيران
تتناول افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» نماذج الحراك الاجتماعي لمختلف الفئات، التي حدثت خلال السنوات الفائتة، وارتباطها بمطالب مالية وثقافية وعاطفية، وترى أن الحراك الحالي حوَّلها من الهدوء إلى «العنف».
تذكر الافتتاحية: «الإيرانيون الذين تبلغ أعمارهم 43 عامًا أو أكثر من ذلك، قضوا جزءًا من أعمارهم قبل الثورة، لذلك فإنّ أغلبية المواطنين الإيرانيين الذين يعيشون في هذه البلاد تربَّوا تحت سيف آداب وقوانين وتعاليم النظام الحاكم. ويجب أن ننتبه هنا إلى أن النظام الحاكم كان يمتلك طَوال هذه الأعوام الثلاثة والأربعين جميع المنابر الأساسية، في مجال التربية والتعليم والدعاية كذلك. يجب أن ننظر إلى الأحداث الجارية اليوم بمزيد من التمعُّن. لا يمكن أن نتجنَّب وننكر مطالب وأماني الشباب اليوم. بعض القوى «المتشددة» يقولون في مواجهة مطالب المحتجين إنّ عدد من نزلوا إلى الشوارع، ومن يثيرون الجلبة في المدن الصغيرة والكبيرة، قليلٌ إذا ما قارنّاه بعدد من لم ينزلوا معهم. ويستنتجون من ذلك أن أكثر الشباب لا يتماشون مع مطالب المحتجين. والحقيقة أن هذه مقارنة عوجاء وناقصة، وتنقصها أمثلة، فمثلًا يمكن أن نشير هُنا إلى أعداد من يشاركون في صلاة الجمعة في طهران، ومن لا يشاركون فيها، هل يمكن من خلال هذه المقارنة القول إنّ من لا يأتون إلى صلاة الجمعة يعارضون هذه الصلاة؟ هناك حل وحيد لاختبار ما يريده النظام وما يريده الشباب، وهو الاستفتاء. لكن للأسف، يبدو أنه أصبح من المحرَّمات، ولهذا السبب فقد تعطَّلت إحدى مواد الدستور الإيراني.
من جهة أخرى، نرى في هذه الأيام أن النظام قد قبِل بأن يظهر بعض أكثر «الإصلاحيين» تشدُّدًا في التليفزيون، وأن يتناظروا مع المدافعين المتعصبين عن النظام، بخصوص أسباب ومنابع ومصير القضية المطروحة اليوم، ألا وهي احتجاجات المواطنين الإيرانيين. من جهة أخرى، نرى أن رئيس البرلمان يستدعي التلاميذ ويجلس معهم لمدة ثلاث ساعات، ويستمع لكلامهم، أو نرى أن مساعد الرئيس للشؤون القانونية يعقد اجتماعًا مع خمسين طالبًا، كي يسمع ما الذي يريدون قوله وينقله إلى رئيس الحكومة. تحدث هذه الأمور المحيِّرة في حين أن ما يُقلِق المواطنين الإيرانيين كبيرهم وصغيرهم، ومن يقطنون في الأرياف والمدن، والمعلمين والمزارعين، والعمال والموظفين، هو الأعمال المتوقِّفة، والانخفاض اليومي في القدرة الشرائية، وأن يسمح النظام بأن تواكب مطالب الشباب أسلوب حياتهم. لكن يبدو أن المؤسسات الأساسية التي تدير البلد لا تولي الداخل اهتمامًا، وتوجِّه كل طاقتها لتنظيم العَلاقات خارج البلاد، وهذا المجال تحديدًا هو الذي ارتهن أعمال الإيرانيين وأضعف الحكومة.
كما قال الدكتور مهدي نجف زاده في مؤتمر دراسة وتمحيص احتجاجات 2022م، فإن الإيرانيين والعالم أجمع شاهدوا في إيران خلال السنوات القليلة الماضية حراك من خسروا أموالهم في المؤسسات المالية، وحراك الباعة المتجولين والعاطلين عن العمل، وحراك الشباب، وحراك النساء، وحراك الطلاب، وحراك العُمّال والموظفين، والحركات العرقية، وحراك الإيرانيين المقيمين في الخارج، وكلها ظهرت بسبب المطالب المالية والثقافية والعاطفية. وما يُشاهَد الآن ويختلف عن الاحتجاجات السابقة هو أن حراك الجماعات المذكورة الهادئ أصبح يتحوَّل نحو حراكٍ عنيف، وأصبحنا نشاهد تحوُّل الحراك الاجتماعي الهادئ نحو العنف. وما قاله رئيس صحيفة «جوان» [«الأصولية» المتشددة] في افتتاحية هذه الصحيفة ليوم أمس، من أن النظام تجاهل الشباب في ثلاثة مَواطن، وأن الشباب من الأساس يعيشون في مكان لا وجود فيه للنظام الإسلامي، يجب أن نأخذه على أنه اعتراف، وأن نقبل به».
«آرمان أمروز»: ضرورة استبدال الأكفاء بـ«المتشددين»
يطالب الناشط السياسي حسين كاشفي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، حكومة إبراهيم رئيسي في أجواء الاحتجاجات الراهنة، بالاستبدال بفاقدي الخبرة «والمتشددين» كوادر خبيرة ومتخصصة.
وردَ في الافتتاحية: «الناس لديهم مطالب، ولا طريق أمام النظام سوى أن يجعل متابعة مطالب الناس أولوية له. إن اتّخذ المجتمع اليوم قرارًا بالاحتجاج فالسبب ليس إلا أن حالات عدم الكفاءة قد اشتدَّت، واضعة جميع فئات المجتمع في مأزق. لذا، هناك ضرورة ملحّة بأخذ إلزامات الإصلاح على محمل الجد، حتى نتمكَّن من تصفية الأجواء الكدِرة في الوقت الحالي. أحد المواضيع التي يمكنها توجيه البلد نحو خفْض المشكلات هو وجوب تغيير تركيبة رجال الحكومة. في الحقيقة، إن الإصرار على أن يمثِّل رجال الحكومة فكرًا بعينه وجماعة محدّدة أدى إلى أن يتسلَّم البعض زمام الأمور، في حين أنهم وبكل وضوح لا يملكون القدرة ولا التجربة اللازمة للتأثير، لهذا فقد تسبَّبوا بفوضى في عملية اتّخاذ القرارات وتنفيذها.
لقد ساءت الأمور لدرجة أننا شهدنا في بعض الحالات اتّخاذ القرارات من قِبَل جماعات أبدت آراء وفعلت أمورًا ترتَّبت عليها خسائر، وذلك بالإصرار على «التشدد»، وعدم الالتفات إلى الحقائق الموجودة، وجعلت الظروف تسوء يومًا بعد يوم. من الضروري توضيح أن استمرار مثل هذه العملية بلا شك سيحول دون التقدُّم، وبالتالي سيعزِّز ذلك المشكلات ويعمِّقها. في الحقيقة، لقد أصبح تصدُّر «المتشددين» ملموسًا منذ بدأت حكومة إبراهيم رئيسي مهامّها. وبالتزامن مع ذلك زادت التعقيدات في مختلف المجالات. لذا فالضرورة تقتضي أن تتّخِذ الحكومة قرارًا بإجراء تغيير عام، وأن تستبدل بفاقدي الخبرة «والمتشددين» كوادر خبيرة ومتخصصة».
رئيس ممثلية المرشد بالجامعات: 55% من الشعب الإيراني أيّدوا الاحتجاجات
أكد رئيس الهيئة التمثيلية للمرشد علي خامنئي في الجامعات مصطفى رستمي، في اجتماع للنشطاء الطلابيين بجامعة عيلام، أمس الثلاثاء (01 نوفمبر)، أن 55% من الشعب الإيراني أيَّدوا الاحتجاجات.
وأوضح رستمي أن هذه الأرقام جاءت وفق نتائج استطلاع رأي، وأضاف أن «83% من الشعب لم يشارك الاحتجاجات، لكنهم محتجون رغم ذلك».
وحسب تقرير لوكالة «إيسنا»، ودون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عن الاستطلاع، قال رستمي: «60% من المؤيدين للاحتجاجات يحيلون أسبابها إلى القضايا الاقتصادية والمعيشية»، مبينًا أن في البنية التحتية بالمجتمع الإيراني مشكلات.
وتأتي تصريحات رستمي فيما لم تكُن الهتافات الاقتصادية بارزة من بين هتافات المتظاهرين داخل وخارج الجامعات، على الرغم من المشكلات المعيشية الشديدة في إيران.
وذكر رئيس ممثلية المرشد بالجامعات أنه «عندما سُئل هؤلاء الأشخاص -في الاستفتاء- عن مطالبهم، طالب 59% بإصلاح سُبُل العيش، و6% بإزالة الحجب، و3.5% فقط كانت لهم مطالب بشأن حرية المرأة والحجاب»، وأضاف أن أكثر من 20% أيدوا الاحتجاجات «بسبب الفساد الإداري وإصلاح الهيكل».
وربط رستمي، كبقية المسؤولين الإيرانيين الآخرين، الاحتجاجات بـ«الإثارة»، وقال: «هذه السلوكيات ليست أمرًا طبيعيًّا في الجامعات. الغضب والكراهية أمر غريب، وأغلب الطلاب يعيشون في أجواء وهمية».
موقع «راديو فردا»
اعتقال الصحفي فشخامي والناشطة معافي مع تزايد اعتقالات الطواقم الطبية
اعتُقِل الصحفي يغما فشخامي والناشطة المدنية مونا معافي من منزليهما عصر أمس الثلاثاء (01 نوفمبر)، بحضور عناصر من وزارة الاستخبارات، إلا أنه جرى إطلاق سراحهما، وفقًا لأخبار منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تتواتر الأنباء عن تزايد اعتقالات الطواقم الطبية.
وسبق اعتقال فشخامي مرة في 2014م ومرة أخرى في 2017م، بسبب أنشطته الصحفية. كما جرى اعتقال معافي سابقًا بسبب أنشطتها المدنية، وجرى الضغط عليها كي تعترف بأنها على صلة بـ«آمد نيوز».
وحسب آخر التقارير، جرى اعتقال ما لا يقل عن 26 صحفيًّا منذ بداية الاحتجاجات الإيرانية. وأعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» الأسبوع الماضي أن «إيران ثالث أكبر سجن للصحفيين في العالم، مع وجود 43 صحفيًّا معتقلًا».
من جانب آخر، وبناءً على مقاطع فيديو وصور منشورة، تحوَّلت جامعات العلوم الطبية في عدة مدن إيرانية، أبرزها مشهد وأصفهان وسنندج وكرمان وشيراز، إلى مسرح لاحتجاج الطواقم الطبية، وصرَّحت مصادر مطلعة بأنه جرى اعتقال عدد من الأطباء والممرضات.
وأعلنت قناة «برستار» الإخبارية عن «إطلاق نار بالرصاص الحربي على طلبة كلية العلوم الطبية بجامعة سنندج»، كما نُشِر مقطع فيديو لهجوم من جانب قوّات الأمن داخل جامعة كردستان للعلوم الطبية، بتاريخ 29 أكتوبر الماضي، وذُكِر أن الهجوم أسفر عن إصابة عدد كبير من الطلاب.
كما جرى اعتقال رئيس فرع المجلس الطبي بمشهد الدكتور علي رضا صداقت، وزوجته الدكتورة بيتا ميرزائي والدكتورة ريحانة مختاريان، على خلفية تجمّع احتجاجيّ للأطباء هناك، الأسبوع الماضي، وكانت الدكتورة مختاريان قد ألقت كلمة بالتجمع دون ارتداء الحجاب. وانتشرت أنباء عن وفاة طبيبة الجراحة العامة بريسا بهمني، الجمعة، في أثناء التجمع الاحتجاجي، إثر تلقيها رصاصة.
وحسب «برستار»، اعتقلت الأجهزة الأمنية الممرض بمستشفى رشت، آرمان نيكخو، في الأيام الأولى للاحتجاجات، كما جرى اعتقال الممرض بمستشفى مدينة بهبهان، بهجت مرداني، الأربعاء الماضي. وبثّ التليفزيون الإيراني، مؤخرًا، مقطع فيديو ذكر فيه أن الممرضة في رشت، مائدة جوانفر، تعرضت للإصابة في حادث، نافيًا إطلاق النار عليها، فيما كتبت مصادر مطلعة أن جوانفر قُتِلت على أيدي قوّات الأمن خلال احتجاجات الأربعاء الماضي.
موقع «إيران واير» + موقع «كيهان لندن»
تحذيرات من أزمة مياه في إيران عمومًا وطهران خصوصًا
أعلن مسؤولون بوزارة الطاقة الإيرانية عن حدوث انخفاض كبير في احتياطيات المياه بسدود إيران، خصوصًا سدود العاصمة طهران، وحذَّروا من احتمال نشوب أزمة مياه شاملة، تزداد خطورتها في طهران.
وأشار مدير مكتب إدارة المياه والصرف الصحي في إيران إلى «انخفاض بنسبة 18% في احتياطيات السدود»، وقال: «خطر نقص المياه محسوس أكثر من أي وقت مضى. وإذا استمر عدم هطول الأمطار فهناك احتمال بقطع المياه وتقنينها في طهران».
وأعلنت إدارة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران أنه يجب في الظروف العادية أن تكون كمية الاحتياطيات في خزانات المياه في طهران 1.4 مليون متر مكعب، فيما هذا الرقم حاليًّا 700 ألف متر مكعب. وسبق أن صرَّح رئيس لجنة الصحة بمجلس مدينة طهران، قائلًا: «حجم المياه الموجودة في السدود الخمسة حول طهران منخفض للغاية. وإذا لم تسقط أمطار فلن يكون لدى طهران مياه لأكثر من 100 يوم».
كما أعلن عضو مجلس إدارة اتحاد صناعة المياه حاجي كريم عن استهلاك احتياطيات المياه الإستراتيجية في طهران، وأوضح قائلًا: «نظرًا إلى الوضع المزري لمياه طهران، نستخدم في الغرب حق سهل قزوين وسهول أخرى، مثل ساوجبلاغ وشهريار من المياه، لتوفير مياه الشرب، كما استهلكنا في شرق طهران جميع الإمكانيات المائية من سدود لار ولتيان ونمرود، بالإضافة إلى الآبار العميقة بالمحافظة».
كما حذَّر الخبير البيئي البارز كاوة مدني، الذي جرى تعيينه مؤخرًا مديرًا لمؤسسة المياه والبيئة والصحة بجامعة الأمم المتحدة، الاثنين، من العواقب الوخيمة لتغيُّر المناخ، وقال: «سيؤدي تغيير المناخ إلى نقص المياه، وتجفيف الأراضي الرطبة، وزيادة صعوبات الزراعة، وهو ما سيؤدي بدوره إلى البطالة، والتوتُّر، والهجرة القسرية، والصراع في نهاية المطاف».
واعتبر مدني أن قدرة صمود الدول المختلفة ضد «الإفلاس المائي» رهنٌ بوضعها الاقتصادي، وقال: «أحد تداعيات مشكلة المياه هو الهجرة الكبيرة لسكان الريف إلى المدن، وهو ما يمكن أن يتحوَّل إلى مشكلة أمن قومي لهذه البلدان».
موقع «صوت أمريكا»