توصَّل موقع «إيران واير»، من خلال تحقيقاتٍ مع 9 أشخاص من مدن إيرانية مختلفة، على علاقةٍ ببعض معتقلي الاحتجاجات، إلى أنَّ عددًا من عناصر الأمن يمارسون الضغطَ المالي على أُسر بعض المعتقلين، بالابتزاز والرشوة.
وفي نفس سياق الاحتجاجات، أعلنت وكالة «هرانا» الحقوقية، مقتل 506 أشخاص نتيجةَ عُنف قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات في 17 سبتمبر وحتى اليوم، منهم 69 طفلًا أو مراهقًا دونَ سن 18 عامًا.
كما كشفت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن لجوء عناصر أمنية لاستخدام أشعة الليزر لإخافة المتظاهرين وإسكات هتافهم من منازلهم، وأظهر مقطع من مدينة إكباتان (غرب طهران)، أنَّ عناصر من الباسيج وجَّهوا الليزر على المنازل، ويصرخون على الأهالي: «اخرجوا».
وعلى صعيد الافتتاحيات، طالبت افتتاحية صحيفة «اعتماد»، مسؤولي النظام الإيراني باختبار الحياة دون إنترنت لأفراد أُسرهم لمدة أسبوعين؛ حتى يفهموا كيف هو حال حرمان المواطنين وغضبهم.
وترى افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، أنَّ طريق عبور المشكلات في إيران، يمُرّ فقط من خلال التعامل مع اقتصاد العالم، كما تفعل دول الجوار.
«اعتماد»: اختبروا ذلك على أنفسكم بدايةً
يطالب الناشط السياسي محمد مهاجري، من خلال افتتاحية صحيفة «اعتماد»، مسؤولي النظام الإيراني باختبار الحياة دون إنترنت لأفراد أُسرهم لمدة أسبوعين؛ حتى يفهموا كيف هو حال حرمان المواطنين وغضبهم.
تذكر الافتتاحية: «المعارضات الجارية اليوم للإنترنت ليست لفظية فقط، فقد حوَّلت وزارة الاتصالات المحترمة الأقوال إلى أفعال، وحالت دون وصول الناس للإنترنت، من خلال إبطاء سرعته وتقليص نطاق التردُّد، ولا يهمّها إطلاقًا غضب المواطنين. يجب هُنا أن نبارك حقيقةً لحكومة إبراهيم رئيسي هذا الإنجاز المتلألئ، وأن نسجِّله ضمن إنجازاتها، كأحد الأعمال المعدودة التي قامت بها!
أقترحُ هُنا اقتراحًا ربما يكون حلًا للمسؤولين والأشخاص، الذين يلقون الخطابات ويكتبون المقالات ضد الإنترنت؛ أن يقوم هؤلاء المسؤولين بإيجاد إنترنت لا يمكنه أن يعمل إلا من خلال المنصّات المحلية، وليس فيه أي تعاليم سيئة ولا أي مشكلة، ضمن بيئة تجريبية، يعني أن يخصِّصوا مدينة أو مدينة صغيرة لأُسر هؤلاء الأعزاء الرافضين للإنترنت، تضم فيها زوجاتهم وأبناءهم وأصهارهم وأحفادهم، وأن يقوموا بإسكانهم في بيئة مبسترة، وأن يضعوا جميع إمكانات الرفاهية والترفيه تحت تصرُّفهم، ولا حاجة لأن تطول إقامتهم في هذا المكان، ربما تكفي أسبوعين.
بعد انتهاء هذه المدة؛ ليسألوا أُسرهم حول هذا المسكن الجديد، وبالطبع ليتركوا لهم الحرية في الإجابة، ليتحدث كل منهم دون تردد. ثمّ لينفِّذوا نتيجة هذه السياسة، مهما كانت، في إيران كلها. صحيح أن المسؤولين المحترمين يعلمون النتيجة سلفًا، لكن لينفِّذوا هذا الاقتراح؛ كي تطمئن قلوبهم.
من الممكن أن يُقال إن إيجاد مثل هذه البيئة غير ممكن، لذا فالاقتراح البديل هو أن يرسلوا أفراد أسرهم إلى كوريا الشمالية لمدة أسبوعين، وليسكنوا في أفخم الفنادق وأماكن الترفيه والاستجمام. كوريا الشمالية بلدٌ نظيف بالكامل؛ لا يوجد فيه إنترنت، وسيكون بال المسؤولين مطمئنًا بالكامل إزاء هذا الاختيار! ثم ليعيدوا عائلاتهم بعد أسبوعين، وليسألوهم عن رأيهم، حتى يتضح كيف كانت حياتهم بدون الإنترنت.
وأخيرًا، حتى لو أردتم فرْض حجب على نطاق واسع، والتقييد والقضاء على الإنترنت، على الأقل بتنفيذ هذا الاقتراح ستُدركون كيف يفكر من هم داخل منازلكم، بخصوص ذلك والاتصال مع العالم».
«ستاره صبح»: سبقتنا دول الجوار بسبب ابتعادنا عن الاقتصاد العالمي
ترى افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها الخبير الاقتصادي مهدي بازوكي، أنَّ طريق عبور المشكلات في إيران، يمُرّ فقط من خلال التعامل مع اقتصاد العالم، كما تفعل دول الجوار.
ورد في الافتتاحية: «ارتفاع سعر الدولار فجأةً، أثَّر بشكل خاص على أسعار السلع والخدمات؛ لهذا السبب عندما تتراجع قيمة العملة الوطنية، فإنَّ هذه الأوضاع تؤثِّر سلبيًا على حياة الطبقة المتوسطة والفقيرة من المجتمع. إن انخفضت قيمة العملة الوطنية بسبب الصدمات الخارجية والمتغيِّرات خارجية المنشأ، فإن القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة ستتراجع. عندما نقول إن الطبقة المتوسطة والدنيا تتضرَّر؛ فالسبب هو أنَّ هناك أقلِّية تنتفع من هذه الظروف؛ أشخاص لديهم أملاك ضخمة، أو لديهم أملاك أكثر من حاجتهم وحاجة عوائلهم، أو لديهم سيارات كثيرة وفارهة وسلع رأسمالية. هذه الفئة تنتفع من الظروف، التي يرتفع فيها سعر الدولار. إنَّ رأس مال هذه الفئة يتضاعف أضعافًا كثيرة، في حين أن نفقاتهم تبقى ثابتة، وبتضاعُف ثروتهم يجدون الدافع، ويسعْون كي يضاعفوا مدّخراتهم بمزيد من الاستثمار.
في الدول المتقدِّمة يمكن لأداة الضرائب أن تسيطر على التضخم، والحيلولة دون تعميق الفجوة الطبقية، من خلال أداء يصُب في صالح الاقتصاد والإنتاج. أعتقدُ أنَّ الاقتصاد الإيراني يعاني من ثلاثة أنواع من عدم الانضباط، الأول: عدم الانضباط النقدي الموجود في النظام المصرفي، والثاني: عدم الانضباط المالي، الذي يظهر في التخصيص غير المناسب للميزانية، والثالث: عدم الانضباط الإداري، الذي يظهر في البلد.
لقد دُوِّنت وثيقة رؤية العشرين عامًا على أساس أن تصبح إيران الدولة الأولى في منطقة جنوب غرب آسيا، لكن ما هي المرحلة التي وصل إليها تنفيذ توقُعات وثيقة الرؤية؟ لم يحدث ما كان متوقَّعًا فحسب، لا بل ازدادت الفجوة بيننا وبين دول المنطقة. للأسف، إيران اليوم أصبحت متخلِّفة عن دول، مثل السعودية والإمارات والكويت وأذربيجان وتركيا، هذا في حين أنَّ بعض هذه الدول لا تمتلك الموارد والإمكانات، التي تمتلكها إيران.
اليوم، إيران معزولة على خارطة العالم الجغرافية والسياسية والاقتصادية، وهذا الوضع يتناقض مع المسار المنطقي للاقتصاد. إنَّ الاقتصاد لا يقبل الأوامر، لكنه يُبدي رد فعل إيجابي تجاه التعامل والتواصل. يجب أن تقبل إيران، أنَّ الاقتصاد بحاجة لاتصالات عالمية. إن أردنا التعامل مع الاقتصاد العالمي، فلا يجب علينا إهمال ضرورة ارتباط النظام المصرفي الإيراني مع النظام المصرفي العالمي. في غير هذه الحالة، لن يُنجَز أي عمل أساسي داخل الاقتصاد المغلق، ولن نحل مشكلة البلد؛ حتى لو وظَّفنا أفضل خبراء الاقتصاد في العالم. إن طريق عبور المشكلات في إيران، يمُرّ من التعامل مع اقتصاد العالم».
«إيران واير»: عناصر أمن يستغلون أُسر معتقلي الاحتجاجات بالابتزاز والرشوة
توصَّل موقع «إيران واير»، من خلال تحقيقات مع 9 أشخاص من مدن إيرانية مختلفة، على علاقة ببعض معتقلي الاحتجاجات، إلى أن عددًا من عناصر الأمن يمارسون الضغط المالي على أُسر بعض المعتقلين، من خلال تقديم وعود لأُسرهم بإطلاق سراحهم بعد الحصول على رشوة، إلى جانب حالات ابتزاز بإعادة بعض الأغراض المُصادَرة للأُسر؛ في حال تعاون أبنائهم المعتقلين.
وأوضحت تقديرات عدد من المنظمات الحقوقية، أنَّه منذ بداية الاحتجاجات، اعتُقِل أكثر من 18 ألف شخص. وفي معظم الاعتقالات، يشكِّل رجال الأمن قضية ضد الشخص المعتقل، ويتوجَّه عناصر منهم إلى منزل أُسرته، ويصادرون أجهزة إلكترونية وبعض الأشياء الثمينة كوثائق.
وعلى الرغم من أن هذه العملية كانت شائعة خلال العقود الأربعة الماضية في فترات الاعتقالات، توصَّل «إيران واير» إلى نمط جديد لأفعال عناصر الأمن، في حوار مع 9 أشخاص من مدن مختلفة بإيران.
وأظهرت تحقيقات الموقع أنَّ «عناصر النظام الإيراني يسعون إلى ممارسة مزيد من الضغط، بما في ذلك الضغط المالي على هؤلاء الأشخاص، من خلال مصادرة وعدم إعادة ممتلكات المعتقلين القيّمة، ويقدِّمون أحيانًا وعودًا بإطلاق سراح المعتقلين، بعد حصولهم على رشوة من العائلات، كما حدثت حالات ابتزاز وإعادة الأغراض الشخصية، في حال تعاون الشخص المعتقل».
موقع «إيران واير»
وصول عدد ضحايا الاحتجاجات في إيران إلى 506 قتلى
أعلنت وكالة «هرانا» الحقوقية، عن مقتل 506 أشخاص نتيجة عنف قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات في 17 سبتمبر وحتى اليوم الأربعاء (21 ديسمبر)، منهم 69 طفلًا أو مراهقًا دون سن 18 عامًا، في 161 مدينة.
وأوضحت «هرانا» أنَّه تم اعتقال 18457 شخصًا، بتُهمة المشاركة أو دعم الاحتجاجات الشعبية، وتم تحديد هوية 4003 منهم.
وشارك طلاب وأساتذة من 144 جامعة في الاحتجاجات، وتم اعتقال 652 طالبًا.
موقع «صوت أمريكا»
استخدام أشعة الليزر لإخافة المتظاهرين وإسكات هتافهم من منازلهم
كشفت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن لجوء عناصر أمنية لاستخدام أشعة الليزر لإخافة المتظاهرين وإسكات هتافهم من منازلهم، وأظهر مقطع من مدينة إكباتان (غرب طهران)، أن عناصر من الباسيج وجَّهوا الليزر على المنازل، ويصرخون على الأهالي: «اخرجوا»، بينما يردِّد الناس شعارات مثل «الموت للديكتاتور».
كما سُمع صوت إطلاق نار في مقاطع فيديو أخرى من إكباتان، على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء (21 ديسمبر).
وفي العاصمة طهران،تم نشر مقاطع فيديو، أمس، تتعلَّق باحتجاجات في ميدان «انقلاب»، ردَّد من خلالها المتظاهرون شعار «الموت لخامنئي» و«حرية، حرية».
كما انتشر مقطع آخر من شارع سلسبيل بطهران، ردَّد فيه مجموعة من المتظاهرين شعارات، مثل «ستتم الإطاحة بخامنئي» و«الموت للديكتاتور».
وفي جوهردشت بكرج، تواصلت الاحتجاجات مساء أمس، وردَّد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام، منها «هذه هي الرسالة الأخيرة، إن أعدتم فستكون الثورة»، «الفقر والفساد والغلاء، ماضون حتى الإطاحة بالنظام».
موقع «بي بي سي»