أهمية حاملة الطائرات المسيرة الجديدة التابعة للحرس الثوري الإيراني

https://rasanah-iiis.org/?p=30235

أفادت بعض التقارير التي صدرت مؤخرًا عن تحويل إيران لسفينة حاويات تجارية قديمة تدعى «شهيد مهدوي» إلى حاملة طائرات مسيرة في «مجمع إيران لبناء السفن والصناعات البحرية

«ISOICO» في ميناء بندر عباس بالقرب من مضيق هرمز. وكشفت صور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية من مصادر مفتوحة، أن سفينة الحاويات القديمة حُولت إلى سفينةٍ حربيةٍ يمكنها حمل الطائرات المسيرة ذات الأجنحة الثابتة وطائرات الهليكوبتر كذلك. ستعزز حاملة الطائرات المسيرة الجديدة قدرات الحرس الثوري على توجيه الضربات المتوسطة والبعيدة المدى بصورة كبيرة، لاسيما أنها قادرة على حمل مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة التي أنتجتها إيران في السنوات الأخيرة.

وبحسب ما أفادت به التقارير، أنه بالإضافة إلى سفينة «شهيد مهدوي» ثمة إمكانية لتحويل سفينة أخرى وتدعى «شهيد باقري». كانت «شهيد مهدوي» سابقًا عبارة عن سفينة حاويات ترفع العلم الإيراني وتدعى “سارفين” وكانت غير قادرة على القيام بالأنشطة التجارية بسبب العقوبات الأمريكية على إيران.  صنعت السفينة «سارفين/ Sarvin» في عام 2000 بداية بطول 240 مترًا وعرض 32 مترًا وتبلغ حمولتها الإجمالية 36014 طن. وتُشير النتائج الأخيرة إلى أن تحويل السفن التجارية القديمة يتضمن إضافة منصة طيران كبيرة داعمة على الجانب الأيسر للسفينة. وبحسب ما أفادت به تقارير عدة في وقت سابق إلى أن سفينة “شهيد مهدوي” كانت متواجدة في الرصيف العائم خلال الأشهر العديدة الماضية، وتظهر بعض الصور إزالة سطح السفينة الأمر الذي يشير إلى احتمالية تركيب مهبط للطائرات. ولا تحتاج الطائرات المسيرة التي تستخدمها إيران إلى مدارج طويلة للإقلاع لكي تلائم حاملة الطائرات، لأنها بالفعل تناسب أحجام الطائرات المسيرة الموجودة في الترسانتة الإيرانية.

 يعد امتلاك إيران لأول حاملة طائرات مسيرة إيرانية تطورًا مهمًا ليس فقط بسبب قدراتها الإستثنائية ولكن أيضًا بسبب دورها المحتمل واستخدامها في الحرب البحرية غير التقليدية التي تخوضها البلاد. وفي هذا السياق، تعد العوامل التالية ذات أهمية عندما يُنظر في إمكانيات إيران البحرية. أولًا: ستدعم حاملة الطائرات المسيرة الإستراتيجية العسكرية الإقليمية لإيران، ويُظهر تطورها الدور المهم للطائرات المسيرة في الإستراتيجية الحربية للحرس الثوري الإيراني. ويعكس تسريع إيران لعجلة تطوير واستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات التهديدات والمخاطر التي تشكلها إيران على الأمن البحري في البحر الأحمر والخليج العربي. ولطالما اعتمدت إيران على الحرب غير النظامية حيث تُضايق السفن التجارية التي تمر عبر النقاط البحرية الإستراتيجية مثل مضيق هرمز؛ على غرار حرب العصابات. صنعت إيران بمرور الوقت مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة التي إشتملت على طائرات قصيرة المدى ومتوسطة المدى واستُخدمت بصورة أساسية لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والإستطلاع. في خضم إطلاق إيران لأول حاملة طائرات مسيرة، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن طهران قد إستخدمت في الأشهر الأخيرة “طائرات شاهد 136 كاميكازي الفتاكة” لمهاجمة المملكة العربية السعودية. ثانيًا: ينبغي النظر إلى تطوير حاملة الطائرات المسيرة جنبًا إلى جنب مع إهتمام إيران المتزايد بتطوير أسطولها من الطائرات المسيرة الذي يتكون من طائرات مسيرة قصيرة إلى بعيدة المدى.لا يمكن إستبعاد احتمال قيام إيران بإرسال حاملة طائرات لتزويد وكلائها بالصواريخ والطائرات المسيرة، خاصة لمليشيا الحوثي في اليمن. لقد صادرت البحرية الأمريكية أسلحة إيرانية فتاكة على الطريق البحري بين إيران واليمن عدة مرات في السنوات الأخيرة. ثالثًا: ما زالت إيران تُحول تركيزها العسكري تدريجيًا إلى أنظمة مسيرة وآلية، وكشفت إيران النقاب عن خطتها لتعزيز تطبيق الذكاء الصناعي في المجال العسكري خاصة في ساحة المعركة. رابعًا: صدرت التعليمات للحرس الثوري الإيراني بزيادة وجوده في المياه النائية وتعزيز قدراته الإستباقية والإنتقامية بالإعتماد على نشر الطائرات المسيرة، وتسهل حاملة الطائرات المسيرة تحقيق الهدفين السابقين مما سيصعد من التهديدات الأمنية من جانب إيران خاصة في خضم التوترات القائمة بين طهران وواشنطن والمحادثات النووية المتعثرة في فيينا. خامسًا: يتمثل الاعتبار الأساسي لإيران بمواجهة البحرية الأمريكية من خلال تحسين قدراتها القتالية على غرار حرب العصابات؛ ولذلك اعتمدت إيران في السنوات الأخيرة على الألغام البحرية وأسراب القوارب وقاذفات الصواريخ والقوارب سريعة الحركة لاستهداف السفن الأجنبية. وتهدف إيران من وراء إضافة حاملات الطائرات المسيرة إلى ترسانتها إلى موازنة القوة البحرية الأمريكية في المنطقة.

رفعت إيران من ميزانيتها الدفاعية بشكل مستمر في السنوات الأخيرة على الرغم من أنها تعاني من أزمة إقتصادية عميقة وخصصت حصة كبيرة من الميزانية لتعزيز قدرات الحرس الثوري. وتعكس إضافة حاملة الطائرات المسيرة جهود إيران الدؤوبة من أجل دعم قواتها البحرية بطريقة فعالة من حيث التكلفة في سبيل تعزيز مكائدها وخططها الشريرة التي تقوم بها في المنطقة.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير