أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر أبريل 2023م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على قسمين رئيسَيْن، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن الخارجي الإقليمي والدولي.
في الشأن الداخلي ناقش تقرير الحالة الإيرانية لشهر أبريل 2023 أربعة ملفات أساسية، في الملف السياسي تناول قضية سحب الثقة من وزير الصناعة والتجارة، وفشل الرئيس إبراهيم رئيسي في جميع تبريراته ودفاعه عن الوزير، كما تناول الاتهامات المتبادلة بين النواب المؤيدين والرافضين لقرار إقالة وزير الصناعة والتجارة، إضافة إلى ذلك نوقشت تهم الفساد الموجهة إلى وزارة الصناعة واعترافات الوزير بوجود مافيا في صناعة وتجارة السيارات. في الملف الاقتصادي، تحدث التقرير عن تاريخ العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وإيران وهيكل التجارة ومنتجات التبادل بين البلدين. في الملف العسكري تَطرَّق إلى ثلاثة مواضيع هي احتجاز إيران ناقلتَي نفط في مضيق هرمز وخليج عمان، فضلًا عن تَجدُّد التوتر بين إيران وأذربيجان، وكذلك تَعرُّض موقع إيراني لهجوم بطائرات مسيرة. الملفّ الأيديولوجي ناقش قرار مقتدى الصدر في العراق تجميد نشاط التيار الصدري لمدة عام كامل ودلالات ومآلات هذا القرار، كما تَطرَّق إلى ما يُعرف بتيار أصحاب القضية كمجموعة مغالية داخل التيار الصدري.
الشأن الخارجي، يتضمن العلاقات والتفاعلات الإيرانية مع المحيطَين العربي والدولي، فعلى المستوى العربي كانت العلاقات الخليجية-الإيرانية حافلة بالتطورات، بخاصة الحراك الكبير بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم الإيرانيين، بهدف تفعيل بنود الاتفاق المبرم في العاصمة الصينية بكين تمهيدًا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما نوقش بعض التحليلات الإيرانية غير الدقيقة حول أسباب موافقة السعودية على عودة علاقاتها مع إيران. وحول التفاعلات الإيرانية مع العراق، نوقشت خطة البلدين حول التعجيل بتنفيذ مشروع ربط السكك الحديدية، والمطالبات الإيرانية للعراق برفع معدل التبادل التجاري بين البلدين، فضلا عن المساعي الإيرانية لملاحقة المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة في كردستان العراق أو الحدّ من أنشطتها. وحول سوريا تناولنا زيارة وزير خارجية دمشق للسعودية ودلالاتها والتصعيد العسكري في سوريا بين إيران وإسرائيل. وحول العلاقات الإيرانية-اليمنية تَطرَّق التقرير إلى دلالات زيارة الوفد السعودي لصنعاء، وموقف الأطراف الإقليمية والدولية من هذه الزيارة. أما على المستوى الدولي، فقد نوقشت التفاعلات الإيرانية-الأمريكية، ودور الاتفاق السعودي-الإيراني في إرباك الحسابات الأمريكية تجاه إيران، والمكسب القانوني الرمزي الذي ستحقِّقه إيران من التوافق مع السعودية، كما جرى تناول التقارير التي تتحدث عن الرغبة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق مؤقَّت مع إيران حول برنامجها النووي، كما نوقشت موافقة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي على فرض عقوبات تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان ضدّ كبار المسؤولين بالنظام الإيراني. وفي ما يتعلق بالتفاعلات الإيرانية مع الدول الأوروبية نوقشت ثلاثة أحداث، هي عودة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتركيب معدات المراقبة في المنشآت النووية الإيرانية، وتَعثُّر صفقةتبادل السجناء بين إيران وبلجيكا، فضلًا عن العقوبات الأوروبية الجديدة ضدّ طهران جَرَّاء قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.