صدرَ عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، كتاب «دوائر الأمن والاستخبارات الإيرانية» الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة للباحث في الشأن الإيراني الدكتور/ سعد بن محمد بن نامي.
يتناول الكتاب الذي جاء في 164 صفحةً النظامَ الأمني الحديث في إيران.
ويهتمُ الفصل الأول الذي جاء بعنوان: «دوائر الأمن الإيرانية» بالمؤسسات الثورية والأجهزة الأمنية بتصنيفاتها المختلفة.
وتتكون المؤسسات الثورية من مجلس قيادة الثورة، الذي يُعدُّ أول مؤسسة ثورية شُكِّلت قَبل عودة الخميني من منفاه في فرنسا إلى طهران، إذ اختارَ أعضاءه في 24 ديسمبر 1978م. أما الأجهزةُ الأمنية فهي متعددةٌ ومتداخلة، ولها هيكلٌ ضبابي، وللمرشد نفوذٌ في كلِّ هذه الأجهزة، وهي المجالس الإشرافية والتنظيمية، والقوات الأمنية المكوَّنة من «اللجان الثورية» و«الحرس الثوري» و «البسيج» و«هيئة استخبارات القيادة العامة لإنفاذ القانون» بمهام استخباراتية عالية الدقة.
واشتمل الفصلُ الثاني الذي جاء تحت عنوان: «دوائر الاستخبارات الإيرانية»، على الأجهزة الاستخبارية قَبل الثورة الإيرانية، وتمثَّلت في منظمة الأمن والمعلومات (سافاك) التي أنشأها الشاه محمد رضا بهلوي عام 1957م، وكان الغرضُ منها هو حماية النظام من المعارضة الداخلية، وعدم اختراق اليساريين للقوات المسلحة أو المنظمات الحكومية الأخرى. بيدَ أنَّ المنظمة لم تتمكَّن من التعامل مع التهديدات الداخلية بعد تصاعُد الثورة الإيرانية 1979م لوجود مشاكلَ أساسية في النظام السياسي قلَّلت من قُدرة المؤسسات الأمنية على التعامل مع تِلك التهديدات، والتي كان يتعرَّض لها النظامُ من القاعدةِ الشعبيةِ الإيرانية بمكوناتها العِرقية والأيديولوجية.
ثم تناول ذات الفصل، أجهزةَ الاستخبارات بعد الثورة، وهي مكونةٌ من وزارة الأمن والاستخبارات «واواك»، وكانت أول منظمةٍ استخباراتية أُنشِئت في أغسطس 1979م، وكان اسمها «سافاما» ثم تحوَّلت في أغسطس 1983م إلى وزارة الاستخبارات والأمن «واواك»، ومهامُّها موزعةٌ على أقسام: التحليل والإستراتيجية، والأمن الداخلي (حماية مؤسسات الدولة)، والأمن القومي (المسؤول عن مراقبة حركات المعارضة في الخارج)، والاستخبارات المضادة، والاستخبارات الأجنبية، مع الإدارات التحليلية والأقسام الإقليمية الجغرافية.
ويعرِّج هذا الجزءُ من الفصل على وزارة الاستخبارات والسياسة الخارجية الإيرانية، ووزارة الاستخبارات الإيرانية ووسائل الإعلام وشبكة الإنترنت، وهيئة استخبارات «الحرس الثوري»، ومنظومة الالتقاط والتنصُّت (IBEX)، فيما ناقشَ الخلافَ بين «الحرس الثوري» ووزارة الاستخبارات، وتناولَ مشروعَ مكافحة التجسُّس (عقاب 2)،إضافةً إلى «الجيش الإلكتروني» الإيراني وهجماته السيبرانية.
أما الفصلُ الثالث والأخير فقد جاء بعنوان: «النشاط الاستخباري الإيراني»، واستعرض بشكلٍ مفصل عملياتِ الاغتيال داخل إيران والنشاطَ الاستخباري خارجها، وعمليات تهريب الأسلحة ومحاولات النيلِ من أمن بعض الدول على المستويين الإقليمي والدولي، مدعومًا بكثيرٍ من الأدلَّة التي تُثبت تورُّطُ وزارة الاستخبارات و«الحرس الثوري» الإيراني في هذه العمليات.
كما أضاف الباحث ابن نامي في هذه الطبعة استعراضًا مفصّلًا لهيكل ومهام جهاز «هيئة استخبارات قيادة إنفاذ القانون» مطلعًا القارئ على المهام والأدوار التي يُعنى بها.
وجدير بالذكر أنه صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في يناير 2022.