صَدرَ عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، كتاب «الفقهاء والحاكمية في إيران»، للمتخصّصين في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بن صقر السلمي (مؤسّس ورئيس معهد رصانة)، والدكتور محمد السيد الصياد.
ويتناول الكتاب الذي جاء في أحد عشر فصلًا، موزعةً على 397 صفحة، تفكيكَ بِنْية النظام الإيراني من خصائص عنف أيديولوجية وفكرية، واستكشاف بِنْية الأفكار والأيديولوجيات «المتشدِّدة»، التي تجعل الدولة الإيرانية في حالة استنفار دائم، لمواجهة احتمالية عدوان من جانب «الخصوم» و«الأعداء» وتكتلات «الاستكبار» و«الإمبريالية»، ونحو ذلك من مفردات مدرجة في الخطابات الرسمية الإيرانية.
ويستعرض الفصل الأول، والذي جاء تحت عنوان: «نشأة وتطور مفهوم الحاكمية»، جذورَ الحاكمية وآثارها، وتفاعل الحاكمية في صناعة التفكير، وتطور الحاكمية في العصر الحديث، وعلاقة الجماعة الشيعية بالحاكمية. ويناقش الفصل الثاني، والذي جاء بعنوان: «الدستور الإيراني وتعزيز مقولة الحاكمية»، الجذورَ الدستورية لمفهوم الحاكمية، وعلاقة الولائيين بالدستور الإيراني، وكيف قام الدستور الإيراني بتعزيز مقولة «الحاكمية». ويفنِّد الفصل الثالث: «الأصول الفلسفية لـ(الحاكمية) عند الولائيين»، كيف يتم تأليهُ القيادة في الدولة، وفوقية المرشد والتي تنعكسُ على «صورية الدستور الإيراني». فيما، يوضِّح الفصل الرابع: «العنف المفلسف والتبرير الفقهي»، كيف أنَّ العنف الإيراني مُفلسف ومُبرَّر دينيًّا وفق قراءة مذهبية «ولائية». بينما، يشرح الفصل الخامس: «مؤسسات وآليات العنف المتدين»، دورَ رجال الدين والمحاكم الثورية والحرس الثوري الإيراني، في تقرير الحاكمية، والتعامل مع المعتقلين والسجون بالداخل الإيراني. ويذكر الفصل السادس: «استلاب السلطة.. النظام والمعارضة»، تداعيات استلاب الفقيه الشيعي استقلاليته التاريخية، وإزالة المسافة بين الفقيه والسلطة، الموروثة تاريخيًّا ومذهبيًّا. ويدرس الفصل السابع: «المعارضة الحوزوية.. النظام وقمع الجماعة العلمائية»، دورَ المعارضة الحوزوية، وتعامل النظام الإيراني معها. ويعرِّج الفصل الثامن: «عنف الداخل»، على التنكيل الذي قام به النظام وقمع كلّ الحِراكات بدايةً بالكُتّاب والعُمّال، وحتى قمع دور المرأة في المجتمع، والتنكيل غير المبرر بالأقليات الدينية والعرقية. ويشير الفصل التاسع: «الولائيون وعنف الخارج.. شمولية الولاية»، إلى تمرير القراءات السياسية العنيفة للدين والمذهب، وتأسيس ميليشيات إرهابية في دول الجوار، لزعزعة الاستقرار، وتمرير مفهوم «ولاية الفقيه»، وفي نفس الوقت محاولة حفظ صورة النظام الإيراني أمام العالَم الغربي، بإبراز أنماط ديمقراطية ومؤسساتية ولو شكلية. ويبحث الفصل العاشر: «التقاء المصالح.. (الولائيون) و(تنظيم القاعدة)»، علاقة إيران بالجماعة الإسلامية المسلحة، والتنسيق فيما بين «الحرس الثوري» و«القاعدة»، وإقامة بعض زعماء «القاعدة» في إيران. وفي الفصل الحادي عشر: «مستقبل (الحاكمية).. بين الأفول والقدرة على الصمود»، يستشرفُ مستقبل «الحاكمية»، والقدرة على الاستمرار والصمود في ظلّ المتغيرات المختلفة.