أعلن سفير إيران لدى الدوحة حميد رضا دهقاني، أمس الثلاثاء، إطلاقَ سراح سجينين إيرانيين في قطر وإعادتهما إلى البلاد.
وفي شأن أمني دولي آخر، طالبَ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني شهريار حيدري، حكومةَ حركة طالبان في أفغانستان، بإطلاق سراح مصوِّر وكالة «تسنيم» محمد حسين ولايتي، الذي جرى اعتقالُه في مطار كابول.
وفي شأن صحي محلي، أكَّد عضو لجنة الصحة في البرلمان يحيى إبراهيمي، بمناسبة «يوم الطبيب»، الذي يتوافَق مع هذا اليوم (23 أغسطس)، أنَّ هجرةَ الأطبّاء الإيرانيين «تقرعُ ناقوس الخطر» في البلاد.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «أترك»، أنَّ المجتمع الإيراني كمجتمع فسيفسائي، يعيشُ حاليًا تحت تهديدات التحوُّل لمجتمع مُنقسِم إلى قطبين متواجهين، بحسب المواقف من المشكلات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
فيما قرأت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، ملامِحَ المشاركة من عدمها في الانتخابات البرلمانية القادمة، ما بين التيّارين «الأصولي» و«الإصلاحي»، وحقيقة منافع المشاركة من عدمها أيضًا.
«أترك»: إيران تحت تهديد مجتمع مُنقسِم
يرى المتخصِّص في العلوم السياسية محمد حسين واحدي، من خلال افتتاحية صحيفة «أترك»، أنَّ المجتمع الإيراني كمجتمع فسيفسائي، يعيش حاليًا تحت تهديدات التحوُّل لمجتمع مُنقسِم إلى قطبين متواجهين، بحسب المواقف من المشكلات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
تذكر الافتتاحية: «إيران مجتمع متعدِّد الأجزاء، ومكوَّن من جماعات عِرقية وقومية مختلفة. وبعبارة أخرى، فالمجتمع الإيراني مجتمعٌ فسيفسائي، لكُلّ جماعة فيه خصائصها، وتتفاعل وترتبط حاجاتها مع بعضها البعض، وهذا يؤدِّي إلى حدوث اتصالات جماعية بين مختلف هذه الفئات. ومع ذلك، فقد تسبَّبت المشكلات المتجذِّرة والعميقة، التي ظهرت داخل إيران، في انقسام المجتمع إلى قطبين يقفان ويصطفّان في مواجهة بعضهما البعض. ومن بين هذه المشكلات، يمكن الإشارة إلى المشكلات الاقتصادية والمعيشية والسياسية والثقافية، التي عادةً ما تواجهها كل واحدة من هذه الجماعات، بحسب مكانتها الاجتماعية المختلفة عن الجماعات الأخرى، وهو ما يؤدِّي إلى ظهور قطبين منفصلين في المجتمع. يرى القطب الأول أنَّ المشكلات الاقتصادية ناتجةٌ عن تقاعُس النظام وسوء إدارته؛ لهذا هناك فجوةٌ كبيرة بينه وبين النظام. أمّا القطب الثاني فيرى أنَّ المشكلات نتيجة المؤامرات الخارجية والعقوبات، وهو غالبًا ما يقِف إلى جانب النظام، وانتقاداته للنظام ما هي إلا انتقادات داخل التيّار الواحد، وانتقادات مؤطَّرة.
لقد اصطفّ القطبان في مواجهة بعضهما البعض؛ نظرًا لآرائهما المختلفة، ولا يقبلان بشكل كامل مبادئ أحدهما الآخر، ويسعى كل واحد منهما لتقوية قاعدته الاجتماعية؛ ليحافظ على تفوُّقه في المجتمع، وليُمكِّن قُدرته السياسية-الاجتماعية. هذه الآراء في إيران تؤدِّي إلى ظهور خلافات ونزاعات داخلية بين الناس، ونتيجةً لهذه النزاعات لا تحُلّ مشكلات المجتمع فحسب، لا بل تزداد الأمور سوءًا. فعندما تصطفّ وجهات الرأي والمبادئ المختلفة في مواجهة بعضها البعض، يجب على أفراد المجتمع أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض، وإن أرادوا أن يعيشوا في نزاع، فستُسيطر أوضاع مؤسفة على المجتمع، ويمكن لها أن تُشعِل النار تحت الرماد، وتمهِّد لظهور حرب داخلية شديدة الخطورة.
يجب على النظام في الظروف الحالية، أن يستفيدَ من إمكاناته وقوّته الناعمة؛ من أجل تقليص هذه الفجوة، حتى يوصل المجتمع إلى ظروف متعادلة. والمقصود بمتعادلة، هو إقرار تواصُل أفضل بين القطبين، وتقليص فجوة الخلافات. هذه الفجوة التي يمكنها أن تكون خطيرة جدًّا، ويمكنها أن تتسبَّب بفجوات اجتماعية عميقة. وكما تعلمون، فإنَّ التيّارات السياسية ناتجة عن الفجوات التاريخية والاجتماعية، التي تحدُث داخل الشعوب، والتصادم بين هذه التيّارات هو ما يشكِّل تاريخ وتطوُّر وتغيير أيّ شعب. إنّ المجتمع المُنقسِم لا يمكنُه قيادة الشعب نحو التنمية؛ لأنَّ التنمية بحاجة لشعب ذو مطالب وأيديولوجيات مشتركة وتقدُّمية، لا إلى شعب مُنقسِم. إنَّ المجتمع المُنقسِم لن يتمكَّن إطلاقًا من إيجاد الظروف السياسية المطلوبة في أيّ بلد، صحيح أنَّه رُبّما يمكن القيام بهذا الأمر من خلال التحالفات الحزبية، لكن الخلافات لا تزال حقيقية وأساسية، وإذا لم تكُن النظرة نحو السلطة والسياسة متشابهة، فستظهر الخلافات من جديد، وستحُول دون السيْر قُدُمًا في تحقيق أهداف التنمية.
رُبّما يقولون في بعض المواقع التحليلية ووسائل الإعلام، إنَّ المجتمع ذو القطبين ليس فيه أي ضرر، وليس خطيرًا على المجتمع، لكن يجب القول إنَّه يجب علينا أخذ الجغرافيا بعين الاعتبار في موضوع السياسة. ففي منطقة مثل الشرق الأوسط، يمكن لكُلّ ظاهرة أن تشكِّل خطرًا، خاصَّةً عندما نواجه مكوِّنات جديدة، من قبيل مجتمع ذا قطبين، ولا تمتلك الحكومات القُدرة على رسم السياسات، وإدارة الأفراد والموارد البشرية، ويمكن للفساد والتضخم وانتشار الفقر والبطالة وزيادة عدد السكّان أن تغيِّر الأُسس الثقافية والاجتماعية في المجتمع، وأن تعزِّز من الفجوة والنزاع بين مختلف فئاته، فنجِد على سبيل المثال الشعور بالحقد لدى الطبقة الفقيرة المحرومة تجاه الرأسماليين والمديرين الحكوميين وغيرهم. إنَّ المجتمع الإيراني -كبقية مجتمعات دول الشرق الأوسط- بحاجة إلى إعادة نظر أساسية في بعض السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ ليتغلَّب على هذه الأزمة».
«آرمان ملي»: لا منفعة في عدم المشاركة
تقرأ افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عبر كاتبها الناشط السياسي علي محمد نمازي، ملامح المشاركة من عدمها في الانتخابات البرلمانية القادمة، ما بين التيّارين «الأصولي» و«الإصلاحي»، وحقيقة منافع المشاركة من عدمها أيضًا.
ورد في الافتتاحية: «ما زلنا نذكُر كيف كانت الشخصيات السياسية البارزة تدعو الناس باستمرار، وفي كل المراحل، للمشاركة في الانتخابات السابقة، لكن الآن لا تحدُث أيّ مساعٍ في هذا الاتّجاه. «الأصوليون» بدورهم لا يُبدُونَ لهفةً وحماسًا كي تُقام انتخابات تنافسية. ومن هُنا، من المُحتمَل أن يكونوا قد وضعوا موضوع «تنقية وتصفية» البرلمان القادم على جدول أعمالهم، وهذا الأمر بنظر التيّار «الأصولي» مقدَّمٌ على مشاركة الناس في الانتخابات، ويبدو أنَّ البرلمان القادم سيكون أكثر نقاءً من البرلمان الحالي. كان الكثيرون يعتقدون أنَّ علي لاريجاني سيترشَّح للانتخابات القادمة، وبالفعل قدَّم له بعض «الأصوليين» مقترحات تحالفية، لكن يبدو أنَّ لاريجاني بات يُدرِك أكثر من أيّ شخص آخر معنى التصفية، وأعلن أنَّه لن يشارك.
أكثر من 40 ألف مترشِّح سجَّلوا للانتخابات القادمة، ولا يجب اعتبار هذا الأمر إيجابيًا، بل سلبيًا؛ لأنَّ مشاركة الجميع في الانتخابات، تعني نهاية التفكير الحزبي في إيران. لو كانت هناك بضعة أحزاب تنشطُ في البلد، لما كان على عدد المترشِّحين أن يتجاوز ألف شخص، لا أن يُسجِّل أكثر من 40 ألف مترشِّح أسماءهم. وفي المقابل، تكتب صحيفة «كيهان» أنَّ مشاركة هذا العدد الكبير مؤشِّرٌ على استعداد الناس للتوجُّه إلى صناديق الاقتراع! لكن الشخصيات المهمَّة لم تترشَّح، هذا في حين أنَّ التسجيل كان إلكترونيًا، ولم يكُن المترشِّحين بحاجة لتضييع أيّ وقت في مقرّات التسجيل.
إنَّ هذه الظروف لا تعود على البلد بأيّ نفع، خاصَّةً في وقت تقِف فيه المشكلات في وجه إحياء الاتفاق النووي. وعلى الرغم من كل هذه المشكلات، نجِد أنَّ المديرين لا يتابعون حلّ القضايا، إلا عندما يشعرون بأنَّ الناس يحتجُّون، هذا في حين أنَّ الأجواء في البلد لم تُصطَبغ بصبغة انتخابية بعد. بالطبع، سوف يقولون مستقبلًا إنَّ «الإصلاحيين» لم يشاركوا في المنافسة الانتخابية؛ لأنَّهم يفتقدون للأصوات؛ والحقيقة هي أنَّ المشاركة في الوقت الحالي ليست من ضمن الأولويات، وسيتسبَّب ذلك في أضرار مستقبلية؛ لأنَّ من سيصِلون إلى السلطة التشريعية هُم الأشخاص الضعفاء، الذين يفتقرون للخبرة، وسيوجِدُ ذلك أوضاعًا سيِّئة في التشريع».
إطلاق سراح سجينين إيرانيين في قطر
أعلن سفير إيران لدى الدوحة حميد رضا دهقاني، أمس الثلاثاء (22 أغسطس)، إطلاقَ سراح سجينين إيرانيين في قطر وإعادتهما إلى البلاد.
وقال السفير دهقاني في هذا الصدد: «بمتابعة زملائي في السفارة، تمَّ إطلاق سراح اثنين من المواطنين الموقوفين في قطر الليلة الماضية (مساء الاثنين)، وإعادتهما إلى البلاد»، وأوضح أنَّ هذين الشخصين دخلا قطر ببطاقة «هيا»، وكانا يعملان هناك.
وفي إشارة إلى الإعلان السابق للسفارة الإيرانية في الدوحة بأنَّه لا يمكن للمرء العمل في قطر ببطاقة «هيا»، ذكر السفير قائلًا: «إنَّ مواطني بعض الدول، الذين دخلوا قطر عبر بطاقة «هيا»، تسبَّبوا في المزيد من المشاكل، ويُخشَى أنَّه إذا زادَ هذا الاتّجاه، فإنَّ هذه الطريقة السهلة لدخول قطر للأجانب ستُواجه قيودًا».
وكالة «فارس»
نائب رئيس لجنة الأمن القومي: على «طالبان» إطلاق سراح مصوِّر «تسنيم»
طالبَ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني شهريار حيدري، حكومةَ حركة طالبان في أفغانستان، بإطلاق سراح مصوِّر وكالة «تسنيم» محمد حسين ولايتي، الذي جرى اعتقالُه في مطار كابول.
وأوضح حيدري في مقابلة مع وكالة «تسنيم»، أمس الثلاثاء (22 أغسطس)، أنَّ «اعتقال المصوِّر الإيراني في مطار كابول من قِبَل حركة طالبان له سابقة، وفي الماضي تمَّ اعتقال عدد من الصحافيين الأجانب، ومن بينهم صحافيون إيرانيون في أفغانستان».
وأردف: «على وزارة الخارجية (بحكومة طالبان)، إطلاق سراح هذا المصوِّر الإيراني، وإعادته إلى البلاد عبر سفارة بلادنا في أفغانستان».
وأضاف: «يجب التأكيد على حركة طالبان باحترام قواعد النظام الدولي في مجال الإعلام، وبالطبع طالبان ليست حكومةً متلاحمة؛ ولهذا السبب فهي ليست بعيدةً عن ارتكاب مثل هذه الأعمال غير القانونية».
وكالة «تسنيم»
برلماني: هجرة الأطباء تقرع ناقوس الخطر في إيران
أكد عضو لجنة الصحة في البرلمان يحيى إبراهيمي، بمناسبة «يوم الطبيب»، الذي يتوافَق مع هذا اليوم (23 أغسطس)، أنَّ هجرة الأطبّاء الإيرانيين «تقرع ناقوس الخطر» في البلاد.
وأوضح البرلماني أنَّ «مجتمع الأطبّاء والممرِّضين كانوا يحتلُّون الصدارةَ في جائحة كورونا، وقدَّموا الكثيرَ من الضحايا».
وأضاف منتقدًا: «للأسف الزيادة غير الضرورية في أعداد الأطباء، وعدم الاهتمام بهذه الشريحة، قد تسبَّب في هجرتهم خارج إيران إلى دول الخليج العربي، التي تُعطيهم أجورًا مرتفعة. هؤلاء الأشخاص يمثِّلون ثروةً للبلد، وهذا ناقوس الخطر الذي يجب أن يفكِّر المسؤولون به».
وبيَّن إبراهيمي: «نشهد اليوم في الكثير من مناطق البلد شُحًّا في الأطبّاء، وحتى أطبّاء العموم»، وأضاف: «جرى في البرلمان العام الماضي طرح إلغاء السقف الأعلى لمكافأة الأطباء في المناطق الفقيرة؛ من أجل تواجدهم فيها»، مؤكِّدًا ضرورةَ دفع مخصَّصات المجتمع الطبِّي والعلاجي.
وكالة «إيسنا»