أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر أكتوبر 2023م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام، الأول: تطورات الشأن الداخلي الإيراني، والثاني: التفاعلات الإيرانية-العربية، والثالث: علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية.
فيما يخص تطورات الشأن الداخلي الإيراني، شهدت إيران داخليًا العديد من التطورات على المستويات السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، ويمكن رصد أبرز التطورات على هذه المستويات خلال شهر أكتوبر 2023م من خلال تناول القضايا التالية: عملية طوفان الأقصى واختبار مصداقية إيران في دعمها للقضية الفلسطينية، تداعيات عملية طوفان الأقصى على الاقتصاد الإيراني، رفع القيود المفروضة على الصواريخ الإيرانية يزيد من تصدير إيران لأسلحتها، الحوزةُ الدينية والقضية الفلسطينية.
بينما شهدت التفاعلات الإيرانية مع بعض دول العالم العربي مثل العراق وسوريا واليمن، تطورات مهمة خاصة بعد عملية طوفان الأقصى والاستهداف الإسرائيلي العنيف لسكان قطاع غزة، وهو ما سوف يتم تناوله على النحو التالي: ضرب الميليشيات الموالية لإيران للأهداف الأمريكية بالعراق، صراع غزة ومصالح إيران وتحدياتها في تحريك الجبهة السورية، هجمات الحوثيين ضد إسرائيل.. لدعم الفلسطينيين أم لرفع الحرج عن محور المقاومة؟.
وحول علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية، تتّهمُ الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية غير المباشرة عن هجمات حماس ضد إسرائيل، لذا سعت لتوفير حماية مطلقة لإسرائيل، عبر تحريك حاملات الطائرات في البحر المتوسط والخليج العربي، ونشر قوات ومنظومات دفاعية وتقديم الدعم العسكري لإسرائيل.
وحول العلاقات مع أوروبا، أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اتصالًا هاتفيًا مع بابا الفاتيكان لدعم جهوده من أجل وقف إطلاق النار في غزة. كما انتقدت إيران لجنة نوبل واعتبرت أن منح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمد إجراء سياسي. في هذه الفقرة سنناقش الملفين التاليين: طوفان الأقصى واحتمالات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، تواصل إيراني مع بابا الفاتيكان حول غزة وامتعاض من قرار لجنة جائزة نوبل.