القمَّة الآسيوية الثلاثية.. الانعكاسات على الأمن والتعاون بين أطراف الصراع في شرق آسيا

https://rasanah-iiis.org/?p=35390

في خِضَمّ صراع دولي محتدم للغاية بين كبار الأقطاب الدولية؛ الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، على طبيعة النظام الدولي والقيادة الدولية، ومرور القُوى المتوسِّطة في الأقاليم الجغرافية حول العالم أجمع بمرحلة إعادة تقييم وتقدير لمقدّرات وأدوات تأثير الأقطاب الدولة المتصارِعة، في القضايا الإقليمية والدولية المحتدمة، استضافت العاصمة الكورية الجنوبية سيول قمَّة ثلاثية جمعت: رئيس كوريا الجنوبية «يون سيوك يول»، ورئيس مجلس الدولة الصيني «لي تشيانغ»، ورئيس الوزراء الياباني «فوميو كيشيدا»؛ بهدف خفْض التوتُّرات المتصاعِدة في إقليم شرق آسيا، والذي بات يشكِّل مركز الثقل الاقتصادي الدولي.

تكشف ملامح توقيت القمَّة عن عدَّة تساؤلات، حول الدوافع الحقيقية لانعقاد القمَّة الثلاثية بين دول متصارِعة بالأساس على قضايا ليست هامشية، وفي توقيت تمارس فيه الولايات المتحدة سياسة شدّ الأطراف تجاه حلفائها الآسيوين، ضمن إستراتيجية أمريكية لتطويق وحصار الصين لتحقيق معادلة المُوازِن لا المُهيمِن الإقليمي في شرق آسيا؟ ويبرُز التساؤل حول المقاربات الإستراتيجية للقُوى الآسيوية الحليفة لواشنطن، وسط التحوُّلات في النظام الدولي، والمصالح المشتركة لليابان وكوريا الجنوبية مع الصين البلد الجار الصاعِد في القُدرات العسكرية والاقتصادية؟

أولًا: ظروف انعقاد القمَّة الثلاثية

ناقشت القمَّة، والتي تُعَدُّ الأولى بعد نحو خمس سنوات من التوقُّف، سُبُل تعزيز التعاون في ستَّة مجالات هي: الاقتصاد والتجارة، والتنمية المُستدامة، وقضايا الصحة، والعلوم والتكنولوجيا، وإدارة الكوارث والسلامة، والتبادُلات الشعبية، واختتِمت ببيان مشترك تضمَّن النتائج والتوصيات، التي توصَّلت إليها الدول الثلاث، وفيما يلي أبرز ملامح توقيت انعقاد القمَّة الثلاثية:

1. ارتفاع مستوى التوتُّر بين بكين وتايبيه

كذلك تأتي القمَّة الثلاثية أيضًا، في ظل احتدام الصراع والتوتُّر بين الصين وتايوان المدعومة من الولايات المتحدة، والذي تصاعد بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية، بعد الخطاب الانفصالي، الذي ألقاه الرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ تي، خلال حفل تنصيبه رئيسًا لتايوان، والذي حمل مضامين صريحة ومباشرة على إصراره على الانفصال عن الصين خلال فترة حُكمه، وهو ما أثار حفيظة الصين، التي ردَّت بإجراء مناورات حربية حول تايبيه تضمَّنت سيناريوهات تنفيذ ضربات برِّية وبحرية وجوِّية مشتركة؛ الأمر الذي يرفع من حدَّة التوتُّر، ويثير قلق دول الجوار، مثل كوريا الجنوبية واليابان.

2. تطوُّرات الحرب في أوكرانيا لصالح موسكو

انعقدت القمَّة الثلاثية بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، في وقت حسّاس ودقيق للغاية، يشهد فيه العالم جُملة من الأحداث والتطوُّرات المهمة، أهمَّها الحرب الروسية-الأوكرانية، التي أحرزت فيها موسكو تقدُّمًا ملحوظا رُبَّما لم يتحقَّق منذ ديسمبر 2022م، بعدما سيطرت على 278 كيلومترًا مربَّعًا في غضون أسبوع في شرق أوكرانيا، لا سيّما في منطقة خاركيف، مستغِلَّة في ذلك الانشغال الغربي بالحرب التي تشنَّها إسرائيل على قطاع غزة. وتخشى كوريا الجنوبية واليابان -في أحد دوافعها نحو تعزيز التعاون مع الصين- من تعاظُم القوَّة الروسية الداعِمة بشدَّة لكوريا الشمالية، التي تشكِّل تهديدًا لطوكيو وسيول، دون أن يعني ذلك أنَّه الدافع الأوحد للطرفين الكوري والياباني لتعزيز التعاون مع الصين، حيث تظلّ المصالح الكورية الجنوبية واليابانية مع الصين دافعًا رئيسيًا للتوجُّهات الخارجية للطرفين تجاه الصين.

كما جاءت القمَّة بعد فترة قريبة من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، للتباحث في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وبينها ملف كوريا الشمالية ذات العلاقات المتردِّية مع الدولتين اليابانية والكورية الجنوبية نتيجة التجارب النووية والبالستية المستمِرَّة لبيونغ يانغ. وبلا شك، فإنَّ تنامي العلاقات الصينية-الروسية يثير مخاوف حقيقية لدى كُلٍّ من اليابان وكوريا الجنوبية.

3. إخفاق سياسة التنافس التعاوني الأمريكية تجاه الصين

أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة لبكين في أبريل 2024م، التقى خلالها بنظيره الصيني وانغ يي. وعلى الرغم من توصُّلهما إلى توافُق من خمس نقاط بشأن تعزيز العلاقات الصينية-الأمريكية؛ الحفاظ على استقرار العلاقات بين البلدين، والتبادلات والاتصالات رفيعة المستوى على جميع المستويات، ومواصلة دفْع المشاورات في مختلف القطاعات، ودفْع التبادُلات الشعبية، والحفاظ على المشاورات بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية من خلال تعزيز التواصل بين المبعوثين، غير أنَّ القضايا العالِقة بين القطبين الأمريكي والصيني مركزية؛ لكونها تتعلَّق بحجم القوَّة في هيكل النظام الدولي، وطبيعته والقيادة الدولية. وتُعتبَر اليابان وكوريا الجنوبية من أقرب حُلفاء الولايات المتحدة في شرق آسيا؛ ما يشي بأنَّ القمَّة قد جاءت رُبَّما بضوءٍ أخضر من واشنطن، على الرغم من خلافاتها مع بكين.

4. تحدِّيات ضاغِطة على الدول الآسيوية

تكشف ظروف توقيت انعقاد القمَّة، أنَّ الدول الثلاث في حاجة ماسَّة إلى البقاء على اتصال، على الرغم من الخلافات التاريخية للحفاظ على المصالح الإستراتيجية؛ لكون الأطراف الثلاثة تشكِّل مراكز اقتصادية عالمية مؤثِّرة ومهمَّة تشكِّل هيكل النظام الاقتصادي الدولي، لبحث أوجه التعاون المشترك في سلسلة من القضايا الاقتصادية، وأزمة تايوان والصين، والتوتُّر في شبه الجزيرة الكورية، والتعاون العسكري المتنامي بين كوريا الشمالية وروسيا، والضغوط التي تتعرَّض لها الصين من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية.

ثانيًا: القمَّة الثلاثية.. الأهمِّية والدلالات

تبرُز أهمِّية انعقاد القمَّة الثلاثية في كوريا الجنوبية، في ظل هذا التوقيت والبيئة الإقليمية والدولية المشار إليها أعلاه، فيما يلي:

1. أولوية تخفيف حدَّة التوتُّر بين الأطراف الثلاثة

كشفت أجندة مباحثات القمَّة وبيانها الختامي، عن مفارقة غريبة تتمثَّل في أنَّه كان يُفترَض أن تناقش القضايا الشائكة والحسّاسة؛ الجيوسياسية والأمنية في شرق آسيا، لا سيّما في ظل ارتفاع حدَّة الصراع في شرق آسيا بفعل التوتُّرات حول التجارب النووية والبالستية المتطوِّرة، التي تجريها كوريا الشمالية بشكل مستمِرّ، واشتعال الصراع بين بكين وتايبيه منذ بداية فترة حُكم الرئيس التايواني الجديد ذو النزعة الانفصالية العالية، وزيادة الهواجس اليابانية والكورية الجنوبية من تنامي التعاون العسكري المتطوِّر بين موسكو وبيونغ يانغ. 

لكن واقعيًا، ركَّزت أجندة المباحثات والبيان الختامي على القضايا الاقتصادية والتعاونية أكثر، وتركيز الجانبين الكوري والياباني على أهمِّية التعاون بين الاقتصادات الثلاثة، التي تتمتَّع بمراكز اقتصادية متقدِّمة عالميًا، وتمثِّل نحو 20% من سُكّان العالم وتجارته؛ لأنَّه على ما يبدو أنَّه كان هناك إدراكًا مُتبادَلًا بضرورة تخفيف الأجواء المتوتِّرة، بدلًا من الدخول في قضايا شائكة تفضي إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية تُسهِم في خلْق أرضية مشتركة للانطلاق نحو التباحث بشأن القضايا الشائكة، كما أنَّ مجرد استئناف المحادثات الثلاثية يُعَدُّ بمثابة علامة جيِّدة على أنَّ الجيران الآسيويين الثلاثة عازمون على تحسين العلاقات، وتخفيف حدَّة التوتُّرات، بقصد تجنيب المنطقة، التي تحظى بثقل جيوسياسي وجيوإستراتيجي كبير في الإستراتيجيات العالمية، ويلات ومخاطر الدخول في السيناريو الكارثي.

لذلك لم يتضمَّن البيان الختامي أيَّة بنود من شأنها إحداث تغييرات في القضايا الشائكة، بخلوِّه من الإشارة إلى الملف النووي لكوريا الشمالية، الذي يؤرِّق سيول وطوكيو، على الرغم من حديث الرئيس الكوري الجنوبي عن توافُق ثلاثي أثناء المحادثات على عدم قبول أيَّة اختبارات نووية كورية شمالية جديدة، وضرورة تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي، وحديث أحد المسؤولين الكوريين الجنوبيين عن أنَّه كان هناك تقارُب في وجهات نظر الأطراف الثلاثة، حول ضرورة تضمين البيان نص على تجنيب منطقة شرق آسيا المزيد من التصعيدات الكورية الشمالية، لكن اختلفوا حول الصيغة الملائمة، التي تراعي حساسية بيونغ يانغ، خاصَّة أنَّ بكين؛ الحليف الهام لكوريا الشمالية، عادةً ما تكون أميل إلى سياسة حذِرة تجاهها.

2. إدراك ياباني-كوري لضرورة خفْض التوتُّر مع الصين

لرُبَّما بات الطرفان الكوري الجنوبي والياباني يمتلكان رؤى إستراتيجية جديدة ومغايرة، عن رؤاهما التقليدية تجاه الصين وثِقَلها وتأثيرها ليس فقط في النظام الإقليمي بل والدولي أيضًا، وعلى ضوئها لرُبَّما استشعر الطرفان جَدِّية التحذيرات الصينية من تنامي التعاون العسكري الأمريكي مع سيول وطوكيو، وانتقالها إلى مستوى ينذر بإمكانية انفلات الأوضاع، وإحداث مواجهات إقليمية كارثية تهدِّد المصالح الإستراتيجية للطرفين، وذلك بالنظر إلى:

  • ارتفاع مستوى التوجُّس الصيني من المساعي الأمريكية، لإفقاد الصين موقعها المُهيمِن في شرق آسيا، عن طريق الدعم العسكري الأمريكي المستمِرّ للقُوى الآسيوية الحليفة المناوئة للدور الصيني في شرق آسيا. وكذلك السعي لإنشاء تحالفات عسكرية لتطويق الصين وحصارها في الإندوباسفيك، مثل التحالف الأمني الرباعي، المعروف باسم كواد (Quad)، ويضُمّ الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، والتحالف الثلاثي بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا، والذي يُعرَف اختصارًا بــ «أوكواس».
  • ب‌.  الامتعاض الصيني الشديد من نتائج القمَّة الثلاثية الأمريكية-اليابانية-الفلبينية، التي انعقدت في أبريل 2024م، والتي أعقبت أول تدريبات رباعية على الإطلاق في بحر الصين الجنوبي. وأيضًا على خلفية سلسلة حوادث واحتكاكات وقعت بين قِطَع عسكرية صينية وفلبينية في المنطقة البحرية شديدة الحساسية، وقال خلالها الرئيس جو بايدن: «أيّ هجوم على طائرة أو سفينة أو على القوّات المسلَّحة الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، سيدفع إلى تنفيذ معاهدة الدفاع المشترك، التي تربط بين واشنطن ومانيلا»،  في تحذيرٍ واضح لبكين، وردَّت الصين بأنَّ تحرُّكاتها في البحر قانونية، وغير قابِلة للانتقاد.
  • الغضب الصيني من نتائج القمَّة الثلاثية، بين واشنطن-سيول-طوكيو في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة في أغسطس 2023م، والتي أعلنت تدشين مرحلة جديدة من التعاون الأمني والدفاعي بين الدول الثلاث، وانتقدت ما أسمته «السلوك الخطير والعدواني للصين في بحر الصين الجنوبي». كما أدلى رئيس كوريا الجنوبية، بتصريحات أثارت غضب الصين، في وقتٍ يشتَدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين، بقوله إنَّ مسؤولية التوتُّر المتصاعد بسبب تايوان تعود إلى «محاولات تغيير الوضع الراهن بالقوَّة»، في إشارة إلى الأنشطة العسكرية التي تجريها الصين عند مضيق تايوان، ليأتي الرد الصيني بأنَّه يفترض على سيول أن تتعامل بحكمة مع المسائل المتعلِّقة بتايوان.
  • الانتقادات الصينية لمشاركة الوفود اليابانية والكورية الجنوبية، في حفل تنصيب الرئيس التايواني الجديد.

3. الصين كبوّابة لخفض التوتُّر مع بيونغ يانغ

على الرغم من انتمائهم للمعسكر الغربي، لرُبَّما باتت طوكيو وسيول تُدركان أدوات التأثير الصينية في مجريات الشؤون الإقليمية بل والدولية، بحُكم مقدراتها الهائلة بمقاييس عالمية، حيث تحتلّ الصين اقتصاديًا المرتبة الثانية عالميًا بعد الولايات المتحدة، والمرتبة الثانية عالميًا في الإنفاق العسكري بعد الإنفاق الأمريكي. كما تمتلك الصين أوراق ضغْط مؤثِّرة ضدّ بيونغ يانغ، التي تُعلي من مستوى تصعيدها ضدّ سيول وطوكيو، حيث تُعَدُّ بكين أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية، وحليفًا إستراتيجيًا رئيسيًا لها. وتمتلك الصين علاقات خاصَّة مع كوريا الشمالية تستطيع من خلالها التأثير على بيونغ يانغ، بما يؤدِّي بالنهاية إلى نزْع فتيل التوتُّر بين الكوريتين، على خلفية استمرارية بيونغ يانغ في تجاربها النووية والصاروخية العابرة للقارات، وإعلانها حل الوكالات الحكومية المُكلَّفة بمسائل تعزيز التعاون مع الجارة الجنوبية،وتصعيد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون في يناير 2024م، بأن أيّ انتهاك من جانب سيول «ولو حتى لمليمتر واحد» من أراضي بلاده، سيُشعِل حربًا بين الجانبين.

4. القمَّة تُرسي نهجًا تعاونيًا بين طوكيو وسيول لمواجهة بيونغ يانغ

على الرغم من الخلافات التاريخية والنزاعات القضائية بين الجانبين الكوري الجنوبي والياباني، لرُبَّما أدركت العاصمتان اليابانية والكورية الجنوبية ضرورة التعاون الثنائي المشترك، في سبيل مواجهة التهديد النووي والبالستي الكوري الشمالي المتصاعِد ضدّ أمنيهما واستقرارهما في شرق آسيا، خصوصًا في ظل انتهاج الرئيس الكوري الجنوبي سياسة تقارُب مع طوكيو منذ تسلُّمه السُلطة في مايو 2022م. كما تحظى الدولتان بعلاقات إستراتيجية مع المعسكر الغربي، وأعضاء في تحالفات عسكرية واقتصادية عديدة بقيادة أمريكية.

خاتمة

تعكس المعطيات السابقة الإدراك الكوري الجنوبي-الياباني الواضح، بأنَّ الصين تمسك بخيوط اللعبة بنسبة ليست بالقليلة في منطقة شرق آسيا، كما أنَّها «مُهيمِن إقليمي» يمتلك من المقدرات وأدوات الضغط والتأثير؛ ما يجعلها قادرة على التأثير في توجيه دفَّة مجريات الشؤون الإقليمية، وقادرة على تخفيف حدَّة التوتُّر المتصاعِد بمنطقة شرق آسيا الحيوية، بحُكم احتوائها على عدد من المراكز الاقتصادية المصنَّفة عالميًا. وأيضًا تستطيع الصين ترويض كوريا الشمالية، التي باتت تصعِّد من نشاطاتها النووية والبالستية والصاروخية في شرق آسيا.

ويكشف إدراك كوريا الجنوبية واليابان لأهمِّية الصين في خفْض التوتُّر بشرق آسيا، بأنَّ الطرفين لرُبَّما يمتلكان مقاربات جديدة تجاه الصين، وأنَّ العالم لرُبَّما في طريقه لتجاوز عصر الأُحادية القطبية، وفي طور الانتقال إلى تعدُّدية أو ثنائية قطبية، أو بتعبيرٍ أدقّ عالم يشهد تراجُع عصر الهيمنة الأُحادية المنفرِدة على العالم، وأنَّ هناك إدراكًا من القُوى الفاعِلة في شرق آسيا، بأنَّ هناك أقطابًا جديدة صاعِدة بشدَّة على الساحة الدولية، مثل الصين، إضافةً للقُطب الأمريكي، وأنَّها تمتلك أدوات تأثير متعدِّدة في القضايا الإقليمية والدولية، وتقترب من مسألة إرساء معادلة المُهيمِن الإقليمي والموازِن الدولي؛ وبالتالي كان توجُّه كوريا الجنوبية واليابان نحو الصين يُفسَّر في هذا السياق.

ورُبَّما ُتدرِك الصين من ناحيتها أيضًا، أنَّ التعاون مع دول الجوار يُعيق الجهود الأمريكية لخلق اصطفاف آسيوي ضدّها، ويُعيق مساعيها نحو التموضوع باتّجاه وضْعٍ دولي يحقِّق لها القيادة عالميًا، ويُثبت صحة مساعيها نحو نظام دولي مغاير للوضع الحالي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية وتستغِلَّه ضدّها.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير