أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» كتاب «الدعم السعودي للقضية الجزائرية 1932 – 1962م» للباحث الجزائري د. رشيد ولد بوسيافة. وتنبع أهمِّية الكتاب من واقع التوثيق لفترة زمنية مهمَّة في التاريخ السياسي العربي، لعِبَت فيه المملكة العربية السعودية دورًا بارزًا في تقديم كل أشكال الدعم للقضية الجزائرية، وشهِدَت بذلك الوثائق التاريخية، وأقرَّت به الدراسات الأكاديمية، التي أجمعت على أهمِّية الدعم السعودي للثورة الجزائرية، في المجالات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والمالية، وما صاحبه من زخَم شعبي، منذ اندلاع الثورة مطلع نوفمبر 1954م إلى إعلان استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962م.
وقدَّم الباحث في الكتاب ملحقًا للوثائق الأرشيفية، وعلى رأسها أرشيف جامعة الدول العربية المتمثِّل في التقارير الدورية، كما تمَّ الاعتماد على أرشيف الأُمم المتحدة، وكذلك الصُّحف التي تناولت بالتفصيل كل الجهود، التي بذلتها المملكة العربية السعودية في إطار الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي للثورة الجزائرية، ومنها صحيفة «أم القرى» السعودية. وكانت الاستفادة كبيرة من المصادر الأساسية الأخرى، المتمثِّلة في الخُطَب، التي ألقاها رئيس الوفد السعودي في الأُمم المتحدة أحمد الشقيري، وما سهَّل هذا العمل هو أنَّ الشقيري جمَعَ هذه الخُطَب في كتاب تحت عنوان «قصَّة الثورة الجزائرية»، كما تناول بالتفصيل جهوده باعتباره رئيسًا للوفد السعودي في كُتُب أخرى في شكل مذكِّرات، ككتاب «أربعون عامًا في الحياة العربية والدولية»، إضافة إلى الاستفادة من كل الكتابات الأكاديمية، التي لها علاقة بالموضوع.
وجاء الكتاب في أربعة فصول، موزعة في 185 صفحة، تحدَّث الفصل الأول عن الهجرة والرحلة الجزائرية إلى الحجاز ودورها في تثبيت الهُويّة العربية الإسلامية، بينما اهتمّ الفصل الثاني بالدعم السياسي والإعلامي والمالي للقضية الجزائرية، فيما تمّ تخصيص الفصل الثالث لجهود المملكة العربية السعودية في تدويل القضية الجزائرية، واختتم الفصل الرابع بالحديث عن الموقف السعودي من المفاوضات والاستقلال.
