أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر يوليو 2025م، مُقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل؛ بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام. أولًا: تطورات الشأن الداخلي الإيراني. ثانيًا: التفاعلات الإيرانية-العربية. ثالثًا: علاقة إيران بالقوى الدولية.
فيما يخص تطورات الشأن الداخلي الإيراني، فقد شهد الداخل الإيراني خلال شهر يوليو 2025م، العديد من التطورات على المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية والأيديولوجية، ويمكن رصد أبرز هذه التطورات من خلال القضايا التالية: «إيران ترفض الضغوط الأمريكية لوقف تخصيب اليورانيوم وترفع من سقف مطالبها. وإيران تُنشئ مجلسًا للدفاع الوطني وتطلق قمرًا صناعيًا بمساعدة روسيا. والحالة الاجتماعية في إيران بعد حرب الـ ـ12 يومًا، وأخيرًا، مراجع التقليد والتهديد باغتيال ترامب».
وبشأن التفاعلات الإيرانية-العربية، فقد شهدت سلسلة من التطورات خلال الشهر نفسه. ففي العراق؛ ومع قرب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية والمقررة في نوفمبر المقبل، بدأ الصراع بين القيادات والرموز الشيعية بهدف زعامة المكون الشيعي، وتعزيز التحالفات القائمة لتشكيل الحكومة القادمة. وفي سوريا: تُعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان ملمحًا مهمًا قد يُعيد رسم خارطة التفاعلات الإقليمية على نحو مقلق بالنسبة لطهران. وفي اليمن: يواصل «الحوثيون» تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر رغم التحالفات الدولية، كما يواصلون في توظيف الخطاب العاطفي المرتبط بالقضية الفلسطينية كأداة تعبئة داخلية وإقليمية لتعزيز موقعهم كفاعل إقليمي، وسط تشجيع عسكري وإعلامي إيراني واضح لرفض التسوية في الداخل اليمني.
وفي علاقة إيران بالقوى الدولية وآفاق المستقبل، عقدت إيران ومجموعة الترويكا الأوروبية اجتماعًا مهمًا في مدينة اسطنبول التركية، في خطوةٍ أوروبيةٍ تهدف لمنح طهران الفرصة الأخيرة قبل اللجوء لتفعيل «آلية الزناد»، والتي تعني في حال تفعيلها إعادة جميع العقوبات الأممية، التي كانت مفروضة على إيران قبل الاتفاق النووي المبرم عام 2015م. ويتم تناول هذا التطور من خلال المحور التالي: «أوروبا تراقب إيران وسيف آلية استعادة العقوبات مشهر بيدها».
