أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر أغسطس 2025م، مُقدِّمًا
للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل؛ بهدف تشخيص الحالة
الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. يشتمل التقرير على ثلاثة أقسام؛ أولًا: تطورات الشأن الداخلي
الإيراني. ثانيًا: التفاعلات الإيرانية-العربية. ثالثًا: علاقة إيران بالقوى الدولية.
فيما يخص تطورات الشأن الداخلي الإيراني، شهد الداخل الإيراني خلال شهر أغسطس، العديد من الأحداث
والتطورات في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والأيديولوجية، ويمكن
رصد أبرز هذه التطورات من خلال القضايا التالية: «انقسام إيراني بشأن الدعوة لإصلاحات شاملة، وتفعيل
آلية الزناد وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد الإيراني، ومحاولة إيران لتعزيز الروح المعنوية وسط تجدد
الخلافات مع جيرانها، وإيران بين تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات وتصعيد السخط الاجتماعي، وحضور
الخطاب الديني بعد الحرب وأهدافه».
وبشأن التفاعلات الإيرانية-العربية، فقد شهدت سلسلةً من التطورات خلال الشهر نفسه، حيث أثار قرار
الحكومة العراقية بسحب مشروع قانون «هيئة الحشد الشعبي» من أمام البرلمان، عددًا من التساؤلات
بالنسبة للشارع العراقي. في اليمن: تعرَّضت جماعة «الحوثي» المدعومة من إيران، لاغتيالات طالت
رئيس الحكومة وعددًا من الوزراء، وهي العملية التي كشفت عن حجم الاختراقات الأمنية، التي أحدثتها
إسرائيل وسط جماعة «الحوثي»، والتي قد يترتب عليها تداعيات كبيرة بالنسبة لـ «الحوثيين» خلال الفترة
المقبلة.
وفي علاقة إيران بالقوى الدولية وآفاق المستقبل، عادت واشنطن لاستراتيجية الضغوط القصوى، بعد
سلسلة من العقوبات التي استهدفت عددًا من القطاعات الحيوية في إيران، مثل: الشحن والبنوك
والتكنولوجيا. لكن من غير المُحتمل أن تُرغم هذه العقوبات الجانب الإيراني على المدى القريب بالعودة إلى
طاولة المفاوضات.
أما العلاقات الإيرانية-الأوروبية، فقد بعثت كلٌ من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، رسالةً إلى مجلس الأمن
الدولي، أعلنوا فيها رسميًا تفعيل آلية الزناد ضد إيران، بعد اتهامها بانتهاك التزاماتها النووية، ومُنِحت
إيران مهلةً مدتها 30 يومًا لحل الخلاف النووي، أو مواجهة عقوبات أُممية أشد من العقوبات الأُحادية التي
تفرضها الولايات المتحدة. ويتم تناول هذا التطور من خلال المحورين التاليين: «عودة العقوبات الأمريكية القصوى وخيارات إيران الصعبة، والدبلوماسية النووية الإيرانية في قلب العاصفة».
