مستخلص
تبحث هذه الدراسة في طبيعة التغيرات التي طالت إستراتيجيات الردع الإسرائيلي-الإيراني في ضوء الحرب التي بدأت بينهما في 13 يونيو 2025م، ومدى تأثيرها في حالة الأمن الإقليمي، إذ كانت المنطقة تموج بكثير من التحديات الأمنية بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023م، الذي استغلّته إسرائيل، ليس فقط لتنتقم من حركة حماس، بل لإضعاف محور المقاومة الداعم لإيران، فاستطاعت تدمير غزة ونجحت في تقييد قدرات حزب الله بموجب هدنة أخرجته -مؤقتًا- من دائرة الصراع، ثم جاء سقوط نظام الأسد في سوريا لتزداد هيمنة إسرائيل، في حين ظل الحوثيون مستمرين في تهديداتهم لإسرائيل. وقد جاءت المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية (يونيو 2025) لتكشف عن تحولات في إستراتيجيات الردع بينهما، ومنها انتقال المواجهة من الطرق غير المباشرة السرية إلى الطرق المباشرة العلنية، في ظل قدرة الطرفين على اختراق العمق، وتنفيذ الردع عمليًّا. وخلصت الدراسة إلى أن تحولات الردع هذه قد ألحقت أضرارًا ببيئة الأمن الإقليمي، إذ ساهمت في تحفيز إرادة الدول من أجل حيازة أسلحة الردع لضمان أمنهم المهدد، كما تسببت فعليًّا في تهديد أمن الخليج، وانتهاك السيادة الوطنية لدولة قطر، وتهديد الممرّات المائية وأمن الطاقة العالمي.