مستخلص
تهدُف هذه الورقة البحثية إلى توضيح التفاعلات والدوافع الاستراتيجية، التي حفَّزت كلًّا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران على الانخراط في المفاوضات النووية، التي جرت بوساطة عُمانية بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في مطلع العام 2025م. إذ تجادل الدراسة بأنَّ تطوُّرات ما بعد السابع من أكتوبر، ومن بينها تراجُع النفوذ الجيوسياسي الإيراني في الشرق الأوسط وإضعاف شبكة حلفائها (محور المقاومة) إثر المواجهات العسكرية مع «الكيان الصهيوني»، كانت عاملًا مؤثِّرًا على المفاوضات، كما تجادل الدراسة كذلك بأنَّ هناك علاقة مُتبادَلة بين هذا التراجع في النفوذ الجيوسياسي واندلاع «حرب الاثني عشر يومًا»، التي بدورها فرضت واقعًا جديدًا بشأن مسار المفاوضات وتأثيرها على المفاوضات الأمريكية-الإيرانية الجارية أو المستقبلية. بمعني أنَّ هناك افتراض بأنَّ إضعاف «محور المقاومة» كان له تأثير على المفاوضات، التي جرت قبل حرب الـ 12 يومًا، كما كان له تأثير في اندلاع الحرب، التي أعادت وستُعيد في المستقبل تشكيل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. وقد خلُصت الدراسة إلى أنَّ المفاوضات المستقبلية في ظل إدارة ترامب مُتوقَّعة، لكنَّها ستكون مرهونة بالشروط الأمريكية، وإلّا فإنَّ إيران ستكون أمام احتمال مواجهة عسكرية جديدة، في ظل ضعْف تأثير أوراق قوَّتها الإقليمية أو النووية.