الكاتب: جيمس وولسي
والكاتب: بيتر فنسنت بري
استحوذ تنظيم داعش على اهتمام الغرب لفترة طويلة نظراً للعمليات الجريئة لقطع الرؤوس والطعن وعمليات القتل وإطلاق النار والتفجيرات في أوروبا والولايات المتحدة، وكانت الآثار المروعة تستحوذ على تركيز كبير للأخبار التلفزيونية التي ذكرت أن أكبر تهديد إرهابي في العالم هو الحرس الثوري الإيراني والذي يجعل تنظيم داعش مجرد قزم لقدراته الواسعة.
لم يكن لدى داعش أكثر من 30 ألف مقاتل، مجهزين في الغالب بأسلحة صغيرة، وعدد قليل جدا من الأسلحة المتقدمة، في المقابل، لدى الحرس الثوري الإيراني حوالي 125،000 مقاتل وهي المنظمة الإرهابية الوحيدة في العالم التي تضم جيشاً وقوات بحرية وخاصة. كما يبلغ عدد قوات الحرس 100 ألف جندي في 20 فرقة مشاة وعدد البحارة بحوالي 20 ألف بحار من بينهم 5 آلاف من مشاة البحرية والمتبقي هو من القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني التي يطلق عليها اسم “فيلق القدس” وهو ذراع الحرس الثوري في الخارج.
ولدى الحرس الثوري أيضا قوات احتياطية يطلق عليها اسم “ميليشيا الباسيج”، والمتطوعون فيها شبه عسكريون ويبلغ عددهم 90 ألف متطوع، ولديهم القدرة على حشد ما يقدر بثلاثمائة ألف إلى مليون مقاتل.
ولا ينبغي الخلط بين الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة النظامية الإيرانية، والتي يطلق عليها اسم “أرتش” وهو كسائر الجيوش الطبيعية في باقي العالم ومسؤول عن الدفاع عن سلامة أراضي إيران واستقلالها السياسي، بينما تعتبر قوات الحرس الثوري الإيراني أداة رئيسية لرعاية الإرهاب الدولي وحتى بين أبناء شعبها.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني تأسس في 5 أيار / مايو 1979 أعقاب الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه وسلمت الحكم “لرجال الدين” الذين يديرون إيران اليوم، وقام هؤلاء بتصفية الجيش النظامي، ولكن لم يثقوا به، فشكلوا قوات الحرس الثوري كوزن عسكري وإيديولوجي للجيش النظامي وللشعب، لضمان عدم وجود ثورة مضادة للإطاحة بالدولة الإيرانية الجديدة ذلك الوقت. إن هدف الحرس الثوري الإيراني هو الحفاظ على الطبيعة الثورية الإيرانية لوقف “الحركات المنحرفة” بين الناس وهم الذين يعتبرهم “رجال الدين” تهديدا للإسلام، ليكونوا “شرطة الأخلاق” التي تطبق مبادئ الإسلام على الحياة المحلية.
إن هدف الحرس الثوري الإيراني هو المضي قدماً بالثورة الإيرانية في الشرق الأوسط والعالم مع الأخذ بعين الاعتبار أن نشأة الحرس الثوري الإيراني والغرض منه يوازي إنشاء أدولف هتلر “لشوتزشتافل” كمراقب للجيش النظامي الألماني لضمان استمرارية السلطة النازية وإنفاذ النقاء الأيديولوجي بين الناس وكان بمثابة النخبة “سن الرمح” في الغزو النازي للعالم.
وقد قتل الحرس الثوري الإيراني الآلاف من الأمريكيين، أكثر بكثير مما فعلته داعش في العراق وأفغانستان، وقد قتل الحرس الثوري الإيراني أيضاً الكثير من حلفاء الولايات المتحدة من خلال عملياتهم الإرهابية. فعلى سبيل المثال؛ تدعم قوات الحرس الثوري الإيراني حزب الله وحماس.
وبينما وصفت داعش في بعض الأحيان بأنها أول دولة إرهابية بسبب احتلالها للأراضي في سوريا والعراق، والتي هي الآن في عداد التصفية والزوال، يعتقد العديد من المحللين أن الحرس الثوري الإيراني هو القوة المهيمنة في إيران، حتى أنهم أقوى من “رجال الدين” أنفسهم.
إن قوات الحرس الثوري مدموجة بشكل عميق في النسيج السياسي والاقتصادي لإيران. وكان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عضوا في الحرس الثوري كما هو الحال مع العديد من البرلمانيين والعمد في إيران. ويعتبر الحرس الثوري أيضاً إمبراطورية تجارية متعددة تضم مليارات الدولارات وتسيطر على نسبة عالية من الاقتصاد الإيراني.
ومن أمثلة ذلك شركة “خاتم الأنبياء”، وهي أكبر شركة بناء في إيران، والتي تساوي 7 مليار دولار، وتضم 25 ألف مهندس وموظف، ينتمون إلى الحرس الثوري. كما يسيطر الحرس الثوري الإيراني على شركة الاتصالات الإيرانية التي تبلغ قيمتها 7.8 مليار دولار. أضف إلى ذلك أن أغنى الجمعيات الخيرية في إيران بما في ذلك مؤسسة “مستضعفين” (مؤسسة المضطهدين) ومؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى، تنتمي إلى الحرس الثوري الإيراني.
والمثير للقلق أن قوات الحرس الثوري هي المسؤولة الأولى عن القوات الصاروخية الإيرانية وبرامج الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية. ويشير المعهد الأمريكي للسلام إلى أن “إيران لديها أكبر وأضخم ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط”، وأن معظم الصواريخ الإيرانية “تم الحصول عليها من مصادر أجنبية ولا سيما كوريا الشمالية”.
وتعتبر إيران وكوريا الشمالية شريكين استراتيجيين تعهدتا بموجب معاهدة تقاسم العلم والتكنولوجيا، ويوجد علماء من كوريا الشمالية في إيران يساعدون برنامجهم الفضائي الذي أيضاً يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني.
ووفقاً للمعهد “إن الجمهورية الإيرانية هي البلد الوحيد الذي يطور صاروخا يبلغ طول مداه 2000 كيلومتر دون أن يكون لديه قدرة نووية”.
وقد حذر تقرير بحثي في الكونغرس واتحاد العلماء الأميركيين بعنوان “سياسات إيران الخارجية والدفاعية” صدر في (تشرين الأول / أكتوبر 2016)، حذر من أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة كيميائية وبيولوجية في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية واتفاقية الأسلحة البيولوجية. كما حذرت المخابرات الفدرالية الألمانية في عام 2015 من أن قوات الحرس الثوري سعت للحصول على معدات ألمانية “للأسلحة الذرية والبيولوجية والكيميائية في إحدى الحروب”.
وعندما ينجلي الدخان عن الرقة وتختفي داعش من سوريا والعراق، فإن الحرس الثوري الإيراني سيكون هناك، وسيكون وكلاؤه في كل مكان، مما يلقي ظلالا أشد قتامة للإرهاب على العالم.
مادة مترجمة عن موقع واشنطن تايمز
الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعكس بالضرورة رأي المركز