انضمّت ألمانيا إلى الرؤية الفرنسية لضرورة مواجهة الخطر الذي تشكّله إيران خلال الفترة الأخيرة، سواء خلال مشروعها التوسُّعي في الشرق الأوسط، أو من خلال برامجها الصاروخية وتطويرها لأسلحتها، هذا الخطر الذي استشعرته أحدى أكبر بلدتين في القارة الأوروبية بدا واضحا اليوم، إذ صرَّحا به في مؤتمر صحفي بين وزيرَي خارجيتيهما لتوضيح موقفهما مما تفعله إيران من تطوير لصواريخها وأسلحتها، وأيضًا الأخطار التي تسبِّبها في الآونة الأخيرة.
وقال موقع “فرانس 24” إنه في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم الاثنين، اتفقت فرنسا وألمانيا على أن إيران يجب أن تتخلى عن برنامجها للصواريخ الباليستية وأن تكفّ عن التفكير في إغراءات الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في اجتماعه مع نظيره الألماني زيجمار غابرييل: “لدينا وجهة النظر نفسها بشأن ضرورة تراجع إيران عن برنامجها للصواريخ الباليستية”.
الردّ الإيراني على وزير الخارجية الفرنسي لم يأتِ متأخرًا، إذ قال المتحدث باسم خارجية إيران بهرام قاسمي، في تصريحات أبرزتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، إن فرنسا يجب أن تدرك أن برنامج طهران الصاروخي غير قابل للتفاوض، وقال أيضًا إن إيران لن تتفاوض بكل تأكيد بشأن مسائل الدفاع والصواريخ، وأن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا.
حديث قاسمي لم يكُن الردّ الأول على تصريحات فرنسا أو نيتها في المساعدة في وقف الخطر الإيراني الباليستي، فالرئيس الإيراني حسن روحاني هاتف نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أسبوعين، زاعمًا أن على باريس أن تلعب دورًا بنَّاءً في الشرق الأوسط من خلال اتِّباع نهج واقعي ومحايد.
وأخبر روحاني ماكرون أيضا أن بلاده مستعدة لتطوير علاقاتها مع فرنسا في ما يتعلق بجميع القضايا الثنائية والإقليمية والدولية على أساس الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، في محاولة لكسب الرئيس الفرنسي لصالح إيران، ولكن محاولاته باءت بالفشل كما اتضح من المؤتمر الصحفي الذي انعقد اليوم.
التوترات بين فرنسا وإيران ازدادت خلال الفترة الماضية، تحديدًا منذ الشهر الماضي عندما نادى ماكرون بأن على طهران أن تكون أقلّ عدوانية في المنطقة، وبضرورة أن توضّح برنامجها للصواريخ الباليستية
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدان في أكثر مناسبة هو الآخر البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني، ولوَّح بإلغاء الصفقة النووية الإيرانية على خلفية عدم التزام طهران ببنود الاتِّفاق النووي الإيراني، واستمرارها في تطوير صواريخها الباليستية، وهو الأمر الذي أغضب الرئيس الأمريكي، وفي سبتمبر الماضي فرضت أمريكا عقوبات على إيران تستهدف 11 كيانًا وشخصًا يدعمون الحرس الثوري أو ضالعين في هجمات معلوماتية على النظام المالي الأمريكي.
وقالت واشنطن حينها عن طريق وزارة الخزانة الأمريكية إن أحد الكيانات المستهدفة يقدِّم دعمًا للبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية. وكانت تلك العقوبات تستهدف شركة إيرانية تقدِّم مُعَدَّات دعم لبرنامج الصواريخ الباليستية.