أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانيَّة «رصانة»، العدد 20 (أكتوبر 2024م) من مجلة الدراسات الإيرانية (النسخة العربية)، الذي ضمَّ سبع دراسات.
تحلّل الدراسة الأولى بعنوان « دور الحرس الثوري في الفضاء الإعلامي.. الدعاية والاستراتيجية وسردية القوة» للباحث في شؤون الشرق الأوسط والدراسات الإيرانية بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا في باريس، عبد الكريم رستمي، تأثير وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في تشكيل الوعي العام، وتوظيف بعض الأنظمة هذه الآلية؛ من أجل فرض سرديتها وتحطيم أي خطاب مُخالف، ويعد الحرس الثوري الإيراني من أهم الجهات التي استعمرت الفضاء الإعلامي بكافة صوره والحد من فاعليتها بوصفها فضاءً للتفاعل الاجتماعي والسياسي، ليس من خلال الحجب وحسب، بل من خلال السيطرة وتشكيل الاعتقاد العام، وناقشت الدراسة إستراتيجيته وتكتيكاته في هذا المجال.
فيما يرصد الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية لمنطقة الخليج بمعهد واشنطن للشرق الأوسط، ليوناردو جاكوبو ماريا مازوكو، في الدراسة الثانية بعنوان «إيران والحملة البحرية للحوثيين في البحر الأحمر.. دراسة تطبيقية لنموذج «الراعي- الوكيل»، العلاقة بين جماعة أنصار الله «الحوثي» وإيران في إطار النقاش الأكاديمي حول ديناميات نموذج «الراعي-الوكيل»، وذلك بأخذ حملة «الحوثي» في مهاجمة السفن البحرية داخل البحر الأحمر وما حوله نموذجًا لهذه الدراسة، وتُحلل الاعتبارات الإستراتيجية، والوسائل التكتيكية التي استخدمها الحوثيون في حملتهم البحرية ضد السفن التجارية الدولية.
وتساءلت الدراسة الثالثة بعنوان «الإستراتيجية البحرية والتوجهات الإيرانية نحو البحر المتوسط»، لرئيس الإدارة المركزية للتواصل المجتمعي بالمركز المصري للمعلومات ودعم اتخاذ القرار،
د. خديجة عرفة محمد، حول طبيعة الإستراتيجية لإيران في البحر المتوسط، في ظل وجود مجموعة من العوامل التي دفعت إيران لخلق وجود في البحر المتوسط، بعد غياب لقرون وتركيز أكبر على “الجوار القريب” وهو ما سيكون له تداعيات مستقبلية على المشهد والتوازنات الإقليمية، وقد ركزت الدراسة على التعرف على ملامح الإستراتيجية البجرية الإيرانية ومدى ملاءمتها لتحقيق الأهداف الإيرانية، وطبيعة الدور الإيراني في البحر المتوسط، وكذلك التحركات الإيرانية وارتباطها بالمشهد الإقليمي، وأخيرًا تأثير التحركات الإيرانية على التوازنات الدولية.
كما فككت الدراسة الرابعة بعنوان «مستقبل العلاقات الإيرانية-الروسية في ظل رئاسة بزشكيان»، للباحث في قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، د. حمدي بشير، مستقبل العلاقات الإيرانية–الروسية بعد فوز الرئيس «الإصلاحي» مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية في يوليو 2024م.
كما تناولت الخامسة بعنوان « العلاقات الروسية بجماعة الحوثي في إطار الصراع الجيوسياسي مع الغرب»، لباحث الدكتوراه في العلاقات الدولية والسياسة الدولية بجامعة بطرسبورغ الحكومية في روسيا، د. يوسف مرعي الموقف الروسي حول الدعم التقليدي الذي كان يقدمه الاتحاد السوفيتي لأصدقائه الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين؛ وناقشت المسار الروسي في الشرق الأوسط بالنسبة لإسرائيل، ونقطة التحول في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007م.
وناقشت الدراسة السادسة بعنوان: « آفاق الوساطة الدبلوماسية الصينية بين المملكة العربية السعودية وإيران»، للباحث في الشؤون الصينية محمد زريق، الوساطة الصينية في حل الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتحوُّل الصين من استخدام القوَّة الناعمة إلى اعتماد نهْجٍ أكثر جيوسياسية. والسياقات التاريخية للعلاقات السعودية- الإيرانية، وأهمِّية الاتفاق الدبلوماسي الأخير، الذي توسَّطت فيه الصين، وإستراتيجية الوساطة الصينية وفعاليتها وآثارها على الاستقرار الإقليمي والديناميكيات الدبلوماسية العالمية، وأخيرًا مدى نجاح أو فشل التحوُّل الجيوسياسي الصيني والتكاليف المترتِّبة على الموقف الدبلوماسي الجديد.
وأخيرًا تستهدف الدراسة السابعة بعنوان: «التداعيات المحتملة للانسحاب العسكري الأمريكي من العراق»، للباحث السياسي بالمعهد الدولي للدراسات الإيرانية د. عبد الرؤوف مصطفى الغنيمي، التداعيات المحتملة للانسحاب العسكري الأمريكي من العراق على مستقبل الدولة العراقية وعلاقاتها الإقليمية من ناحية، وعلى المكانة الأمريكية الدولية من ناحية ثانية، في ظل توقيت غير مناسب تتعاظم فيه أدوار الفاعلين من غير الدول في العراق، وعدم الاستقرار على الصعيدين الداخلي والخارجي للعراق.