أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر أبريل 2022م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلِّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي. تناول الشأن الداخلي أربعة محاور، تم تخصيص الملف الأيديولوجي لمناقشة أبعاد ومسبِّبات إهانة تمثال الخميني، ودلالات الهجوم على رجال الدين. وفي الملف السياسي، جرى تناول الانتقادات التي وجَّهها بعض المحافظين لأداء الرئيس إبراهيم رئيسي ورفضهم لعودة إيران للاتفاق النووي، إضافةً إلى دوافع إقالة محسن رضائي من اللجنة الاقتصادية بالحكومة. أما الملف الاقتصادي فقد ناقش استمرار ارتفاع الأسعار وتدني الدخول في إيران، الفقر والبطالة، وتفاعل الحكومة والتوجُّهات القادمة.
وناقش الملف العسكري موضوعين رئيسيين هما: الاحتفال بيوم الجيش الإيراني وما رافقه من استعراض للقدرات العسكرية الإيرانية، ومسيرات «يوم القدس» التي شهدت استعراضًا للقدرات الصاروخية الإيرانية. أما الملف العربي، فقد تناول أربعة محاور رئيسية، تم تخصيص الأول منها للحديث عن التفاعلات الخليجية-الإيرانية، وذلك عبر تناول تسارع وتيرة العلاقات الإيرانية-القطرية، والجولة الجديدة من المحادثات السعودية-الإيرانية. وتطرَّق المحور الثاني للتفاعلات الإيرانية-اليمنية عبر مناقشة مشاورات الرياض ودورها في تشكيل خارطة طريق نحو السلام والتنمية في اليمن، فضلًا عن الهدنة العسكرية والتزام الحكومة الشرعية بها وخرقها من قِبل الحوثيين. أما المحور الثالث، فتحدَّث عن علاقات إيران والعراق في 4 قضايا رئيسية هي: أسباب إنهاء إيران مهامَّ سفيرها إيرج مسجدي في العراق، حلفاء إيران بالعراق وأزمة الانسداد السياسي، تأثير دعوات الصرخيين على الانقسامات داخل البيت الشيعي، وعلاقة إيران بالعملية العسكرية التركية في العراق. وخُصِّص المحور الرابع للحديث عن التفاعلات الإيرانية-السورية، وذلك تحت ثلاثة عناوين هي: تصاعد التوتر بين ثلاثي مسار «أستانا» في سوريا، تزايد التوتُّرات بين الحكومة السورية وحزب الله على خط معبر دمشق-بيروت الحدودي، وعودة إيران لممارسة الضغوط على المصالح الأمريكية في سوريا والعراق.
وتناول الملف الدولي، التفاعلات الإيرانية مع كلٍّ من الولايات المتحدة وأوروبا. وفيما يتعلَّق بالعلاقات الأمريكية-الإيرانية، تم الحديث عن أربعة ملفات هي: الخلاف بشأن رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، تأثير التطورات الإقليمية والدولية على مفاوضات فيينا، الوثيقة النووية والضمانات الذاتية للاتفاق النووي، وأزمة الثقة المتبادلة والتحديات أمامَ توسيع تفاهمات فيينا.
وحول العلاقات الإيرانية-الأوروبية تم رصد أهم التفاعلات بين الجانبين خلال شهر أبريل، والمتمثِّلة في القضية النووية ومساعي استكمال المفاوضات في فيينا، فضلًا عن جوانب الفرقة والاجتماع بين الجانبين الأوروبي والإيراني.