بزشكيان لنوّاب العاصمة: المسار الحالي لتطوير طهران لا يتناسب مع المصادر المالية.. ووزير الخارجية يشرح لملك الأردن وجهات نظر إيران لأوضاع المنطقة الأمنية

https://rasanah-iiis.org/?p=36647
الموجز - رصانة

أكَّد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، خلال لقائه أعضاء مجمع نوّاب العاصمة طهران في البرلمان، مساء الأول، أنَّ «المسار الحالي لتطوير طهران، لا يتناسب مع المصادر المالية، ولا البُنى التحتية».

وفي شأن سياسي دولي، التقى وزيرالخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح أمس الأربعاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك مواصلةً لمشاوراته بشأن تطورات الأحداث في المنطقة، وخلال زيارته للأردن، وفي سبيل شرح وجهات نظر إيران للأوضاع الأمنية في المنطقة.

وفي شأن دولي آخر، نفى قائد قوّات الحدود في محافظة سيستان وبلوشستان العميد رضا شجاعي، قيام قوّات الحدود الإيرانية بفتح النار على عدد من الرعايا الأفغان، وذلك في أعقاب نشْر صور لعدد من الجرحى لرعايا أفغان في الفضاء الافتراضي، في إشارة إلى تعرُّضهم لهجوم من قوّات الحدود الإيرانية، واعتبر الصور التي جرى نشرها «محض أكاذيب».

وعلى صعيد الافتتاحيات، تناولت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، التبِعات المنتظرة من العقوبات الأوروبية الأخيرة، على شركات الطيران المدني في إيران، وذلك من زاوية بقاء موسكو وإسطنبول فقط للمسافرين الإيرانيين كوجهتين أوروبيّتيْن، بنفس صيغة بقاء دولتيهما (روسيا وتركيا)، في نفس الانغلاق الرافض للغة العالمية الراهنة للاقتصاد. بينما استقرأت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، معالم نشاط وزارة الخارجية الإيرانية مؤخَّرًا، من خلال جولة الوزير عباس عراقجي في المنطقة، لكنَّها لا تنسى طرْح السؤال التقليدي عن إمكانية تغيير السياسة الخارجية للبلاد فعليًا للأصلح من عدمها، وذلك في إطار استمرار تأثير ونفوذ «المتشدِّدين» على الكثير من مقاليد الأمور في إيران.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«آرمان أمروز»: تبعات العقوبات على الطيران الإيراني

تتناول افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، عبر كاتبها الصحافي صلاح الدين خديو، التبِعات المنتظرة من العقوبات الأوروبية الأخيرة، على شركات الطيران المدني في إيران، وذلك من زاوية بقاء موسكو وإسطنبول فقط للمسافرين الإيرانيين كوجهتين أوروبيّتيْن، بنفس صيغة بقاء دولتيهما (روسيا وتركيا)، في نفس الانغلاق الرافض للغة العالمية الراهنة للاقتصاد.

ورَدَ في الافتتاحية: «إنَّ منْع تحليق الطائرات الإيرانية إلى أوروبا، دليلٌ على بدء فصْلٍ جديدٍ، أهمّ مظاهره مزيد من العُزلة والانقطاع عن العالم. وحتى قبل العقوبات الأخيرة، كان الأسطول الجوِّي الإيراني المُستهَلك والمتآكِل ممنوع من دخول المُدُن الأوروبية المهمَّة؛ بسبب مسائل تتعلَّق بالسلامة. وبعد إلقاء نظرة على قائمة الرحلات المغادرة لمطار الخميني خلال اليوم الماضي، سنجِد أنَّ موسكو وإسطنبول هُما «الوجهة الأوروبية» الوحيدة لخطوط الطيران الإيراني.

وعلى مدار القرن التاسع عشر، كانت هاتان المدينتان [موسكو وإسطنبول] هُما المُصدِّر الأساسي لأفكار الحداثة إلى إيران. إنَّهما المدينتان اللتان تلقَّتا المدنية الغربية بشكلٍ غير مباشر، وكانتا تُعتبَران بالنسبة لرجال دولة القاجار و«الإصلاحيين التنويريين» في ذلك العصر، نموذجًا للإصلاحات والتحديث الإجباري. ويبدو وكأنَّ التاريخ حملنا من جديد إلى الماضي، وأعاد موسكو وإسطنبول إلى مكانتهما في ذاكرتنا القديمة حول العالم الخارجي. المضحك هو أنَّ هاتين المدينتين باتتا اليوم مثل السابق -الذي أشرنا إليه- مركزًا للمدنية الإجبارية، وسُلطويات القرن الحادي والعشرين.

في الماضي، تعلَّمنا من موسكو الأفكار الثورية، والسياسة الراديكالية، والاشتراكية الديمقراطية، ومن تركيا، تعلَّمنا القومية والتغريب. وأستبعدُ أن یکون لدى هاتان المدينتان البائستان، اليوم، شيئًا لتقديمه، في حين كانتا في زمنٍ ما مُدُنًا عالمية. فكلتاهما يُهيمن عليهما رجال دولة لا يفهمون كثيرًا اللغة العالمية للاقتصاد؛ لأنَّ العالمية في القرن الحادي والعشرين تعني الاندماج في اقتصاد العالم، وتعني المصالحة مع العالم، عن طريق امتلاك حصَّة أكبر في الاقتصاد العالمي، حسب تصنيف الناتج القومي.

في العالم الذي يقدِّم الاقتصاد على السياسة، لا يُقاس السِنُّ بالسنوات، وإنَّما برجحان العقل. فمن الممكن أن تكون المكانة الاقتصادية لبلدٍ صغير عمره خمسون سنة، مثل الإمارات العربية المتحدة، أكبر بكثير من إمبراطوريات قديمة عمرها مئات السنوات، مثل روسيا وتركيا. لكن النقطة الواضحة هي، أنَّه لا يمكن لأيّ بلد تحقيق النمو، دون امتلاك علاقات واسعة وبالمثل مع العالم».

«آرمان ملي»: تغيير السياسة الخارجية.. نعم أم لا؟

يستقرئ خبير العلاقات الدولية حشمت الله فلاحت بيشه، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، معالم نشاط وزارة الخارجية الإيرانية مؤخَّرًا، من خلال جولة الوزير عباس عراقجي في المنطقة، لكنَّه لا ينسى طرْح السؤال التقليدي عن إمكانية تغيير السياسة الخارجية للبلاد فعليًا للأصلح من عدمها، وذلك في إطار استمرار تأثير ونفوذ «المتشدِّدين» على الكثير من مقاليد الأمور في إيران.

تقول الافتتاحية: «مؤخَّرًا، أظهرت وزارة الخارجية نشاطًا أكبر على صعيد السياسة الخارجية، مقارنةً بالسابق. ويرى البعض أنَّ الحكومة الحالية بصدد إبراز وجهات نظر متنوِّعة، على صعيد السياسة الخارجية؛ حتى تتمكَّن من لعِب دورٍ في الظروف الحالية للمنطقة، وأيضًا حتى تتمكَّن من اتّخاذ إجراءات لصالح المصالح القومية. وإذا ما حدَثَ هذا الأمر، فإنَّ المصالح القومية لإيران سوف تتحقَّق، كما يمكن لإيران أن تحوز مكانة مناسبة بين دول المنطقة. لكن، هناك نقاط مطروحة بهذا الخصوص، وسأسعى إلى إيرادها في هذا المقال.

يجب على حكومة مسعود بزشكيان، و«السيِّد عراقجي» شخصيًا، أن يثبتوا للعالم أنَّهم هُم من يُمِسكون بزمام الدبلوماسية وشؤون السياسة الخارجية لإيران. فطالما لم يتِم إثبات هذا الأمر، فإنَّ مهام «السيِّد عراقجي» ستتحول إلى مهام مستحيلة. كما أنَّني أعتقدُ بأنَّ المرحلة الأولى من مشاورات وزير الخارجية مع دول المنطقة، لم تعُد بأيّ نتائج. ففي حين يسافر وزير الخارجية الآن مباشرة إلى الأردن ومصر، اقترحت إحدى الصحف المرتبِطة بالجماعات المتنفِّذة في إيران إغلاق مضيق هرمز. لكن، عندما يسافر وزير الخارجية إلى بلدٍ واجه أشدَّ التحدِّيات المالية خلال السنوات الأخيرة بسبب التوتُّر في منطقة البحر الأحمر وتأثير ذلك على قناة السويس، فإنَّ مثل هذه الرسالة، التي تصدُر عن داخل إيران ليست مناسبة. وما تعنيه هذه المسألة، هو أنَّه يجب اعتبار مهمَّة عراقجي فاشلة منذ الآن.

بالنظر إلى نفوذ وتأثير التيارات «المتشدِّدة» في إيران، فإنَّ كثيرًا من دول المنطقة ترى أنَّ الدبلوماسية في إيران أمرٌ ثانوي. لذلك؛ فإنَّنا نرى أنَّ جميع الدول، التي تكون طرفًا في التفاوض مع إيران، تقف بشِدَّة خلف مصالحها القومية، وتسير في طريقها، الذي رسمته في المنطقة، ولا تتّجِه نحو السلام. وإنَّ جزءًا من المسؤولية بالطبع، يتحمَّله الدبلوماسيون. على سبيل المثال، عندما أراد «السيِّد عراقجي» الحصول على الثقة من البرلمان، كان مضطرًّا إلى الدفاع عن نفسه بلغة «جبهة الصمود». وأنا أرى أنَّه على الرغم من أنَّ دول المنطقة قلِقة من ظروف التوتُّر والحروب المستقبلية، إلّا أنَّها لا تُبدي أيّ نشاط حقيقي ولا أيّ اتحاد من أجل خفْض التوتُّر ومواجهة الحرب، كما لا يمكن توقُّع حدوث أيّ حركة من أجل إقرار السلام والهدوء في المنطقة. هذا في حين لو تمكَّنت وزارة الخارجية الإيرانية من تغيير الانطباع الراسخ في أذهان مسؤولي دول المنطقة، عن أدبيات الدبلوماسية الإيرانية، فسيمكنها إيفاء دورٍ حقيقي في مختلف المجالات».

أبرز الأخبار - رصانة

بزشكيان لنوّاب العاصمة: المسار الحالي لتطوير طهران لا يتناسب مع المصادر المالية والبنى التحتية

أكَّد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، خلال لقائه أعضاء مجمع نوّاب العاصمة طهران في البرلمان، مساء الأول (الثلاثاء 15 أكتوبر)، أنَّ «المسار الحالي لتطوير طهران، لا يتناسب مع المصادر المالية، ولا البنى التحتية».

واستمع بزشكيان إلى هموم نوّاب العاصمة الإيرانية وأفكارهم، متناوِلًا بعض النقاط لتذليل المعضلات وحاجات الناس وتعزيز البُنى التحتية لطهران.

وشرَّح الرئيس الإيراني مكوِّنات خطاب الحكومة الرابعة عشر في خلْق الوفاق الوطني، قائلًا: «نؤمن بأنَّ مرحلة التنافس الانتخابي قد انتهت، واليوم هو يوم التآلف لإيجاد حلول لمشاكل البلد؛ لذلك نحاول بصدق أن نحقِّق شعار الوفاق الوطني، وسنواصل تنفيذ الأعمال، على الرغم من أنَّنا نواجه تحدِّيات في هذ المسار».

وشدَّد على أن التطوُّرات العالمية والظروف الحسّاسة للغاية في المنطقة، تتطلَّب المزيد من الانسجام الداخلي، مصرِّحًا: «نُريد أن نُعيد دعْم الجزء المهم من المجتمع، الذي يشعر بعدم الرضا نتيجة العديد من الأسباب، من خلال إصلاح المسارات غير السليمة وتغييرها، ورفْع مستوى الخدمات المقدَّمة للشعب ضمن خطاب الوفاق الوطني».

وبيَّن بزشكيان: «ينبغي أن يكون أسلوبنا في مواجهة مشاكل البلد، بالشكل الذي نسلب فيه العدو فرصة الاستغلال وخلْق شرْخ في المجتمع»، مضيفًا: «تسعى الحكومة لإعداد ميزانية بشكل لا تعاني فيه من وجود عدم توازُن في مختلف القطاعات، وتوفير السِلَع الأساسية للناس، وعدم الإخلال بمسار التنمية في البلد، وتعزيز البُنى التحتية، ناهيك عن تلافي العجز».

وأشار أيضًا إلى دبلوماسية الحكومة على الصعيد الإقليمي ودول الجوار، كأحد الأدوات المهمَّة لنجاح إستراتيجية التنمية الإيرانية، ومن أجل خلْق فُرَص اقتصادية جديدة للبلد، قائلًا: «جرى عقْد اتفاقيات جَدِّية خلال الزيارات الأخيرة لبعض دول المنطقة، وسيتِم اتّخاذ خطوات واسعة في النمو الاقتصادي للبلد، في حال تنفيذها».

وأشار في جانب آخر من حديثه إلى بعض معضلات العاصمة، لافتًا إلى أنَّ المسار الحالي لتطوير طهران لا يتناسب إطلاقًا مع المصادر والإمكانيات والبُنى التحتية فيها، وستكون الحياة صعبة في هذه المدينة مع استمرار هذه الوضعية، قائلًا: «نرحِّب بالسُبُل والبرامج العلمية القابلة للتنفيذ، لإصلاح الوضعية الفعلية للعاصمة، وتذليل مشاكلها كذلك، وهُنا سيبرز الدور المهم لمجْمَع نوّاب طهران في البرلمان».

وقبل حديث بزشكيان، استعرض أعضاء المجْمَع أفكارهم ووجهات نظرهم ومطالبهم من الحكومة، ومنها: «تخصيص الأموال اللازمة للعاصمة في الميزانية، بما يتناسب مع عدد السُكّان وتعدُّد المشاكل والحاجات البنوية، والنقل والبيئة، ومنظومة تمحوُر كل المهام الاقتصادية للأجهزة التنفيذية في التعامل مع الفساد، وتنظيم وضعية الرعايا الأجانب، وملاحظة القطاع الزراعي والريفي في ميزانية الأجهزة التنفيذية، وضرورة المراقبة اليومية لأسعار السِلَع الأساسية، وإنشاء مركز لمتابعة تنفيذ خطَّة التنمية السابعة، وتوفير المقدِّمات اللازمة للهجرة العكسية للقُوى العاملة الماهرة من طهران إلى محافظات المبدأ، وضرورة التخطيط اللازم لمواجهة الأضرار الاجتماعية حديثة الظهور، وتحديد نطاق طهران مع المقاطعات المجاورة لها، وغيرها».

وكالة «إيرنا»

وزير الخارجية يشرح لملك الأردن وجهات نظر إيران لأوضاع المنطقة الأمنية

التقى وزيرالخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح أمس الأربعاء (16 أكتوبر)، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك مواصلةً لمشاوراته بشأن تطورات الأحداث في المنطقة، وخلال زيارته للأردن، وفي سبيل شرح وجهات نظر إيران للأوضاع الأمنية في المنطقة.

وبالفعل، شرح عراقجي «وجهات نظر إيران بشأن الأوضاع الأمنية في المنطقة، ومساعيها لمنع التدهور الأمني، وعدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا»، مشدِّدا على «ضرورة المزيد من التعاون والتضامن بين دول المنطقة والعالم الإسلامي؛ لإجبار الكيان الصهيوني على إيقاف عمليات الإبادة الجماعية، وافتعال الحروب».

بدوره، أعرب ملك الأردن عن القلق الشديد من الأوضاع، التي تسود المنطقة، والعواقب الجَدِّية نتيجة توسُّع دائرة الصراعات، وانعدام الأمن على جميع الدول، لافًتا إلى «رغبة الأردن بتقديم أيّ نوع من الدعم والمساهمة في المبادرات والمسارات، التي تؤدِّي إلى المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة».

وأكَّد الجانبان في ذلك اللقاء، على الرغبة المشتركة للبلدين بتطوير العلاقات الثنائية وتمتينها.

وكالة «تسنيم»

العميد شجاعي ينفي قيام قوات الحدود الإيرانية بفتح النار على رعايا أفغان

نفى قائد قوّات الحدود في محافظة سيستان وبلوشستان العميد رضا شجاعي، قيام قوّات الحدود الإيرانية بفتح النار على عدد من الرعايا الأفغان، وذلك في أعقاب نشْر صور لعددٍ من الجرحى لرعايا أفغان في الفضاء الافتراضي، في إشارة إلى تعرُّضهم لهجوم من قوّات الحدود الإيرانية، واعتبر الصور التي جرى نشرها «محض أكاذيب».

وأشار العميد شجاعي إلى أنَّ «إيران كانت تتعامل باحترام مع الرعايا الأفغان، على طول السنوات الماضية، وعلى أساس حقوق الإنسان، ومراعاة حُسن الجوار».

وأردف قائلًا: «يأتي إلصاق تُهمة فْتح النار على الرعايا الأفغان من قِبَل قوات الحدود، في إطار التشويه وإثارة الخلافات بين البلدين».

وكالة «تسنيم»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير