أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» كتاب «الموقف الإقليمي والدولي من الأطماع الفارسية في البحرين (1783- 1971م)»، للباحثة د. لطيفة بنت مخلف الشمري. وتكمن أهمية الكتاب في أنه يُسلط الضوء على مواقف عديدة محلية وعربية ودولية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين من الأطماع الفارسية في البحرين؛ إذ تناول هذا الموضوع بشكل فريد ومن زوايا عدة، وقد اعتمد الكتاب على المصادر الوثائقية المختلفة للوصول إلى الحقائق التاريخية، ولاسيّما أن موضوع الأطماع الفارسية في البحرين خلال الفترة 1783-1971م له أبعاد مختلفة في الخليج العربي، إضافة إلى أنه من الموضوعات المهمة في تاريخ الخليج العربي، ويكاد يكون من أكثر المواضيع تداولًا بين الأوساط السياسية، والحكومات العربية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وكذلك استمرار تداوله حاليًا؛ بسبب الطموح الإيراني في التوسع نحو المناطق العربية، فتظهر الحاجة المستمرة إلى تناول الدراسات التاريخية للموضوع بمصادر وثائقية متنوعة، والعمل على وضع إضافات معلوماتية، وقراءة متأنية للأحداث.
وجاء الكتاب في 278 صفحة موزعًا على عشرة فصول، ينقسم كل فصل إلى عدة محاور، تحدَّث الفصل الأول عن موقف الحكومة الفارسية من البحرين خلال الفترة 1783-1925م، والعوامل المؤثرة في العلاقة البحرينية-الفارسية خلال القرن التاسع عشر الميلادي، في حين تناول الفصل الثاني موقف الحكومة الفارسية من البحرين خلال فترة حكم الأسرة البهلوية 1925-1971م، وبيَّن الفصل الثالث الأطماع الفارسية في البحرين ووسائل تحقيقها، واهتم الفصل الرابع ببيان موقف حكومة البحرين من الأطماع الفارسية، وتناول الفصل الخامس موقف سكان البحرين من الأطماع الفارسية، واستعرض الفصل السادس الموقف العربي من الأطماع الفارسية في البحرين، أما الفصل السابع فاستعرض الموقف العثماني من الأطماع الفارسية في البحرين، وتتطرق الفصل الثامن إلى الموقف الغربي من الأطماع الفارسية في البحرين، وجاء الفصل التاسع مبينًا موقف الاتحاد السوفيتي من الأطماع الفارسية في البحرين، وتحدَّث الفصل العاشر عن موقف المنظمات الإقليمية والدولية وعن إعلان استقلال البحرين. وأخيرًا، وضَّحت الباحثة بأن الأطماع الفارسية في البحرين لم تنتهِ بتدخل الأمم المتحدة، بل إنها قضية متجددة في جميع الفترات التاريخية ولها عديد من السمات، مما يقتضي رصد التغييرات التي تحدث بين كل عقد وآخر في هذه القضية، بتقديم حقائق تاريخية تحمل المعرفة والفهم الصحيح لطبيعة العلاقات العربية-الإيرانية في جميع الجوانب.