«رصانة» يصدر تقريره الاستراتيجي السنوي لعام 2024-2025م

https://rasanah-iiis.org/?p=37126

أصدرَ المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريره الاستراتيجي السنوي التاسع لعام 2024-2025م، بعنوان «عولمة الأزمات وتعقيد الصراعات» في 255 صفحة، وهو الإصدار المتواصل منذ تسعة أعوام، إذ صدرت نسخته الأولى في ديسمبر 2016م. ودرَجَ التقرير على أن يأتي موثَّقًا بالمعلومات والإحصاءات، ومدعَّمًا بالجداول والأشكال والخرائط والرسوم التوضيحية، والرصد والاستقراء والتحليل والاستشراف المستقبلي للعام 2025م، في محاولة لفهم التغيرات المتوقعة وتطوراتها. وتميز هذا التقرير، باتساع الرؤية الجديدة تبعًا لاتساع دوائر الاهتمام، وقضايا التناول.

استعرض التقرير في أربعة محاور كُبرى، التطوُّرات في البيئة الدولية، والتطوُّرات في البيئات الإقليمية، والتحوُّلات الاستراتيجية في السياسة السعودية، وتطوُّرات الحالة الإيرانية.

على صعيد التطوُّرات في البيئة الدولية، شهِدَت الساحة العديد من التطوُّرات على مستوى المؤسَّسات الدولية، وكذلك على مستوى التفاعلات بين القُوى الكُبرى، فضلًا عن تطوُّرات مهمَّة على الصعيد الاقتصادي والأمن غير التقليدي. وغطَّى هذا المحور كلًّا من: النظام الدولي وإشكاليات تسوية الصراعات الدولية، والولايات المتحدة وإشكالية الهيمنة على القيادة الدولية، وتعـقـيـد الصـراع أمـام بـكـيـن فـي «الإندوباسيفيك»، واستنزاف أطراف الصراع في الحرب الروسية-الأوكرانية، واتّجاهات الاقتصاد العالمي في 2024م، والعالم وقضايا الأمن غير التقليدي، إلى جانب الحالة الدينية في العالم الإسلامي ونشاط التيّارات الأُصولية والمتطرِّفة. ويتوقَّع التقرير أنَّ العام 2025م، رُبَّما يكون استمرارًا لحالة الارتباك الدولي في عصر المنافسة، وبناءً على ذلك فإنَّ الولايات المتحدة، ستعمل على استيعاب التحوُّلات الجارية على الصعيد الدولي، التي تستهدف مراجعة هيكل القوَّة العالمي والقيادة الأمريكية.

أمّا بالنسبة للتطوُّرات في البيئات الإقليمية، فقدشهِدَت تطوُّرات غايةً في الأهمِّية خلال العام 2024م، حيث اشتدّ االصراع الجيوسياسي المحتدم في الشرق الأوسط، على خلفية المساعي الإسرائيلية والإيرانية لإرساء معادلات جديدة للصراع والردع الإقليمي، على نحوٍ أعادَ الشرق الأوسط إلى بؤرة الاهتمام الإقليمي والدولي، وفي ضوء ذلك تسعى دول الخليج لتبنِّي سياسات حيادية تجاه الأزمات الإقليمية والدولية المتنامية، كما شرعت تركيا في رسْم مقاربات جديدة لتحقيق مكاسب إقليمية ودولية، واتّضح نهْجٌ جماعي لدول آسيا الوسطى؛ لتعزيز علاقاتها الخارجية في ظلِّ التحوُّلات الدولية، ولا تزال الأوضاع الأفريقية في حالة من الاضطراب بين تداعيات الأزمات الداخلية وضغْط المشاريع الخارجية، في حين اضطربت الأوضاع في الجنوب الآسيوي، وبرز ذلك في تأزُّم المشهد في بنغلاديش. ومن منظور التقرير، يمكن استمرارية التطورات الجيوسياسية الإقليمية خلال 2025م، لصعوبة عودة إيران للساحات التي خسرتها، لوجود عِدَّة تحدِّيات أمامها.

كما حلَّل التقرير التحوُّلات الاستراتيجية في السياسة السعودية، إذشهِدَ عام 2024م تكريسًا للمسار الوطني، الذي خطَّتهُ المملكة العربية السعودية في ظلِّ «رؤية 2030»، وسجَّل العام تعزيزًا لوضعية الدولة السعودية في محيطها العربي والإقليمي، وتأكيدًا لمكانتها على الصعيد العالمي. وتضمَّن المحور كلًّا من: السياسات الوطنية والاستجابة للتحدِّيات في إطار الرؤية المرِنة، والتعاطي السعودي مع التطوُّرات على الساحتين العربية والإقليمية، والسعودية والتموضع في ظلِّ تحوُّلات النظام الدولي. ويستشرف التقرير في العام 2025م، استمرار روح المسؤولية السعودية تجاه مستقبل الخليج  والعالم العربي والشرق الأوسط باتجاه الطموح الكبير بخفض التصعيد وإنهاء الحروب في الإقليم، مع إمكان لعِب السعودية دور وساطة حضارية في ملفات إقليمية كُبرى وبين دول مختلفة، لإعادة الإقليم العربي والشرق أوسطي إلى حالة الاستقرار والأمن.

وأخيرًا، فصَّلَ المحور الأخير تطوُّرات الحالة الإيرانية، إذ ألقت تلك التطوُّرات خلال 2024م بظلالها على كافَّة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. أمّا النفوذ الإيراني في دول المنطقة، فقد واجه تحدِّيات استثنائية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، خاصَّةً في سوريا ولبنان، وفيما يتعلَّق بعلاقات إيران مع القُوى الدولية والإقليمية، فقد شهِدَت هي الأخرى تحوُّلات مهمَّة انعكست على مجمل الأوضاع الإيرانية، ويتوقَّع أن تكون لها تداعيات خلال العام 2025م. وتناول هذا المحور مجموعة ملفّات، حول: عودة «الإصلاحيين» إلى المشهد السياسي، والتحدِّيات الاقتصادية التي تواجه حكومة مسعود بزشكيان، وتقييم القُدرات العسكرية الإيرانية، ومعضلة الأقلِّيات في سياسة الرئيس الجديد، ومقارنة سياسة بزشكيان بإبراهيم رئيسي تجاه دعْم الميليشيات في ساحات التصعيد، وصــلابـــة وتـمــاسـُــك الـعلاقــات الخليجـية-الإيـرانـية أمام الاختـبارات المعـقَّدة، والتقدُّم الحذِر والمحسوب في التقارب الإيراني تجاه مصر والسودان، ومستقبل ملف المفاوضات النووية مع رئاسة بزشكيان، ومستقبل علاقات إيران مع المعسكر الشرقي في ظل حُكم بزشكيان، واتّجاهات التوافق الأمريكي-الأوروبي تجاه إيران في ظل سياسة بزشكيان، واستمرارية تعارُض المصالح الإيرانية-التركية في العراق وسوريا والقوقاز، وتطوُّرات الأوضاع في اليمن. ويتوقَّع التقرير أن تواصل إيران خلال العام 2025م، سياسة التقارب مع الدول العربية، إمّا لتجنُّب العودة إلى مربَّع التوتُّر مع الدول العربية، أو البحث عن موطئ قدم جديد لها بعدما فقدت سوريا، مع استمرارية التوجُّه الإيراني نحو الشرق في 2025م.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير