الرئيس الإيراني: لا سبيل سوى المقاومة.. وموقع يقارن بين ردّ فعل روحاني ونجاد على اتهام وسجن أقاربهما

https://rasanah-iiis.org/?p=18248

أكَّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس السبت (19 أكتوبر 2019)، خلال حضوره في منزل عادل كريمي كيوي، أحد مصابي الحرب الإيرانية-العراقية، أنّ من وصفهم بـ«الأعداء» أطلقوا مؤامرة كبرى ضد الشعب والدولة الإيرانية، ولا سبيل سوى الصمود والمقاومة في مواجهتهم. إلى ذلك، قارن موقع «انتخاب» الإيراني بين ردّ الفعل الذي أظهره الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد الحكم على شقيقه حسين فريدون بالسجن 5 سنوات، وردّ فعل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بخصوص اتهام أحد أقاربه، إذ وصف الموقع ردّ فعل روحاني بـ«الصمت المثير للتأمُّل»، وردّ فعل نجاد بـ«الجعجعة». وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي» إشكالية ضعف المعلومات بالنسبة إلى تقديم إحصائيات البطالة في إيران، في إشارة إلى آخر تقرير لمركز الإحصاء الإيراني يشير إلى تراجع معدَّل البطالة بنسبة 1.8%. وتداولت افتتاحية صحيفة «ثروت» ما سمته «الابتعاد عن الأخلاق»، وما يصاحبه من مشكلات وفوضى، باعتبار أن القوانين وحدها لا تكفي لردع الجريمة دون اهتمام المجتمع بالأخلاق، بينما اهتمَّت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح» بتناول موضوع حديث الناس عن حذف مادّة اللغة الإنجليزية من المدارس بوصفها اللغة التي تُكتَب بها أغلب المقالات العلمية، وتُعَدُّ لغة التواصل بين أغلب الدول ومع التكنولوجيات وعالم ما وراء الحدود.

«آرمان ملي»: الضعف المعلوماتي في تقديم إحصائيات البطالة
يرصد المتخصِّص في أسواق العمل حميد حاج إسماعيلي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، إشكالية ضعف المعلومات بالنسبة إلى تقديم إحصائيات البطالة في إيران، في إشارة إلى آخر تقرير لمركز الإحصاء الإيراني يشير إلى تراجع معدَّل البطالة بنسبة 1.8%.
ورد في الافتتاحية: «آخر تقرير لمركز الإحصاء الإيراني يشير إلى تراجع معدَّل البطالة بنسبة 1.8% خلال صيف العام الجاري، الأمر الذي تحدَّث عنه حسن روحاني مؤخَّرًا، إذ أشار إلى هذه النسبة في تصريحاته. بالطبع ذكر روحاني أنّ الأعمال غير المستمرّة والمتدنّية تدخل في هذه النسبة، وعلى أيّ حال السؤال هو: كيف تمكَّن الاقتصاد الذي يعاني من العقوبات والركود والتضخُّم في آنٍ واحد من تسجيل معدَّل إيجابيّ في المشاركة الاقتصادية وتوفير فرص عمل؟ يمكن بهذا الخصوص دراسة وتحليل مختلِف القطاعات، كلٌّ على حدة، على سبيل المثال من المستبعد أن يكون قطاع صناعة السيارات -الذي كان في الماضي غير البعيد يتصدَّر قائمة القطاعات المنتجة لفرص العمل- قد تمكَّن خلال الأشهر الماضية من إيجاد فرص عمل جديدة بالنظر إلى معدَّل إنتاجه المتدنِّي، أو حتّى غيره من الصناعات التي لا يمكنها تحمُّل أعباء قوى عاملة جديدة بسبب العقوبات التي فُرِضت عليها.
في هذه الأثناء، قد يكون قطاع الزراعة أحد القطاعات التي تمكَّنت خلال هذا العام من المساهمة في توفير فرص العمل، فمعدَّل الأمطار الذي شهدناه هذا العام، فضلًا عن الأضرار التي خلَّفها والتي ما زال البعض يعاني منها، قد مهَّد من الناحية الاقتصادية الطريقَ لتنمية العمل الزراعي، إذ توجَّه كثيرون ممن يبحثون عن عمل إلى هذا المجال. الآن أصبح قطاع الزراعة، وخصوصًا تربية المواشي، جاذبًا بحيث لم يعُد الأشخاص يهتمّون بالشهادة الدراسية التي يحملونها، واستثمروا جميع أموالهم في هذا المجال ليصبحوا بذلك روّاد أعمال، فضلًا عن إيجادهم فرص العمل لأنفسهم. على هذا الأساس، يمكن أن نأمل في أن يتوجَّه مزيد من الأفراد إلى قطاع الزراعة وتربية المواشي وتربية الأسماك خلال الأشهر المقبلة، وقد لاحظنا أن حصّة قطاع الزراعة من إيجاد فرص العمل خلال فصل الصيف بلغت 19%.
يجب ألا ننسى أوّلًا أنّ الحكومة ليس لها أي تأثير في هذه الأرقام، كما يجب ألا ننسى أنّ أعدادًا ممّن فقدوا عملهم خلال الفترة الأخيرة بسبب العقوبات والركود، أو أن نعتقد أنّ جميع المتخصِّصين يعملون كلٌّ في تخصصه. من جهة أخرى، لم تكن مصادر معلوماتنا كاملة أبدًا، وما زلنا نشعر بهذا الضعف في إحصاءاتنا، وبناءً عليه يجب أن يكون لدينا بنك معلومات شامل وكامل، من أجل الحصول على فهم صحيح لأوضاع السوق. للأسف دائمًا ما يصاحب التقارير الرسمية القليل من التفاؤل، الأمر الذي يبعد المجتمع عن الحقائق الموجودة».

«ثروت»: الابتعاد عن الأخلاقيات
تداولت افتتاحية صحيفة «ثروت»، عبر كاتبها الصحفي سعيد بويش، ما سمته «الابتعاد عن الأخلاق»، وما يصاحبه من مشكلات وفوضى، باعتبار أن القوانين وحدها لا تكفي لردع الجريمة دون اهتمام المجتمع بالأخلاق.
تقول الافتتاحية: «يصاحب الابتعاد عن الأخلاقيات مشكلات وفوضى كثيرة، صحيح أنّ القوانين في حدّ ذاتها لها قدرة كبيرة على ردع الجريمة، إلّا أّنها لا تكفي وحدها، إذ لا يمكن ضمان الأمن وسلامة المجتمع بشكل كامل دون اهتمام المجتمع بالأخلاقيات. المواطن اليوم تحت تأثير الأفلام والفضاء المجازي على مدار الساعة، وأحيانًا بتأثير من مشاهدة حياة الآخرين الفارهة، يصنع من نفسه شخصية في الفضاء المجازي بعيدة كل البعد عن حقيقته. حبّ الاستعراض والظهور أصبح اليوم آفة من آفات الفضاء المجازي المهمّة، التي يعاني منها كثير من المواطنين، وعلى أثر ذلك أصبح الشباب يسعون للحصول على الثروة بين ليلة وضحاها، وهذا جعلهم يتيهون بشدّة.
يبدو أنّ الفضاء المجازي، كغيره من مجالات التكنولوجيا في إيران، انتشر من دون التعليم اللازم، وأدّى إلى انهيار الشخصية عِوضًا عن الارتقاء بها فكريًّا ومعنويًّا، وذلك لأنّ وسائل الإعلام الجماعية تبذل جهودها لمواجهة التكنولوجيا بدلًا من التثقيف التكنولوجي. اليوم لم تعُد مثل «بابك زنجاني» و«خاوري» مستقبحة في نظر المجتمع، بحيث أصبح يرى أنّ وجود مثل هؤلاء الأفراد أمرٌ طبيعيّ. لقد أصبح الكذب عاديًّا في مجتمعنا، بحيث إنّ بعض المسؤولين يكذبون على 80 مليون مواطن بكلّ بساطة، والسبب هو أنّ الناس أنفسهم يكذبون في الفضاء المجازي، وعلى هذا الأساس نرى أنّ طبيب القلب الذي كان يعمل في عيادة في غرب طهران، وكان يراجعه كثيرون، تبيَّن أنّه لم يجتَز حتى الثانوية العامة، وهذا استمرار لكذب ذلك الوزير الذي عُزِل من منصبه في الحكومة السابقة بسبب تزويره لشهاداته.
للأسف تظهر في كل يوم انحرافات ومشكلات جديدة بسبب ابتعاد الناس عن الأخلاقيات، على الرغم من التنمية والتطوُّرات العلمية، وهو ما يشير إلى أهمِّية الالتزام الأخلاقي في كل زمان. إنّ تراجع رغبة جيل الشباب الإيراني في القيود الأخلاقية للمجتمع والقيم الأخلاقية، يُنذِر بمستقبل مليء بالتوتُّر والتحدِّيات. وبالنظر إلى الإحصائيات الموجودة في مجال الأخلاق الاجتماعية، يبدو أنّ مجتمعنا سيواجه تحدِّيات متعدِّدة بهذا الخصوص في المستقبل.
بحسب دراسات مركز استطلاع الرأي (إيسبا)، يعتقد 70% من الإيرانيين أنّ الصادقين يتلاشون يومًا بعد يوم، ويعتقد 71% أنّهم لا يصدِّقون كلام الباعة، كما اعتبر 37% أنّ الصدق يدلُّ على السذاجة. وفي هذا الاستطلاع عارض 55% من الإيرانيين سؤالًا يقول إنّ «السياسيين لا يكذبون على الناس»، وأجاب 23% منهم بإجابة محايدة، بينما رأى 22% أنّ السياسيين لا يكذبون على الناس. وبحسب نتائج الدراسات العالمية فإنّ مشاركة الإيرانيين في الحياة العامة ضعيفة جدًّا، إذ حصلت على المرتبة 51 من بين 52 دولة، وعلى هذا الأساس فالإيرانيون يولون العائلة جُلّ اهتمامهم، بينما لا يولون المجتمع أيّ اهتمام».

«ستاره صبح»: حذف اللغة الإنجليزية من المدارس!
تهتمّ الكاتبة والباحثة ناهيد هاشميان، من خلال افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، بتناول موضوع حديث الناس عن حذف مادّة اللغة الإنجليزية من المدارس، بوصفها اللغة التي تُكتَب بها أغلب المقالات العلمية، وتُعَدُّ لغة التواصل بين أغلب الدول ومع التكنولوجيات وعالم ما وراء الحدود.
تذكر الافتتاحية: «اليوم يجري الحديث عن حذف مادة اللغة الإنجليزية من المدارس، هذه اللغة التي تُكتَب بها أكثر المقالات العلمية، هذه اللغة التي تعتبر وسيلة التواصل المشتركة بين جميع الأفراد في أغلب الدول، هذه اللغة التي تعتبر الطريق نحو التواصل مع التكنولوجيات وعالم ما وراء الحدود. لم يغفل كثيرون عن هذه الأهمية، ويشير إلى ذلك الإقبال الكبير على صفوف اللغة الإنجليزية التكميلية. وقد استفادت الفئة المرفَّهة في المجتمع من هذه اللغة للارتقاء بقدرات أبنائها، ونرى في الجامعات أنّ الطلاب الذين يتمَّتعون بلغة إنجليزية أقوى يتفوَّقون على غيرهم، إذ يمكنهم الوصول بسهولة إلى المصادر العلمية بشكل أكبر، وبالتالي يصبح مستواهم العلمي أعلى.
بالنسبة إلى الأُسَر غير المرفَّهة، والتي لا يمكنها الحصول على دروس خصوصية، فإنّ الحل المتبقِّي الوحيد هو الدروس المدرسية إلى جانب الدروس الأخرى، ويجب أن تؤدِّي دراسة هذا الموضوع إلى تقوية هذه اللغة في المدارس، بحيث يستفيد جميع التلاميذ من هذه الأداة بشكل جيِّد، ولا يكونون بحاجة إلى دروس تكميلية، وحذف هذا الدرس أو جعله اختياريًّا سيؤدِّي إلى مزيد من التمييز بين طبقات المجتمع المرفَّهة والفقيرة. ففي حال أصبح هذا الدرس اختياريًّا فستُقِرُّه مدارس المُدن التي يرتادها أبناء الطبقة المرفَّهة كميزة تنافسية، بينما المدارس غير المرفَّهة ستّتجه نحو حذفه بسبب التكاليف التي يفرضها طرحُ درسٍ اختياريّ. كما أنّ إقبال أغلب الناس على الدروس الخصوصية سيفرض مزيدًا النفقات على الأُسَر، وهذا سيضاعف الضغط على الطبقات المتوسِّطة والدنيا، في ظل الظروف الحالية.
هناك حالات تمييز كثيرة في النظام التعليمي، ويمكن مناقشة كل واحدة على حِدة، وتنظيم القوانين بحيث تجري إزالتها. في ظلّ أنّ المدارس متهاوية، وأنظمة التدفئة غير آمنة ونحن على أبواب فصل الشتاء، فمن الأفضل أن نوفِّر الحدّ الأدنى من احتياجات أبناء هذه البلاد، وأن نولي مطالب المعلِّمين الذين هم صُنَّاع مستقبل هذه الدولة الاهتمام اللازم، وأن نسعى لإيجاد الحلول لإزالة التمييز الموجود في طريق الدخول إلى الجامعات. إنّ حذف درس اللغة الإنجليزية أو جعله اختياريًّا هو تمييز آخر على طريق ذوي الاستعداد غير المرفَّهين، فهم إن تمكَّنوا من تجاوز عوائق التمييز، والوصول إلى الجامعة، فسيدركون أنهّم محرومون من سلاح التحقيق والبحث، الذي يسهِّل على من يملكونه طريق كسب العلم وإنتاجه».

الرئيس الإيراني: لا سبيل سوى الصمود والمقاومة


أكَّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس السبت (19 أكتوبر 2019)، خلال حضوره في منزل عادل كريمي كيوي، أحد مصابي الحرب الإيرانية-العراقية، أنّ «الأعداء» أطلقوا مؤامرة كبرى ضد الشعب والدولة الإيرانية، ولا سبيل سوى الصمود والمقاومة في مواجهتهم. وقال: «لحُسن الحظ أنّ الشعب قاوم بشكل جيِّد من خلال فهم ظروف ومخطَّطات العدو، فضلًا عن جهود الحكومة أيضًا في تعزيز الاستقرار في حياة الشعب»، بحسب قوله. وأعرب روحاني عن أمله في أن تتخطَّى إيران هذه الظروف، وأن تكون الحكومة قادرة على خدمة الشعب من خلال دعاء الشعب ومصابي قدامى المحاربين والفدائيين وجهود المسؤولين.
وكالة «المراسلين الشباب»

موقع إيراني يقارن بين ردّ فعل روحاني ونجاد على اتهام وسجن أقاربهما


قارن موقع «انتخاب» الإيراني بين ردّ الفعل الذي أظهره الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد الحكم على شقيقه حسين فريدون بالسجن 5 سنوات، وردّ فعل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بخصوص اتهام أحد أقاربه، إذ وصف الموقع ردّ فعل روحاني بـ«الصمت المثير للتأمُّل»، وردّ فعل نجاد بـ«الجعجعة».
وكان قد تمّ إرسال فريدون شقيق روحاني إلى سجن إيفين، بعد الحُكم عليه بالسجن خمس سنوات عن طريق الفرع 1057 بالمحكمة الخاصة بموظّفي الحكومة بتهمة تلقِّي رشوة، كما تم الحكم عليه بدفع مبلغ 31 مليار تومان. وأشار موقع «انتخاب» إلى أن ردّ الفعل تجاه ذلك الحُكم القضائي «لا يمكن تقييمه فقط في المجال الشخصي والخاص بشخص رئيس الجمهورية، بل من الممكن وصفه بأنّه نوع من السياسة، ويحتاج إلى القراءة والتحليل ويمكنه أن يصبح نموذجًا للمجتمع بأسره».
وذكر الموقع أنّه مع الانتقادات لأداء روحاني، خصوصًا في الدورة الثانية، لكن «طريقة رد فعله على قضية أخيه أمر يدعو للتأمل باتّباع النهج الصامت». وأضاف متسائلًا: «لماذا لا يجب أن نقول إنّ أعلى شخصية سياسية تنفيذية في البلاد قد اتخذ موقفًا صحيحًا ويستحق الثناء بناءً على التزامه بالقانون وبالفصل بين السلطات؟». وفنّد «انتخاب» مرئياته في تقريره قائلًا: «من الضروري أن نضع في الاعتبار أنّ غرض التقرير ليس مدح روحاني أو الثناء على عمله، القضية الحالية هي أن يتقدَّم بقية المسؤولين في كل المستويات وينتهجون نفس النهج الذي اتخذه روحاني وأن يلتزموا الصمت في مثل هذه الحوادث وأن يقبلوا القانون».
في المقابل، قارن الموقع سلوك روحاني بسلوك سلفه نجاد، وقال: «في قضية اتهام أحد الأقارب والموجود خلال فترتي رئاسته الجمهورية، قام محمود أحمد نجاد بوضع خطوط، واعتبر المقرَّبين منه من بين خطوطه الحمراء». وأضاف: «سلوك أحمدي نجاد وتهديداته بإفشاء كثير من الأمور من الممكن أن يتم تقييمه كنموذج واضح على استغلال صناعة الأجواء الإعلامية من أجل انتهاك القانون. لم يتم تنفيذ التهديدات ولم يمتلك أحمدي نجاد أي مستندات، كان الأمر فقط هروبًا من جانبه ومؤيِّديه في مواجهة الاتهامات الموجَّهة إليهم».
موقع «انتخاب»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير