عقد المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، والمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية المغربي في الرباط الاثنين (08 أبريل 2019م)، مؤتمرًا تحت عنوان «إيران: أية تأثيرات على منطقة شمال إفريقيا والساحل؟». حضر المؤتمر مجموعة من النخب الفكرية والأكاديمية من السعودية، الإمارات، الجزائر، المغرب، تونس، لبنان، ليبيا، وموريتانيا. وتناول المؤتمر أربعة محاور هي: السياسة الخارجية الإيرانية تجاه منطقة شمال إفريقيا والساحل، الحضور الإيراني في منطقة شمال إفريقيا والساحل في ظل التنافس الدولي على المنطقة، التأثيرات الإيرانية على منطقة شمال إفريقيا والساحل في ضوء خروج الولايات المتحدة الأمريكية من «الاتفاق النووي»، وأخيرًا مستقبل العلاقات الإيرانية مع دول شمال إفريقيا في ضوء التجاذبات الإقليمية الجديدة. وكان المؤتمر قد دشن بكلمة لرئيس المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية محمد توفيق مولين، وكلمة لمؤسس ورئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد بن صقر السلمي.
وخرج المؤتمر بعدة خلاصات من أهمها: أنَّ المد الإيراني يستهدف المنطقة بالرغم من البعد الجغرافي معها، إذ إنَّ إيران لا تتردد في استغلال الخلافات، والنزاعات الموجودة، وحالة عدم الاستقرار، التي تعرفها بعض دول المنطقة، للتغلغل وتوسيع نفوذها. وبذلك، تستعمل إيران إستراتيجيات تستند إلى التشيّع الأيديولوجي أو السياسي، وسبل القوة الناعمة عبر ممثلياتها الثقافية والدبلوماسية بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر المنفذ الاقتصادي من خلال بعض المشاريع. ومن جهة أخرى، تَعُدّ إيران هذه المنطقة منفذًا تجاه إفريقيا التي ترى فيها مجالًا خصبًا لتمددها، بما يستدعي انتباه دول المنطقة ذات المصير المشترك لهذه السياسة. وبالتالي، العمل سويًا على بلورة إستراتيجية شاملة للتصدي للتدخلات الإيرانية، واستهداف دول وشعوب المنطقة.
وفي نهاية المؤتمر، وقع رئيسا المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) والمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية، مذكرة تفاهم للتعاون في المجال البحثي والمعرفي وتبادل الباحثين وتنظيم المؤتمرات وورش العمل والندوات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.