متحدث الحكومة الإيرانية يستقيل.. ومرجع ديني بارز: ما يمارَس تجاه شعبنا نتائجه مريرة

https://rasanah-iiis.org/?p=13252

تفاعلًا مع ما تشهده حكومة روحاني من انتقادات وصفها كثير من المحللين بالقاسية، أعلن المتحدث الرسميّ للحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت عن استقالته من منصبه صباح اليوم، رغبةً منه في التفرغ لإدارة هيئة التخطيط والموازنة وترك المجال لأسماء أخرى، خصوصًا في ظل التداعيات التي تشهدها طهران في بنيتها السياسية والاقتصادية واقتراب تطبيق الحزمة الأولى من العقوبات الدولية. ومن جانب آخر وفي السياق ذاته لأبرز ما جاء اليوم خبريًّا قال رجل الدين الإيرانيّ البارز آية الله جواد آملي «إن إسكات الشعب في البلاد سيُحدِث أزمات ونتائج مريرة»، منتقدًا الأداء الأمني للبلاد وتعزيزه للضغوطات الشعبية. من جهةٍ أخرى وتزامنًا مع عرض الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب في أن يعود روحاني مجددًا إلى طاولة التفاوض دون شروط مسبقة، فقد وصفت «جهان صنعت» عبر افتتاحيتها اليوم هذا العرض بالثمين، خصوصًا في ظلّ الحالة الانعزالية التي تعاني منها إيران في محيطها الجغرافي والإسلامي، في حين أتت افتتاحية «صداي إصلاحات» متسائلةً عن غياب الرئيس الإيرانيّ عن الخروج إعلاميًّا والتحدث مع الشعب مباشَرَةً بدلًا من الاختباء، وَفْقًا لوصفها، وهو ما اعتبرته دليّلًا على انعدام التخطيط الإعلامي رغم أهميته، في حين أكَّدت «تجارت» وعبر افتتاحيتها أيضًا أن البعد الاقتصادي في الدولة يخضع لعملية مسيَّسة تفتقر إلى المعايير العلمية، بل إن المشهد الاقتصادي بات أكثر تَطرُّفًا، فكثير من الظواهر لم يُعد يُعرف كيفية علاجها، وهو ما يعني حسب قولها أن الاقتصاد يسير بسرعة فائقة نحو الانهيار.

«جهان صنعت»: التفاوض بدلًا من مواجهة العالَم
تتطرق صحيفة «جهان صنعت» من خلال افتتاحيتها اليوم إلى العرض الذي قدّمه الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب لإيران للتفاوض معها دون شروط مُسبَقة، وترى الافتتاحيَّة أن هذا العرض فرصة على إيران أن تستغلها في ظلّ الأوضاع الاقتصادية السيئة والعلاقات الدبلوماسية المتردية مع جميع دول العالَم.
الافتتاحيَّة تقول: «الآن تواجه إيران ظروفًا اقتصادية غير مستقرة وتضخمًا متناميًا وهبوطًا في سعر العملة الوطنية وبطالة كبيرة، وما نتج عن جميع ذلك من تبعات من الممكن أن تؤدي إلى اضطراب سياسي، والسؤال الذي يطرحه أفراد المجتمع هو: إلى متى يمكن للدولة أن تستمرّ في هذه الظروف؟ لذا على الحكومة، بل النِّظام بأكمله، أن يُعلن أنه مستعد للتفاوض مع أمريكا دون شروط مُسبَقة، بهدف الخروج من الوضع الحالي والحيلولة دون ازدياده سوءًا، بخاصَّة في ما يتعلق بحل الأزمة الخارجية عن طريق التفاوض».
الافتتاحيَّة بعد ذلك تُشير إلى أن إيران ليس بإمكانها منع ترامب من فرض عقوبات عليها، لأنه في الحقيقة لم يفرض عليها العقوبات بل على الشركات التي تتعامل معها، وتعتقد أن التهديد العسكري سيضعف الدبلوماسية الإيرانيَّة، وتضيف:« لـم تتحدث أمريكا خلال هذه المدة عن التهديد العسكري بحيث يهدِّدها قادة إيران العسكريون بالمواجهة العسكرية! ولو كانت إيران تستطيع لفرضت عقوبات في المقابل على الدول التي تتعامل مع أمريكا، لذا على إيران أن تلعب على الصعيد الدولي دورًا يتناسب مع قدراتها ومكانتها، وفي غير هذه الحالة فستتحول الفُرص إلى تهديدات تعرض الشعب والنِّظام للمخاطر».
وتؤكّد الافتتاحيَّة أن جميع الدول تتصرف من منطلق مصالحها، وأن على إيران فعل ذلك أيضًا، وتتابع: «على إيران تغيير الظروف لصالحها، وأن لا تلقي بضعفها على عاتق عدم الثقة بالدول الأخرى، لذا فإن الإصرار على مواقف من قبيل أن الدول الأوروبيَّة وأمريكا ليست موضع ثقة لن يجلب أي نفع».
الافتتاحيَّة تعتقد بعد ذلك أن التفاوض في حدّ ذاته وسيلة، ويمكن تركه في أي لحظة، وتُكمل: «في ظل العقوبات الأمريكيَّة، وبالنظر إلى فشل إدارة الجمهورية الإيرانيَّة، فما الدول التي نهضت لمواجهة أمريكا؟ ومن الأساس ما الدول التي تملك القدرة على ذلك؟ لذا على طهران الحفاظ على أوروبا لفتح باب التفاوض مع أمريكا».
وتتوصل الافتتاحيَّة في ختامها إلى نتيجة مفادها أن دول العالَم الأقوى من إيران لم تتمكن من مواجهة أمريكا، لذا فهي تقاوم من خلال الدبلوماسية، وأن على إيران أن تتبع خطى هذه الدول، وإلا فهناك خيار آخر هو المواجهة العسكرية، وتقول مختتمةً:« بالتأكيد ستغير أمريكا تركيبتها العسكرية في الشرق الأوسط، بخاصَّة في الخليج العربي، وقد أرسلت مؤخرًا بارجة إلى البحر الأحمر، وهذه علامة على بداية هذا التغيير، ومن جهة أخرى وبالنظر إلى أن إيران محاطة بقواعد عسكريَّة أمريكيَّة وليس لها أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم في العالَم الإسلامي، فالخيار الأفضل هو التفاوض مع أمريكا».

«صداي إصلاحات»: لماذا لا يظهر الرئيس على التليفزيون؟
صحيفة «صداي إصلاحات» في افتتاحيتها اليوم تتناول أوضاع إيران، وما تسبب به الأصوليون من خسائر كبيرة، وتؤمن أنهم أساس الفساد الاقتصادي المستشري في عروق الدولة، وَفْقًا لرأيها، كما تشير كذلك إلى أن روحاني لا يأبه لأمر الناس، وإلا لَظهر يخاطبهم على شاشات التليفزيون. تقول الافتتاحيَّة: «في هذه الأيام المضطربة، يصطاد الأصوليون من ماء الاقتصاد الإيرانيّ العكر، وهم لا يبدون رغبتهم في التعامل والتفاهم مع الإصلاحيين والحكومة لتحسين الأوضاع، وإذا ما بحثنا في جذور كثير من اضطرابات السوق فسنصل إلى أحد الأصوليين، وهو إما غني وإما له نفوذ كبير. والآن أصبحنا نشاهد الأخبار الصفراء التي تتحدث عن الاقتصاد بين أخبار وكالات أنباء النِّظام والحكومة، وقد تضافرت اضطرابات سوق المسكوكات والعملة الصعبة والتهريب وسوق المركبات وتقلص سلة العمال الغذائية، فضلًا عن تهديدات أمريكا ووضع الاتِّفاق النووي المعقّد، وهو ما تسببت بتوتّر نفسيّ كبير للمجتمع».
الافتتاحيَّة بعد ذلك تتساءل عن السبب الكامن وراء عدم تحدث حسن روحاني إلى الشعب بشكل مباشر عبر شاشات التليفزيون، وهو ما كان من المقرر أن يفعله، وتضيف: «لم يتحدّث روحاني لأسباب غير معلومة كما هو معتاد، لكن في مثل هذه الظروف فإنّ أي رئيس جمهور يخفق قلبه لشعبه سيتحدث معهم، لكن للأسف بسبب ضعف الفريق الإعلامي الموجود في الحكومة، وأشباه المستشارين الموجودين حول روحاني، فإن الأجواء خانقة، فهذا الفريق الإعلامي إما أنه مبتدئ وإما أنه يتعمد توجيه ضربة إلى الحكومة، بحيث يعتقد بأنه لا يجب على الرئيس أن يتحدث إلى الناس في مثل هذه الظروف».
الافتتاحيَّة في نهايتها تدعو روحاني إلى الحديث إلى الناس قبل أن تسوء الأوضاع أكثر مِمَّا هي عليه، إذ تقول نصًّا: «هل من الضروري أن ينزل الشعب إلى الشوارع حتى يرى روحاني كم هي أوضاع المجتمع سيئة؟».

«تجارت»: آه من الاقتصاد المُسيَّس
صحيفة «تجارت» وعبر افتتاحيتها اليوم تنتقد عمليَّة التسييس التي تحدث في الاقتصاد الإيرانيّ، وترى أن الاقتصاد يعاني من ظواهر غريبة ومربكة لا علاقة لها بقواعد الاقتصاد العلميَّة ومعاييره، وإنما هي السياسة التي تقف وراء هذه الظواهر. تقول الافتتاحيَّة: «من الجيّد أن يكون كلّ شيء وفق الأصول، لكن في كثير من الحالات تحدث بعض الأمور التي لا يُعرف لها سبب، ومن هذه الحالات ارتفاع الأسعار الذي طرأ مؤخرًا، فمنذ بداية العام حتى اللحظة وصلت سوق المسكوكات والعملة الصعبة إلى مرحلةٍ عجز عن فهمها الخبراء وأصحاب الرأي ونواب البرلمان، واعترفوا بأنهم لا يفهمون لغة الاقتصاد، حتى إنّ النوّاب اعترفوا في البرلمان بأن اقتصاد إيران آخذٌ بالانهيار».
وتتساءل الافتتاحيَّة عن أسباب ذلك، قائلةً: «كيف يمكن أن تنهار العملة الوطنية خلال أقل من خمسة أشهر بشكل مفاجئ، جارَّة معها كلّ شيء، ولكن يتوقف هذا السقوط فجأة؟ هل يجب أن نؤمن بأن اقتصادنا تابعٌ للألاعيب السياسية؟ قد لا يكون من الصعب تكذيب ذلك، لكن عندما يعلن ترامب انسحابه من الاتِّفاق النووي ترتفع الأسعار، وما إن يعلن عن استعداده للتفاوض دون شروط حتى تنخفض الأسعار بشكل لافت، وهذا يعني أن اقتصادنا مُسيّس».
وترى الافتتاحيَّة أن السياسة تشكّل ضررًا بالغًا للاقتصاد، وتضيف: «لم يحدث أي تفاوض بعدُ وإذا بأسعار النِّفْط تتراجع، ويشير لقاء ترامب مع بوتين وكيم يونغ أون وتصريحات وزراء الخارجية إلى أن خبراء الاقتصاد عليهم أن يأخذوا دروسًا في السياسة، وذلك لأن الأسعار ترتفع وتهبط في حين لم يحدث أي شيء له علاقة بالاقتصاد».

روحاني يقبل استقالة نوبخت.. ومرجع ديني: ما يمارَس تجاه الشعب سيكون له نتائج مريرة


أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانيَّة محمد باقر نوبخت، أن رئيس الجمهورية حسن روحاني وافق على استقالته من منصبه كمتحدث رسمي باسم الحكومة، نظرًا لرغبته في التركيز على هيئة التخطيط والموازنة التي يتولى رئاستها حاليًّا، خصوصًا في ظل الظروف الحاليَّة التي تشهدها البلاد، وقال نوبخت في تغريدة له على موقع «تويتر»: «إن طلب استقالتي جاء للأسباب التي أعلنتها في وقتٍ سابق، فإدارة مهمتين في وقت واحد تتطلب عملًا مضاعفًا»، وأضاف: «ورغم ما بذلته من مسؤوليات خلال رئاستي للتخطيط والموازنة والتحدث باسم الحكومة، وهما مسؤوليتان متناغمتان إلى حدّ كبير، إلا أنني طلبت من رئيس الجمهورية أن يسمح لي في ضوء الظروف الجديدة بأن أركِّز كل جهدي لمساعدته كرئيس للتخطيط فقط، وأن توكل مسؤولية التحدث باسم الحكومة إلى شخص آخر، ولحسن الحظ فقد لقي الأمر موافقته».
وفي سياق متصل قال رجل الدين الإيرانيّ البارز آية الله جواد آملي، «إن إسكات الشعب في البلاد عبر الضغوط سيكون له نتائج مريرة»، جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماعه مع مسؤولي الأمن في منطقة شمال طهران، وتابع: «إن مهمة قوات الأمن، هي تأمين البلاد، لا إحداث الضغوط الشعبية».
يُذكر أن آملي قال خلال لقائه وزير العمل الإيرانيّ علي ربيعي في أبريل الماضي: «إذا انتفض الشعب مرةً أخرى فسيرمي بنا جميعًا في البحر». وتشهد إيران أزمة اقتصادية حادة، وهبوطًا لسعر العملة المحلية، مع شحّ كبير في النقد الأجنبي، تزامنًا مع بدء أولى حزم العقوبات الأمريكيَّة على طهران الأسبوع القادم.
(موقع «شبكه خبر»، ووكالة «فارس»)

الخارجية ترفض عرض ترامب.. وناطق نوري يؤيده


قال بهرام قاسميّ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانيَّة، مساء أمس: «إن طلب الرئيس الأمريكيّ غير مقبول، خصوصًا في ما يتعلق بالتفاوض على الاتِّفاق النووي مرةً أخرى وبشكل مغاير»، هذا ووصف قاسمي العقوبات القادمة بالقاسية وغير المبررة، وأردف: «إن النِّظام الإيرانيّ قائم على الحوار في أساسه والمشاركة الشعبية في الأمور كافة، واحترام دول الجوار»، يأتي ذلك بعدما انتقد القائد العامّ للحرس الثوري في تصريحٍ بثَّته وكالة «فارس» الصيغة الحوارية التي أعلن عنها ترامب، إذ إنها دون شروط مسبقة، وهو ما يعني وَفْقًا لرأيه أن تتخلى إيران عن مصالحها في الشرق الأوسط.
وفي سياقٍ مشابه أيَّد علي أكبر نوري، العضو بمجمع تشخيص النِّظام، المقترح الأمريكيّ، واصفًا إياه بالأمر الإيجابي والمتوقَّع، وبشأن سفر وزير خارجية عمان يوسف بن علوي إلى الولايات المتَّحدة بهدف الوساطة، قال نوري: «يمكن أن يكون ذلك صحيحًا، لأن مسقط كانت رائدة في الاتِّفاق النووي، وفي إيجاد مساحات واسعة من التفاهم بين طهران وواشنطن».
من جهةٍ أخرى قال عطاء الله مهاجراني، وزير الإرشاد في حكومة محمد خاتمي، إن أفضل توقيت لبدء المفاوضات بين الولايات المتَّحدة وإيران في حال نجح الأمر هو تاريخ 19 من الشهر الجاري، بعد أن انتقد روحاني في تغريدة له عبر حسابة الشخصي بـ«تويتر» قائلًا: «حينما يُقدِّم رئيس الولايات المتَّحدة دونالد ترامب مقترحًا بمفاوضات غير مشروطة مع طهران، ينبغي لنظيره في إيران أن لا يضع شروطًا».
(موقع صحيفة «دنياي اقتصاد»، ووكالة «إيرنا»، وموقع «روز نو»)

كبير مستشاري وزير الخارجية: وجودنا في سوريا شرعي


وصف جابري أنصاري، كبير مستشاري وزير الخارجية الإيرانيّ، وجود قوات بلاده في الأراضي السورية بــ«الشرعي»، مؤكّدًا أن قمة سوتشي الروسية سوف تلعب دورًا حاسمًا في هذه القضية خلال الأيام القادمة. وعن فشلها حتى الآن في إحداث تغييرات جذريَّة وَفْقًا لأحد الأسئلة الصحفيّة التي وُجهت إليه، أجاب أنصاري: «هذا ليس صحيحًا، فالقمة تشكِّل فرصة حقيقية لمواصلة الاتِّفاق بين الدول الضامنة، أعني روسيا وتركيا وإيران».
يُذكَر أن الجولة العاشرة من مباحثات أستانة بالمدينة الروسية سوتشي بدأت أمس، وكانت المحاور الرئيسية لهذه الجولة هي تفعيل وتسهيل لجنة الدستور السوري الذي صُدِّق عليه سابقًا في مؤتمر الحوار الوطني السوري، إضافة إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وأيضًا مناقشة قضية المعتقلين والمفقودين خلال الأزمة السورية.
(وكالة «الدفاع المقدس»)

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير