469 قتيلًا حصيلة ضحايا الاحتجاجات الشعبية في إيران..ومصادر حقوقية: إعدام 18 بلوشيًا في شهر واحد

https://rasanah-iiis.org/?p=29715
الموجز - رصانة

أعلنت وكالة «هرانا» المعنية بحقوق الإنسان في إيران، (الجمعة 02 ديسمبر)، مقتلَ 469 شخصًا في الاحتجاجات الشعبية الإيرانية خلال الفترة من 17 سبتمبر إلى 02 ديسمبر، منهم 64 شخصًا دون سن الـ 18 عامًا.

 وفي إحدى النشرات الإخبارية لوكالة «فارس» التي تم اختراقها، كان عددُ القتلى في الاحتجاجات العامَّة الحالية في إيران «أكثر بكثير» من عددِ الأشخاص الذين قتلوا في نوفمبر 2019م.

وفي شأن حقوقي متصل، أعلنت مصادر حقوقية إعدامَ سجين بلوشي آخر في سجن سبزوار، وفي أقل من شهر تم إعدام ما لا يقل عن 18 مواطنًا بلوشيًا في سجون مختلفة في إيران.

وعلى صعيد الافتتاحيات، استعرضَ الأكاديمي محسن صنيعي، في افتتاحية صحيفة «همدلي» مظاهرَ التفاعل الشعبي الإيراني بعد خسارة المنتخب في مباراته الأخيرة بالمونديال القطري أمامَ أمريكا، واعتبرَ أنَّ مظاهرَ الفرح التي اندلعت في الشوارع الإيرانية «غريبة ويجبُ الوقوف أمامها كثيرًا».

فيما، طالبَ الخبير الاقتصادي ألبرت بغزيان، خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، بإسنادِ المسؤولية إلى من يتُقونَ للقيام بها، واعتبرَ أنَّ سببَ التردّي الاقتصادي الحالي، هو التهاونُ في إسناد الأمور إلى غير مستحقيها.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«همدلي»: الأصوات الغريبة التي يجب سماعها

اعتبر الأكاديمي محسن صنيعي، أن إيران مقبلة على انهيار اجتماعي، وفي افتتاحية صحيفة «همدلي»، ربطَ صنيعي ما بين التفاعل والاحتفالات الشعبية في الشوارع الإيرانية مع خسارة المنتخب الإيراني في مباراة أمريكا، بأن ذلك من أهم العلامات التي يجب على النظام الإيراني التعامل معها بجدية والبحث عن الأسباب التي أدَّت إلى تلك «الكارثة».

جاءَ في الافتتاحية: «بعد مباراة إيران وأمريكا وخسارة المنتخب الإيراني رغم جميع الجهود التي بذلها لاعبو الفريق الوطني، إلَّا أننا شاهدنا مشاهدَ عجيبة وغريبة ولكن متوقَّعة، حيث انطلقت أصوات الفرح في بعض المدن الإيرانية، وتزامنت هذه الأصوات مع الرقص. هذا حدثٌ غريب؛ لم يُشاهَد في أي مكان في العالم أن يفرحَ شعبٌ بخسارة فريقه الوطني وانتصار المنافس. خلال الشهرين ونصف الماضية لم أسمع حيث أسكن في مدينة الأحواز ولا في أي مدينة أخرى أصواتَ وأبواق الفرح، ولكن بعد نهاية المباراة وخسارة الفريق الإيراني أمام أمريكا كانت تُسمع في جميع مناطق الأحواز تقريبًا كغيرها من المدن الإيرانية أصوات أبواق السيارات المتواصلة كعلامة على السرور بهذه الخسارة.. لماذا؟

أنا متأكد من أنه لو فازت إيران في هذه المباراة لشاهدنا تكرارَ المشاهد التي شاهدناها عندما انتصرت إيران على أمريكا في عام 1998 ميلادي، ولكن لماذا حدثت مظاهر الفرح هذه اليوم بعد خسارة المنتخب الوطني؟ قال لي أحد الطلاب بأنه شاهد المباراة في قاعة التلفاز في السّكن الطلابي، وبعد خسارة الفريق الوطني أبدت مجموعةٌ من الطلاب فرحها، وبالطبع أبدت مجموعةٌ أخرى استياءها. بالتأكيد تفرح جميع الأمم بفوز أفرقتها في المباريات العالمية والأُممية، وتحزن لخسارتها. لماذا إذن يُبدي بعض الإيرانيين على الأقل سلوكًا مغايرًا؟

في الهندسة هناك مصطلح يسمى الانهيار Collapse، ويمكن القول بشكل مختصر إنَّ علامات الانهيار تظهر عندما يُبدي النظام استجابةً معاكسةً تمامًا لمُدخَلٍ معيّن. ما شاهدناه يوم الثلاثاء الماضي في المُدُن الإيرانية هو سلوكٌ يُغاير المُدخلات التي تم إدخالها إلى النظام الاجتماعي الإيراني؛ أُدخِلَت هزيمة رياضية إلى النظام الاجتماعي وكان المتوقّع أن يغوصَ المجتمع في الحزن بسبب هذه الهزيمة. لكن لماذا أبدت مجموعاتٌ جديرةٌ بالاهتمام الفرح؟

يجب على مديري البلد دراسة هذا الأمر. أنا لستُ عالمَ اجتماع، ولكن هناك علاماتٌ متعددة تُشير إلى الانهيار الاجتماعي. لماذا لم يُبدي الناس مؤازرةً للفريق الوطني ولم يشاهدوا دموعَ أعضاء الفريق؟ بالتأكيد السبب داخليّ، ويرتبط بالاحتجاجات التي وقعت خلال الشهرين ونصف الماضية، وهذا كلّه مرتبط بمجموع السياسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسة خلال عقودٍ خلت. لا يمكن أن ننسِبَ أي حالة استياء واحتجاج إلى الأجانب. أصوات وأبواق الفرح والسرور التي سُمعت يوم الثلاثاء مساءً هي أصواتٌ يجب تحليلها ودراستها والسؤال عن أسباب استمرار الاحتجاجات بشكل مستمر خلال الشهرين ونصف الماضية وبأشكال مختلفة؟ الجدير بالاهتمام هو أن أشخاصًا مختلفين حتى الآن أعلنوا عن نهاية الاحتجاجات. بدلًا من أن يعقد الوزراء ورؤساء السلطات اجتماعاتٍ خلفَ الأبواب المغلقة، عليهم الحديث بصراحة مع المتخصصين والخبراء، وأقترح مجددًا إقامة مؤتمر وطني ربما لعشرة أيام وبثّه بشكل مباشر على شاشات التلفاز، وأن يستمِعَ جميعُ الإيرانيين لآراء الخبراء المخلصين من جميع التيارات السياسية والثقافية والاجتماعية في البلد بشكل مباشر، ومن ثمّ لنبحث عن حلول للخروج من الأزمة».

«أرمان أمروز»: الإصلاح بحاجة إلى من يتقنون الأمور

استعرضَ الخبير الاقتصادي ألبرت بغزيان، في افتتاحية صحيفة «أرمان أمروز»، تردِّي الأوضاع الاقتصادية والانهيار الذي يمر به الداخل الإيراني. واعتبرَ أن من أهم الأسباب التي جعلت الأوضاع «أكثر فوضوية» هو تهاون الحكومة الحالية في إسناد المسؤوليات إلى من لا يمتلكون الخبرةَ الكافية للتعامل مع الأوضاع بما يلزم.

وردَ في الافتتاحية: «خلال عام و4 شهور مضت على تسلُّم حكومة رئيسي أصبحت أوضاع الاقتصاد في إيران أكثر فوضويةً؛ وبالتالي أصبحت معيشة الناس أكثر صعوبة. تكمُن مشكلة الحكومة في أن رجالها لا يمتلكون التجربةَ الكافية، وهم يقفونَ في مواقع تفوقُ مستوى قدراتهم؛ ولهذا يريدون التدخّل في كل شيء، ومن هنا يأس الناس بالكامل من هذه الحكومة منذ الأشهر الأولى. 

على سبيل المثال عند إعداد الميزانية السنوية كانت كلّ مؤسسة اقتصادية تُبدي رأيها، وهذا التشرذم أصبح مشكلةً في حدّ ذاته. كذلك يجب القول إن هناك مسؤوليات مهمَّة للغاية مثل منظمة التخطيط والميزانية قد أوكِلَت لأشخاص ليس لديهم الحدّ الأدنى من المعرفة بمجال المهمَّة الموكلة لهم.

لم تكن نتيجة 16 شهرًا من اتخاذ القرارات في الحكومة الحالية سوى تراكم القيود الاقتصادية، بحيث أن الأزمة الاقتصادية أكبر وأعمق مما هو ملموس. تأتي هذه الصعوبات في حين أنه لا تُشاهَد أيُّ إرادة بين رجال الدولة للتغيير والإصلاح؛ لأن أشخاصًا أصبحوا رجالًا للحكومة في حين أنهم لا يملكون أيَّ خلفية ذهنية عن أهمية إدارة الحكومة وإدارة شؤون البلد؛ لهذا فإن الناس هم من يتحملون ضغوطًا كبيرة.

لا شكّ أن الأوضاع ستزداد سوءًا وأن الحياة ستزداد صعوبةً على الناس بمرور الوقت، وذلك لأننا لا نشاهد أيَّ رؤية إيجابية في سلوك الحكومة. في الحقيقة لا يُدرك رجال الحكومة الظروفَ الحالية؛ ولهذا فهم لا يعلمون أن عليهم التفكير في الإصلاح. إن هيكل اتخاذ القرار والقدرة التنفيذية خلال العام والشهرين الأخيرين كانا بحيث لا يمكننا عقد الأمل على ترميم الأوضاع المليئة بالمشاكل، إلَّا في حال تنحَّى من ليس لديهم القدرة وتسلَّم الخبراءُ زمامَ الأمور، وهذا في حدّ ذاته مُحال.

نواجهُ اليوم رجالَ حكومة تسبَّبوا خلال هذه المدة بجعل أوضاع الاقتصاد أكثر خرابًا، ولا يوجد في الحكومة من يفكّر بإجراء التغييرات اللازمة، هذا في حين أن التغيير بالنسبة لحكومة رئيسي أكثر ضرورةً من الضرورة نفسها».

أبرز الأخبار - رصانة

وصول عدد ضحايا الاحتجاجات الشعبية في إيران إلى 469 قتيلًا

أعلنت وكالة «هرانا» (الجمعة 02 ديسمبر)، مقتل 469 شخصًا في الاحتجاجات في إيران خلال الفترة من 17 سبتمبر إلى 02 ديسمبر، منهم 64 شخصًا دون سن الـ 18 عامًا. وأوضحت الوكالة الحقوقية، أن عددَ المعتقلين حتى نهاية (الجمعة 02 ديسمبر) بلغ 18.210 أشخاص، وأضافت أنه تم تحديد هوية 3524 شخصًا منهم. وارتفع عددُ المدن المحتجَّة إلى 159 مدينة، وانضمَّت 143 جامعةً في البلاد إلى الاحتجاجات، وتم اعتقال 584 طالبًا.

وتم حتى (الجمعة 02 ديسمبر) تنظيمُ 1129 تجمُّعًا في المدن والجامعات في جميع أنحاء البلاد، قوبلت كالعادة بتعامل عنيف من جانب قوات الأمن. وفي تطور آخر، تُظهر مقاطع الفيديو والتقارير المرسلة إلى موقع «صوت أمريكا» نزولَ آلاف المواطنين المتظاهرين في زاهدان الجمعة 02 ديسمبر. حيث نظَّم المتظاهرون مسيرةً بعد صلاة جمعة أهل السنة في هذه المدينة، وردَّدوا شعارات مثل «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«الموت للباسيج» و«الموت لنظام يقتل الأطفال».

المصدر: موقع «صوت أمريكا»

وكالة «فارس»: القتلى في الاحتجاجات الحالية أعلى بكثير من نوفمبر 2019م

في إحدى النشرات الإخبارية لوكالة «فارس» التي تم اختراقها، كان عددُ القتلى في الاحتجاجات العامة الحالية في إيران «أكثر بكثير» من عددِ الأشخاص الذين قتلوا في نوفمبر 2019م. وفي تقرير تقديري فقط، أعلنت وكالة «رويترز» عن عددِ ضحايا القمع بإيران في نوفمبر 2019م، بما لا يقل عن 1500 شخص. وفي هذه النشرة الإخبارية المتعلقة بتاريخ 19 نوفمبر 2022م، لم يتم ذكر الإحصائيات الدقيقة للقتلى في احتجاجات 2019 و2022م. إلَّا أن التأكيد على «العدد الأكبر» لضحايا القمع في هذه الفترة الجديدة، التي بدأت قبل أكثر من شهرين، فيما لا تزال هذه الاحتجاجات الحاشدة مستمرةً في البلاد، وكل يوم ترِدُ أنباء عن وفاة شاب أو أكثر من المتظاهرين. وذُكِر في النشرة الإخبارية نفسها، أن من أهم الفروق بين الاحتجاجات الحالية والسنوات الثلاث الماضية دورُ وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وجاء فيها أن خبراء الأمن في «حرب إنتاج الصور والمحتوى» يعتبرون أن أهم إنجاز لـ «الثورة المضادة» هو «زوال خوف الناس من قوات الجيش والشرطة».

المصدر: «راديو فردا»

«مصادر حقوقية»: إعدام 18 بلوشيًا في شهر واحد

أعلنت مصادر حقوقية إعدامَ سجين بلوشي آخر في سجن سبزوار. وفي أقل من شهر، تم إعدام ما لا يقل عن 18 مواطنًا بلوشيًا في سجون مختلفة في إيران.

وأفادت المصادر، بما في ذلك وكالة أنباء «مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران»، أنه في صباح الخميس 01 ديسمبر، تم إعدام مواطن بلوشي يُدعى «أمان الله رخشاني» من زاهدان في سجن سبزوار، دون إخطار مسبق أو لقاء مع عائلته. وأُعدِم الأربعاء 30 نوفمبر، «برويز براهويي» من زاهدان في سجن بندر عباس.

وتَكثَّف إعدامُ السجناء البلوش من قِبل السلطات القضائية لإيران مع توسُّع الاحتجاجات على الصعيد العام. وبين 08 و28 نوفمبر 2022م، أُعدم ما لا يقل عن 16 شخصًا في سجون مختلفة، منها في مشهد، وبيرجند، وزابل، وإيرانشهر وتشابهار. 

وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان مسعود رئيسي، مؤخرًا لـ «صوت أمريكا» عن إعدام هؤلاء السجناء: «إن الجمهوريةَ الإسلامية عندما تُريد الضغطَ على المجتمع أو إيصال رسالة إلى الشعب، فإنها تعدِم الشعبَ البلوشي؛ لأن إعدامَ المواطنين البلوش أقل تكلفةً للنظام».

المصدر: موقع «صوت أمريكا»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير