البرلمان الأوروبي يقطع العلاقة مع إيران بسبب حقوق الإنسان وقمع المتظاهرين.. وإطلاق نار على مشاركين بمراسم تشييع الجنائز في بيرانشهر

https://rasanah-iiis.org/?p=29620
الموجز - رصانة

أكَّدت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، خلال كلمة ألقتها بالبرلمان أمس الإثنين، «قطع الاتصال المباشر بين البرلمان والجمهورية الإسلامية حتى إشعار آخر»، مشيرةً إلى معارضة برلمان أوروبا لعقوبة الإعدام والقمع العنيف للمتظاهرين.

وفي سياق آخر حول مسار الاحتجاجات، أظهرت مقاطع فيديو مُرسَلة إلى موقع «صوت أمريكا»، أمس الإثنين، إطلاقَ قوات الأمن النار لعدَّة دقائق على أشخاص مشاركين في مراسم تشييع الجنائز بمدينة بيرانشهر، مثلما حدث في مدينة جوانرود في كرمانشاه. تتوالى حالات الاستقالة التي يتقدَّم بها عددٌ من مذيعي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للنظام في مختلف المدن؛ حيث أعلن المذيع بالقناة الأولى فرهاد فخربخش استقالتهُ أمس الأول.

وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أن الأوضاع الاقتصادية المتأثرة باستمرار العقوبات، تحتِّم عدمَ إضاعة الفُرص السياسية والدبلوماسية، بضرورة اتّخاذ قرارات بترميم العلاقات الدولية. وتساءلت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عن دورة كرة القدم ومشاركة المنتخب الإيراني في المونديال حاليًا؛ هل هي سببٌ في اتحاد الإيرانيين أم اختلافهم، على ضوء تناقُض مطالب المحتجين مع المسؤولين.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«آرمان ملي»: لا ينبغي إضاعة الفرص

يرى خبير العلاقات الدولية قاسم محب علي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أن الأوضاع الاقتصادية المتأثرة باستمرار العقوبات، تحتِّم عدم إضاعة الفرص السياسية والدبلوماسية، بضرورة اتّخاذ قرارات بترميم العلاقات الدولية.

ورد في الافتتاحية: «على الرغم من أنَّ البعض يظنّ أنَّ العقوبات لم تترك أيَّ أثر على الأوضاع الاقتصادية، وأنَّ الظروف الموجودة ناجمة عن تقاعُس بعض المديرين السابقين، لكن الحقائق في المجتمع تُشير إلى أنَّ الأمر ليس كذلك، وأنَّه يجب البحث عن السبب الأساسي وراء الظروف الاقتصادية الحالية في نفس العقوبات، التي جعلت عملية الاستيراد والتصدير، وكذلك المكانة الاقتصادية لإيران بين دول المنطقة تواجه التحديات. تُشير مختلف التقارير إلى أنَّ العقوبات أعاقت عملية النمو الاقتصادي لإيران. إنَّ الظروف تسير باعتبار أنَّ القوة الشرائية للناس انخفضت، ونظرًا للركود التضخمي؛ فإن العرض والطلب في الاقتصاد الإيراني أيضًا يواجه تراجعًا؛ ونتيجةً لهذه الضغوط ازداد الفقر، وأصبحت أوضاع الصحة والعلاج تواجه المشكلات، حيث يعاني بعض المواطنين في موضوع العلاج.

بعض المسؤولين أيضًا كان لهم دورٌ في ظهور المشكلات؛ لأنهم لم يتمتَّعوا بالخبرة الكافية، ولم يستفيدوا من الأشخاص الخبراء المجرِّبين لإدارة القطاعات التي توُكَلُ إليهم، وفي حال لم يكُن هناك تدبيرٌ حقيقي للتضخم والمشكلات الاقتصادية، فإننا سنُواجه أوضاعًا سيئةً في المستقبل.

من أجل حلّ هذه الأمور، يجب أن يُتَّخذ القرار بترميم العلاقات الخارجية؛ حتى تحدُثَ انفراجة أمام الاقتصاد، وتنعكس عملية خروج رؤوس الأموال وتتحوَّل إلى عملية دخول لرؤوس الأموال والتكنولوجيا. إن لم تُتَّخَذ هذه القرارات، يجب حينها أن ننتظر ظروفًا أكثر سوءًا، حيث من الممكن أن يرسل الغربيون ملفَّ إيران إلى مجلس الأمن الدولي. يمكن لمتابعة ملفِّ إيران في مجلس الأمن أن يعود بآثار سيئة على طهران، ومن بينها عودة القرارات المتتالية لمجلس الأمن.

هذه الظروف ليست من صالح المصالح الإيرانية من الأساس، ومن هُنا يجب السعي للوصول إلى اتفاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص أسئلتها، حتى يُحال دونَ ظهورِ ظروف غير مناسبة مستقبلًا. نظرًا لمواقف الدول الغربية، فإن انتقالَ ملف إيران إلى مجلس الأمن لن يعودَ على طهران بأي منفعة. من هُنا، يجب التفكير في حل؛ حتى لا يرسل ملف إيران إلى مجلس الأمن، لا وبل لتتحسَّن ظروف طهران في المحافل الدولية».

كرة القدم سببٌ في الاتحاد أم في الاختلاف؟

تتساءل افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها رئيس التحرير، عن مشاركة المنتخب الإيراني في المونديال حاليًا؛ هل هي سببٌ في اتحاد الإيرانيين أم اختلافهم، على ضوء تناقض مطالب المحتجين مع المسؤولين.

تقول الافتتاحية: «ما لا يمكن الترديد حوله هو، أن الرياضة سببٌ في الاستدامة والأمل والنشاط والحيوية في المجتمعات البشرية. في هذه الأثناء، نجدُ أن متابعي رياضة كرة القدم هم الأكثر من بين جميع الرياضات الأخرى في العالم. قبل أن يقوم الإنترنت بتقريب شعوب العالم من بعضها، كانت كرة القدم هي من قرَّبتهم، وكان وما زال سُكّان العالم يعرفون مشاهير كرة القدم، من أمثال بيليه ورونالدو وماردونا وعلي دائي وغيرهم، وكانوا يتابعون مبارياتهم. إنَّ علي دائي وعلي كريمي وكريم باقري وناصر حجازي وخداداد عزيزي ومهدوي كيا وحميد استيلي، وغيرهم من اللاعبين الإيرانيين من مشاهير كرة القدم على مستوى إيران وآسيا؛ لأن محبي كرة القدم لن ينسوا أهدافَهم الذهبية.

أن يتمكَّن فريق الكرة الإيراني من الوصول إلى كأس العالم للمرة السادسة، فهذا أمرٌ يستحق الثناء والتقدير، لكن سلوك دوريات الإرشاد في قضية مهسا أميني وما تلى ذلك من أحداث، تسبَّبت في أن تشعر جماعات من الناس بالمرارة. أعضاء فريق كرة القدم الإيراني من جهة يواجهون ضغوطًا من المحتجين، الذين يطالبونهم بأن يكونوا صوتًا للناس، وأن يحتجّوا من خلال الامتناع عن ترديد النشيد الوطني، ومن جهة أخرى يريد اتحاد كرة القدم الإيراني من اللاعبين عدم تسييس كرة القدم، وألّا يفكروا في كأس العالم سوى في كرة القدم؛ كي ينجحوا في هذا المونديال، وأن يتمكَّنوا من الصعود للمرحلة التالية للمرة الأولى.

للأسف، تسبَّبت الاضطرابات خلال الشهرين الماضيين في حدوث شرخ بين الناس، ولم يعودوا متّحدِين كما في السابق في دعمهم وتشجيعهم للفريق الوطني، حيث إن مشاهير كرة القدم الإيرانيين؛ علي دائي وعلي كريمي ومهدي مهدوي كيا وجواد نكونام، رفضوا تلبيةَ دعوة «الفيفا» لهم لحضور المونديال. إن الكرة التي كان بإمكانها أن تكون سببًا في الاتحاد ودحر الخلافات، أصبحت هذه المرَّة سياسية، واصطفَّ موافقوها ومعارضوها في مواجهة بعضهم البعض، ويبدو أن نهاية هذا الأمر غير معروفة.

يبدو أن الاحتجاجات الأخيرة في إيران قد تركت أثرها على كرة القدم، وربما لهذا السبب خسِر المنتخب الوطني أمام المنتخب البريطاني بنتيجة 6 مقابل 2؛ ما جعلَ الناس يشعرون بالمرارة. السؤال هو: لماذا حدث مثل هذا الأمر؛ أن يتحمَّل الفريق الوطني في أولى مبارياته مثل هذه الهزيمة الثقيلة. هذه الهزيمة تُذكِّر الكبار في السن بنتيجة مباراة فريقي برسبوليس وتاج [استقلال حالياً] في عام 1973 ميلادي، أي قبل 53 عامًا، في تلك المباراة هزم فريق برسبوليس فريق تاج بنتيجة 6 مقابل صفر، وكان هذا الحدث مهمًا للغاية آنذاك، حيث إن أنصار برسبوليس نزلوا إلى الشوارع وأظهروا الفرح والسرور».

أبرز الأخبار - رصانة

البرلمان الأوروبي يقطع العلاقة مع إيران بسبب حقوق الإنسان وقمع المتظاهرين

أكدت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، خلال كلمة ألقتها بالبرلمان أمس الإثنين (21 نوفمبر)، «قطع الاتصال المباشر بين البرلمان والجمهورية الإسلامية حتى إشعار آخر»، مشيرةً إلى معارضة برلمان أوروبا لعقوبة الإعدام والقمع العنيف للمتظاهرين، وطالبت الحكومة الإيرانية باحترام حقوق الإنسان ووقف مثل هذه الأعمال على الفور.

وذكرت ميتسولا أن الحكومة الإيرانية فرضت عقوبات على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي، وأكدت أن الاتحاد الأوروبي لن يُدير ظهرَه للمتظاهرين الإيرانيين، وخاطبتهم قائلةً: «نحن معكم وسنبقى معكم».

من جانب آخر، نشرت قناة «سي إن إن» الأمريكية تقريرًا استقصائيًا حول «وقوع اعتداء جنسي واغتصاب لبعض معتقلي الاحتجاجات في سجون إيران». وقالت القناة استنادًا إلى الأدلة التي قدَّمها عددٌ من المعتقلين المُفرَج عنهم أو مصادر من المستشفيات، أنَّ «بعض الشابات والمراهقات والمراهقين تعرَّضوا للاغتصاب في السجون»، وتم في الحالات المذكورة الإشارة إلى حدوث هذا النوع من السلوك في مراكز احتجاز أرومية وكرج.

وذكر التقرير نقلًا عن إحدى الضحايا: «كانوا يختارون فتيات جميلات، ثم ينقلهنَّ المحقِّق من مركز الاحتجاز إلى حجرة أصغر، حيث كنَّ يتعرَّضن للاعتداء الجنسي هناك».

موقع «بي بي سي»

إطلاق نار على مشاركين بمراسم تشييع الجنائز في بيرانشهر

أظهرت مقاطع فيديو مُرسَلة إلى موقع «صوت أمريكا»، أمس الإثنين (21 نوفمبر)، إطلاق قوات الأمن النار لعدة دقائق على أشخاص مشاركين في مراسم تشييع الجنائز بمدينة بيرانشهر، مثلما حدث في مدينة جوانرود في كرمانشاه.

وأوضحت مقاطع إطلاق النار على أشخاص كانوا عائدين من تشييع جنازة المراهق كاروان قادر شوكري (16 عامًا) بمقبرة زرغتة في بيرانشه، حيث شارك عدة آلاف من الأهالي في المراسم. وكان شوكري قد قُتِل مساء أمس الأول (الأحد 20 نوفمبر)، برصاصة حية أطلقها رجال الأمن.

وتَظهَر في المقاطع التي وصلت لـ«صوت أمريكا» ونُشِرت بمواقع التواصل الاجتماعي، والدة كاروان بدون حجاب على رأسها، كما يقول والده في كلمة قصيرة باللغة الكردية: «سننتقم من الجميع قريبًا».

وفي أحد مقاطع الفيديو المنشورة، هتف المحتجون من المشيِّعين: «أكراد، وبلوش، وأذريون: الحرية والمساواة». وأظهر مقطعان آخران إطلاق النار على المشيِّعين المحتجين، أثناء عودتهم من المقبرة، ولا توجد معلومات عن حالات الوفاة أو الجرحى.

يُشار إلى أنه وقع حادث مماثل أمس بمدينة جوانرود، حيث أطلقت قوات الأمن النار على الأشخاص الذين حضروا مراسم تشييع جنازتي عرفان كاكائي وبهاء الدين ويسي.

موقع «صوت أمريكا»

توالي استقالات مذيعي التلفزيون الإيراني مع استمرار الاحتجاجات

تتوالى حالات الاستقالة التي يتقدَّم بها عددٌ من مذيعي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للنظام في مختلف المدن؛ حيث أعلن المذيع بالقناة الأولى فرهاد فخربخش استقالتهُ أمس الأول (الأحد 20 نوفمبر)، من خلال نشر مقطع فيديو على صفحته في «إنستغرام».

وبحسب فخربخش، الذي يقدِّم برنامج «أنت والتلفزيون» بالقناة الأولى في التلفزيون الإيراني، فإن «التقديم والأنشطة الفنية تتطلَّب ذهنًا هادئًا وقلبًا سعيدًا، وهو أمرٌ غير موجود، لا في المجتمع ولا في نفسي»، وأوضح أن الشعب الإيراني لا يمر بظروف جيِّدة اليوم، مُنهيًا تعاونه لأكثر من 20 عامًا مع الإذاعة والتلفزيون.

وفي الوقت نفسه، قدَّم داوود عابدي؛ أحد المراسلين الرياضيين، استقالتهُ من الإذاعة والتلفزيون، وكتب: «منذ فترة، اعتزلت في منزلي، وبكيت عدَّة مرات»، كما أعربَ عن أمله في أن تشهد النساء الإيرانيات أيامًا طيبة وخاليةً من العنف.

كما رفض المعلِّق على كرة القدم والمذيع السابق لبرنامج «تسعون دقيقة»، عرضًا للتعليق على مباريات المونديال، وقال: «بعد ما يقرُب من 4 سنوات من الحظر، قالوا علِّق على كأس العالم. في الوقت الذي تبكي فيه إيران العزيزة أطفالها، يستحق صوت الشعب أن يُسمَع أكثر من أي صوت».

موقع «صوت أمريكا»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير