مظاهرات ليلية في سنندج عقب اعتقال رَجُلَي دين سُنّة مؤيدَين للاحتجاجات.. وابنة المفكّر سروش تروي قصص «التعذيب النفسي» لأُسرتها عقب اعتقال زوجها

https://rasanah-iiis.org/?p=30319
أبرز الأخبار - رصانة

نزلت مجموعة من أهالي سنندج عاصمة محافظة كردستان إلى الشوارع مساء أمس الاثنين، عقب اعتقال قوات الأمن الإيرانية اثنين من رجال الدين السنّة المؤيدين للاحتجاجات في إيران، وهما الماموستا لقمان أميني والماموستا إبراهيم كريمي ننله.

وفي شأن أمني آخر، شرحت ستوده سروش، ابنة المفكّر الإيراني عبد الكريم سروش وزوجة علي رضا إرادتي، في رسالة لها تفاصيل «المعاملة السيئة» من قِبل عناصر الأمن في أثناء اعتقال زوجها، وأيضًا «التعذيب النفسي» لأُسرتها عقب الاعتقال.

وفي شأن محلي مرتبط بقرارات التعيينات، اجتمع القنصل العامّ الجديد لإيران في طرابزون، ناصر محبتي، عقب تعيينه بهذا المنصب، أمس الاثنين، قُبيل مغادرته إلى موقع عمله، مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان لعرض خطة عمله وأولوياته في البعثة الجديدة.

وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «مملكت» مظاهر البؤس والعوز لنحو 60 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، ولعل أخطرها النوم في الشوارع والقبور والأنهار، وغيرها. وترى افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز» أن أوروبا استقلّت بنفسها بعيدًا عن الاعتماد على الغاز من روسيا، ولم تتأثر بالشتاء القاسي كما يحدث الآن في إيران.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«مملكت»: النوم في الشوارع

ترصد افتتاحية صحيفة «مملكت»، عبر كاتبتها الصحفية مونا رمضان بور، مظاهر البؤس والعوز لنحو 60 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، ولعل أخطرها النوم في الشوارع والقبور والأنهار، وغيرها.

وردَ في الافتتاحية: انتقل نمو الفقر في إيران إلى مرحلة جديدة. لم يكن معدل الفقر في إيران اليوم مسبوقًا على مر 100 عام مضت. إنّ وجود الفقر والعوز في إيران، في ظل وجود الموارد الطبيعية والموقع الإستراتيجي في الشرق الأوسط، أمرٌ جدير بالاهتمام. في السابق، صرح عضو اللجنة الاقتصادية البرلمانية شهاب نادري بتاريخ 13 مارس 2018م بأن 80% من سكان إيران يقبعون تحت خط الفقر. هذا في حين أن التقارير تشير إلى «تضاعف» عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر في إيران، خلال السنوات الثلاث الماضية. كما تشير الأبحاث التي جرت في هذا المجال خلال عقد مضى إلى أن الأسر كثيرة الأفراد في إيران لا يمكنها توفير الحد الأدنى من إمكانات الحياة، على الرغم من وجود عمل.

الفقر في إيران الآن تسبب في زيادة السرقات الصغيرة، وسرقة الأموال العامة والبنية التحتية للبلد، فقد اختفت معدات الطرق وأغطية المناهل واللوحات المرورية، كما أن عددًا ملحوظًا من الأفراد يلحقون الأذى بأنفسهم للحصول على الدية والتعويض المالي. كما أدى الوضع الاقتصادي لإيران إلى زيادة حالات السرقة في وضح النهار، وهناك تقارير تتحدث عن السرقة من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن اللجوء إلى الحافلات ومحطات المترو للنوم، فضلًا عن سوء التغذية المنتشر بين أفراد المجتمع صغيرهم وكبيرهم، من بين تبعات الفقر الأخرى في إيران. إنّ انتشار الفقر والبؤس والعوز في البلد بين الطبقات الاجتماعية تسبب في أن يعيش 60 مليون إيراني اليوم تحت خط الفقر، منهم 40 مليونًا يعيشون تحت خط الفقر المطلق لا يجدون لقمة الخبز.

في هذه الأيام، تسببت العقوبات وسوء الإدارة والفساد المنظم الجامح في ارتفاع عدد من يقطنون العشوائيات في إيران إلى 40 مليون شخص. ويعتبر النوم في القبور والحافلات وقطار الأنفاق وجداول الماء والأنهار الصغيرة الجافة وفي علب الكرتون من الظواهر حديثة الظهور في البلد، وانتشرت هذه الظواهر لتشمل جميع المناطق، ابتداءً من العاصمة وانتهاءً بأقصى نقاط إيران، ولا تعرف أي حدود.

بالتزامن مع ارتفاع معدل التضخم والغلاء في قطاعات الإسكان والمواد الغذائية والخدمات الصحية والعلاجية ومن بينها الدواء، فإن الأجور الحالية لا تكفي نفقات الحياة، ولهذا فقد تشرّد أفراد العائلات، بشكل جماعي أو فردي، وهم يبيتون ليلًا في مختلف الأماكن، مثل الأنهار وجداول المياه، وبين مخلفات البناء، والقبور المحفورة مسبقًا، وفي أماكن مخلفات المدن، وفي الحافلات، وفي قطار الأنفاق، والأبنية المهجورة.

لم يعُد بإمكان الناس احتمال مزيد من الضغوط وارتفاع الغلاء والتضخم. يجب أن نقف عند هذه النقطة، ونفكر في حال المجتمع. إنّ غلاء المساكن والمواد الغذائية لم يؤدِّ إلى أن يصبح مجرد الشراء ودفع إيجار المنازل بمثابة حلم وكابوس للناس، بل أدى إلى تقليص أو حذف المواد الغذائية من موائدهم.

لقد تحوّل العلاج بالوعود لحل المشكلات المعيشية إلى سُنّة دارجة وعُرف لدى المسؤولين، وقد تحولت هذه الوعود المتكررة في الحكومات السابقة وفي الحكومة الحالية إلى تشرد وجوع وسوء تغذية. إنّ نتيجة مثل هذه التوجهات، للأسف ليست إلا ارتفاعًا سريع الوتيرة في الأمراض والوَفَيَات، بسبب ارتفاع تكلفة السلع الأساسية التي يحتاج إليها الناس، من الدواء حتى المواد الغذائية.

«آرمان أمروز»: استقلال أوروبا عن روسيا

يرى خبير الشؤون الدولية صلاح الدين هرسني، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أن أوروبا استقلَّت بنفسها بعيدًا عن الاعتماد على الغاز من روسيا، ولم تتأثر بالشتاء القاسي كما يحدث الآن في إيران.

تقول الافتتاحية: عندما بدأ بوتين الحرب في أوكرانيا، وبالطبع تحت راية العمليات العسكرية الخاصة وبهدف دحر النازية الجديدة في البيئات المحيطة بروسيا، كان الجميع يعتقدون أن أوروبا سيكون أمامها شتاء قاسٍ بسبب قطع الغاز الروسي الذي يمدّ أوروبا من خلال خط أنابيب غاز «نورد ستريم 1». تعود مِلْكية هذا الخط إلى الشركة الروسية «غازبروم»، ولدى هذا الخط -الذي يعبر إلى أوروبا عبر قاع بحر البلطيق- القدرة على ضخ 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا وباقي الدول الأوروبية. والآن حل فصل الشتاء والبرد، ليس فقط في إيران وإنما في أوروبا وفي ألمانيا تحديدًا، التي تُعتبر المستقبِل الأساسي للغاز الروسي، ولا يوجد في أوروبا أي أخبار بخصوص أزمة الغاز والبرد القارس، بنفس الطريقة التي يجري الحديث عنها في إيران.

في إيران، تحوّل أحد تصريحات وزير النفط إلى «تريند»، حين قال إنّ هذا العام سيكون بمثابة «صدمة كبيرة» [Major trauma] لأوروبا، وقد لا يتمكن الغربيون من نسيان هذه الذكرى المريرة لسنوات طويلة.

من الواضح جيدًا أن مثل هذا الرأي هو فقط للتشويش، ومن أجل تبرير مَواطن الضعف والنواقص، وبالتالي فهو سعيٌ من أجل تقديم تحليل ساذج للقضايا، والوصول إلى إقناع بخصوص إيجاد حل مرحليّ لأزمة الغاز في إيران، التي جعل شتاؤها القارسُ الناسَ في بعض المحافظات يضيقون ذرعًا به، ووصل الأمر إلى تعطيل الوحدات الإنتاجية والمصانع والدوائر الحكومية والمدارس، حتى انقطاع الغاز المنزلي. أما ذرائع وتبريرات المسؤولين عن قطاع الطاقة، وعلى رأسهم وزير النفط، بخصوص ظهور أزمة الغاز في إيران، فهي أن إيران تحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط من حيث الغاز والنفط، لذا فإنها تبيعها إلى مواطنيها بأسعار منخفضة، وهو ما أدى إلى استهلاك مثل هذه الاحتياطيات الكبيرة الرخيصة دون تخطيط، لهذا فإن سبب شح الغاز وظهور أزمة الوقود ناجم عن هذا الاستهلاك العشوائي الرخيص.

لكن الحقائق أوضح من أن يريد أحدٌ توضيح أسباب ظهور أزمة الغاز في إيران، إنّ ظهور ظاهرة محيرة مثل أزمة الغاز في إيران يعود -كغيره من الأزمات- إلى الإدارة. ولا حاجة إلى التشويش على أداء الطرف الآخر من أجل تبرير هذا الضعف، ولا حاجة إلى أن نعلن أن الشتاء القاسي في أوروبا لن يؤدي فقط إلى تجمد الأوروبيين من البرد، وإلى إهدار ثروات هذه المنطقة وإفلاس مصانعها، بل ستؤدي كذلك إلى احتجاجات بين صفوف الناس في جميع مناطق أوروبا، ومن بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا. الشتاء القاسي الذي تعاني منه أوروبا سينتهي في يوم من الأيام، لكن يجب أن نرى هل تبديد الثروات وتدمير وإفلاس الصناعات وفي نهاية المطاف ظهور الاحتجاجات سيشمل الإيرانيين أم الأوروبيين؟!

نظرًا إلى طبيعة الإدارة والحلول الآمرة المؤقتة الجارية في آليات الطاقة وتوزيعها في إيران، لا يبدو أن شتاء إيران القاسي لهذا العام سيكون آخر موسم شتاء قاسٍ. ومن هنا فإنه لا البرودة ولا الطاقة حالات يمكنها أن ترضخ للشعارات الذهنية، والوعود غير العملية وغير العلمية.

أبرز الأخبار - رصانة

مظاهرات ليلية في سنندج عقب اعتقال رَجُلَي دين سُنّة مؤيدَين للاحتجاجات

نزلت مجموعة من أهالي سنندج عاصمة محافظة كردستان إلى الشوارع، مساء أمس الاثنين (30 يناير)، عقب اعتقال قوات الأمن الإيرانية اثنين من رجال الدين السنّة المؤيدين للاحتجاجات في إيران، وهما الماموستا لقمان أميني والماموستا إبراهيم كريمي ننله. وردد متظاهرو سنندج شعارات مناهضة للنظام، مع إشعال النار وإغلاق بعض الشوارع.

وفي أحد مقاطع الفيديو لمظاهرات مساء أمس أشعل المتظاهرون النيران في الشوارع وهم يرددون: «الشوارع لنا، الموت لخامنئي، الموت للديكتاتور، ستنتصر هذه الثورة».

ووفقًا لمقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، أشعل المتظاهرون النار وأغلقوا بعض شوارع المدينة، مرددين شعارات مثل: «الموت لخامنئي»، و«الموت للطاغية سواء كان شاهًا أم مرشدًا»، و«الكرد والبلوش إخوة»، كما رددوا شعارات مؤيدة لرَجُلَي الدين السنّة المعتقلَين.

وذكر موقع «هينغاو» لحقوق الإنسان أن رَجُلَي الدين المذكورَين من مدينة جوانرود، وهما إمامان لمسجدين في سنندج، «إذ اختُطفا على أيدي قوى أمن النظام، على الطريق الواصل بين مدينتي مريوان وسنندج». وأضاف هذا الموقع الحقوقي أن كريمي ننله إمام مسجد ننله في سنندج، ولقمان أميني إمام مسجد الصحابة الأربعة بنفس المدينة، دافَعَا خلال الأشهُر الأربعة الماضية من خلال خطبهما وبياناتهما عن حقوق المتظاهرين، وشجبا قمعهم على أيدي أجهزة النظام.

كما أفادت شبكة كردستان لحقوق الإنسان بأن «هذين الشيخين السنّيين اعتُقل دون تقديم أمر قضائي على الطريق على أيدي عناصر الأمن، ونُقلا إلى مكان مجهول».

موقع «راديو فردا»

ابنة المفكّر سروش تروي قصص «التعذيب النفسي» لأُسرتها عقب اعتقال زوجها

شرحت ستوده سروش، ابنة المفكر الإيراني عبد الكريم سروش وزوجة علي رضا إرادتي، في رسالة لها تفاصيل «المعاملة السيئة» من قِبل عناصر الأمن في أثناء اعتقال زوجها، وأيضًا «التعذيب النفسي» لأُسرتها عقب الاعتقال.

وكتبت سروش في رسالتها، التي نشرتها أول من أمس (الأحد 29 يناير) على قناة «امتداد» في «تليغرام»، أنه خلال اعتقال زوجها في 08 ديسمبر 2022م، «ركل 5 أشخاص من عناصر الاستخبارات باب المكتب، الذي يعمل فيه إرادتي، ودخلوا المكان، ومن ثم اعتقلوه بالضرب وتوجيه ألفاظ بذيئة، رغم وجود ابنته البالغة من العمر 18 عامًا».

وعلى حد ما كتبت، توجَّه العناصر إلى منزل الزوج بعد تفتيش مكتبه، والتقطوا مقطع فيديو لمحتويات خزنة المنزل، التي تشمل وثائق خاصة وغير خاصة. وأضافت: «بالتزامن مع تفتيش ومصادرة الأغراض الشخصية، ضرب محقق وزارة الاستخبارات حفيدة وابنة عبد الكريم سروش، وتعامل معهن بعنف، وهددهن بضرب إرادتي (الزوج) بشكل أكبر».

وأوضحت أن عناصر الأمن أجبروا إرادتي على أن يقول –كذبًا- لابنته إنه سيجري الإفراج عنه بكفالة بعد يومين، وإنه سوف يرافق ابنته بنفسه إلى مكان إجراء اختبار الدخول إلى الجامعة، لكن هذا لم يحدث.

وكتبت ستوده سروش في وصف مشهد دخول عناصر الأمن برفقة زوجها وابنتها إلى المنزل: «رأيت ابنتي تبكي. سألت: ماذا حدث؟ فقال المحقق: لقد ضربنا والدها، وسوف نضربه أكثر في ما بعد».

وتنتشر هذه الرسالة بعد أربعة أيام من طرح موقع تابع لهيئة الإذاعة والتليفزيون الإيراني اتهامات ضد إرادتي صهر سروش، واعتبروه من «زعماء خلية تجميع وتوجيه البلطجية».

وأضافت سروش أن عناصر الأمن قالوا إنّ الأسرة يمكنها مراجعة سجن إيفين بعد يومين، وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يكن هناك خبر خلال مراجعتهم المتكررة لـلسجن. وأشارت إلى «التلاعب النفسي» لعناصر الأمن مع أسرتها، وكتبت: «الغرض من كتابة الرسالة ليس شرح مراجعتنا لسجن إيفين، ومتابعاتنا المتكررة لقضية زوجي، بل أسلوب المحققين مع المعتقل وأسرته»، وأفادت بأن زوجها قال لها خلال آخر اتصال هاتفي إنهم طلبوا منه إجراء مقابلة.

يشار إلى أن النظام الإيراني متهم بحصوله على اعترافات إجبارية تحت التعذيب لإصدار أحكام قضائية.

موقع «راديو فردا»

محبتي يبدأ عمله قنصلًا عامًّا لإيران في طرابزون

اجتمع القنصل العامّ الجديد لإيران في طرابزون، ناصر محبتي، عقب تعيينه بهذا المنصب، أمس الاثنين (30 يناير)، قُبيل مغادرته إلى موقع عمله، مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، لعرض خطة عمله وأولوياته في البعثة الجديدة.

وخلال الاجتماع شدد عبد اللهيان على نهج السياسة الخارجية الإيرانية في مجال الجوار، والإمكانات الكبيرة في العلاقات بين إيران وتركيا، وقدم التوصيات اللازمة في ما يتعلق بمجال عمل القنصلية الإيرانية العامة في طرابزون.

يشار إلى أن حسين صابري كان يعمل قنصلًا عامًّا لإيران في طرابزون قبل تعيين محبتي.

وكالة «فارس»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير