منظمات حقوقية: «ارتفاع عدد المسيحيين المعتقلين في إيران لأكثر من الضعف».. ونقل 11 تلميذًا إلى المستشفيات بسبب «حالات تسمم مجهولة»

https://rasanah-iiis.org/?p=30513
الموجز - رصانة

وثَّقَت أربع منظمات تدافع عن حقوق المسيحيين، في تقريرها السنوي الأخير، حالات انتهاكات على نطاق واسع لحقوق هذه الأقلية الدينية في إيران. وذكرت في تقريرها (الأحد 19 فبراير) أنه «جرى اعتقال 134 مسيحيًّا في إيران العام الماضي، فيما كان العدد 59 في عام 2021م».

واستمرارًا لسلسلة حوادث التسمم في مدارس قم، جرى (الأحد 19 فبراير) نقل 11 تلميذًا إلى المراكز الطبية إثر استنشاق الغاز، فيما لا يزال سبب حالات التسمم المتكررة «غير واضح»، ولم يقُم المسؤولون بأي إجراء لمواجهتها.

وعلى صعيد الافتتاحيات ناقشت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز» الاتفاق النووي الإيراني وعَلاقته بـ«طريق الصين» دون الوصول إلى اتفاق نهائي لصالح إيران ومصالحها الاقتصادية. فيما تناولت افتتاحية صحيفة «اعتماد» سير العملية التعليمية في إيران، وكيفية مواجهة متطلبات سوق العمل.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«آرمان أمروز»: طريق الصين دون الاتفاق النووي مغلق

ناقش خبير الشؤون الأوروبية مرتضى مكي، في افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، الاتفاق النووي الإيراني، واعتبر أنه لا يمكن إحياء الاتفاق النووي الإيراني دون أن تكون مصالح إيران في المرتبة الأولى، وأن طريق الصين دون ذلك الاتفاق «مغلق».

تذكر الافتتاحية: إنّ الاتفاق النووي مفهوم أساسي يمكن لإحيائه أن يؤثر في جميع العَلاقات، كما أن إستراتيجية التوجه نحو الشرق لا يمكن أن تؤدي إلى تحقيق إيران هدف رفع العقوبات وإبطال مفعولها وإحياء الاتفاق النووي دون الاهتمام بعَلاقة متوازنة مع الغرب. من جهة أخرى يجب الانتباه إلى أن العَلاقة مع الشرق غير ممكنة دون إحياء الاتفاق النووي بشكل صحيح. وإن أردنا تقوية عَلاقاتنا مع الشرق، يجب أن نعلم أن هذا الأمر غير ممكن دون إحياء الاتفاق النووي، والسبب هو أن المستثمرين الصينيين لا يذهبون إلى بلد لا يمتلك أي رؤية واضحة بخصوص إحياء الوضع الاقتصادي، ولا ينقلون رؤوس أموالهم إلى بلد ليس لديه تبادلات طبيعية مع بنوك المنطقة والعالم. رأس المال يذهب إلى حيث البلد الذي يمتلك ثقة وأفقًا واضحًا بخصوص الوضع الاقتصادي، ويمكنه كسب ثقة المستثمر في مجال خروج رأس المال، وهذه نقطة يجب على مسؤولي السياسة الخارجية الإيرانية والمسؤولين الإيرانيين أن يكونوا قد تعلموها جيدًا وفهموا أهميتها خلال هذه المدة المنقضية من حكومة رئيسي، لكننا للأسف دائمًا ما نتخذ القرار في الدقيقة الأخيرة، وهذه القرارات لا تحقق توقعاتنا.

يجب الانتباه إلى أن إستراتيجية التوجه إلى الشرق وزيارة رئيسي للصين يمكنهما أن تؤتيا ثمارهما في حال أعدنا النظر في سياستنا الخارجية، وجعلنا إحياء الاتفاق النووي أساسًا لهذه العملية. يجب أن نسعى على الأقل للاستفادة القصوى من النوافذ المتبقية، لأننا لو لم نتمكن من إحياء الاتفاق النووي فلا يبدو أن هناك حلًّا آخر لرفع العقوبات.

خلال الأعوام الأخيرة لم يكن وجود المستثمرين الصينيين في إيران ملحوظًا، وحجم المبادلات الاقتصادية بين إيران والصين كان يركز على صادرات النفط الإيرانية واستيراد السلع الاستهلاكية مثل الآلات، ولم يكن الاستثمار المنجز كبيرًا بحيث يؤدي إلى تعزيز البنية التحتية في إيران وتحقيق الرؤى.

«اعتماد»: القليل يدل على الكثير

تناول الصحفي عباس عبدي، في افتتاحية صحيفة «اعتماد»، نتائج العملية التعليمية في إيران. واعتبر أن من أهم الوزارات التي يقع على عاتقها مسؤوليات كبرى هي وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، في تلبية متطلبات سوق العمل مستقبلًا.

جاء في الافتتاحية: وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي، من بين الوزارات التي يبدي النظام حساسية شديدة تجاهها، وهم يبدون حساسية ويغضبون من وجود أي مفهوم أو صورة في الكتب المدرسية أو جملة للمعلم الفلاني أو أستاذ الجامعة الفلاني، ويحشدون أنفسهم لمعارضة هذا المفهوم، ولكنهم لا يظهرون مثل هذه الحساسية تجاه الفقر والبؤس والتمييز المنتشر. لديهم تصوّر ساذج بأنه يمكن من خلال صورة أو جملة القضاء على دين واعتقاد الناس، وبالتالي يجب على المؤمنين أن يهبّوا لمواجهتها. 44 عامًا مضت والأوضاع تسير على هذا النحو، ولننظر الآن: ما النتائج؟

قبل بضعة أيام كنت أتحدث مع أحد الخريجين حديثًا من الجامعة، واستخدمت كلمة عربية دارجة في اللغة الفارسية، فسأل عن معناها، وتعجبت من ذلك. فسألته: ألم تدرس اللغة العربية في الثانوية؟ هذه الكلمة تكررت كثيرًا في دروس اللغة العربية، وأنت كنت تلميذًا جيدًا، وكانت علاماتك في درس اللغة العربية جيدة، فلماذا لا تعرف معناها؟ وبالتدريج استمر الحديث بيننا، فلمست أنه غير مطلع ليس على العربية فحسب -في حين كان يتحدث الإنجليزية بسلاسة- بل غير مطلع كذلك على مفاهيم دروس الدين، مع أن التلاميذ يخضعون لتعلم تعاليم الدين والقرآن منذ الصفوف الابتدائية. وحقيقةً إن أراد شخص أن يمنحه علامة على دروس اللغة العربية والدروس الدينية والاجتماعية فلن يحصل على أكثر من 4 أو 5 من عشرين. في حين أنه كان ملمًّا بالدروس الأخرى بشكل جيد.

أعادني عدم معرفته بتعاليم الدين التي يدرسها في المدرسة إلى 50 عامًا مضت، عندما كان التلاميذ المتدينون يذهبون لتعلم تعاليم الدين والقرآن واللغة العربية خارج المدرسة من منطلق رغبتهم وبنفقتهم الشخصية، ولم يكن لهم رغبة بتعلم دروس الدين في المدرسة، مع أن تعاليمها كانت جيدة وبالتأكيد أفضل من الآن. فلماذا لم يكونوا يرحبون بدرس الدين، ولكن كانوا يتعلمون نفس هذه الدروس خارج المدرسة؟ السبب هو أن الدين ليس له عَلاقة بالتعليم. لا أعني أن تعلمه سيئ، ولكن هناك أمور أخرى ضرورية قبل التعليم، حتى إنّ أحدًا لا يبدي استعداده لتعلمه مقابل الحصول على علامة، ولهذا السبب لم يتعلم أي من هؤلاء التلاميذ أي تعاليم دينية فحسب، بل لا يلتزمون عمليًّا أيًّا من السلوكيات التي تنص عليها هذه التعاليم، وهم لا يعلمون شيئًا عن المناسك والاعتقادات الدينية.

قبل مدة كنت أتحدث مع بعض أقراني حول أوضاع أبنائنا وأحفادنا، كان الجميع مجمعين -وهم من أُسَر متدينة وكان بعضهم من رجال الدين- على أن أغلبية الجيل الثاني والثالث الذين تلقوا جميع تعاليمهم داخل النظام الحالي لا يعلمون شيئًا عن المذهب والمناسك والمعتقدات وقيمها الرسمية. بالطبع كان الجميع يعترف أنهم يتمتعون بمستوى أخلاقي عالٍ، ولكنهم لم يكونوا يرون أن هذه الأخلاق تستوجب الالتزام الديني. كان الجميع يتفق على أن أحد أسباب النفور من الدين يكمن في التعليم الرسمي، التعليم الديني السطحي الذي لا يرتبط بالحياة والأخلاق. فضلًا عن الإعلام المتأثر بالدين والذي جعل كثيرين يهربون منه، دين سطحي لا عَلاقة له بالأخلاق والروحانية، ودين سلطة متأثر بالسياسة، وملوّث بالأمور غير الدينية. وإلى جانب هذا كله وجود مبلّغين باسم الدين يسعون لخداع وجذب المخاطبين من خلال ذكر الأحداث الغريبة العجيبة والأحلام المصطنعة وما شابه ذلك. وهذا خطاب مهين لمشاعر المخاطبين، ويؤدي إلى ضعف الدين والإساءة له. ونجد أن من يتولون الأمور الدينية يقفون صامتين أمام كل هذه الأمور.

إنْ وضعنا جميع ما ذكر إلى جانب أداء النظام باسم الدين، فإنّ وضع التديُّن لدى الشباب في الوقت الحاضر لا يبدو غير طبيعي. ومع ذلك كله سألت ذلك الخريج: إنني أتفهم وضعك بخصوص دروس الدين، ولكن أنت لديك الرغبة بتعلم اللغات، فلماذا لم تتعلم اللغة العربية؟ فأجابني: على الجانب الخلفي من كتاب اللغة العربية كُتبت عبارة تقول إنّ اللغة العربية لغة قرآننا وديننا. ويبدو أنه لم يتذكر من اللغة العربية سوى هذه العبارة. كان يعتقد أن طريقة تعليم اللغة بهذا الشكل تخص الحوزة وليس المدرسة. في المدرسة تتعلم اللغة كونها لغة، وهي جيدة جدًّا بالطبع لقراءة القرآن، لكن المحتوى الذي يعلمونه في درس اللغة العربية ديني. وفي الحقيقة إنّ تعليم الدين يجري من خلال اللغة العربية. إن استمرت السياسة الرسمية في تدريس تعاليم الدين في تعليم اللغة العربية أيضًا، فالنتيجة ستكون ما نشاهده.

هل واضعو سياسات التعليم في إيران تعلموا من هذه الأوضاع؟ أقترح أن يُجرى اختبار للخريجين لمعرفة كم يتقنون اللغة العربية ودروس الدين، ومعرفة كم هي علاماتهم. النتيجة هي أنكم بالتأكيد فشلتم. مع أن الفشل ليس القضية الأساسية، لأن القضية الأساسية هي الإصرار على هذا الفشل. هذا الوضع مثال يدل على جميع السياسات خلال السنوات الماضية.

أبرز الأخبار - رصانة

منظمات حقوقية: اعتقال 134 مسيحيًّا في إيران خلال عام 2022م

وثَّقَت أربع منظمات تدافع عن حقوق المسيحيين في تقريرها السنوي الأخير حالات انتهاكات على نطاق واسع لحقوق هذه الأقلية الدينية في إيران، وذكرت أن عدد المسيحيين المعتقلين ازداد بشكل حاد في عام 2022م. وحسب هذا التقرير، جرى اعتقال 134 مسيحيًّا في إيران العام الماضي، فيما كان العدد 59 في عام 2021م.

كذلك وفقًا لهذا التقرير تضاعف عدد المسيحيين المحكومين في عام 2022م، مقارنة بالعام السابق، بما في ذلك الحكم على اثنين من المسيحيين بالسجن 10 سنوات لإقامتهما شعائر دينية في منازلهما، وحُكِم على رجل مسيحي يبلغ من العمر 64 عامًا مصاب بمرض باركنسون وزوجته بالسجن بما مجموعه 10 سنوات. وجرى إعداد هذا التقرير ونشره من قِبل أربع منظمات هي منظمة «أوبن دور» ومنظمة «التضامن المسيحي» ومنظمة «المادة 18»، ومنظمة «ميدل إيست كونسيرن».

موقع «راديو فردا»

نقل 11 تلميذًا إلى المراكز الطبية بسبب حالات «تسمم مجهولة»

استمرارًا لسلسلة حوادث التسمم في مدارس قم، جرى (الأحد 19 فبراير) نقل 11 تلميذًا إلى المراكز الطبية إثر استنشاق الغاز. ولا يزال سبب حالات التسمم المتكررة غير واضح، ولم يقُم المسؤولون بأي إجراء لمواجهتها. ووفقًا لتقارير وكالات الأنباء الإيرانية، أعلنت جامعة قم للعلوم الطبية، الأحد، نقل 11 تلميذا إلى مراكز طبية إثر معاناتهم من أعراض تسمم، منها «أعراض تنفسية ووخزة في الحلق والغثيان». وطبقًا لهذا التقرير، كلف وزير الصحة مساعده متابعة هذه القضية على المستوى الوطني، لكن لم يُبلَغ عن تنفيذ أي إجراء فعال حتى الآن.

ويقول المديرون في المحافظة إنهم «لا يعرفون سبب المشكلة»، لكنهم يرفضون إغلاق المدارس على الرغم من تكرار حالات التسمم الناجمة عن استنشاق غاز سام مجهول منذ شهر ديسمبر الماضي حتى الآن. وبدأت حالات التسمم الغامضة لطالبات ثانوية نور الفنية في يزدان شهر في 30 ديسمبر 2022م، وتكررت هذه الحادثة عدة مرات حتى الآن.

من جهته، اتهم خطيب جمعة قم محمد سعيدي، قبل يومين خلال صلاة الجمعة، وسائل الإعلام الحرة خارج إيران بنشر شائعات حول وقوع حوادث في قم. وقال: «على العائلات عدم الالتفات إلى شائعات لا أساس لها من الصحة حول تسمم الطلاب». وجاءت تصريحاته فيما جرى حتى الآن وفقًا لتقارير وسائل إعلام محلية رسمية نقل عشرات الطلاب إثر معاناتهم من أعراض تسمم إلى المستشفيات بواسطة سيارات إسعاف الطوارئ.

وفي وقت سابق، قال وزير التربية والتعليم يوسف نوري إنّ «جزءًا كبيرًا من هذه المشكلة ناتج عن إشاعات بالفضاء الافتراضي». وذكر أن نقل الطلاب إلى المستشفيات بسبب الأمراض الكامنة والتوتر والقلق.

كما زعم البرلماني عن قم أحمد أمير آبادي فراهاني أن «سبب شعور الطلاب بالاختناق يعود إلى الرهاب»، فيما أعلن المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي «تدخل وزارة الاستخبارات في هذا الأمر».

ووفقًا لأحد الطلاب، فيما قال لهم المسؤولون: «إنكم تتغنجون»، فقد «أصيب مسعف الطوارئ الذي ذهب إلى مدرسة لنقل الطلاب المسممين بالمرض أيضًا». وعلى الرغم من أن سلسلة حالات التسمم لا تقتصر على مدينة قم فقط، فإنّ معظم حالات التسمم وقعت بين تلاميذ هذه المدينة، وجرى حتى الآن نقل أكثر من 217 تلميذًا ظهرت عليهم أعراض التسمم إلى المستشفيات والمراكز الطبية.

موقع «صوت أمريكا»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير