أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريرَ الحالة الإيرانية لشهر يونيو 2021م، مقدّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا خلالَ الفترة الزمنيَّة محلَّ الرصد والتحليل؛ بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعُلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسامٍ رئيسية؛ يهتمُّ القسم الأول بالشّأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي. وفي الشأن الداخلي، مثَّلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحدث الأبرز خلال الشهر محل الرصد، إذ فتحت النقاش حول كافة جوانب الأزمة التي تمر بها إيران على الأصعدة الداخلية والخارجية كافة.
واستعرض التقرير، محاولات النظام الإيراني حثِّ مواطنيه على المشاركة في الانتخابات عبر تكثيف خطابه الديني وفتاواه، لكن هذا الخطاب قوبل بخطاب ديني مضاد هاجمَ المرشد علي خامنئي وحرَّم المشاركة في الانتخابات ودعا لمقاطعتها. ولفت التقرير إلى قرار مجلس صيانة الدستور برفض أهلية معظم المرشحين البارزين ما أدى إلى فوز إبراهيم رئيسي من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية وبفارق كبير عن بقية المرشحين، وما صاحب هذه الانتخابات التي قاطعها أكثر من نصف الإيرانيين، من الظواهر التي شهدتها إيران لأول مرة منذ انتصار ثورتها في 1979 كتسجيلها أقل نسبة مشاركة، والتصويت بأوراق بيضاء وكثرة البطاقات الملغاة والمفقودة. وتطرق التقرير إلى البرامج والرؤية الاقتصادية المتوقعة من الرئيس الجديد.
وأشار التقرير إلى جملةً من التطورات التي شهدها الملف العسكري، حيث أثارت الصحافة الغربية مؤخراً استعداد إيران للحصول على أنظمة أقمار اصطناعية متقدمة من روسيا، ستمنح طهران قدرةً عالية في تعقُّب الأهداف العسكرية المحتملة في منطقة الشرق الأوسط، كما أفرد مساحةً لتناول الاختراقات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الداخل الإيراني والتي كشفت عن الضعف الاستخباراتي الإيراني في مواجهة الاختراقات الخارجية.
وفي الشأن العربي، تناول التقرير العلاقات الإيرانية-الخليجية التي مازالت في حالة من الركود، إلا أن فوز إبراهيم رئيسي استقطب المزيد من الاهتمام والذي ظهر في شكل تباين في المواقف من وصول رئيسي إلى الرئاسة الإيرانية وفرض جملة من التساؤلات من بينها مستقبل المحادثات الإيرانية-السعودية. كما تطرق التقرير إلى مواصلة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تصعيدها العسكري داخل اليمن وخارجه، إضافة إلى ما شهدته الساحة العراقية من أحداث ساخنة أهمها الغارات الجوية التي شنّها الجيش الأمريكي ضد مواقع ومستودعات ومخازن أسلحة تابعة للميليشيات الموالية لإيران في مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية الواقعتين على الحدود العراقية-السورية.
وفي الشأن الدولي، استعرض التقرير ردود الفعل الأمريكية حول فوز رئيسي بتعبير واشنطن عن شكوكها في صحة العملية الانتخابية التي أسفرت عن فوزه، فيما لم ترحب أيُّ دولة أوروبية بفوز رئيسي، وذلك لسجلِّه في مجال حقوق الإنسان.
