أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر مايو 2024م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام، الأول: تطورات الشأن الداخلي الإيراني، والثاني: التفاعلات الإيرانية-العربية، والثالث: علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية.
فيما يخص تطورات الشأن الداخلي الإيراني، شهِدَ الداخل الإيراني خلال شهر مايو 2024م، العديد من التطوُّرات على المستويات السياسية، والعسكرية، والاجتماعية، والأيديولوجية. ويمكن رصد أبرز هذه التطوُّرات، من خلال تناوُل القضايا التالية: انتخابات رئاسية مبكِّرة بعد رحيل إبراهيم رئيسي وعدد من مرافقيه، استعانة إيران بالمسيَّرات التركية يكشف ضعف القدرات الإستراتيجية العسكرية، منظمات حقوقية تعيد الجدل حول سياسات الإنجاب في إيران، تفاعلات الحوزة الدينية بين الغدير ومسألة المرجعية.
بينما شهدت التفاعلات الإيرانية مع بعض دول العالم العربي تطوُّرات مهمَّة، فيما يتعلَّق بالعراق، فقد ظهَرَ جدلٌ طائفي وعِرْقي جديد، بتصويت البرلمان العراقي على طلب لزعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، بوصفِ يوم الغدير عُطلةً رسمية بالبلاد. ويُتوقَّع أن يُثير هذا القانون جدلًا واسعًا في العراق، خلال الفترة المقبلة. وحول سوريا، يطرح رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تأويلات عدَّة حول مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية حيال سوريا، لكن التوقُّع الأقرب هو عدم تغيُّر النهج، الذي تسلكه القيادة الإيرانية في الملف السوري، لاعتبارات تتعلَّق بأهمِّية سوريا في مشروعها الإقليمي، تمّ تناول التفاعلات الإيرانية مع هذه الدول العربية، من خلال قضيتين هُما: مؤشِّرات بداية جولة جديدة من الصراع الطائفي والعِرْقي بالعراق، والعلاقات الإيرانية-السورية بعد رحيل إبراهيم رئيسي.
وعلى مستوى التفاعلات الايرانية مع القُوى الدولية، لا تزال العلاقات بين واشنطن وطهران متأثِّرة بالتوتُّرات، التي نجمت عن عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على غزة، ويمُرّ البلدان بمرحلة حاسمة، حيث ستشهد إيران انتخاب رئيس جديد خلفًا للراحل إبراهيم رئيسي، وكذلك ستشهد الولايات المتحدة انتخاب رئيس للولايات المتحدة، وهو ما يُتوقَّع أن يُلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين خلال الأشهر المقبلة، وتمّ مناقشة التفاعلات الإيرانية مع الولايات المتحدة، من خلال القضية التالية، أثر رحيل رئيسي على قضايا العلاقات الأمريكية-الإيرانية.
