أصدرَ المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر يناير 2025م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل؛ بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة.
ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام، الأول: تطوُّرات الشأن الداخلي الإيراني، والثاني: التفاعلات الإيرانية مع المحيطين العربي والإقليمي، والثالث: علاقات إيران بالقُوى الدولية.
فيما يخُصّ تطوُّرات الشأن الداخلي الإيراني، شهِدَ الداخل الإيراني خلال شهر يناير العديد من التطوُّرات، على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والأيديولوجية. ولعلَّ أبرزها سياسيًا؛ ردود الفعل الداخلية لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأثيراتها على ملف العقوبات، واقتصاديًا؛ تواصل تراجُع القدرة الشرائية للإيرانيين وتراجُع سعر العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية، وعسكريًا؛ جاء إعلان إيران عن حصولها على عدد من الطائرات المقاتلة من طراز «سوخوي-35» من روسيا، واجتماعيًا؛ انتقال التسرُّب المدرسي إلى مستوى ظاهرة اجتماعية، وأيديولوجيًا؛ أُثيرت مسألة خلافة مجتبى خامنئي لوالده في الصحافة الغربية.
وبالنسبة للتفاعلات الإيرانية في المحيطين العربي والإقليمي، فقد كانت حافلةً بالتطوُّرات والأحداث المهمَّة خلال يناير. فعلى مستوى التفاعلات الإيرانية-العراقية، ناقشَ التقرير، المواقف العراقية الرسمية وغير الرسمية تجاه المطلب الأمريكي-الإسرائيلي بحصر السلاح في يد الدولة العراقية. وعلى صعيد العلاقات الإيرانية-السورية، فإن إيران تقف أمام موقف سياسي معقَّد في سوريا، بعد إعلان تنصيب أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا، ورغبة إدارته في تهميش أيّ تقارُب مع إيران. أمّا التفاعلات الإيرانية مع القُوى الدولية، فقد دخلت العلاقات الأمريكية-الإيرانية مرحلةً جديدة بالتزامن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أمّا العلاقات الإيرانية-الروسية، فغطّت اتفاقيةُ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وطهران مختلفَ مجالات التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي.
