«رصانة» ينظِّم ندوة عن «مستقبل مراكز الفكر وصناعة السياسات»

https://rasanah-iiis.org/?p=19534

نظَّم المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) في مقره بالرياض اليوم الخميس 30 يناير 2020 ندوة عن «مستقبل مراكز الفكر وصناعة السياسات»، بالتنسيق مع برنامج تصنيف مراكز الفكر في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، وذلك بحضور ممثلين عن مراكز الدراسات والجامعات السعودية الحكومية والخاصة.

وحرص مؤسِّس ورئيس المعهد الدكتور محمد بن صقر السلمي في افتتاح الندوة، على التنويه بحصول «رصانة» على المركز الأوّل على مستوى مراكز الفكر في السعودية لعام 2019، والثامن على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والـ 26 على مستوى الدراسات الإقليميَّة المتخصّصة، والواحد والثلاثين بين أفضل مراكز الفكر على مستوى السياسة الخارجية والشؤون الدولية، والثاني والخمسين بين أفضل مراكز الفكر على مستوى العالم (خارج الولايات المتحدة وداخلها)، والثالث والخمسين بين مراكز الفكر على مستوى العالم (خارج الولايات المتحدة)، بحسب التصنيف العالمي لمراكز الدراسات الذي تُصدره سنويًا جامعة بنسلفانيا الأمريكية. وأشار السلمي إلى أن «رصانة» يخطِّط للدخول في تصنيفات جديدة، كتصنيفات برامج الأمن الوطني والإعلام الجديد.

وتناولت الورقة الأولى للندوة «لماذا أصبحت مراكز الفكر ضرورةً في صناعة السياسات وترشيد صناعة القرار السياسي؟»، وقدّمتها الباحثة المتخصِّصة في علم اجتماع المعرفة الدكتورة عفاف الأنسي في محورها الأوّل «نشأةُ وتطوُّر مراكز الفكر حول العالم»، وفي محورها الثاني «القيمُ المضافة لمراكز الفكر في صناعة السياسات وترشيد صناعة القرار».

وتحدثت الأنسي عن نشأةِ وتطوُّر المراكز حول العالم تاريخيًا من خلال 4 موجات، ومراكز الفكر محليًا ما بين حقبتي السبعينات والتسعينات في القرن الماضي، وفي ظلّ رؤية المملكة 2030 حاليًا. ومن ضمن التوصيات، اقترحت مقدِّمة الورقة الأولى إنشاء مجلس لمراكز الفكر السعودية يتبع لجهة حكومية معتمدة كوزارة الثقافة (مثلًا).

من جانبه، قدَّم رئيس مركز الخبرة العالمية للدراسات والاستشارات الدكتور محمد الثقفي عبر الورقة الثانية تشخيصًا لـ «حالة المراكز الفكرية في السعودية والتحدِّيات المصاحبة»؛ وجاءت ورقة التشخيص من خلال محورين، الأوّل عن «حال مراكز الفكر السعودية في ظلّ التحدِّيات المالية والبشرية»، والثاني عن «تفعيل واستدامة مراكز الفكر السعودية في صناعة السياسات»، وعدَّد وفصَّل الثقفي أبرز التحدِّيات وآليات التفعيل والاستدامة، وأهمِّية المراكز والأنواع الشائعة عالميًا ونقاط ضعفها ونقاط قوّتها والفرص المتاحة، وحدَّد 12 مجالًا لمراكز الفكر محليًا هي: السياسي، الأمني، الاقتصادي، العسكري، المعلوماتي، العقدي، الثقافي والتربوي، الصِّحي والغذائي، الاجتماعي، الحقوقي، الإعلامي، والتنمية المستدامة. وقدَّمت الورقة الثانية ثلاث توصيات إجرائية، عن دراسةٍ لتمويل وتفعيل المراكز، واستعادة ودعم الثقة بين المراكز وصُنَّاع القرار، واستثمار المراكز لفرصة توجُّهات رؤية 2030 والأمر السامي بإلزام الجهات الحكومية بالاستعانة بذوي الخبرة.

إلى ذلك، اهتمّت الورقة الثالثة بسرد «تعقيدات البيئة الإستراتيجية الدولية وصعوبة فهمها»، وقدّمها الأستاذ المساعد بمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية الدكتور منصور المرزوقي؛ وتناول المحور الأوّل «ملامح البيئة الإستراتيجية الدولية القادمة»، والمحور الثاني «لماذا مراكز الفكر هي الخيار الأمثل في فهم البيئة الدولية متزايدة التعقيد والتأزُّم؟». وذكر المرزوقي ثلاث أدبيات في البيئة الإستراتيجية الدولية، هي: العلوم العسكرية، والعلاقات الدولية، والاقتصاد الدولي. كما تحدَّث عن إشكاليات وتقلُّبات حديثة فَرضت حضورها دوليًا، عقَّدت من عمل صُنَّاع القرار، مثل طغيان الإرهاب ومكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر، وتأثيرات العولمة من خلال تهيئة النظام العالمي للفوضى وعدم الارتكان لقوة معيَّنة ولا لتراثية السلطة، وناقش بالتالي أهمِّية مراكز الفكر في محاولة مساعدة صانع القرار لفكّ شفرات التقلُّبات، ذاكرًا رافدين لذلك هما الجامعات ومراكز الفكر، حيث يرى أنّ المراكز أوفر حظًّا من الجامعات لمساعدة صانع القرار، من خلال القدرة على التكيُّف، ومرونتها مع توقُّعات نخبة صُنَّاع القرار. كما حدَّد  مُقدِّم الورقة الثالثة مجموعةً من المخاطر التي تحيط بمراكز الفكر، أبرزها فقدان الكفاءة العلمية والمنهجية، وسيطرة نمط حالة الطوارئ في جمع معلومات المطلوبات المستعجلة من صانع القرار، وفقدان زمام المبادرة.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير