رفسنجاني يطالب بإصلاح ثقة الشعب.. و«أخبار صنعت»: يا روحاني.. إلى متى تريد أن تبقى جاهلًا بالأمور؟

https://rasanah-iiis.org/?p=19339

أكَّد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مباحثات مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأحد، أنّه «تمّ اتّخاذ قرارات مهمّة لتنمية العلاقات بين البلدين». في المقابل، اتّخذت أجواء بعدّة مواقع في طهران طابعًا أمنيًّا مشدَّدًا، في الوقت الذي تجمهر فيه طلاب عدد من الجامعات أمس الأحد، بينما نفى السفير البريطاني في طهران اشتراكه في أيّ مظاهرات. وعن تداعيات الطائرة الأوكرانية، أكَّد مساعد رئيس التأمين المركزي غلام علي جهانغيري، أنّ تقدير التعويضات الناجمة عن سقوط الطائرة يتراوح ما بين 100 إلى 150 مليون دولار، فيما استقالت مذيعتان حكوميتان بسبب الخبر الكاذب عن الطائرة في الإذاعة والتلفزيون. وكشف برلماني إيراني عن نفي قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، في جلسة غير علنية بالبرلمان، أمس الأحد، لمعلومات نشرها موقع «إيران إنترناشونال» عن قرار الحرس بعدم إيقاف الرحلات المدنية الجوِّية. وطالب رئيس مجلس مدينة طهران محسن هاشمي رفسنجاني المسؤولين بـ «تحمُّل المسؤولية لأجل إصلاح الثقة الوطنية»، في الوقت الذي وجّه فيه رضا بهلوي رسالة إلى المحتجِّين. ومع انشغال وسائل الإعلام الإيرانية بحادث الطائرة الأوكرانية، تسبَّبت الأمطار الشديدة التي هطلت منذ عصر الجمعة جنوب وجنوب شرق البلاد، في فيضان الأنهار والسيول المُدمرّة. وعلى صعيد الافتتاحيات، تساءلت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، حول زيارة أمير قطر إلى طهران: «هل كان يحمل رسالة من أمريكا؟». كما توجَّهت افتتاحية صحيفة «أخبار صنعت»، بسؤال استنكاري إلى الرئيس روحاني، وقالت له: «إلى متى تريد أن تبقى جاهلًا بالأمور؟». ورصدت افتتاحية صحيفة «اسكناس»، الأوقات العصيبة التي يمُرّ بها الاقتصاد الإيراني حاليًّا.

الافتتاحيات:

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«آرمان ملي»: هل كان أمير قطر يحمل رسالة من أمريكا؟

تساءل الدبلوماسي السابق ومحلِّل الشؤون الدولية نصرت الله تاجيك، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، حول زيارة أمير قطر إلى طهران: «هل كان يحمل رسالة من أمريكا؟».

تقول الافتتاحية: «في هذه الأيّام، هناك جهود حثيثة في العالم للحدّ من التوتُّرات في منطقة الشرق الأوسط. لم يعُد لدى الشرق الأوسط القدرة على مزيد من التوتُّرات، وأيّ حادث كبير أو صغير يمكن أن يشعل فتيل حرب جديدة في المنطقة. بالنظر إلى ظواهر الموضوع والأدلّة الموجودة، بما في ذلك زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى إيران الأسبوع الماضي، والتي جرت بعد يوم واحد من مقتل قاسم سليماني في بغداد، فمن الواضح أنّ زيارة أمير قطر الأخيرة إلى طهران واجتماعه مع حسن روحاني، تدور حول القضايا الأمريكية الإيرانية، وأيضًا حول التحكُّم بمستوى التوتُّر في المنطقة.

من الطبيعي أن تُطرَح القضايا الثنائية وقضايا التعاون المتبادل في غضون ذلك أيضًا، لكن كان المحور الأساسي لمحادثات الرئيس الإيراني وأمير قطر القضايا الإقليمية، والعلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وإدارة مستوى التوتُّر. تحاول دول المنطقة السيطرة على مستوى التوتُّر؛ لأنّ عواقب حدوث حرب جديدة أو نزاع محدود في منطقة الشرق الأوسط سيطالها أيضًا، لهذا السبب يحاولون اتّخاذ خطوات لتخفيف حدَّة التوتُّر، على الرغم من أنّ أحداثًا مثل قتل سليماني من قبل القوات الأمريكية والهجوم المضاد الإيراني قد غيَّرت ظروف المنطقة إلى حدٍّ ما.

الأمر الواضح هو أنّ إيران والولايات المتحدة، انتهجتا طريقًا أكثر ملاءمة للسيطرة على التوتُّرات. بعد العملية الأمريكية وقتل سليماني، حاول البلَدان الحفاظ على التوتُّر ضمن مستوى محدَّد، ومحاولة العودة إلى أساليبهما السابقة، وهذه الأساليب هي اللعب ضمن إطار الأعراف الدولية. لم ترغب إيران ولا الولايات المتحدة في جعل الظروف أكثر سوءًا، لأنهّما لم ترغبا في فقدان السيطرة عليها. في هذه الأثناء، حاول العديد من الوسطاء، سواء شخصيًّا وعن طريق السفر إلى طهران، أو عبر المكالمات الهاتفية والتحرُّكات الدبلوماسية، إبقاء القضايا بين إيران والولايات المتحدة عند مستوى محدَّد، ولم يسمحوا لهذه الاشتباكات أن تسبِّب أزمة لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة. هذا أيضا مواتٍ لترامب؛ لأنّه لا يميل إلى الدخول في الحرب بسبب القضايا الانتخابية، ومن ناحية أخرى، إيران بالنظر إلى الوضع الراهن، لا ترغب الدخول في حرب عسكرية، أو الاشتباك مع الولايات المتحدة».

«أخبار صنعت»: يا روحاني.. إلى متى تريد أن تبقى جاهلًا بالأمور؟

توجَّهت افتتاحية صحيفة «أخبار صنعت»، عبر كاتبها الصحافي مصطفى داننده، بسؤال استنكاري إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقالت له بوضوح: «إلى متى تريد أن تبقى جاهلًا بالأمور؟».

ورد في الافتتاحية: «يقال إنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني قد علم بقصة تحطُّم الطائرة الأوكرانية، مساء الجمعة 10 يناير. كتب الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي مشيرًا إلى هذه الحادثة: كان ذلك بعد ظهر يوم الجمعة، عندما اتصل ربيعي وقال: لقد اتصل به روحاني، وقال إنّ الأجزاء الأخيرة من بيانك غير صحيحة.

في قضية غلاء البنزين، قال الرئيس: مثل كلّ الناس في إيران، أُبلِغتُ أنّ سعر البنزين قد تغيَّر صباح يوم الجمعة، وذلك لأننّي سلَّمت هذه الخطة إلى مجلس الأمن القومي، وأخبرتهم ألّا يخبروني بالوقت لأنّ القرار صُودِقَ عليه في اجتماع رؤساء السلطات.

بعد هذه الجمعة وتلك الجمعة، يجب أن نسأل الرئيس: إلى متى تريد أن تبقى جاهلًا بالأمور؟ هل يجوز أن يكون الرئيس، بصفته رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية، جاهلًا بجميع الأحداث المهمّة في البلاد؟ كان على الرئيس مواصلة العمل بالليل والنهار ليعرف ماذا حصل، وألّا يرتاح ما لم يتأكَّد. هل يمكن أن تتحطَّم طائرة في البلاد، ومن ثمَّ يعلن المتحدِّث باسم الحكومة والمتحدِّث باسم وكالة الطيران المدني بحزم، أنّ الحادث كان طبيعيًّا، وأنّ صاروخًا لم يُصِب طائرة الموت؟

يا سيِّد روحاني! أنت بالتأكيد مذنب في حادث تحطُّم الطائرة، والتستُّر على ذلك لمدَّة ثلاثة أيام. بصفتك منفِّذًا للدستور ورئيسًا للبلاد، يتعيَّن عليك أن تكون مطّلعًا على جميع شؤون البلاد حّتى الأحداث الجزئية، ناهيك عن حقيقة أنّك علمت بالحادثة عصر الجمعة 10 يناير. قول «إنني لم أعلم»، هو عذر أقبح من ذنب. إذا كنتَ جاهلا خلال كل هذه الفترة حقًّا، لماذا أنت هنا في الأساس؟ والله نحن لم نصوِّت لروحاني هذا الذي يضع يدًا فوق الأخرى، ويشاهد الأحداث في البلاد من بعيد، ثم يقول إنّه لم يكن لديه أيّ أخبار، أو يقول علمتُ الجمعة صباحًا أو مساءً.

في السياسة الخارجية، أدَّى انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي والعقوبات التي فرضتها على إيران، إلى توقُّف سياسات الحكومة. لا أعرف ما إذا كُنّا نعاني من العقوبات في القضايا الداخلية بحيث أنّ الرئيس يعاني من انعدام ردّ الفعل أيضًا. يبدو أنّ روحاني يعتقد أنّه إذا استخدم استراتيجية الجهل في الأحداث المهمّة في البلاد، فلن يستجوبه أحد، وسيقولون: المسكين لم يكن لديه علم بالحادث!

لا، هذه الاستراتيجية ليست صحيحة. ربّما يكون الجهل بالأخبار بمثابة أخبار جيِّدة للناس، لكن بالنسبة لرجال الدولة، وخاصّةً الرئيس نفسه، فإنّ الجهل بالأخبار ليس خبرًا مفرحًا على الإطلاق، لكنّه علامة على الضعف، وهو ضعف كبير لا يمكن تعويضه. ربّما يمكن القول بقوة إنّ حسن روحاني في حكومته الثانية، هو الرئيس الأكثر سلبية في ردّ الفعل من بين الرؤساء الإيرانيين. الرئيس الذي ينظر فقط ولا يعلم وليس مطّلعًا على الكثير من الأمور. كما يتّضح من الأدلّة، فإنّ روحاني مثل السجناء، يرسم خطًّا على جدار الرئاسة حتى يأتي العام 2021، ويسلِّم السلطة للرئيس القادم».

«اسكناس»: أوقات عصيبة على اقتصاد إيران

يرصد نائب رئيس الغرفة التجارية الإيرانية حسين سلاح ورزي، من خلال افتتاحية صحيفة «اسكناس»، الأوقات العصيبة التي يمُرّ بها الاقتصاد الإيراني حاليًّا.

تقول الافتتاحية: «يمُرّ الاقتصاد الإيراني حاليًا بأصعب فترة على مدار العقود الأخيرة، ولإثبات هذا الادّعاء، يمكن الإشارة إلى معدَّل النمو السلبي 8% حتّى نهاية العام الجاري، وهذا المعَّدل من إحدى علامات انهيار الاقتصاد الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، حسب توقُّعات الخبراء الاقتصاديين، سوف يحدث أكبر عجز ميزانية في تاريخ الميزانية الإيرانية المعاصر خلال عام 2020، وهذا أيضًا علامة واضحة على أنّ الاقتصاد الإيراني يمُرّ بأسوأ فترة. لكن لماذا وصلنا إلى هذا الحدّ، وأصبحت أسوأ السياسات الاقتصادية من نصيب إيران؟

السياسات الاقتصادية الفاشلة على المستوى القومي وعلى مستوى الشركات وحتى الأُسر، فضلاً عن الانهيار الأخلاقي في المجتمع الإيراني، كل هذا يُعَدّ من الأسباب الرئيسية والواضحة لوصول الاقتصاد الإيراني إلى أسوأ فترة يمُرّ بها؛ لقد أثبتت التجربة أنّه في ظلّ الركود، فإنّ الجزار والخباز وبائع اللبن وبائع الملابس وبائع الأحذية والمعلِّم والعامل والمزارع عندما يواجهون آفاقًا غير واضحة، ويرون بوضوح أنّ الحكومة فاشلة، حينئذ لا يرون أمامهم وسيلة سوى التعامل بلا رحمة، ويسعون بكلّ بساطة متجاوزين حدود الأخلاق، ألّا يضعوا نفسهم في أسوأ موقف.

هذه الأيّام، بينما يواجه الاقتصاد الإيراني ركودًا واسع النطاق، نشاهد ضعفاً أكبر للفضائل الأخلاقية في المجتمع؛ الانهيار الأخلاقي أصبح اليوم ملموسًا في سلوك المواطنين العالقين في عاصفة الركود الإيراني، ولن يعود علينا هذا بشيء إلّا الحزن. لو لم تستطع الحكومة الثانية عشرة القضاء على هذا الركود في أسرع وقت، وإعادة النشاط والازدهار إلى أعمال المواطنين التجارية، عليها أن تدفع ثمن الانهيار الأخلاقي أيضًا. في مثل هذه الظروف التي أدّى الانهيار الأخلاقي فيها إلى سدّ الطريق أمام الإنصاف والخبرة، نجد بعض الأفراد يتولُّون مناصب اقتصادية هامّة، مع علمهم أنّهم ليسوا جديرين بها، ويتّبعون سياسات اقتصادية فاشلة، ويتسبَّبون في تدهور الأوضاع أكثر.

من أحد الأسباب الأساسية الأخرى في وصول الاقتصاد الإيراني إلى أصعب فترة الآن، التشاؤم من مستقبل أسود. فالآن هناك ملايين الشباب يدركون جيِّدًا أنّ الإمكانيات المادية والفنية لدى الحكومة، لا يمكنها إخراج الدولة من الأزمة الحالية، وينظرون إلى المستقبل بنظرة يأس، ويفكِّرون في الهجرة، بدلًا من البقاء وبناء الوطن. كما أنّ عدم وجود آفاق واضحة أصاب النشطاء الاقتصاديين باليأس أيضًا، وجعلهم يفكِّرون في الأسواق خارج الحدود. أمّا الخبراء الاقتصاديون، فقد وصلوا إلى نتيجة مفادها أنّ أفكارهم وعلومهم لم تعُد تهمّ أحداً، ولهذا توقَّفوا عن المحاولة وأصبحوا متفرِّجين.

من ضمن الأسباب الأخرى لوصول الاقتصاد الإيراني إلى أعلى مستوى كارثي، على مدار العقود الأربعة الأخيرة، ازدياد السياسات غير المنسَّقة، والنزاع على السلطة بين الأطياف والتيَّارات السياسية، وتجاهل المصالح القومية في مقابل المصالح الحزبية. لقد سدّ هذا الوضع طريق العقلانية، ولم يعُد هناك مكان لأيّ حديث يقوم على الخبرة والتخصُّص؛ وبناءً على هذا، وبالرغم من أنّ الطريق معروفة، إلّا أنّنا تائهون. السياسة الخارجية الإيرانية أيضًا، بمثابة واحد من أكبر المتغيِّرات المؤثِّرة على السياسات الاقتصادية، لعبت دورًا لا يمكن إنكاره في الوصول إلى هذا الوضع الاقتصادي المرير؛ لأنّ هناك شكوكًا ألقت بظلالها على الاقتصاد الإيراني في ظلّ السياسة الخارجية الحالية، وسوف تتسبَّب في أن يعيش أيامًا أسوأ. ومن إحدى هذه الشكوك، اختيار طريق واضح للتفاعل الاقتصادي مع العالم، والأسوأ من ذلك فرض واحدة من أقسى العقوبات الاقتصادية على إيران، والتي تسبَّبت في إضعاف التوازن السابق وفقدان التوازن الجديد».

أبرز الأخبار - رصانة

روحاني بعد زيارة تميم: اتخذنا قرارات مهمّة لتنمية العلاقات مع قطر

أكَّد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مباحثات مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأحد (12 يناير)، أنّه «تمّ اتّخاذ قرارات مهمّة لتنمية العلاقات بين البلدين»، وقال: «علاقاتنا السياسية جيِّدة للغاية، ولدينا إمكانات جيِّدة جدًّا للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية».

وأعرب روحاني عن أمله في اتّخاذ خطوة مهمة في سياق تنمية العلاقة بين الدوحة وطهران، وقال: «إنّ تنمية العلاقات والتعاون بين إيران وقطر تحظى بأهمِّية بالنسبة لشعبي البلدين، في إطار تحقيق مصالحهما، وإيران على استعداد لاتّخاذ خطوات جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين».

ونوّه روحاني بتعاون إيران مع قطر لتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين، خاصّةً بالنسبة لتنفيذ مبادرة هرمز للسلام،  «بالنظر إلى أهمِّية أمن المنطقة، خاصّةً الممرات المائية في الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان»، وأضاف: «في السنوات الأخيرة، وبعد أن فرضت بعض الدول العقوبات ضد قطر، وقت إيران إلى جانب قطر، وستبقى إلى جانبها»، معربًا عن أمله من خلال تشكيل اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين، عقد معرض لقدرات إيران وقطر، وتقديم فرص استثمارية في هذا المعرض، كما قَبِل دعوة أمير قطر لزيارة بلاده.

من جانبه، شكر أمير قطر الرئيس الإيراني وشعبه على ترحيبهما بالوفد القطري، قائلًا: «لقد عقدنا اجتماعًا جيِّدًا للغاية اليوم (أمس)، واتّفقنا حول العلاقات الخاصّة جدًّا بين البلدين، وحدَّدنا الأرقام باعتبارها هدفًا للتبادل التجاري والسياحي، وسنعمل على تحقيق هذا الهدف»، وشدِّد قائلًا: «علاقتنا مع إيران علاقات تاريخية، وعلى الرغم من وجود العديد من التطوُّرات خلال هذه السنوات، إلّا أنّ قنوات وسبُل الاتصال كانت مفتوحة دائمًا بين البلدين». وأكد الأمير القطري قائلا: «أشكر مرّة أخرى موقف إيران خلال المقاطعة، ومساعدة إيران للشعب القطري. ولن ننسى أبدًا هذه المساعدات»، موضِّحًا أنّ زيارته إلى إيران تأتي في وقت حسَّاس جدًّا في المنطقة، وقال: «نعلم أنّ الحوار هو الحلّ الوحيد لجميع الأزمات، ونعتقد أنّه يمكن أن يحلّ الأزمات».

وكالة «مهر» + وكالة «المراسلين الشباب»

تدابير أمنية مشدَّدة لاحتجاجات الجامعات.. والسفير البريطاني: لم أشارك في أيّ مظاهرات

اتّخذت أجواء بعدّة مواقع في طهران طابعًا أمنيًّا مشدَّدًا، في الوقت الذي تجمهر فيه طلاب محتجون بجامعة بهشتي بطهران وجامعة صنعتي أصفهان، أمس الأحد (12 يناير)، وهتفوا بشعارات ضد الحكومة، في المقابل نفى السفير البريطاني بطهران روب ماكاير اشتراكه في أيّ مظاهرات، بعد توقيفه واستدعائه لوزارة الخارجية.

وكان الطلاب المحتجون يهتفون في جامعة بهشتي بطهران اعتراضًا على إسقاط قوات الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية: «الحرس الثوري منعدم الكفاءة هو السبب في قتل الأمّة»، كما قالوا في إشارة إلى المرشد علي خامنئي: «الطالب واعي.. مشمئز من خامنئي». وتشير الصور والفيديوهات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى التدابير الأمنية المشدَّدة في مواقع مختلفة من طهران، مثل ميدان فردوسي وجامعة أمير كبير وميدان ولي عصر وجامعة علوم وتحقيقات.  كما أعلن بعض روّاد مواقع التواصل، عن اختلال أو قطع في شبكة الإنترنت، أمس الأحد، في حي فنك وشارع باسداران.  من جانبه، غرّد السفير البريطاني ماكاير، أمس الأحد: «أؤكد أنّني لم أشترك في أيّ مظاهرات! أنا ذهبت إلى مراسم تكريم الأفراد، الذين لقوا مصرعهم في الحادثة المفجعة لسقوط الطائرة PS752. من الطبيعي أن أؤدِّي احترامًا للضحايا»؛ وأضاف: «كان عدد منهم من بريطانيي الجنسية.. وغادرت المكان بعد 5 دقائق، حينما بدأ البعض في الهتاف. وألقُي القبض عليّ بعد نصف ساعة من مغادرتي. إنّ القبض على الدبلوماسيين في أيّ دولة غير قانوني. أشكر رسائلكم التي كانت مليئة بحسن النية».

وقبل ذلك، أعلن المركز الإعلامي لقوّات الأمن الداخلي توقيف ماكاير، في تظاهرة السبت أمام جامعة أمير كبير، وقال المركز: «في الساعة 18:35 بالتوقيت المحلِّي، كان السفير البريطاني يصوِّر برفقة شخص آخر فيديو للمتظاهرين، الذين تواجد بينهم أمام جامعة أمير كبير في طهران، والذين كانوا يرفعون شعارات ضد النظام»، مشيرًا إلى القبض عليه عند الساعة 19:10، وتسليمه إلى موفد وزارة الخارجية بعد الإجراءات الأوّلية القانونية. وأكّدت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير البريطاني، الأحد، «بسبب التصرُّف غير المتعارف عليه، والمشاركة في تجمُّعات غير قانونية، وتمّ إعلان احتجاج إيران الرسمي له وللحكومة البريطانية».

موقع «راديو فردا» + وكالة «إيرنا» + وكالة «مهر» + وكالة «فارس»

تداعيات الطائرة الأوكرانية: تعويضات بـ 150 مليون دولار.. واستقالة مذيعتين حكوميتين

أكَّد مساعد رئيس التأمين المركزي غلام علي جهانغيري، أنّ تقدير التعويضات الناجمة عن سقوط الطائرة الأوكرانية يتراوح ما بين 100 إلى 150 مليون دولار، كما أفرزت تداعيات الطائرة عن استقالة مذيعتين في هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية.

 وذكر جهانغيري أنّ التعويضات ستدفعها الحكومة الإيرانية، بعد اتفاق مع حكومة أوكرانيا والجزء الرئيسي من هذه الخسائر يتعلَّق بالطائرة نفسها، إذ أوضح أنّه «إذا ما كانت التعويضات 100 مليون دولار، فسيكون 70 مليونًا منها خاصّة بالطائرة».

وفي الوقت ذاته، ذكر وزير الطرق والنقل الأسبق محمود خرم لـمجلة «تجارت نيوز»، أنّ «الحادثة ستكون مكلفة للغاية لإيران، ومن الممكن أن يستمرّ الأمر لسنوات، بحيث لن تثق الخطوط الجوية الدولية في العبور بالمجال الجوِّي الإيراني»، وأضاف: «ليس بالإمكان التصديق بكلّ سهولة، أنّ رئيس هيئة الطيران المدني علي عابدزاده لم ينتبه إلى استهداف الطائرة بصاروخ، إذ كان بإمكانه تفقُّد الموقع خلال 10 دقائق، ليحدِّد أنّ الطائرة استُهدِفت». 

وذكر خرم أيضًا أنّ إيران عليها أيضًا دفع غرامة لفرنسا، بوصفها مصنِّعة لمحرِّك الطائرة، وشركة بوينغ بسبب سقوط أسهمها والخسائر الواردة عليها، فضلًا عن التعويضات الأخرى.

من جهة ثانية، استقالت المذيعتان صبا راد وزهراء خاتمي في هيئة الإذاعة والتلفزيون، في أعقاب نشر الإذاعة والتلفزيون أخبارًا كاذبة عن سقوط الطائرة الأوكراني، وأعلنتا خلال منشور في «إنستغرام» أنّهما لن تتعاونا مع الإذاعة والتلفزيون ثانيةً. 

وأعلنت صبا راد مذيعة البرنامج المشهور (به خانه بر مي گردیم): «فيهذه الأيّام، نريد أن تطمئن قلوبنا، لا أن تنشغل عقولنا.. مع تقديمي الشكر لدعمكم المتوالي أيُّها الشعب العزيز في جميع سنوات عملي، أعلن أنّني لم أعُد قادرة على الاستمرار في العمل الإعلامي، بعد 21 عامًا من العمل في الإذاعة والتلفزيون. لم أعُد أستطيع».

أمَّا المذيعة الشابّة زهراء خاتمي لبرنامج (سيماي خانواده)، أعلنت يوم السبت أيضًا، أنّها لن تعمل ثانية في التلفزيون، وطلبت من مشاهديها مسامحتها.

موقع «راديو فردا» + موقع «إيران واير»  

برلماني: الحرس الثوري ينفي استخدام طائرات الركّاب كدروع

كشف برلماني إيراني عن نفي قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، في جلسة غير علنية بالبرلمان، أمس الأحد، لمعلومات نشرها موقع «إيران إنترناشونال» عن قرار الحرس بعدم إيقاف الرحلات المدنية الجوِّية، حيث ذكر الموقع في نسخته الفارسية أنّ «القرار كان تدبيرًا عسكريًّا لاستغلال طائرات الركّاب دروعًا رادعة، أمام أي ردّ فعل أمريكي مضاد».

وأكَّد عضو الهيئة الرئاسية بالبرلمان على رضا رحيمي في حوار مع وكالة «إيسنا»، أنّ اللواء سلامي قال مجيبًا على سؤال عن عدم توقُّف رحلات الطيران في ظلّ تهديدات أمريكا وترامب وأجواء الاستعدادات العسكرية الداخلية، أنّ «رحلات الطيران المدنية ليست مسؤولية الحرس الثوري؛ لذلك لا نتحمَّل مسؤولية عدم توقُّف رحلات الطيران». وأوضح النائب رحيمي أنّ قائد الحرس الثوري «اعتذر للمواطنين. وتركَّز حديثه على محور حساسية الأجواء الإيرانية أثناء الهجوم الصاروخي على القواعد الأمريكية في العراق، وبعد ذلك سقوط الطائرة الأوكرانية، وأوضح مرّة أخرى تفاصيل أكثر عن تهديدات أمريكا وترامب، واستعداد القوات المسلَّحة».

وأفاد رحيمي حول إعلان المسؤولية عن الحادثة بعد 48 ساعة، قائلًا: «كرَّر اللواء سلامي توضيحات العميد جلالي المبنية على أنّهم كانوا مشغولون خلال الـ 48 ساعة بالتحقيق الدقيق في الحادثة؛ لأن الضربة كانت على أساس أنّ هدفها صاروخ كروز وليس طائرة»، كما أجاب البرلماني على سؤال عن سبب التأكيد على أنّ سبب سقوط الطائرة كان عطلًا فنِّيًا قبل بيان الهيئة العامة لمنظمة الطيران، قائلًا: «لقد أوضح اللواء سلامي أنّ هيئة الطيران الإيرانية لم تصدر أمرًا حول كيفية اتّخاذ موقف، وجميع المواقف المعلنة كانت من جهتها؛ لأنّها لم يكُن لديها أيّ معلومات عن الحدث».

وكالة «إيسنا» + موقع «إيران إنترناشونال» (الإصدار الفارسي)

رفسنجاني يطالب المسؤولين بإصلاح ثقة الشعب.. وبهلوي يوجِّه رسالة للمحتجِّين

طالب رئيس مجلس مدينة طهران محسن هاشمي رفسنجاني، تعليقًا على الأحداث الأخيرة، المسؤولين بـ «تحمُّل المسؤولية لأجل إصلاح الثقة الوطنية، وليس الإسقاطات وإلقاء التقصير على عاتق الآخرين والمرؤوسين»، في الوقت الذي وجّه فيه آخر ولي عهد لإيران رضا بهلوي رسالة إلى المحتجِّين.

وقال رفسنجاني أمس الأحد (12 يناير): «يتعيَّن علينا الانتباه إلى أنّ الأسوأ من استهداف الطائرة سهوًا، هو الاستهداف المتعمَّد للثقة العامّة. لماذا يتعيَّن إخفاء الحقيقة عن رئيس البلاد ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، ويتمّ إخبارهم بالحقيقة بعد إعلان الحكومات الأجنبية عنها؟»، وأضاف: «لا يتعَّين إغفال أداء الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الرسمية في إثارة الشعب أكثر من الحدّ، واستقطاب أجواء المجتمع، إذ تقوم بتضخيم بعض المشكلات الصغيرة، ولا يلتفتون للمشكلات الكبرى».

وذكر رئيس مجلس طهران: «إنّ تقصير وأخطاء المسؤولين المعنيين وعدم تحمُّل المسؤولية أمام الرأي العام، هما المحور المشترك للكوارث الأخيرة التي حدثت من قبيل مصرع 60 شخصاً في تشييع جنازة قاسم سليماني في كرمان، ومصرع 20 شخصاً في حادثة سقوط حافلة، وإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية سهواً».

من جانبه، غرَّد بهلوي يوم أمس الأحد مخاطبًا المحتجين الإيرانيين: «أيُّها المواطنون الشجعان، لقد أثبتم مرّة أخرى أنكم لا ترغبون في أن تظلُّوا رهائن هذا النظام القمعي والمحتلّ. إنّ شجاعتكم ستحكم سلاسل الظلم وجدران الكذب، والعالم الآن يستمع إلى صيحاتكم الباعثة على الفخر».

يُشار إلى أنّ الاحتجاجات اندلعت في عدد من المدن الإيرانية، أبرزها طهران ومشهد والأحواز وأصفهان وتبريز وجرجان وسنندج وكرمانشاه وشيراز وقزوين وسمنان ودامغان ويزد وشاهرود وآمل وبابل.

موقع «راديو فردا» + وكالة «إيسنا»

سيول في جنوب إيران.. وبرلماني يكشف عن دمار في زاهدان

مع انشغال وسائل الإعلام الإيراني بحادث الطائرة الأوكرانية، تسبَّبت الأمطار الشديدة التي هطلت منذ عصر الجمعة جنوب وجنوب شرق البلاد، في فيضان الأنهار والسيول المُدمرّة بمحافظات هرمزجان وكرمان وسيستان وبلوشستان، وأكَّد نائب مدينة زاهدان عن دمار كبير للمنازل الطينية للسكّان البسطاء.

وشرَّدت السيول الآلاف من سُكّان تلك المحافظات، وقضى حتّى الآن ثلاثة أشخاص نتيجة هذه الكوارث الطبيعية، وتعرّضت الكثير من المنازل وطُرق المواصلات إلى الدمار. وقال الناطق باسم هيئة الطوارئ مجتبى خالدي: «للأسف فإنّ ثلاثة أشخاص قضوا في المحافظات المتضرِّرة بالسيول، وجُرِح أربعة، وغرق واحد منهم في محافظة سيستان وبلوشستان، وواحد آخر في هرمزجان والثالث في قرية حاجي آباد، ونقلت فرق الطوارئ 24 امرأة حاملًا إلى المراكز الطبية، وفي محافظة هرمزجان تعرّضت عدد من المقاطعات للسيول والغرق، ومنها: بندر لنغه، بندر عباس، قشم وميناب، وتحاصر السيول مقاطعات خاش، ودلجان وقرى أطراف تفنان في سيستان وبلوشستان، ويصل ارتفاع المياه في بعض المناطق إلى متر تقريباً».

وحاصرت السيول والثلوج 46 قرية في كرمان، وتمّ إخلاء خمس قرى هي: حصار، هنجستان، سورجلم، ديول وجنجك، بسبب فيضان نهري جكين وجابريك، وقطعت طرق المواصلات في 363 قرية خلال اليومين الماضيين (السبت والأحد).

من جانبه، قال نائب زاهدان في البرلمان حسين علي شهرياري: إنّ السيول تسببت بتدمير المنازل، وأضاف: «السيول الأخيرة خلّفت دمارًا خاصّةً في أطراف زاهدان التي يقطنها 300 ألف شخص، وجُلّ منازلهم من الطين، ويسكنها المستضعفون، وقد اضطر بعضهم لتغطية سقوف منازلهم بالبلاستيك للحد من مشاكل غزارة الأمطار»، موضِّحًا أنّ السيول لم تسفر عن خسائر بشرية.

وكالة «إيسنا» + صحيفة «آرمان ملي»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير