قتل المحتجّين بـ«دراغونوف».. سلاح المرشد المفضّل

https://rasanah-iiis.org/?p=18826

بواسطةبهنام قلي بور

قُتل عدد من المتظاهرين في الشوارع احتجاجًا على زيادة أسعار البنزين في إيران، بسلاحٍ حمَله المرشد الإيراني علي خامنئي لأول مرة في عام 2015م.
«دراغونوف» أو «نخجير» هو السلاح الذي شُوهِد بعد سنوات من انتهاء حرب العراق ضد إيران، في أحداث هجوم عدد من قوّات «داعش» على البرلمان الإيراني في مايو 2017م، في أيدي عدد من القوّات الموجودة في المشهد.
بعد أقل من شهر واحد من هذا الهجوم غير المسبوق، أي في يوليو من نفس العام، ألقى المرشد خامنئي خطبة صلاة عيد الفطر حاملًا هذا السلاح، وهو الإجراء الذي لفت انتباه مجموعة من وسائل الإعلام والنشطاء التابعين لخط المرشد في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان المرشد خامنئي قد أمسك بهذا السلاح في خطبة عيد الفطر من عام 2015م، قبل ثلاثة أيام من توقيع الاتفاق النووي، وحمل المرشد خامنئي هذا السلاح للمرة الثالثة في خطبة عيد الفطر 2019م، وهو ما يشير إلى نيّته نقل رسالة خاصّة إلى مجموعة من مخاطبيه.
وكان هذا السلاح محطّ اهتمام كثير من النشطاء ووسائل الإعلام المحافظة منذ عام 2015م وحتى الآن، وكان اتكاء المرشد عليه في ثلاث خُطَب من عيد الفطر له أهمّية خاصّة ورسالة مهمّة.
كانت وكالة أنباء «ميزان» قد كتبت بشأن السلاح الذي كان بيد المرشد في أثناء صلاة عيد الفطر، أنه «من المستحبّ أن يحمل خطيب الصلوات السياسية السلاح أو يتكئ على العصا والقوس».
وأضافت هذه الوكالة في جزء آخر من تقريرها: «يمسك الخطيب بسلاحه ويتكئ عليه حتى يعلن أنه مستعدّ دومًا للجهاد في سبيل تحقيق القيَم الإلهية مع المنحرفين والكفّار والمنافقين الذين لا يقبلون كلام الحقّ ويعاندون ويظلمون».
وقيّمت مجموعة من ناشطي القيَم في مواقع التواصل الاجتماعي إجراء المرشد على أنه يتضمن رسالة تشتمل على معانٍ مثل «اصبر كثيرًا» و«اضرب قليلًا» و«اضرب بشكل صحيح» و«اضرب بدقة» و«اضرب كبار بيادق العدوّ» و«كن مؤثرًا» و«كن قويًّا في قلب جبهتك»، ويُطلَق لقب «مستخدمو القيَم» على مؤيدي النظام والذين ينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على أساس أهداف وقيَم النظام الإيراني.
كما فسّرَت مجموعة أخرى من نشطاء القيَم في وسائل التواصل الاجتماعي إمساك المرشد بهذا السلاح بأنه رسالة إلى إسرائيل والشباب الإيراني بأن يراقبوا السياسات الإقليمية لتل أبيب، والتحوّلات في العالم العربي.
إنّ بندقية «دراغونوف» هي سلاح فرديّ يُستخدَم في الغالب في عمليات الجاسوسية ومن أجل التخلّص من أشخاص معينين «أعداء» عن بُعد.
وتتميز هذه البندقية بوزنها الخفيف ودقّتها الاستثنائية، وأُنتجت في السنوات الأخيرة باسم «الصائدة» عن طريق مؤسسة الصناعات الدفاعية.
وعلى الرغم من أن هذا السلاح معروف أكثر بأنه سلاح قناصة، ويحمل اسم «قناصة» في الدول العربية وإيران القديمة، وهي من الكلمة العربية «قناص»، فإنه قد صُنِع في الأساس لدعم الجنود في الجبهة.
ويُعَدّ هذا السلاح من أهمّ الأسلحة في الحرب الداخلية السورية والعراقية خلال السنوات الأخيرة، وهو السلاح الذي تقول بعض التقارير إنّ قناصي إيران يستخدمونه بشكل أساسيّ.
ويعود تاريخ استخدام القوّات المسلحة الإيرانية لهذا السلاح إلى فترة الحرب الإيرانية-العراقية، ولكن نُشِرَت تقارير عن وجود هذا السلاح في ميادين العمليات خلال أحداث عام 2009م وهجوم «داعش» على البرلمان وقمع احتجاجات نوفمبر 2019م.
وبعد الحرب، ونظرًا إلى حاجة الوحدات العسكرية، صُنِع هذا السلاح عن طريق المؤسسات الجهادية للاكتفاء الذاتي في الجيش والحرس الثوري بعدة نماذج، وسُلِّم إلى هذه القوّات.
وفي الوقت الحالي، بندقية «دراغونوف» من أسلحة الجيش والقوّات الخاصّة وكتائب الإمام الحسين الأمنية التابعة للحرس الثوري. كما تشير التقارير المتاحة إلى أنّ أفرادًا في وحدات الإمام الحسين يستخدمون سلاح «دراغونوف» كقناصة، ويُدرَّبون بشكل دائم على استخدامه.
وتُستخدَم هذه القوّات في فترات مختلفة مِن قِبل الحرس الثوري، وكانت أحدث فترة مرتبطة بحضور جزء منهم مع وحدات الإمام علي الأمنية في قمع احتجاجات نوفمبر.
تُسمَّى كتيبة الإمام الحسين بـ«نور عين الحرس الثوري» في منظمة الباسيج، وتُدرَّب هذه القوّات وفقًا لاعتقاد البعض بأنه من الضروري الانضمام إلى هذه الكتائب من أجل الالتحاق بالحرس الثوري، ويُقسَّم الهيكل التنظيمي لهذه الكتائب بشكل عام إلى: الدفاع الجوي، والمعدّات، والمشاة، ويتلقى كل فرع تدريباته الخاصة، ويعمل تحت الإشراف المباشر للواء قوّات المشاة بالمحافظة.
يُشاهَد في بعض صور وتقارير عمليات الكرّ والفرّ في أثناء قمع احتجاجات نوفمبر آثار هذه القوّات برفقة سلاحهم التنظيمي وهو «دراغونوف».
بويا بختياري.. هو أحد متظاهري نوفمبر 2019م، وتقول التقارير إنه تُوفّي بسبب إصابته بطلق ناريّ في رأسه. وقالت والدة بويا بختياري بصراحة إنّ ابنها قد قُتل إثر إصابته برصاص قناصة.
وتُظهر صور وتقارير أخرى عديدة لضحايا الاحتجاجات الأخيرة أنّ الجماجم أو أماكن الإصابة بالرصاص قد تحطمت بالكامل، وقد استُهدف هؤلاء الضحايا بـ«دراغونوف» أو «القناصة» أو «الصائدة»، وهو السلاح الذي كان يُعرَف بكونه سلاحًا فقط قبل هذه الفترة، إلا أنه أصبح يلعب دورًا أكثر من كونه سلاحًا في الوقت الحالي، وتحوَّل إلى رمز من رموز القمع داخل إيران، وهو السلاح المفضَّل للمرشد الإيراني.

المصدر: موقع «إيران واير»


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعكس بالضرورة رأي المعهد

بهنام قلي بور
بهنام قلي بور
صحفي إيراني