رئيس «بسيج المستضعفين» يتجاهل تضاعُف الوفيات: الشعب ينسجم مع «كورونا».. وناشط مدني من سجن مريوان: صور «إيفين» نموذج صغير من جرائم إيران

https://rasanah-iiis.org/?p=25801
الموجز - رصانة

رئيس «بسيج المستضعفين» يتجاهل تضاعُف الوفيات: الشعب ينسجم مع «كورونا».. وناشط مدني من سجن مريوان: صور «إيفين» نموذج صغير من جرائم إيران 

ألمح رئيس منظَّمة «بسيج» المستضعفين في إيران العميد غلام رضا سليماني، خلال مراسم افتتاح 57 منزلًا سكنيًا بمنطقة جواد آباد في مدينة ورامين، أمس الثلاثاء، إلى أنَّ «ذروة انسجام الشعب تحقَّقت في فترة تفشِّي كورونا»، متجاهلًا تضاعُف حالات الوفيات حاليًا. وفي شأن حقوقي، أكَّد الناشط المدني برزان محمدي، الذي يقضي عقوبته في سجن مريوان، من خلال رسالة له، أنَّ الصورَ المنشورة من جرَّاء اختراق كاميرات سجن إيفين، «نموذج صغير من جرائم إيران».  

وعلى صعيد الافتتاحيات، استنكرت افتتاحية صحيفة «ابتكار»، دعوة أحد مسؤولي حكومة رئيسي الحالية الشعبَ للتحلِّي بالصبر بشأن حلّ المشكلات الاقتصادية، دون أن تكون هناك رؤيةٌ أصلًا.

 فيما رأت افتتاحية صحيفة «تجارت» أنَّ الحكومة الحالية ستعيش في متاهة المشاكل، لكن تطالب مسؤوليها بالتخطيط على أساس واقع المجتمع، حتى تُقدِّم سجلَّ عملٍ مُبشِّر في نهاية سنواتها الأربع.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«ابتكار»: الدعوة إلى الصبر دون وجود رؤية

تستنكر افتتاحية صحيفة «ابتكار»، عبر كاتبها الصحافي جوبين صفاري، دعوة أحد مسؤولي حكومة رئيسي الحالية الشعبَ للتحلِّي بالصبر بشأن حلّ المشاكل الاقتصادية، دون أن تكون هناك رؤية أصلًا.

تذكر الافتتاحية: «مع إلقاء نظرة إلى مسار التنمية في دول، مثل ماليزيا، ندرك أنَّ جميع أركان صُنَّاع القرار اجتهدوا في خطَّة شاملة وواقعية لجعل بلادهم مركزًا اقتصاديًا. ويمكن دراسة كيفية تحقيق هذه التنمية في كُلّ دولة، وفي مكانها الخاص. لكن أمس، دعا وزير الإرشاد في حكومة محمود أحمدي نجاد ونائب الرئيس الحالي للشؤون البرلمانية، محمد حسيني، الشعبَ إلى التحِّلي بالصبر في حلّ المشكلات الاقتصادية. وقال: «إنَّ حلّ المشاكل الاقتصادية والصحِّية يستغرق وقتًا طويلًا، وعلى الرغم من أنَّه لا ينبغي التلكُّؤ في هذا الصدد، إلّا أنَّنا نتوقَّع من الشعب أن يتحلَّى بالصبر، كما هو الحال دائمًا». وعلى الرغم من أنَّ هذه العبارة صحيحة في حدِّ ذاتها، إلّا أَّن دولة مثل تركيا قد حسَّنت وضعها الاقتصادي في عشر سنوات، عبر الإصلاحات التي أجراها كمال درويش. لكن الأمر الذي لم ينتبه له حسيني، هو عدم وجود رؤية للصبر. فلا يمكن إنقاذ الاقتصاد بالخطط العامَّة والشعارات، وتغيير الأشخاص فقط. حتّى الآن، لا تُوجّد أيَّة مؤشِّرات على وجود خطَّة تحولية من قِبَل مسؤولي الحكومة الجديدة وتؤيِّدها النُّخبة الاقتصادية. وعلى الرغم من أنَّه لا يزال من المبكِّر للغاية الحُكم على هذا الأمر، إلّا أنَّه لا يُوجَد أيّ نهج يبعث على الأمل، حتّى في تصريحاتهم.

إذا عُدنا إلى تجارُب دول أُخرى، مثل تركيا، سندرك أنَّه لا يزال من المبكِّر دعوة الشعب إلى التحلِّي بالصبر، طالما لم يتِم التحدُّث مع الشعب عن رؤية صبرهم بكُلّ شفافية.

عندما أدار كمال درويش دفَّة سفينة الاقتصاد التركي التي ضربتها العاصفة، حدَّد شرطين، هُما «الاستقلالية في اتّخاذ القرار واختيار الفريق الاقتصادي» و «التقارُب بين التحالُف السياسي المهيمن على تركيا». ومع تحقُّق هذين الشرطين وإزالة المماحكة السياسية من مسار التحسين، بدأت سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية. وكان الحفاظ على قيمة العُملة الوطنية بتدخُّل أدنى من البنك المركزي، واتّخاذ السياسات المالية التوسُّعية، وإصلاح النظام المصرفي، وتحسين الأُطُر الرقابية، من ضمن الإجراءات التي حوَّلت تركيا في وقت سريع من «اقتصاد يبحث عن الريع» وعلى وشك الانهيار، إلى نموذج من تجربة الازدهار الاقتصادي.

الآن علينا سؤال حسيني: أيٌّ من هذه الإجراءات اتُّخِذت في الوقت الراهن، بحيث يمكن دعوة الناس إلى التحلِّي بالصبر إلى جانبها. كما أنَّه لا تُوجَد أيَّة مؤشِّرات على حدوث تغيير جوهري في الأشخاص، الذين اُختِيروا لتولِّي الحقائب الوزارية أو في خططهم. ورغم هذا، يجب التأكيد على أنَّه لا ينبغي الحُكم على ذلك بهذه السرعة، لكن يمكن التحذير من أنَّه من الصعب تحديد رؤية للاقتصاد، ما لم يتحقَّق التعاطُف والتقارُب في السياقات السياسية والاجتماعية، ولم تُتخَذ تدابير عملية لتصحيح الهياكل الفاسدة. كما أنَّه رغم الإدلاء ببعض التصريحات حول تأثير العقوبات على الوضع الاقتصادي السيِّئ، إلّا أنَّه لا تُوجَد أيَّة رؤية بعَد لرفعها. ومن هذا المنطلق، يبدو أنَّه مثلما لا يتعيَّن على الشعب الحُكم مبكِّرًا على أداء الحكومة الجديدة، فإنَّه لا ينبغي لمسؤولي الحكومة الاستعجال في دعوة الشعب إلى التحلِّي بالصبر من أجل تحسين الأوضاع؛ لأن ذلك قد يضاعف من يأس الشعب.

ورغم كُلّ ذلك، تجدُر الإشارة هُنا إلى أنَّ الصبر أمر مُستحَب في تنمية أيَّ دولة، وهو الصبر الذي سيؤدِّي بدوره في النهاية إلى التسامُح وقبول الأفكار المختلفة».

«تجارت»: الحكومة الثالثة عشرة في متاهة المشاكل

ترى الصحافية سهيلة طائي، من خلال افتتاحية صحيفة «تجارت»، أنَّ الحكومة الحالية ستعيش في متاهة المشاكل، لكن تطالب مسؤوليها بالتخطيط على أساس واقع المجتمع، حتى تُقدِّم سجلّ عمل مُبشِّر في نهاية سنواتها الأربع.

ورد في الافتتاحية: «شُكِّلت الحكومة الثالثة عشرة في ظِل ظروف اقتصادية هي الأسوأ في إيران؛ تأثَّرت الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحتّى السياسية بجائحة كورونا، وعدم وفاء الحكومة السابقة بوعودها الرئيسية، مثل الحفاظ على الاتفاق النووي، والفشل في بيع النفط، والزيادة الجامحة في أسعار العُملة الأجنبية والذهب، والأهمّ من ذلك كُلِّه التضخُّم، الذي يُقال إنَّه تجاوز عتبة الـ 60%؛ كما ضاعت وعود خلق فُرص العمل وتنظيم الصناعة والنقل والإسكان أيضًا، وسط أخبار ضحايا الإصابة بفيروس كورونا وفشل الحكومة في مواجهة هذا المرض.

والآن تولَّت الحكومة الثالثة عشرة إدارة السُلطة التنفيذية مع أعباء ثقيلة من المسؤوليات؛ بسبب المشاكل القائمة في مختلف المجالات، لا سيما المشاكل الاقتصادية، ومع ملايين أوراق الاقتراع، التي يُوجَد خلف كُلّ صوت انتخابي منها آلاف الآمال والتطلُّعات. في غضون ذلك، لا يجب نسيان أنَّ شعب إيران الصبور على الرغم من أنَّه يعلم أنَّ العقوبات الداخلية هي أساس المشاكل الاقتصادية الرئيسية، صبَرَ وتحمَّلَ عقوبات الأعداء وانعدام التدبير وعدم المسؤولية. الآن مقابل كُلّ هذه الحشمة والعظمة من جانب الشعب الإيراني، فإنَّ الحكومة الثالثة عشرة مُلزَمة بالتفكير فقط في المصلحة الوطنية، وبذل الجهود في التفاعُل مع السُلطات الأُخرى؛ من أجل تحقيق أهداف وثيقة الرؤية المستقبلية، والقضاء على عوائق الإنتاج، وخلق فُرص عمل، عن طريق تحسين أجواء الأعمال، وخلق بيئة مناسبة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية.

يُتوقَّع من الحكومة -أكثر من أيّ وقتٍ مضى- ألا تهدِر وقتها في أمور هامشية تتعلَّق بالمنصب والموقع، وأن تتّخِذ خطوات لتنفيذ المطالب الحقيقية للمجتمع، ولتلبية مصالح النظام.

من الضروري أن تعمل الحكومة الثالثة عشرة بشكل أكثر جدِّية وحزم في مسار مكافحة جميع مظاهر الفساد، وأن تقضي على عمليات الفساد والريع والاختلاس، التي تفشَّت بشكل علني في المجتمع وتجذَّرت على مدى العقدين الماضيين، وأن تجفِّف جذور الفساد في المجالات المالية، والإدارية، والمصرفية، والجمركية، والاستيراد وتهريب البضائع، والفساد في المجالات الثقافية والاجتماعية والشذوذ الأخلاقي، كُلّ هذا وكُلّ مظاهر الفساد الناجمة عن الخروج على القانون، أو لأنَّ القوانين غير فعّالة وغير كافية.

من المُتوقَّع أيضًا من الحكومة الحالية أن تؤمن إيمانًا عميقًا باقتصاد المقاومة، وأن تُظهِر حساسية خاصَّة تجاه ديناميكية وإنتاجية الاقتصاد الوطني داخليًا، كما يجب وضع الاهتمام بالإنتاج، وزيادة الصادرات، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وغيرها من الأمور المشابهة التي تعزِّز الاقتصاد وتسبِّب استقراره، على جدول أعمال الحكومة دائمًا. كما يجب عليها إدارة مشاكل مثل صياغة الميزانية والقيود المالية، والعمل الموازي، وانعدام الكفاءة، وعدم التخطيط وعدم وجود سياسات اقتصادية متكاملة، التي تسبِّب الفوضى، وعدم فاعلية أنشطة المؤسَّسات والأجهزة الاقتصادية، وتقلِّل من فعالية وشمولية الإجراءات والبرامج الاقتصادية إلى الحدِّ الأدنى.

في النهاية، لا نتوقَّع من الحكومة أن تحِلّ بين عشية وضحاها جميع المشاكل الاقتصادية والمعيشية، التي هي نتاج سنوات طويلة من الجهل بالعمل، بل إنَّ المطلب الرئيس من المسؤولين الجُدُد في السُلطة التنفيذية، هو التخطيط على أساس واقع المجتمع، حتى تُقدِّم الحكومة سجلّ عمل مُبشِّر في نهاية سنواتها الأربع، لا في نهاية هذا العام».

أبرز الأخبار - رصانة

رئيس «بسيج المستضعفين» يتجاهل تضاعُف الوفيات: الشعب ينسجم مع «كورونا»

ألمح رئيس منظَّمة بسيج المستضعفين في إيران العميد غلام رضا سليماني، خلال مراسم افتتاح 57 منزلًا سكنيًا بمنطقة جواد آباد بمدينة ورامين، أمس الثلاثاء (31 أغسطس)، إلى أنَّ «ذروة انسجام الشعب تحقَّقت في فترة تفشِّي كورونا»، متجاهلًا تضاعُف حالات الوفيات حاليًا.

وقال العميد رضا سليماني: «شاهدنا ذروة انسجام الشعب بفترة تفشِّي كورونا، يتحدَّث كافَّة عُلماء الاجتماع بالداخل والخارج عن الثورة الإسلامية، وأثبت الشعب الإيراني انسجامه وتكاتُفه في ثلاث فترات؛ فترة الثورة الإسلامية، والدفاع المقدس، وفترة مواجهة كورونا، ومنها المساعدات الخيرية التي تمَّت على مستوى البلد في قالب “خطَّة سليماني”، ولا تزال مستمِرَّة كذلك»، بحسب قوله.

من جانب آخر، أكَّدت الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحَّة، أمس، وفاة 643 مريضًا بفيروس كورونا؛ ليصل عدد حالات الوفاة الإجمالي إلى 107,794 حالة. كما تمّ تحديد 31,319 مريضًا جديدًا، منهم 4,685 تمَّ نقلهم إلى المستشفى؛ ليبلغ إجمالي عدد المصابين في البلاد 4,992,063 مصابًا. كما تمَّ تحديد 306 مدن في الوضع الأحمر، و110 مدن في الوضع البرتقالي، و32 مدينة في الوضع الأصفر.

وكالة «فارس» + وكالة «إيسنا»

ناشط مدني من سجن مريوان: صور «إيفين» نموذج صغير من جرائم إيران 

أكَّد الناشط المدني برزان محمدي، الذي يقضي عقوبته في سجن مريوان، من خلال رسالة له، أنَّ الصور المنشورة من جرَّاء اختراق كاميرات سجن إيفين، «نموذج صغير من جرائم إيران».  

ووفقًا لرسالة محمدي التي نشرتها وكالة «هرانا» الحقوقية، الأحد الماضي (29 أغسطس)، «تعرَّض وفا وطن دوست، السجين من أهالي قرى مريوان، لاعتداءات وإيذاء من عدَّة حراس في السجن على مدار 8 أشهر في السجن الانفرادي في سنندج، وعذَّبتهُ القوّات الأمنية وهو منزوع الملابس بأجسام مختلفة؛ لانتزاع اعترافات إجبارية منه».

وذكر الناشط الإيراني خلال الرسالة، أنَّ «الكثير من السُجناء يُواجَهون في السجن الانفرادي أو خلال مراحل الاستجواب والاعترافات الإجبارية بشتَّى أنواع الإيذاء والتعذيب المختلف؛ الجسدي والنفسي والجنسي والسلوكيات القبيحة من مأموري الحكومة الإيرانية، وهذا الأمر لا يزال مستمرًّا، ولا أحد يرُدّ، ولن يرُدّ أحد على ذلك».

وفي جزء آخر من الرسالة، أشار محمدي إلى ملفّات، مثل «قتل علي رضا شير محمد علي في السجن، وتعذيب سهيل عربي، وإيذاء والدته فرنغيس مظلوم، وتعذيب وقتل ستار بهشتي، وتعذيب حسين سرلك وبهناك محجوبي، وعشرات السُجناء الآخرين»، ووردَ فيها أنَّ المسؤولين عن التعذيب والإيذاء للسجناء في بعض الحالات تولّوا مسؤوليات أكبر.   يُشار إلى أنَّ الناشط محمدي أُدين العام الجاري بحُكم من المحكمة بتُهمة «إهانة المرشد والدعاية ضد النظام»، بالسجن لـ 22 شهرًا و17 يومًا.

موقع «راديو فردا»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير